ليال
02-02-2009, 07:59 AM
على خلفية مقال السديري في أحداث اليمامة .. الدويش يشن هجوماً لاذعا على السديري
الرياض - الوئام :
شن الشيخ سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش هجوما كاسحا
وقاسيا على رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري حول مقاله المثير للجدل والسخط وقال الدويش :
فقد حدثت أن مختلا كان يحضر مجالس بعض بني قومه , وفي مرّة سمعهم يتحدثون عن الطائرة , ويصفون من ضخامتها ومافيها ماأبهر عقله , فانتقل من ذلك المجلس إلى مجلس آخر وهو مشغول الذهن بما سمع , وحين دخل مجلسه الجديد , بدأ يحدثهم عن تلك الطائرة , وكأنه مَن صنعها , فسأله أحدهم : ماحجمها ؟ , فقال : "كبر الحمار" .
هذه الرواية تدل على أن كثيرا من الناس , وخاصة من ضاق أفقه , لايرى إلا من خلال طبيعته التي يعيش فيها , ويظنّ لجهله أنه قد أحاط بكلّ شيء علما.
تركي السديري كتب مقالا في صحيفته التي أمضى في رئاسة تحريرها مايزيد على 36 سنة , وهو بهذا يعتبر أعرق وأطول وأقدم رئيس تحرير على الكرة الأرضية , لأني لاأعلم ممن هو على قيد الحياة مَن نافسه على هذه المدّة , لا ممن يمشي على رجلين , ولاممن يمشي على أربع , وأتمنى أن أكون مخطئا , وعنون ذلك المقال بـ " الواقع ومفاهيم الهئية " , وأورد فيه مايكشف للقارىء الكريم أن رئيس التحرير بين حالين :
1-إما أن يكون يكذب على القرّاء ويحتقرهم .
2-أو أنه قد خرّف!! .
إذ كيف يمكن أن تكون نسبة خمسة آلاف طالبة تقعد في مقاعد الدراسة المختلطة كما يزعم -وإن كنت أعتقد أنه كاذب في هذا- في الجامعات الخارجية , تعبر عن توجه مايزيد عن 8 ملايين امرأة , مع أنه يدرك أن جامعة واحدة من جامعاتنا غير المختلطة تضم أكثر من هذا العدد بأضعاف مضاعفة , كما أن مَن تدخل المطاعم , وتنتقل في المجاميع المختلطة في البلاد الغربية أو غيرها , نازعة عباءتها , لايمكن أن تمثل مجتمعا نسبة من حصلن على جواز سفر فيه لاتتجاوز الـ5% .
هذه الأرقام وتلك الإحصائيات التي يرددها المعمّر تركي السديري , ويزعم أنها هي الواجهة للمجتمع , وهي من يمثله وينطق بلسانه , هي في الحقيقة لاتنطق إلا بلسان من هو مقتنع بها , قابل لها , ممّن يرضى لأهله أن يختلطوا بالرجال , ويرضى لابنته أن تجلس بجوار الرجل بمقاعد التعليم , أو أن تخلع عباءتها , وتتخلّى عن حجابها , أما من ملأ الحياء قلبه , وجرت الغيرة في عروقة , وذاق طعم الكرامة , فإنه لايمكن أن يعتبر تلك الحالات الشاذّة النشاز عنوانا له , ولاناطقا باسمه , ولا ممثلا لمجتمعه .
