عصوومه
10-26-2008, 12:00 PM
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
http://www.alswalf.com/vb/images/bsm.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
يقول الله عز وجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فرمضان هو شهر القرآن والذكر والصيام والعبادة والاجتهاد في التقرب إلى الله عز وجل كما هو مطلوب في سائر الشهور ولكن لبعض الأزمنة فضل على بعضها الآخر
وموضوعنا هنا هو الذكر الحكيم القرآن الكريم وكيف تكفل الله سبحانه وتعالى في حفظه على مر العصور والأزمان....
وربما هنا نلقي الضوء على جانب من جوانب هذا الحفظ مهم جدا لنا جميعا.
فنحن جميعا مستسلمون أن أمر الله إذا أراد لشيء أن يكون فإنما يقول له كن فيكون
وهنا موضوع القرآن الكريم وحفظه يقول الله عز من قائل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
ويقول الله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
نحن نعلم أن القرآن هو مجموع بين دفتي المصحف الذي هو بين أيدينا وهو بالرسم العثماني فكيف سارت الأمور في هذا الاتجاه وما معنى الرسم العثماني
في البداية نعلم أن القرآن الكريم نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منجما أي متفرقا بحسب الظروف والاسباب وأنزله المولى تبارك وتعالى بواسطة الوحي وكان رسول الوحي لهذه المهمة العظيمة الشريفة هو الملك جبريل عليه السلام فقد أوكل الله له مهمة الوحي (قل نزَّله روح القدس من ربك بالحق) وروح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام فتنزل به على قلب سيدنا محمد بأمر الله سبحانه وتعالى مالك الملك قيوم السماوات والأرض رحمن كل شيء ومليكه سبحانه وتعالى علوا كبيرا.
والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى القديم حيث من صفاته جل جلاله القدم والكلام تعالى الله علوا كبيرا.
وقد أنزل أول ما أنزل بقوله المعروف لدى كل طفل وشاب وعجوز من أمة محمد عليه الصلاة والسلام
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ *)
وختم بقوله عز وجل على بعض الروايات (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا )وهي جزء من الآية 3 من سورة المائدة التي أبكت الصديق وعمر الفاروق فقد علموا أن بعد الكمال النقصان وهو رحيل الرسول عليه الصلاة والسلام من بينهم إلى الرفيق الأعلى
قبل رحيل الرسول عليه الصلاة والسلام و فداه أبي وأمي كان يراجع سفير الوحي جبريل عليه السلام يراجع القرآن مع رسول الله في شهر رمضان من كل عام مرة واحدة وفي عام رحيلة في رمضان راجعه مرتين وكانت هذه دلالة للنبي وكان يراجع الرسول مثل مراجعة جبريل القرآن مع الصحابة الكرام خاصة الحفاظ منهم الذين تمكن القرآن في صدورهم وعرفوا مكان كل أية وترتيب كل سورة كما علمهم نبيهم الذي علمه جبريل عن رب العزة جل جلاله
وبقي كتاب الله في صدور الرجال وفي الرقاع المكتوبه حيث كان من يكتب الوحي عند رسول الله وكتاب الوحي في السيرة معروفون نذكر منهم عبد الله بن عمر وبن مسعود ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وغيرهم من كرام الصحابة العدول الذين ارتضاهم النبي أمناء على الوحي
وفي عهد الصديق وحروب الردة وخاصة حرب الكذاب مسيلمة عليه لعنة الله استشهد كثير من الصحابة كما أسلفنا وبالخصوص في معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب ربما فاق المائتين وخمسين صحابيا ممن حفظوا القرآن في صدورهم.
