ناصر
01-20-2003, 10:50 PM
اْحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد
تعبيري الإعتدال والتطرف ماْلوفين علي الساحة العربية .. الرسمية والشعبية ، وهما يستخدمان للدلالة علي مواقف سياسية اْو دينية اْو اجتماعية ، والحقيقة ان الغرب واعلامه هو الاْكثر استخداماً لهذين المصطلحين ، بحيث يعتبر الشخص الذي يريد ان يقيم دولة اسلامية تطبق الشريعة متطرفاً ، اما الذي يفصل الشعائر الدينية عن الحياة العامة معتدلاً، ويكون اعتداله ارقي ان لم يكن ممارساً للطقوس
تعبير معتدل يعطي انطباعاً ايجابياً ورنة جميلة في الاْذن ، اما متطرف فمنفر ويثير الإشمئزاز ، المعتدل شخص محترم ، ومنطقي وانساني ،اْما المتطرف فضيق الاْفق ومتشنج ومتناقض وبهيمي ، ولا يمكن الوصول معه الي تفاهم او التعامل معه باحترام
الإعتدال عبارة عن قيمة انسانية لا يتحلي بها الا الذين ارتقوا بانسانيتهم ،اْما التطرف فقيمة منحطة لا يتمسك بها الا من تغلبت حيوانيتهم علي انسانيتهم.......
يبدو ان القوي هو الذي يقرر تعريف المفاهيم والمصطلحات ، وذلك بحق القوة وربمافي هذا ما يعكس واقعا ساد علي مدي حقب تاريخية طويلة .. الغرب الان هو صاحب القوة وهو المكتشف والمبدع والمخترع ، وهو الذي يصدر اخر ما توصل اليه في التقنية والسياسة والفلسفة والطعام ....الخ
بهذا تتعززقدرته علي تعميم او علمنة مفاهيمه بالحكومات والاْنظمة التي تدور في فلكه او تتلقي منهالدعم.... تتعزز ايضا بفعل المثقفين الذين يعملون كسماسرة معرفة يروجون الفكر والثقافة الغربيين مقابل بعض المال اْو المتع
النتيجة ان المفاهيم ترتبط بالمصلحة وليس بقيمة كونية او مبدا انساني ، ولهذا لا يمكن ان تحمل المفاهيم معاني ثابتة او مطلقة ، وانما تبقي متغيرة المعني والدلالة تبعا لتغيير معايير القوى والمصالح ، فما هو حق واعتدال الان قد يصبح باطلاً او تطرفاً غداً والعكس صحيح
لذا ترفض الفلسفة السياسية الدلالات التي يضعها الغرب لمصطلحات من هذا القبيل ، لانها انتهازية وظرفية ومتقلبة ولا تعبر عن كونية المفهوم او انسانيته
من الناحية الفلسفية يعتبر الإعتدال وسطا بين طرفين نقيضين ، وهو خير تعبير عن التمسك بالحق والدفاع عنه والعمل علي تحقيقه ، الكرم علي سبيل المثال يعبر عن موقف معتدل لانه وسط بين الاسراف والبخل ، والشجاعة اعتدال لانها وسط بين التهور والجبن ، الكرم عبارة عن فضيلة وكذلك الشجاعة والاخلاص والوفاء ، الفضيلة هذه حسب راي العديد من الفلاسفة ومنهم افلاطون هي الاعتدال ، ولا تبتعد الاْديان عن هذا المفهوم ، فاْمة المسلمين مثلاً امةً وسطاً لا تزيغ ولا تطغى ، لا تظلم ولا تسلم نفسها لظلم ، وتقيم الميزان في مختلف نشاطات الحياة .
اما لغوياً تعود كلمة الإعتدال الي الجذر عدل ، والذي يعني الإستقامة مع التسوية ، وفي هذا معني العدل الذي يشمل النواحي المادية والمعنوية علي حد السواء ، وهو ايضا اقامة الحق والدفاع عنه
دينياً ولغوياً وفلسفياً يرتبط الاعتدال بالحق واقامته والدفاع عنه والإصرار عليه ، ولا علاقة له بمصلحة او بمنطق القوة ، فالمعتدل هو ذلك الواقف مع الحق ، فلا يفرط بحق له ولا يعتدي علي حق الاخرين .