حين يقف المعمّر تركي السديري معتذرا للبريطانيين ممّا يراه تجاوزات قامت بها الهيئة , لأنها منعت الاختلاط الذي تحاول الترويج له بؤرة اليمامة , ذلك المستنقع الذي لايمكن أن ننسى سجلّها الأسود في المؤامرة على مجتمعنا , من خلال اسبوعها السخافي , الذي استضافت فيه من يدعو إلى العلمانية ويتبناها , أو يرفع عقيرته بالتفاهات الحداثية , أو بتبنيها للنوادي الكروية النسائية , في وقت تئنّ فيه الأمة وتصرخ من هجمات أعداءها عليها ، فإننا في الوقت ذاته نقف لنعتذر إلى كلّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , ممّن يرون فينا مجتمعا مثاليا , يتمنّون أن يكون نموذجا للعالم كلّه , ويرون أنّنا من يطبّق تعاليم الاسلام وقيمه وأخلاقه , ويرون فينا القدوة , وأننا ورثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم , وأبناء الصحابة رضوان الله عليهم , وأتباع السلف الصالح , ويرون أنّنا حملة رسالة سامية , ومن بلادنا تنطلق شموع الإسلام , وأننا في بلد تتجه إليه أفئدة المسلمين قاطبة , ونقول لهم إن ماترونه من مظاهر شاذّة , وقلّة حياء من بعض السفهاء من بني قومنا , أو ما تسمعون به وتطلعون عليه , من كتابات بعض المخدوعين , لاتمثل ملايين المسلمين في هذه البلاد , وإنما هي رأي هؤلاء التافهين التائهين , لأن في مجتمعنا من يعتبر هؤلاء شواذا أتيح لهم منبر إعلاميّ , حاولوا من خلاله أن يشوّهوا الحقائق ويقلبوها , وينقلوا خلاف الواقع وينقلبوا عليه , ويغشّوا القارىء والمتابع منذعقود , ولكنهم بحمدالله لم يفلحوا وبحول الله لن يفلحوا.
أيها المسلمون في أصقاع المعمورة , وخاصة في بريطانيا : نحن نعلم مدى الحرج الذي ينتابكم وأنتم ترون صور بعض المحسوبين على مجتمعنا في " الهايد بارك أو البيكادللي أو إجوررود " والتي تسيء إلى سمعة المسلمين , وتضعهم في صورة الشهوانيين البهيميين الذين لاهم لهم إلا المادة والشهوة والعربدة , ولكن هؤلاء وغيرهم ممن ابتليت بهم الأمة , لايمكن أن يكونوا حملة رسالة الإسلام , لأن فاقد الشيء لايعطيه , وهؤلاء هم سبب تخلف الأمة , بل كثير منهم طابور خامس , هو إلى العدو أقرب منه إلى أمته وملته , كما أن مانراه من الفجور والجور البريطاني لايمكن أن يكون معبرا عن كل أهل بريطانيا , بل قد رأينا من كفارها , بله مسلميها , من ينتصر لقضايا المسلمين أكثر من انتصار كثير من المسلمين أنفسهم لأنفسهم .
أيها الفضلاء :
حين نحدثكم عن الانهزامية والتبعية والذلة التي تلبس بها كثير من الناس , حتى صار يستحيي أمام العالم من نظام دولته , وقوانين شريعة الإسلام , ويعتذر عن تطبيقها بحجة أنها تشوه سمعته , وتحرجه أمام تلكم الدول الغربية التي يستجدي رضاها , وقد أخبرنا الله عنها أنها لن ترضى إلا بشيء واحد ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) نجد في مقابل ذلك الخنوع , وتلك التبعية والانهزامية , إذعانا تاما , وتبريرا وقحا , وإعجابا مقيتا , بأنظمة الكفار وممارساتهم , وما فيها من التناقضات الفجة , والصورة القاتمة .
إن اعتذار تركي السديري للبريطانيين يمثله هو ومن هم على شاكلته ليس غير- وهم قلة ولله الحمد- , أما من يفتخر بدولته , ويثق بمؤسساتها , ويحترم نظامها , وقبل ذلك كله يعتز بشريعته , وقيم مجتمعه , ويرى أن لكل بلد أنظمته وقوانينه , وأن على مؤسسات البلد الأهلية وغيرها احترام تلك الأنظمة وعدم تجاوزها , كما أن على الوافد مراعاتها والتماشي معها , تماماً مثل ما يطالبنا ذلك الوافد إذا قدمنا إلى بلده باحترام أنظمته وعدم تجاوزها, ولايعذرنا بجهلنا فيها , وأن الإخلال بأي شيء من تلكم الأنظمة المعمول بها , وخاصة ما يخرق العهد , ويخلق الفوضى , ويسيء إلى مشاعر المجتمع , ويستعديه على قيادته , أو يشوه صورتها عنده , وهي الصورة التي تعاقبت الأجيال على الثقة بها واحترامها , أو يجعل القيادة في مواقف محرجة أمام دول العالم , من خلال الاستغلال الرخيص لبعض الظروف الحالية , فإن هذا لايمثله السديري ولا غيره ممن هم على شاكلته .
