أم حبيبة البريكى
01-22-2005, 09:34 PM
◀ رؤية ▶
₪ غـفرانك..!!
قبل الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي لم يكن أحد يعرف ما هي البروتستانتية، حتى جاء القس (مارتن لوثر) رائد الإصلاح ليؤسس لهذا المذهب الذي يدين به حالياً أكثر من 600 مليون في أنحاء العالم، ورغم الهالة التي يتمتع بها لوثر بين أتباعه فهم يتغافلون تماماً عن مصدر الوحي والإلهام الذي استقى منه خلاصة أفكاره، وقد اعترف (مارتن لوثر) بنفسه وكشف سر الإلهام بقوله إنه كان «في المجاري حين استخلص أولاً أن النجاة أتت بسبب الإيمان لا الأفعال».. وعبر التاريخ كانت كتب المصلحين هي أهم آثارهم، ولكن الوضع يختلف بالنسبة للوثر؛ فقد أُعلن في ألمانيا قبل أيام عن اكتشاف ما يُعتقد أنه «المرحاض» الذي كان يستخدمه والذي يقال إنه قام فيه بالكثير من أفكاره، ولعل سبب اختياره لهذا المكان أنه مفضل لدى الشياطين وبذلك نعرف المصدر الحقيقي لإلهاماته{أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83]. (خبر الاكتشاف مذكور بالحرف في النيوزويك العدد 229، ولم تُذكر تفاصيل أخرى تأدباً)
ونترك (لوثر) مؤقتاً لنأتي إلى مصلح بروتستانتي آخر هو الرئيس (جورج بوش) الذي يدين بالعقيدة الإنجيلية البروتستانتية ـ الإصلاحية أيضاً ـ ذات الانتشار السريع، حيث يبلغ عدد التحولات إليها 52 ألف شخص يومياً، ويعتبر بوش الرئيس السياسي للإنجيليين، وتجمعه بـ (لوثر) نقاط اتفاق كثيرة من أبرزها كراهية الإسلام؛ فقد كتب مارتن يقول عن الإسلام إنه: «حركة عنيفة تخدم أعداء المسيح ويمكن فقط مقاومتها بالسيف» ولذلك أعلن بوش بعد 11 سبتمبر مباشرة أنها حرب صليبية..
ويتفق الرجلان أيضاً في ولعهم باليهود، فمارتن لوثر يقال إنه كان مدفوعاً من قِبَل اليهود لتعديل النصرانية بما يتوافق مع أطماعهم، ولذلك ألف كتاباً أسماه «المسيح ولد يهودياً» قال فيه بالنص: «إن اليهود هم أبناء الرب، ونحن الضيوف الغرباء، وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها». وقام أحد الباحثين الأمريكيين بتحليل تصريحات وخطابات بوش ليتوصل إلى نتيجة مفادها أن الرئيس الأمريكي «أصولي مسيحي، يؤمن بأن الضفة الغربية وقطاع غزة منحة ربانية لليهود لا يجوز التنازل عنها».
ولكنهما رغم تدينهما يتصفان بعدم المصداقية إلى حد بعيد؛ فمارتن لوثر الذي قدس اليهود، ألف كتاباً آخر نقض فيه نفسه وهاجمهم وأسماه «ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم»، وجورج بوش أعلن رغم معتقده السابق أنه سيكرس السنوات الأربع القادمة من أجل إقامة دولة فلسطينية على الضفة وغزة، ولكن يمكن الحكم على مصداقية بوش في هذا الوعد من خلال شهادة صحفي يهودي هو (توماس فريدمان) الذي كتب يقول: «عندما فاز جورج دبليو بوش قبل أربع سنوات وهو يرفع رايات المحافظة التي يلطفها التراحم والتعاطف الإنساني، قلت لنفسي إنه سيكون مؤتمناً على دعوته، ولكن الأيام أثبتت أنني كنت مخطئاً»..
وقد أشرنا من قبل إلى المصدر الحقيقي للإلهامات البروتستانتية، ولكننا نجهل حتى الآن «غرفة البث» التي يستقبل منها جورج بوش إرسال المصلحين، ولعل الحياء سبب الخفاء؛ فقد كان عالم اللاهوت الدكتور (ديفيد ترو) لا يبدو منشرحاً بعد اكتشاف «مرحاض» مارتن لوثر؛ إذ صرح بقوله: «لا نعرف ما كان يستعمل للتنظيف في تلك الأيام». حقاً إنهم مصلحون.. غفرانك!