ولقد أرعب الصديق كثرة الشهداء والقتلى في صفوف من حفظ كتاب الله في صدره من الصحابة خوفا على التنزيل الحكيم فاستشار كبار الصحابة ومن ثم أجمع أمره على جمع المصحف من الرقاع في نسخة واحدة وعهد لأحد الحفاظ بهذه المهمة فقد كان مشتتا بين رقاع كثيرة وقام هذا الصحابي الجليل بجمع المتفرق من المكتوب وبمساعدة الحفاظ من الصحابة في نسخة واحدة وبأشهادهم على هذا الجمع حتى تمت نسخة الصديق رضي الله عنه وانتقلت النسخة من بعده إلى عهدة سيدنا الفاروق عمر الخليفة الثاني ومن ثم سيدنا عثمان بن عفان الخليفة الثالث , سيدنا عثمان نظر بعين الحصيف الحريص وقد توسعت رقعة الدولة الإسلامية في الأمصار فأمر باعداد نسخ من المصحف ترسل إلى كل مصر من الأمصار أي كل بلد من بلاد المسلمين فأرسل إلي العراق نسخة والى الشام نسخة والى مصر نسخة وهكذا سبع نسخ وسمي بالرسم العثماني نسبة إلى سيدنا عثمان بن عفان. وهناك من هذه النسخ إلى يومنا هذا ما هو محفوظ ومعروف منها واحدة في متحف اسطنبول بتركيا.
تواتر المصحف الشريف
التواتر هو ما نقله جمع غفير عن جمع غفير عن جمع غفير من الناس
والجمع الغفير هو العشرة فما فوق من الناس وهذا في رواية الحديث الشريف وقد تحقق للمصحف هذا الشرط بشكل منقطع النظير
فقد حفظه جمع غفير من الصحابة عن رسول الله عن جبريل عن رب العزة جل جلاله.
وقد قام جمع غفير من الصحابة بروايته ونقله من صدورهم إلى صدور جمع غفير ممن بعدهم من التابعين ومن صدور التابعين إلى صدور جمع غفير من تابعي التابعين إلى يومنا هذا جمع غفير عن جمع غفير عن جمع غفير ......
والحديث المتواتر هو قطعي الثبوت والدلالة فمن أنكره كفر وكذلك من أنكر شيء من كتاب الله حتى ولو حرف كفر لأنه وصلنا متواترا محفوظا كما شاء الله تعالى له أن يكون
واليوم أقول لأخواني ومذكرا نفسي معهم أن من يريد أن يقرأ كتاب الله كما أنزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو يعلمه ابنه أو أحد ممن يلزمه تعليمه فلا بد له من أخذ هذه القرأة وهذا العلم من مصدره وهو أحد هؤلاء الحفاظ الذين ورثوا هذا العلم الشريف وهذه القرأة بالسند المتصل عن الرسول عليه الصلاة والسلام وأعطاهم شيوخهم الذين تلقوا عنهم القرأة شهادة تخولهم التعليم بعد أن استوثقوا منهم من خلا الاستماع لحفظهم عدة مراجعات وفق القواعد والأصول التي قام عليها علم التجويد فضلا عن القراآت المتعددة التي اشتملها الرسم العثماني فقد أنزل القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد بلغة العرب ولهجاتهم المعروفة يعلمها أهل هذا التخصص من الحفاظ فيقولون حافظ ويقولون حافظ وجامع أي جمع كل وجوه القرآت التي نزل بها القرآن الكريم على قلب سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
وهذا الموضوع معروف في كل قطر ومصر من بلاد المسلمين
فمثلا في مصر يقال شيخ المقارئ المصرية وفي القاهرة أماكن تسمى مقارئ مثل الزوايا يجتمع فيها طلاب حفظ القرآن على يد شيخ يلقنهم هذا العلم ويسمع لهم ويعطيهم الأجازات في نهاية الختمة والاجازة نوعان:
إجازة حفظ يعني انه حفظ القرآن وفق ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم
والثانية إجازة تدريس وهي تخوله تعليم الناس وذلك بعد أن يتمكن من حفظه ويستوثق منه شيخه ذلك من خلال التسميع له مرات ومرات واختباره وهذا ليس بالأمر السهل ولكن كما قال الله تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
ويذكر في هذه الإجازة وهي مكتوبه يمليها الشيخ على الطالب المريد الذي أنهى وأتم حفظه يذكر له فيها السند المتصل من الشيخ إلى شيخه إلي الذي قبله إلى التابعي إلي الصحابي الذي أخذ عنه ووصله القرآن عنه إلى سيدنا وحبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام إلي جبريل الأمين إلى الله رب العزة جل جلالك با الله لا اله إلا أنت مالك الملك سبحانك إنا كنا ظالمين.