كما أن كلية اليمامة بممارساتها الشاذة , وأفكارها التحررية , ومخالفتها للمعمول به , وماقامت عليه الدولة , يجب أن يوضع لها حدٌّ فاصل , وأن تحاسب محاسبة دقيقة , إلا إذا كانت تتمتع بخصوصية لاتخضع لنظام , أو مكانة تتسامى على القانون , لأنها باتت تمارس دورا استهتاريا لايمكن إغماض العين عنه , وأصبحت تنتهج سياسة وكأنها دولة داخل دولة , أو تمتلك حكما محليا مسقلا .
يستحيل أن ينطق المعمّر تركي السديري بالحقيقة لأنه يعلم أنّه لايمتلكها ولايحبّها , وإلاّ فالحقيقة تقول إن المجتمع يحبّ الهيئة ويكره المنافقين , ويحبّ الفضيلة ويكره المنحلّين , ويحبّ الخير ويكره المنحرفين ، ويحب الصادقين , ويحتقر المتزلفين .
المجتمع ولله الحمد مجتمع محافظ , وإن كان شذّ منه خمسة آلاف وقبلوا الاختلاط , أو تمرّدوا على القيم , فإن مثل هذا العدد وأضعافه , قد نراه وبشكل مألوف في محاضرة لأحد الدعاة , كما أنّه إذا كان ذلك العدد يمثّل أغلبية عند السديري , فإني أجزم أن خمسة آلاف من طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود وحدها , يرفضن ماأشاد به المعمّر تركي السديري .
بل وإذا كان هذا العدد يحظى بأدنى مصداقية واحترام عند السديري فأنا على استعداد – وسأعتبر هذا التزاماً أدبيا ً – بأن أحضر خمسة آلاف توقيع من مدينة الرياض وحدها , تطالب بمحاكمة المعمر تركي السديري , وترى ضرورة تنحيته لفشله الذريع , ولمخالفته ما تعلنه الدولة من سياسة إعلامية .
أيها الفضلاء :
أرأيتم كيف يفكر هؤلاء ؟ , وبأي منطق يتعاملون مع مجتمعهم ؟ , حيث ألغى السديري قيمة ملايين البشر رغبة في أن ينصر أخلاقياته ويفرضها على المجتمع المحافظ !!! .
لم يعتبر بمئات الدور النسائية المنتشرة في أرجاء بلادنا , والتي تضم مئات الآلاف من المقبلات على الخير , والراغبات في الفضيلة , ولم يعتبر بمئات الآلاف من النساء اللواتي يتوافدن على دروس العلماء ومحاضراتهم رغبة في سماع الكلمة الصادقة , والنصيحة الهادفة , ولم يلتفت إلى عشرات الآلاف من النساء اللواتي التزمن بحجابهن , وحافظن على الحياء , ووقفن شامخات وبكل إباء , معتزات بدينهن وأخلاقهن في بلاد الشرق والغرب , ممن رافقن أهليهن ومحارمهن , وإنما استشهد بحفنة مهزومة مهزوزة , وجعلها معيارا ودليلا على مجتمعه وممثلا له , وهذا وأيم الله دليل الفشل والخذلان .
إن هذا التحايل على القارىء , وتشويه الحقيقة , واعتماد التزوير والتلفيق , يكشف بوضوح حجم المؤامرة التي يتزعمها كثير من الإعلاميين , لأنه إذا كان رئيس هيئة الصحافيين , ورئيس تحرير جريدة الرياض , يتعامل مع القراء بهذه اللغة , فما الظن بمن هم تحت يده ؟ .
أيها الفضلاء :
حين نقرأ لكثير من رؤساء التحرير والإعلاميين فإننا يجب أن نحمدالله أولاً إذْ عافانا مما ابتلاهم به , ثم إن علينا أن نحمده ثانياً , أن الله أودع فيهم من البلاهة مايمكن اعتبار هبنقة عندهم من دهاة العرب , لأن مثل هذه المواقع الحساسة لو منح أهلها ذكاء وفطنة , لكان تأثيرهم السلبي مضاعفا , ولكن هؤلاء ولله الحمد كشفوا ببلاهتهم وحمقهم وتغفيلهم , ماتنطوي عليه ضمائرهم , ممايجعل القارىء العادي يقف عليه دون عناء .
وليس أدل على حمقهم وبلاهتهم وفضحهم لأنفسهم , من أنهم يتعاملون مع القضايا وكأنهم أهل الشأن فيها , وأن الحل والعقد بأيديهم , متجاوزين بذلك قيادتهم , غير مبالين بما يقررونه من قناعات ماعليه الساسة وأهل الرأي .