الاعتدال هو مبداْ كوني صالح لكل زمان ومكان ، بغض النظر عن الاْقوياء او الضعفاء .... والمعتدل هو من يطبق هذا المبداْ بدون تمييز او انحياز او محاباة او تجاهل او تغاضي ، فالحق لا تصنعه القوة وانما هو الذي يطوع القوة لخدمته بحيث تشكل رادعاً لكل معتد اثيم .
نستخلص مما سبق ان الحق هو نقطة اعتدال وكل ابتعاد عنها عبارة عن تطرف، ويزداد التطرف حدة كلما ازداد الإبتعاد عنها سواءً ناحية اليمين او اليسار ، فمن ابتعد عنها ليقبل اْقل من حقه يكون قد زاغ او تهاون او جبن او تنازل ، وهو بذلك ليس معتدلا ، ومن ابتعد عنها لياْخذ اكثر من حقه يكون قد طغى وظلم وتهور ، وهو بذلك ليس معتدلاً ، وبذلك يكون الجبن والتنازل والطغيان تطرفاً
وحيث ان الحق اْمانة فان التطرف خروج عن الاْمانة والخروج عن الاْمانة خيانة ، الاْمين قائم بالحق يفي بالتزاماته تجاه نفسه وتجاه الاْخرين ، واذا تخلي عنها خان نفسه وخان الاْخرين
ينطبق هذا التحليل علي حال الاْمة الاْن ، اذ انه لا يمكن ان يسمي القبول بدولة اسرائيل علي ارض فلسطين اعتدالاً ، القبول بها عبارة عن تطرف ، لانه تنازل عن حق ليس كرماً وانما هزيمة وعلي حساب تكامل الاْمة واْرضها
هذا ايضا صحيح فيما يخص استغلال الثروات العربية من قبل الغير والتسليم بتجزئة الارض العربية وفق ارادة المستعمرين ، القبول بمظلة الغير من اجل الحصول علي الامن والاستقرار يدخل ضمن نفس المنطق لان هذا يعبر عن عجز وعن عدم رغبة في التغلب علي اسباب الضعف
الي هنا
تحياتي
ناصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد
تعبيري الإعتدال والتطرف ماْلوفين علي الساحة العربية .. الرسمية والشعبية ، وهما يستخدمان للدلالة علي مواقف سياسية اْو دينية اْو اجتماعية ، والحقيقة ان الغرب واعلامه هو الاْكثر استخداماً لهذين المصطلحين ، بحيث يعتبر الشخص الذي يريد ان يقيم دولة اسلامية تطبق الشريعة متطرفاً ، اما الذي يفصل الشعائر الدينية عن الحياة العامة معتدلاً، ويكون اعتداله ارقي ان لم يكن ممارساً للطقوس
تعبير معتدل يعطي انطباعاً ايجابياً ورنة جميلة في الاْذن ، اما متطرف فمنفر ويثير الإشمئزاز ، المعتدل شخص محترم ، ومنطقي وانساني ،اْما المتطرف فضيق الاْفق ومتشنج ومتناقض وبهيمي ، ولا يمكن الوصول معه الي تفاهم او التعامل معه باحترام
الإعتدال عبارة عن قيمة انسانية لا يتحلي بها الا الذين ارتقوا بانسانيتهم ،اْما التطرف فقيمة منحطة لا يتمسك بها الا من تغلبت حيوانيتهم علي انسانيتهم.......