وفي الشام أيضا هناك شيوخ قراء في دمشق وبعض المدن التي بها هذا العلم وهناك شيخ قراء للشيوخ كلهم فشيخ القراء في دمشق على علمي هو الشيخ كريّم راجح وهناك ممن هم مشايخ قراءة وكبار في السن الشيخ عبد الرزاق الحلبي حفظه الله.
و في عموم سوريا شيخ القراء هو الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله وعلى كبر سنه ووهن عظمه ما زال يستمع لطلاب العلم وهو من الكبر عتيا ويأتونه للتبرك والتسميع له حتى يقولوا أخذنا العلم عن فلان.
وكان قبله شيخ القراء الشيخ حسين خطاب وقبله الشيخ عبد العزيز عيون السود وهو من حمص عليهم رحمة الله جميعا.
ولقد توفي منذ فترة قريبة واحد من هؤلاء الشيوخ الحفاظ في دمشق هو الشيخ محمد سكر رحمه الله تعالى وكان من المعروفين المشهورين بدمشق ونسأل الله أن يبارك لبنيه الذين نهلوا العلم منه و نسجوا على منوال أبيهم رحمه الله
وكذلك في بغداد والمغرب والهند وكل بلاد المسلمين
وأذكر انه في منطقة الجزيرة العربية السعودية وباقي دول الخليج بدأت تتضح معالم هذا العلم بشكل واسع بعد الثمانينات من القرن الماضي أي بعد عام 1980 وبدأ ينشط بعد أن كان شبه معدوم وقناة إقراء فيها مجلس أو أكثر بهذا الخصوص منهم الشيخ أيمن سويد حفظه الله
وظهور مقرئين كثر في الحرمين الشريفين يتقنون هذا العلم وفي الكويت وباقي دول الخليخ والشيخ العفاسي مثال على هؤلاء الأحباب الذين نذروا أنفسهم خدمة لكتاب الله لا نزكي أحدا ممن ذكرنا أسماءهم على الله بل نحسبهم كذلك وندعوا لهم بالخير والاستقامة والعون من الله والرحمة لمن توفي منهم هم وشيوخهم ومن أوصل لهم هذا لفضل وهذا العلم لنا ولهم ولكل طالب علم ومحب لهذه الدعوة ودين الله وكتابة وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
وكل ما ذكرته وما يتعلق من أمور الحفظ والتحفيظ يخص الرجال والنساء على السواء.
وهذا الأمر باق إلى أن يشاء الله ويرفع هذا العلم من هذه الدنيا إيذانا بقيام الساعة.
أرجو من كل من يعرف عن بغداد والمغرب والهند وأي مكان مثل هذه المعلومات أن يطلعنا زيادة لنا في معرفتنا
وأخيرا أحببت أن أضيء على جانب من جوانب حفظ هذا الكتاب العزيز فلعلي أكون وفقت وإذا قصرت فاغفروا تقصيري وإذا أخطأت فأرجوا تصويبي وجزاكم الله ألف خير
ملاحظة هامة:
على كل مسلم فرض عين أن يتعلم الفاتحة وما تصح بها صلاته وفق هذا العلم كما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وفرض كفاية على باقي الأمة أن يكون فيها حفّاظ وشيوخ حفظ
دمتم جميعا في رعاية الله
http://www.alswalf.com/vb/images/bsm.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
يقول الله عز وجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فرمضان هو شهر القرآن والذكر والصيام والعبادة والاجتهاد في التقرب إلى الله عز وجل كما هو مطلوب في سائر الشهور ولكن لبعض الأزمنة فضل على بعضها الآخر
وموضوعنا هنا هو الذكر الحكيم القرآن الكريم وكيف تكفل الله سبحانه وتعالى في حفظه على مر العصور والأزمان....