فهذا المعمر تركي السديري مثلا , يقف ليدين مؤسسة حكومية , قام رأس الهرم في الأمن الداخلي الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله- باعتبارها من أهم مؤسسات الدولة , رابطاً بقاء هذه الدولة ببقاء هذه المؤسسة , وببقاء الإسلام دستورا للدولة , ويرى السديري أنها مؤسسة غير مرغوب فيها , ولا تحظى بالقبول , وكأنه بهذا يتحدى وزير الداخلية ويكذبه .
ثم تراه ثانية يعتذر عن عملهم بمنع الاختلاط , ويتحدث وكأنه ناطق بلسان الدولة , مع أن المنطق والعقل والعدل والحكمة والسياسة تقتضي التريث حتى تنكشف الحقائق , ويتحدث المعنيون بالأمر , لأنه بعجلته وطيشه جعل نفسه في مقام ولي الأمر الذي بيده تقرير المصالح والمفاسد , ووضع نفسه بمقام الحاكم الذي يقضي في المسائل , مع أنه لم يسمع إلا من طرف واحد , هذا إذا كان سمع منه أصلا .
ثم تراه ثالثة يفتات على مجتمعه , ويشوه سمعته , ويجعله مجتمعا كذابا متناقضا , ويصفه بما لايليق به , وذلك لحالات شاذة رآها أو سمع عنها حيث يقول : ( المؤسف المضحك هي رؤيتنا لأنفسنا عبر المصداقية أو الكذب من خلال تناقض تصرفاتنا .. ففي الداخل معظمنا شيء مختلف تماماً عما عليه في الخارج .. ) وكأنه بهذا يريد أن يقول : إن معظم النساء اللواتي يلتزمن الأدب والخلق والحشمة والحياء في الداخل , يتخلين عن ذلك , ويتجردن من تلك الأخلاق في الخارج , ومعلوم أن لفظ " معظمنا " لا يدل على الأقلية , بل يعني الأكثرية , وقد كذب السديري في هذا , إلا إذا كان يقصد بـ " معظمنا " من يمثلهم هو ومن هم على شاكلته .
ومثل ذلك قوله : ( تشلح السيدة السعودية عباءتها عند إقلاع الطائرة وتلبسها عند بدء الهبوط.. الصور مضحكة أليس كذلك؟ .. )
فهل كل امرأة سعودية تشلح عباءتها إذا ركبت الطائرة ؟ , وهل حالات الشذوذ التي يمارسها بعض النكرات في مجتمعنا هي المعيار الذي يعتمده السديري لوصف حالنا ؟ .
ثم السؤال الأهم : من خوَّل السديري أن يتحدث عن المجتمع وينطق بلسانه ؟ .
أيها الفضلاء :
إن محاولة تشويه سمعة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست بدعا من الأمر , ولن تقف إلى حدٍّ , طالما أن هذه الإدارة ستقوم بواجبها لحجز ذوي الشهوات والفساد عن قذرهم , وهذا المسلك المشين ليس حكرا على الهيئة وحدها , بل سيتعرض له كل من يقف في وجه أهل الباطل والزيغ , مادام الصراع قائما .
الهيئة جهاز أقض مضاجع الشهوانيين , ووقف في وجه المنحرفين , وضيَّق الخناق على المبطلين , ولهذا فلن تراهم يوما يثنون عليه وهم قائمون على منكرهم , بل سترى منهم الوشاية والتزوير , والمكيدة والتلفيق , وكيف نعجب وقد قص الله علينا في كتابه ما قاله كفار قريش في حق أزكى البشرية وأصدقها صلى الله عليه وسلم , بل وكيف لانؤمن بلحوق الأذى لكل من يأمر وينهى والله تعالى يقول : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) , ومن ظنَّ أن طريق الدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفروش بالورود والرياحين فليعلم أنه واهم حالم .
نعم هناك أخطاء وتجاوزات تقع من الهيئات ومن المجاهدين والدعاة , ولكن هذه الأخطاء ليست وقفا عليهم , وليست مسوغا ومبررا للنيل منهم , أو الولوغ في أعراضهم , بل يجب علينا وخاصة معهم أن نلتمس لهم الأعذار , ونحملهم على أحسن المحامل , لاسيما إذا قارنا تلك الأخطاء بضخامة النفع الذي يتحقق بفضل الله على أيديهم , وعظيم الجهد الذي يبذلونه لدينهم وأمتهم .