المصدر مجلة البيان العدد 207* ذو القعدة 1425هـ
₪ غـفرانك..!!
قبل الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي لم يكن أحد يعرف ما هي البروتستانتية، حتى جاء القس (مارتن لوثر) رائد الإصلاح ليؤسس لهذا المذهب الذي يدين به حالياً أكثر من 600 مليون في أنحاء العالم، ورغم الهالة التي يتمتع بها لوثر بين أتباعه فهم يتغافلون تماماً عن مصدر الوحي والإلهام الذي استقى منه خلاصة أفكاره، وقد اعترف (مارتن لوثر) بنفسه وكشف سر الإلهام بقوله إنه كان «في المجاري حين استخلص أولاً أن النجاة أتت بسبب الإيمان لا الأفعال».. وعبر التاريخ كانت كتب المصلحين هي أهم آثارهم، ولكن الوضع يختلف بالنسبة للوثر؛ فقد أُعلن في ألمانيا قبل أيام عن اكتشاف ما يُعتقد أنه «المرحاض» الذي كان يستخدمه والذي يقال إنه قام فيه بالكثير من أفكاره، ولعل سبب اختياره لهذا المكان أنه مفضل لدى الشياطين وبذلك نعرف المصدر الحقيقي لإلهاماته{أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83]. (خبر الاكتشاف مذكور بالحرف في النيوزويك العدد 229، ولم تُذكر تفاصيل أخرى تأدباً)
ونترك (لوثر) مؤقتاً لنأتي إلى مصلح بروتستانتي آخر هو الرئيس (جورج بوش) الذي يدين بالعقيدة الإنجيلية البروتستانتية ـ الإصلاحية أيضاً ـ ذات الانتشار السريع، حيث يبلغ عدد التحولات إليها 52 ألف شخص يومياً، ويعتبر بوش الرئيس السياسي للإنجيليين، وتجمعه بـ (لوثر) نقاط اتفاق كثيرة من أبرزها كراهية الإسلام؛ فقد كتب مارتن يقول عن الإسلام إنه: «حركة عنيفة تخدم أعداء المسيح ويمكن فقط مقاومتها بالسيف» ولذلك أعلن بوش بعد 11 سبتمبر مباشرة أنها حرب صليبية..
ويتفق الرجلان أيضاً في ولعهم باليهود، فمارتن لوثر يقال إنه كان مدفوعاً من قِبَل اليهود لتعديل النصرانية بما يتوافق مع أطماعهم، ولذلك ألف كتاباً أسماه «المسيح ولد يهودياً» قال فيه بالنص: «إن اليهود هم أبناء الرب، ونحن الضيوف الغرباء، وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها». وقام أحد الباحثين الأمريكيين بتحليل تصريحات وخطابات بوش ليتوصل إلى نتيجة مفادها أن الرئيس الأمريكي «أصولي مسيحي، يؤمن بأن الضفة الغربية وقطاع غزة منحة ربانية لليهود لا يجوز التنازل عنها».
ولكنهما رغم تدينهما يتصفان بعدم المصداقية إلى حد بعيد؛ فمارتن لوثر الذي قدس اليهود، ألف كتاباً آخر نقض فيه نفسه وهاجمهم وأسماه «ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم»، وجورج بوش أعلن رغم معتقده السابق أنه سيكرس السنوات الأربع القادمة من أجل إقامة دولة فلسطينية على الضفة وغزة، ولكن يمكن الحكم على مصداقية بوش في هذا الوعد من خلال شهادة صحفي يهودي هو (توماس فريدمان) الذي كتب يقول: «عندما فاز جورج دبليو بوش قبل أربع سنوات وهو يرفع رايات المحافظة التي يلطفها التراحم والتعاطف الإنساني، قلت لنفسي إنه سيكون مؤتمناً على دعوته، ولكن الأيام أثبتت أنني كنت مخطئاً»..
وقد أشرنا من قبل إلى المصدر الحقيقي للإلهامات البروتستانتية، ولكننا نجهل حتى الآن «غرفة البث» التي يستقبل منها جورج بوش إرسال المصلحين، ولعل الحياء سبب الخفاء؛ فقد كان عالم اللاهوت الدكتور (ديفيد ترو) لا يبدو منشرحاً بعد اكتشاف «مرحاض» مارتن لوثر؛ إذ صرح بقوله: «لا نعرف ما كان يستعمل للتنظيف في تلك الأيام». حقاً إنهم مصلحون.. غفرانك!
المصدر مجلة البيان العدد 207* ذو القعدة 1425هـ