ابوعبدالكريم
01-13-2009, 07:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ولا عدوان إلا على الظالمين
هذه تكملة أسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
قال: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من أصحابه وعليه شملتان وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدبرته أنظر إلى
ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسول الله استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " تحول " فتحولت بين يديه، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذاك أصحابه.
ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد.
قال سلمان: ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وأربعين أوقية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " أعينوا أخاكم " فأعانوني في النخل: الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين ودية، والرجل بخمس عشرة ودية، والرجل بعشرة، يعين الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " أذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكن أنا أضعها بيدي ".
قال: ففقَّرت، وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها، فجعلنا نقرب إليه الوديّ، ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، حتى إذا فرغنا، فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة.
فأديت النخل وبقي عليّ المال. فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن. فقال : " ما فعل الفارسي المكاتب ؟" قال:: فدعيت له قال: " خذ هذه فأدِّها مما عليك يا سلمان ".
قال : قلت : وأين تقع هذه مما علي يا رسول الله ؟ قال: " خذها فإن الله سيؤدِّي بها عنك " قال: فأخذتها فوزنت لهم منها، والذي نفس سلمان بيده، أربعين أوقية، فأوقيتهم حقهم.
وعتق سلمان، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حُرّا ثم لم يفتني معه مشهد.
وقد روى البيه قي في كتاب دلائل النبوة قصة سلمان هذه من طريق يونس ابن بكير، عن محمد بن إسحاق كما تقدم ورواها أيضاً عن الحاكم عن الأصم ابن يحيى بن أبي طالب
وطريق محمد بن إسحاق أقوى إسناداً وأحسن اقتصاصاً وأقرب إلى ما رواه البخاري في صحيحة من حديث معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي ,أنه تداوله بضعه عشر، من رب إلى رب، أي من معلِّم إلى معلم ومرب إلى مثله.والله أعلم.
درجة الحديث عند أهل العلم:
قواه الذهبي وابن حجر.
غريب القصة:
ـ جي: مدينة في أصبهان ( معجم البلدان 2/202 ).
ـ دهان: شيخ القرية العارف بالفلاحة وما يصلح الأرض.
ـ قطن النار: هو خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تنطفئ.
ـ تخبو: تطفأ.
ـ الأسقف : عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم ، ويقال أسقف بالتخفيف أيضاً
ـ قلال : القلال جمع قلة وهي الجرة العظيمة ( النهاية 4/104).
ـ ورق : أي فضه .
ـ الموصل : مدينة في العراق .
ـ عمورية : هي بلد من الروم فتحها المعتصم سنة ثلاثة وعشرين ومئتين ( معجم البلدان 5/158 ) .
ـ نصيبين : مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان 5/88) .
ـ حرتين : كل أرض ذات حجارة سود .
ـ وادي القرى : هو واد بين المدينة والشام (معجم البلدان 5/345) .
ـ رأس عذق : نخلة .
ـ بنو قيلة : الأوس والخزرج .
ـ بقيع الغرقد : مقبرة أهل المدينة .
ـ شملتان : مثنى والشملة الكساء الغليظ يشتمل به الإنسان أي يلتحف به .
ـ ودية : النخلة الصغيرة .
الفوائد والعبر :
1- ثمرة طاعة الوالدين تجلب الحب .
2- الحبس والعراقيل والقيود من أساليب المجرمين في الصد عن سبيل الله .
3- في سبيل الإيمان تهون الدنيا وما حوت .
4- الإيمان أقوى من كل المؤثرات .
5- المؤمن مستعد لكل الاحتمالات
6- أهل الفساد أحياناً يرتدون ثياب الصلاح
7- طريق العلم لا ينال إلا بملازمة أهله .
8- من يتق الله يعجل له مخرجا , ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه .
9- ميزان الإيمان الحب في الله والبغض في الله .
10- الإصغاء للمتحدث والاستماع له أدب رفيع من أخلاق النبوة .
11- تفقد القائد لأصحابه .
12- شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه ( قاله البخاري ) .
13- التعاون مع صور التكافل والتضامن الاجتماعي .