لن نجد جهازا عاملا يسلم من الخطأ , ومن زعم أنه يعرف جهازا كذلك فهو كاذب , لأن الخطأ صفة البشر , ومن يعمل فلا بد أن يقع في الخطأ , ولكن الشأن ليس في تقرير هذا الأمر , بل الشأن في سبب تناول أخطاء جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والحديث عنها بشيء من التشفي , وتضخيمها حتى كأنها سبب انتكاستنا وتقهقرنا , مع أن من يتحدث عنها غالبا يرى القذاة في أعينهم , ويغمض جفنه عن الجذع في أعين غيرهم .
لماذا يتحامل الإعلام على هذا الجهاز العظيم , رغم ضعف إمكانياته , وقلة موارده , ويسكت عن تجاوزات وزارة الثقافة والإعلام , والتي أزكمت الأنوف , وتحدث عنها أعضاء مجلس الشورى , ووصفوها بالممارسات المقززة ؟ .
لماذا لايفتح الإعلاميون ورؤساء التحرير سجل الوزارة الأسود , والفساد الإداري والمالي , والمخالفات الصريحة للنظام الأساسي للحكم , ولما نصت عليه اللوائح ؟ .
لماذا لانجد إلا التطبيل والتمجيد لمن يخرق النظام بكل صفاقة , ويمارس سياسة التمرد بتبجح , في حين تكون الألسنة الحداد على رجال الهيئة والدعوة ؟ .
ماذا يعني تتابع الهجمات على الأجهزة الشرعية كالإفتاء والقضاء والدهوة والهيئة ؟ .
وماذاتعني الحملات المتكررة على المناشط الخيرية , والجمعيات , ومدارس تحفيظ القرآن الكريم , والمراكز والملتقيات التوجيهية ؟ .
أيها الفضلاء :
أعتقد أن من لازال يرى أن مايقوم به كثير من الإعلاميين من حملات منظمة ضد المؤسسات الشرعية ومناهجها , من النقد والإصلاح , فهو بحاجة إلى إعادة نظر , فإن وراء الأكمة ماوراءها , وهؤلاء يهدفون من خلال طرحهم لتقرير مشروع خطير , وهو مايؤكده تلويحهم في كثير من مقالاتهم بالمنظمات الدولية والمعاهدات الأممية .
إن كثيرا من هؤلاء يريد ومن خلال تهديده الصريح والمبطَّن بالمنظمات الدولية , ومؤسساتها الحقوقية , أن يقول : إما أن تلغوا تلك الجهات الشرعية , وتقبلوا طرحنا فيها , أو أن عليكم أن تواجهوا عقوبات تلك المنظمات الدولية التي لاقبل لكم بها .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ,
ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
الرياض - الوئام :
شن الشيخ سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش هجوما كاسحا
وقاسيا على رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري حول مقاله المثير للجدل والسخط وقال الدويش :
فقد حدثت أن مختلا كان يحضر مجالس بعض بني قومه , وفي مرّة سمعهم يتحدثون عن الطائرة , ويصفون من ضخامتها ومافيها ماأبهر عقله , فانتقل من ذلك المجلس إلى مجلس آخر وهو مشغول الذهن بما سمع , وحين دخل مجلسه الجديد , بدأ يحدثهم عن تلك الطائرة , وكأنه مَن صنعها , فسأله أحدهم : ماحجمها ؟ , فقال : "كبر الحمار" .
هذه الرواية تدل على أن كثيرا من الناس , وخاصة من ضاق أفقه , لايرى إلا من خلال طبيعته التي يعيش فيها , ويظنّ لجهله أنه قد أحاط بكلّ شيء علما.
تركي السديري كتب مقالا في صحيفته التي أمضى في رئاسة تحريرها مايزيد على 36 سنة , وهو بهذا يعتبر أعرق وأطول وأقدم رئيس تحرير على الكرة الأرضية , لأني لاأعلم ممن هو على قيد الحياة مَن نافسه على هذه المدّة , لا ممن يمشي على رجلين , ولاممن يمشي على أربع , وأتمنى أن أكون مخطئا , وعنون ذلك المقال بـ " الواقع ومفاهيم الهئية " , وأورد فيه مايكشف للقارىء الكريم أن رئيس التحرير بين حالين :
1-إما أن يكون يكذب على القرّاء ويحتقرهم .