وربما هنا نلقي الضوء على جانب من جوانب هذا الحفظ مهم جدا لنا جميعا.
فنحن جميعا مستسلمون أن أمر الله إذا أراد لشيء أن يكون فإنما يقول له كن فيكون
وهنا موضوع القرآن الكريم وحفظه يقول الله عز من قائل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
ويقول الله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
نحن نعلم أن القرآن هو مجموع بين دفتي المصحف الذي هو بين أيدينا وهو بالرسم العثماني فكيف سارت الأمور في هذا الاتجاه وما معنى الرسم العثماني
في البداية نعلم أن القرآن الكريم نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منجما أي متفرقا بحسب الظروف والاسباب وأنزله المولى تبارك وتعالى بواسطة الوحي وكان رسول الوحي لهذه المهمة العظيمة الشريفة هو الملك جبريل عليه السلام فقد أوكل الله له مهمة الوحي (قل نزَّله روح القدس من ربك بالحق) وروح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام فتنزل به على قلب سيدنا محمد بأمر الله سبحانه وتعالى مالك الملك قيوم السماوات والأرض رحمن كل شيء ومليكه سبحانه وتعالى علوا كبيرا.
والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى القديم حيث من صفاته جل جلاله القدم والكلام تعالى الله علوا كبيرا.
وقد أنزل أول ما أنزل بقوله المعروف لدى كل طفل وشاب وعجوز من أمة محمد عليه الصلاة والسلام
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ *)
وختم بقوله عز وجل على بعض الروايات (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا )وهي جزء من الآية 3 من سورة المائدة التي أبكت الصديق وعمر الفاروق فقد علموا أن بعد الكمال النقصان وهو رحيل الرسول عليه الصلاة والسلام من بينهم إلى الرفيق الأعلى
قبل رحيل الرسول عليه الصلاة والسلام و فداه أبي وأمي كان يراجع سفير الوحي جبريل عليه السلام يراجع القرآن مع رسول الله في شهر رمضان من كل عام مرة واحدة وفي عام رحيلة في رمضان راجعه مرتين وكانت هذه دلالة للنبي وكان يراجع الرسول مثل مراجعة جبريل القرآن مع الصحابة الكرام خاصة الحفاظ منهم الذين تمكن القرآن في صدورهم وعرفوا مكان كل أية وترتيب كل سورة كما علمهم نبيهم الذي علمه جبريل عن رب العزة جل جلاله
وبقي كتاب الله في صدور الرجال وفي الرقاع المكتوبه حيث كان من يكتب الوحي عند رسول الله وكتاب الوحي في السيرة معروفون نذكر منهم عبد الله بن عمر وبن مسعود ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وغيرهم من كرام الصحابة العدول الذين ارتضاهم النبي أمناء على الوحي
وفي عهد الصديق وحروب الردة وخاصة حرب الكذاب مسيلمة عليه لعنة الله استشهد كثير من الصحابة كما أسلفنا وبالخصوص في معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب ربما فاق المائتين وخمسين صحابيا ممن حفظوا القرآن في صدورهم.