وبه نستعين ولا عدوان إلا على الظالمين
هذه تكملة أسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
قال: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من أصحابه وعليه شملتان وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدبرته أنظر إلى
ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسول الله استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " تحول " فتحولت بين يديه، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذاك أصحابه.
ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد.
قال سلمان: ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وأربعين أوقية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " أعينوا أخاكم " فأعانوني في النخل: الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين ودية، والرجل بخمس عشرة ودية، والرجل بعشرة، يعين الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " أذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكن أنا أضعها بيدي ".
قال: ففقَّرت، وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها، فجعلنا نقرب إليه الوديّ، ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، حتى إذا فرغنا، فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة.
فأديت النخل وبقي عليّ المال. فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن. فقال : " ما فعل الفارسي المكاتب ؟" قال:: فدعيت له قال: " خذ هذه فأدِّها مما عليك يا سلمان ".
قال : قلت : وأين تقع هذه مما علي يا رسول الله ؟ قال: " خذها فإن الله سيؤدِّي بها عنك " قال: فأخذتها فوزنت لهم منها، والذي نفس سلمان بيده، أربعين أوقية، فأوقيتهم حقهم.
وعتق سلمان، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حُرّا ثم لم يفتني معه مشهد.
وقد روى البيه قي في كتاب دلائل النبوة قصة سلمان هذه من طريق يونس ابن بكير، عن محمد بن إسحاق كما تقدم ورواها أيضاً عن الحاكم عن الأصم ابن يحيى بن أبي طالب
وطريق محمد بن إسحاق أقوى إسناداً وأحسن اقتصاصاً وأقرب إلى ما رواه البخاري في صحيحة من حديث معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي ,أنه تداوله بضعه عشر، من رب إلى رب، أي من معلِّم إلى معلم ومرب إلى مثله.والله أعلم.
درجة الحديث عند أهل العلم:
قواه الذهبي وابن حجر.
غريب القصة:
ـ جي: مدينة في أصبهان ( معجم البلدان 2/202 ).
ـ دهان: شيخ القرية العارف بالفلاحة وما يصلح الأرض.
ـ قطن النار: هو خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تنطفئ.
ـ تخبو: تطفأ.
ـ الأسقف : عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم ، ويقال أسقف بالتخفيف أيضاً
ـ قلال : القلال جمع قلة وهي الجرة العظيمة ( النهاية 4/104).
ـ ورق : أي فضه .
ـ الموصل : مدينة في العراق .
ـ عمورية : هي بلد من الروم فتحها المعتصم سنة ثلاثة وعشرين ومئتين ( معجم البلدان 5/158 ) .
ـ نصيبين : مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان 5/88) .
ـ حرتين : كل أرض ذات حجارة سود .
ـ وادي القرى : هو واد بين المدينة والشام (معجم البلدان 5/345) .
ـ رأس عذق : نخلة .
ـ بنو قيلة : الأوس والخزرج .
ـ بقيع الغرقد : مقبرة أهل المدينة .
ـ شملتان : مثنى والشملة الكساء الغليظ يشتمل به الإنسان أي يلتحف به .
ـ ودية : النخلة الصغيرة .
الفوائد والعبر :
1- ثمرة طاعة الوالدين تجلب الحب .
2- الحبس والعراقيل والقيود من أساليب المجرمين في الصد عن سبيل الله .
3- في سبيل الإيمان تهون الدنيا وما حوت .
4- الإيمان أقوى من كل المؤثرات .
5- المؤمن مستعد لكل الاحتمالات
6- أهل الفساد أحياناً يرتدون ثياب الصلاح
7- طريق العلم لا ينال إلا بملازمة أهله .
8- من يتق الله يعجل له مخرجا , ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه .
9- ميزان الإيمان الحب في الله والبغض في الله .
10- الإصغاء للمتحدث والاستماع له أدب رفيع من أخلاق النبوة .
11- تفقد القائد لأصحابه .
12- شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه ( قاله البخاري ) .
13- التعاون مع صور التكافل والتضامن الاجتماعي .