2-أو أنه قد خرّف!! .
إذ كيف يمكن أن تكون نسبة خمسة آلاف طالبة تقعد في مقاعد الدراسة المختلطة كما يزعم -وإن كنت أعتقد أنه كاذب في هذا- في الجامعات الخارجية , تعبر عن توجه مايزيد عن 8 ملايين امرأة , مع أنه يدرك أن جامعة واحدة من جامعاتنا غير المختلطة تضم أكثر من هذا العدد بأضعاف مضاعفة , كما أن مَن تدخل المطاعم , وتنتقل في المجاميع المختلطة في البلاد الغربية أو غيرها , نازعة عباءتها , لايمكن أن تمثل مجتمعا نسبة من حصلن على جواز سفر فيه لاتتجاوز الـ5% .
هذه الأرقام وتلك الإحصائيات التي يرددها المعمّر تركي السديري , ويزعم أنها هي الواجهة للمجتمع , وهي من يمثله وينطق بلسانه , هي في الحقيقة لاتنطق إلا بلسان من هو مقتنع بها , قابل لها , ممّن يرضى لأهله أن يختلطوا بالرجال , ويرضى لابنته أن تجلس بجوار الرجل بمقاعد التعليم , أو أن تخلع عباءتها , وتتخلّى عن حجابها , أما من ملأ الحياء قلبه , وجرت الغيرة في عروقة , وذاق طعم الكرامة , فإنه لايمكن أن يعتبر تلك الحالات الشاذّة النشاز عنوانا له , ولاناطقا باسمه , ولا ممثلا لمجتمعه .
حين يقف المعمّر تركي السديري معتذرا للبريطانيين ممّا يراه تجاوزات قامت بها الهيئة , لأنها منعت الاختلاط الذي تحاول الترويج له بؤرة اليمامة , ذلك المستنقع الذي لايمكن أن ننسى سجلّها الأسود في المؤامرة على مجتمعنا , من خلال اسبوعها السخافي , الذي استضافت فيه من يدعو إلى العلمانية ويتبناها , أو يرفع عقيرته بالتفاهات الحداثية , أو بتبنيها للنوادي الكروية النسائية , في وقت تئنّ فيه الأمة وتصرخ من هجمات أعداءها عليها ، فإننا في الوقت ذاته نقف لنعتذر إلى كلّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , ممّن يرون فينا مجتمعا مثاليا , يتمنّون أن يكون نموذجا للعالم كلّه , ويرون أنّنا من يطبّق تعاليم الاسلام وقيمه وأخلاقه , ويرون فينا القدوة , وأننا ورثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم , وأبناء الصحابة رضوان الله عليهم , وأتباع السلف الصالح , ويرون أنّنا حملة رسالة سامية , ومن بلادنا تنطلق شموع الإسلام , وأننا في بلد تتجه إليه أفئدة المسلمين قاطبة , ونقول لهم إن ماترونه من مظاهر شاذّة , وقلّة حياء من بعض السفهاء من بني قومنا , أو ما تسمعون به وتطلعون عليه , من كتابات بعض المخدوعين , لاتمثل ملايين المسلمين في هذه البلاد , وإنما هي رأي هؤلاء التافهين التائهين , لأن في مجتمعنا من يعتبر هؤلاء شواذا أتيح لهم منبر إعلاميّ , حاولوا من خلاله أن يشوّهوا الحقائق ويقلبوها , وينقلوا خلاف الواقع وينقلبوا عليه , ويغشّوا القارىء والمتابع منذعقود , ولكنهم بحمدالله لم يفلحوا وبحول الله لن يفلحوا.
أيها المسلمون في أصقاع المعمورة , وخاصة في بريطانيا : نحن نعلم مدى الحرج الذي ينتابكم وأنتم ترون صور بعض المحسوبين على مجتمعنا في " الهايد بارك أو البيكادللي أو إجوررود " والتي تسيء إلى سمعة المسلمين , وتضعهم في صورة الشهوانيين البهيميين الذين لاهم لهم إلا المادة والشهوة والعربدة , ولكن هؤلاء وغيرهم ممن ابتليت بهم الأمة , لايمكن أن يكونوا حملة رسالة الإسلام , لأن فاقد الشيء لايعطيه , وهؤلاء هم سبب تخلف الأمة , بل كثير منهم طابور خامس , هو إلى العدو أقرب منه إلى أمته وملته , كما أن مانراه من الفجور والجور البريطاني لايمكن أن يكون معبرا عن كل أهل بريطانيا , بل قد رأينا من كفارها , بله مسلميها , من ينتصر لقضايا المسلمين أكثر من انتصار كثير من المسلمين أنفسهم لأنفسهم .