ولقد أرعب الصديق كثرة الشهداء والقتلى في صفوف من حفظ كتاب الله في صدره من الصحابة خوفا على التنزيل الحكيم فاستشار كبار الصحابة ومن ثم أجمع أمره على جمع المصحف من الرقاع في نسخة واحدة وعهد لأحد الحفاظ بهذه المهمة فقد كان مشتتا بين رقاع كثيرة وقام هذا الصحابي الجليل بجمع المتفرق من المكتوب وبمساعدة الحفاظ من الصحابة في نسخة واحدة وبأشهادهم على هذا الجمع حتى تمت نسخة الصديق رضي الله عنه وانتقلت النسخة من بعده إلى عهدة سيدنا الفاروق عمر الخليفة الثاني ومن ثم سيدنا عثمان بن عفان الخليفة الثالث , سيدنا عثمان نظر بعين الحصيف الحريص وقد توسعت رقعة الدولة الإسلامية في الأمصار فأمر باعداد نسخ من المصحف ترسل إلى كل مصر من الأمصار أي كل بلد من بلاد المسلمين فأرسل إلي العراق نسخة والى الشام نسخة والى مصر نسخة وهكذا سبع نسخ وسمي بالرسم العثماني نسبة إلى سيدنا عثمان بن عفان. وهناك من هذه النسخ إلى يومنا هذا ما هو محفوظ ومعروف منها واحدة في متحف اسطنبول بتركيا.
تواتر المصحف الشريف
التواتر هو ما نقله جمع غفير عن جمع غفير عن جمع غفير من الناس
والجمع الغفير هو العشرة فما فوق من الناس وهذا في رواية الحديث الشريف وقد تحقق للمصحف هذا الشرط بشكل منقطع النظير
فقد حفظه جمع غفير من الصحابة عن رسول الله عن جبريل عن رب العزة جل جلاله.
وقد قام جمع غفير من الصحابة بروايته ونقله من صدورهم إلى صدور جمع غفير ممن بعدهم من التابعين ومن صدور التابعين إلى صدور جمع غفير من تابعي التابعين إلى يومنا هذا جمع غفير عن جمع غفير عن جمع غفير ......
والحديث المتواتر هو قطعي الثبوت والدلالة فمن أنكره كفر وكذلك من أنكر شيء من كتاب الله حتى ولو حرف كفر لأنه وصلنا متواترا محفوظا كما شاء الله تعالى له أن يكون
واليوم أقول لأخواني ومذكرا نفسي معهم أن من يريد أن يقرأ كتاب الله كما أنزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو يعلمه ابنه أو أحد ممن يلزمه تعليمه فلا بد له من أخذ هذه القرأة وهذا العلم من مصدره وهو أحد هؤلاء الحفاظ الذين ورثوا هذا العلم الشريف وهذه القرأة بالسند المتصل عن الرسول عليه الصلاة والسلام وأعطاهم شيوخهم الذين تلقوا عنهم القرأة شهادة تخولهم التعليم بعد أن استوثقوا منهم من خلا الاستماع لحفظهم عدة مراجعات وفق القواعد والأصول التي قام عليها علم التجويد فضلا عن القراآت المتعددة التي اشتملها الرسم العثماني فقد أنزل القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد بلغة العرب ولهجاتهم المعروفة يعلمها أهل هذا التخصص من الحفاظ فيقولون حافظ ويقولون حافظ وجامع أي جمع كل وجوه القرآت التي نزل بها القرآن الكريم على قلب سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
وهذا الموضوع معروف في كل قطر ومصر من بلاد المسلمين
فمثلا في مصر يقال شيخ المقارئ المصرية وفي القاهرة أماكن تسمى مقارئ مثل الزوايا يجتمع فيها طلاب حفظ القرآن على يد شيخ يلقنهم هذا العلم ويسمع لهم ويعطيهم الأجازات في نهاية الختمة والاجازة نوعان:
إجازة حفظ يعني انه حفظ القرآن وفق ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم
والثانية إجازة تدريس وهي تخوله تعليم الناس وذلك بعد أن يتمكن من حفظه ويستوثق منه شيخه ذلك من خلال التسميع له مرات ومرات واختباره وهذا ليس بالأمر السهل ولكن كما قال الله تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
ويذكر في هذه الإجازة وهي مكتوبه يمليها الشيخ على الطالب المريد الذي أنهى وأتم حفظه يذكر له فيها السند المتصل من الشيخ إلى شيخه إلي الذي قبله إلى التابعي إلي الصحابي الذي أخذ عنه ووصله القرآن عنه إلى سيدنا وحبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام إلي جبريل الأمين إلى الله رب العزة جل جلالك با الله لا اله إلا أنت مالك الملك سبحانك إنا كنا ظالمين.