يبدو ان القوي هو الذي يقرر تعريف المفاهيم والمصطلحات ، وذلك بحق القوة وربمافي هذا ما يعكس واقعا ساد علي مدي حقب تاريخية طويلة .. الغرب الان هو صاحب القوة وهو المكتشف والمبدع والمخترع ، وهو الذي يصدر اخر ما توصل اليه في التقنية والسياسة والفلسفة والطعام ....الخ
بهذا تتعززقدرته علي تعميم او علمنة مفاهيمه بالحكومات والاْنظمة التي تدور في فلكه او تتلقي منهالدعم.... تتعزز ايضا بفعل المثقفين الذين يعملون كسماسرة معرفة يروجون الفكر والثقافة الغربيين مقابل بعض المال اْو المتع
النتيجة ان المفاهيم ترتبط بالمصلحة وليس بقيمة كونية او مبدا انساني ، ولهذا لا يمكن ان تحمل المفاهيم معاني ثابتة او مطلقة ، وانما تبقي متغيرة المعني والدلالة تبعا لتغيير معايير القوى والمصالح ، فما هو حق واعتدال الان قد يصبح باطلاً او تطرفاً غداً والعكس صحيح
لذا ترفض الفلسفة السياسية الدلالات التي يضعها الغرب لمصطلحات من هذا القبيل ، لانها انتهازية وظرفية ومتقلبة ولا تعبر عن كونية المفهوم او انسانيته
من الناحية الفلسفية يعتبر الإعتدال وسطا بين طرفين نقيضين ، وهو خير تعبير عن التمسك بالحق والدفاع عنه والعمل علي تحقيقه ، الكرم علي سبيل المثال يعبر عن موقف معتدل لانه وسط بين الاسراف والبخل ، والشجاعة اعتدال لانها وسط بين التهور والجبن ، الكرم عبارة عن فضيلة وكذلك الشجاعة والاخلاص والوفاء ، الفضيلة هذه حسب راي العديد من الفلاسفة ومنهم افلاطون هي الاعتدال ، ولا تبتعد الاْديان عن هذا المفهوم ، فاْمة المسلمين مثلاً امةً وسطاً لا تزيغ ولا تطغى ، لا تظلم ولا تسلم نفسها لظلم ، وتقيم الميزان في مختلف نشاطات الحياة .
اما لغوياً تعود كلمة الإعتدال الي الجذر عدل ، والذي يعني الإستقامة مع التسوية ، وفي هذا معني العدل الذي يشمل النواحي المادية والمعنوية علي حد السواء ، وهو ايضا اقامة الحق والدفاع عنه
دينياً ولغوياً وفلسفياً يرتبط الاعتدال بالحق واقامته والدفاع عنه والإصرار عليه ، ولا علاقة له بمصلحة او بمنطق القوة ، فالمعتدل هو ذلك الواقف مع الحق ، فلا يفرط بحق له ولا يعتدي علي حق الاخرين .
الاعتدال هو مبداْ كوني صالح لكل زمان ومكان ، بغض النظر عن الاْقوياء او الضعفاء .... والمعتدل هو من يطبق هذا المبداْ بدون تمييز او انحياز او محاباة او تجاهل او تغاضي ، فالحق لا تصنعه القوة وانما هو الذي يطوع القوة لخدمته بحيث تشكل رادعاً لكل معتد اثيم .
نستخلص مما سبق ان الحق هو نقطة اعتدال وكل ابتعاد عنها عبارة عن تطرف، ويزداد التطرف حدة كلما ازداد الإبتعاد عنها سواءً ناحية اليمين او اليسار ، فمن ابتعد عنها ليقبل اْقل من حقه يكون قد زاغ او تهاون او جبن او تنازل ، وهو بذلك ليس معتدلا ، ومن ابتعد عنها لياْخذ اكثر من حقه يكون قد طغى وظلم وتهور ، وهو بذلك ليس معتدلاً ، وبذلك يكون الجبن والتنازل والطغيان تطرفاً
وحيث ان الحق اْمانة فان التطرف خروج عن الاْمانة والخروج عن الاْمانة خيانة ، الاْمين قائم بالحق يفي بالتزاماته تجاه نفسه وتجاه الاْخرين ، واذا تخلي عنها خان نفسه وخان الاْخرين
ينطبق هذا التحليل علي حال الاْمة الاْن ، اذ انه لا يمكن ان يسمي القبول بدولة اسرائيل علي ارض فلسطين اعتدالاً ، القبول بها عبارة عن تطرف ، لانه تنازل عن حق ليس كرماً وانما هزيمة وعلي حساب تكامل الاْمة واْرضها
هذا ايضا صحيح فيما يخص استغلال الثروات العربية من قبل الغير والتسليم بتجزئة الارض العربية وفق ارادة المستعمرين ، القبول بمظلة الغير من اجل الحصول علي الامن والاستقرار يدخل ضمن نفس المنطق لان هذا يعبر عن عجز وعن عدم رغبة في التغلب علي اسباب الضعف
الي هنا
تحياتي
ناصر