أيها الفضلاء :
حين نحدثكم عن الانهزامية والتبعية والذلة التي تلبس بها كثير من الناس , حتى صار يستحيي أمام العالم من نظام دولته , وقوانين شريعة الإسلام , ويعتذر عن تطبيقها بحجة أنها تشوه سمعته , وتحرجه أمام تلكم الدول الغربية التي يستجدي رضاها , وقد أخبرنا الله عنها أنها لن ترضى إلا بشيء واحد ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) نجد في مقابل ذلك الخنوع , وتلك التبعية والانهزامية , إذعانا تاما , وتبريرا وقحا , وإعجابا مقيتا , بأنظمة الكفار وممارساتهم , وما فيها من التناقضات الفجة , والصورة القاتمة .
إن اعتذار تركي السديري للبريطانيين يمثله هو ومن هم على شاكلته ليس غير- وهم قلة ولله الحمد- , أما من يفتخر بدولته , ويثق بمؤسساتها , ويحترم نظامها , وقبل ذلك كله يعتز بشريعته , وقيم مجتمعه , ويرى أن لكل بلد أنظمته وقوانينه , وأن على مؤسسات البلد الأهلية وغيرها احترام تلك الأنظمة وعدم تجاوزها , كما أن على الوافد مراعاتها والتماشي معها , تماماً مثل ما يطالبنا ذلك الوافد إذا قدمنا إلى بلده باحترام أنظمته وعدم تجاوزها, ولايعذرنا بجهلنا فيها , وأن الإخلال بأي شيء من تلكم الأنظمة المعمول بها , وخاصة ما يخرق العهد , ويخلق الفوضى , ويسيء إلى مشاعر المجتمع , ويستعديه على قيادته , أو يشوه صورتها عنده , وهي الصورة التي تعاقبت الأجيال على الثقة بها واحترامها , أو يجعل القيادة في مواقف محرجة أمام دول العالم , من خلال الاستغلال الرخيص لبعض الظروف الحالية , فإن هذا لايمثله السديري ولا غيره ممن هم على شاكلته .
كما أن كلية اليمامة بممارساتها الشاذة , وأفكارها التحررية , ومخالفتها للمعمول به , وماقامت عليه الدولة , يجب أن يوضع لها حدٌّ فاصل , وأن تحاسب محاسبة دقيقة , إلا إذا كانت تتمتع بخصوصية لاتخضع لنظام , أو مكانة تتسامى على القانون , لأنها باتت تمارس دورا استهتاريا لايمكن إغماض العين عنه , وأصبحت تنتهج سياسة وكأنها دولة داخل دولة , أو تمتلك حكما محليا مسقلا .
يستحيل أن ينطق المعمّر تركي السديري بالحقيقة لأنه يعلم أنّه لايمتلكها ولايحبّها , وإلاّ فالحقيقة تقول إن المجتمع يحبّ الهيئة ويكره المنافقين , ويحبّ الفضيلة ويكره المنحلّين , ويحبّ الخير ويكره المنحرفين ، ويحب الصادقين , ويحتقر المتزلفين .
المجتمع ولله الحمد مجتمع محافظ , وإن كان شذّ منه خمسة آلاف وقبلوا الاختلاط , أو تمرّدوا على القيم , فإن مثل هذا العدد وأضعافه , قد نراه وبشكل مألوف في محاضرة لأحد الدعاة , كما أنّه إذا كان ذلك العدد يمثّل أغلبية عند السديري , فإني أجزم أن خمسة آلاف من طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود وحدها , يرفضن ماأشاد به المعمّر تركي السديري .
بل وإذا كان هذا العدد يحظى بأدنى مصداقية واحترام عند السديري فأنا على استعداد – وسأعتبر هذا التزاماً أدبيا ً – بأن أحضر خمسة آلاف توقيع من مدينة الرياض وحدها , تطالب بمحاكمة المعمر تركي السديري , وترى ضرورة تنحيته لفشله الذريع , ولمخالفته ما تعلنه الدولة من سياسة إعلامية .