وفي الشام أيضا هناك شيوخ قراء في دمشق وبعض المدن التي بها هذا العلم وهناك شيخ قراء للشيوخ كلهم فشيخ القراء في دمشق على علمي هو الشيخ كريّم راجح وهناك ممن هم مشايخ قراءة وكبار في السن الشيخ عبد الرزاق الحلبي حفظه الله.
و في عموم سوريا شيخ القراء هو الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله وعلى كبر سنه ووهن عظمه ما زال يستمع لطلاب العلم وهو من الكبر عتيا ويأتونه للتبرك والتسميع له حتى يقولوا أخذنا العلم عن فلان.
وكان قبله شيخ القراء الشيخ حسين خطاب وقبله الشيخ عبد العزيز عيون السود وهو من حمص عليهم رحمة الله جميعا.
ولقد توفي منذ فترة قريبة واحد من هؤلاء الشيوخ الحفاظ في دمشق هو الشيخ محمد سكر رحمه الله تعالى وكان من المعروفين المشهورين بدمشق ونسأل الله أن يبارك لبنيه الذين نهلوا العلم منه و نسجوا على منوال أبيهم رحمه الله
وكذلك في بغداد والمغرب والهند وكل بلاد المسلمين
وأذكر انه في منطقة الجزيرة العربية السعودية وباقي دول الخليج بدأت تتضح معالم هذا العلم بشكل واسع بعد الثمانينات من القرن الماضي أي بعد عام 1980 وبدأ ينشط بعد أن كان شبه معدوم وقناة إقراء فيها مجلس أو أكثر بهذا الخصوص منهم الشيخ أيمن سويد حفظه الله
وظهور مقرئين كثر في الحرمين الشريفين يتقنون هذا العلم وفي الكويت وباقي دول الخليخ والشيخ العفاسي مثال على هؤلاء الأحباب الذين نذروا أنفسهم خدمة لكتاب الله لا نزكي أحدا ممن ذكرنا أسماءهم على الله بل نحسبهم كذلك وندعوا لهم بالخير والاستقامة والعون من الله والرحمة لمن توفي منهم هم وشيوخهم ومن أوصل لهم هذا لفضل وهذا العلم لنا ولهم ولكل طالب علم ومحب لهذه الدعوة ودين الله وكتابة وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
وكل ما ذكرته وما يتعلق من أمور الحفظ والتحفيظ يخص الرجال والنساء على السواء.
وهذا الأمر باق إلى أن يشاء الله ويرفع هذا العلم من هذه الدنيا إيذانا بقيام الساعة.
أرجو من كل من يعرف عن بغداد والمغرب والهند وأي مكان مثل هذه المعلومات أن يطلعنا زيادة لنا في معرفتنا
وأخيرا أحببت أن أضيء على جانب من جوانب حفظ هذا الكتاب العزيز فلعلي أكون وفقت وإذا قصرت فاغفروا تقصيري وإذا أخطأت فأرجوا تصويبي وجزاكم الله ألف خير
ملاحظة هامة:
على كل مسلم فرض عين أن يتعلم الفاتحة وما تصح بها صلاته وفق هذا العلم كما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وفرض كفاية على باقي الأمة أن يكون فيها حفّاظ وشيوخ حفظ
دمتم جميعا في رعاية الله