أيها الفضلاء :
أرأيتم كيف يفكر هؤلاء ؟ , وبأي منطق يتعاملون مع مجتمعهم ؟ , حيث ألغى السديري قيمة ملايين البشر رغبة في أن ينصر أخلاقياته ويفرضها على المجتمع المحافظ !!! .
لم يعتبر بمئات الدور النسائية المنتشرة في أرجاء بلادنا , والتي تضم مئات الآلاف من المقبلات على الخير , والراغبات في الفضيلة , ولم يعتبر بمئات الآلاف من النساء اللواتي يتوافدن على دروس العلماء ومحاضراتهم رغبة في سماع الكلمة الصادقة , والنصيحة الهادفة , ولم يلتفت إلى عشرات الآلاف من النساء اللواتي التزمن بحجابهن , وحافظن على الحياء , ووقفن شامخات وبكل إباء , معتزات بدينهن وأخلاقهن في بلاد الشرق والغرب , ممن رافقن أهليهن ومحارمهن , وإنما استشهد بحفنة مهزومة مهزوزة , وجعلها معيارا ودليلا على مجتمعه وممثلا له , وهذا وأيم الله دليل الفشل والخذلان .
إن هذا التحايل على القارىء , وتشويه الحقيقة , واعتماد التزوير والتلفيق , يكشف بوضوح حجم المؤامرة التي يتزعمها كثير من الإعلاميين , لأنه إذا كان رئيس هيئة الصحافيين , ورئيس تحرير جريدة الرياض , يتعامل مع القراء بهذه اللغة , فما الظن بمن هم تحت يده ؟ .
أيها الفضلاء :
حين نقرأ لكثير من رؤساء التحرير والإعلاميين فإننا يجب أن نحمدالله أولاً إذْ عافانا مما ابتلاهم به , ثم إن علينا أن نحمده ثانياً , أن الله أودع فيهم من البلاهة مايمكن اعتبار هبنقة عندهم من دهاة العرب , لأن مثل هذه المواقع الحساسة لو منح أهلها ذكاء وفطنة , لكان تأثيرهم السلبي مضاعفا , ولكن هؤلاء ولله الحمد كشفوا ببلاهتهم وحمقهم وتغفيلهم , ماتنطوي عليه ضمائرهم , ممايجعل القارىء العادي يقف عليه دون عناء .
وليس أدل على حمقهم وبلاهتهم وفضحهم لأنفسهم , من أنهم يتعاملون مع القضايا وكأنهم أهل الشأن فيها , وأن الحل والعقد بأيديهم , متجاوزين بذلك قيادتهم , غير مبالين بما يقررونه من قناعات ماعليه الساسة وأهل الرأي .
فهذا المعمر تركي السديري مثلا , يقف ليدين مؤسسة حكومية , قام رأس الهرم في الأمن الداخلي الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله- باعتبارها من أهم مؤسسات الدولة , رابطاً بقاء هذه الدولة ببقاء هذه المؤسسة , وببقاء الإسلام دستورا للدولة , ويرى السديري أنها مؤسسة غير مرغوب فيها , ولا تحظى بالقبول , وكأنه بهذا يتحدى وزير الداخلية ويكذبه .
ثم تراه ثانية يعتذر عن عملهم بمنع الاختلاط , ويتحدث وكأنه ناطق بلسان الدولة , مع أن المنطق والعقل والعدل والحكمة والسياسة تقتضي التريث حتى تنكشف الحقائق , ويتحدث المعنيون بالأمر , لأنه بعجلته وطيشه جعل نفسه في مقام ولي الأمر الذي بيده تقرير المصالح والمفاسد , ووضع نفسه بمقام الحاكم الذي يقضي في المسائل , مع أنه لم يسمع إلا من طرف واحد , هذا إذا كان سمع منه أصلا .
ثم تراه ثالثة يفتات على مجتمعه , ويشوه سمعته , ويجعله مجتمعا كذابا متناقضا , ويصفه بما لايليق به , وذلك لحالات شاذة رآها أو سمع عنها حيث يقول : ( المؤسف المضحك هي رؤيتنا لأنفسنا عبر المصداقية أو الكذب من خلال تناقض تصرفاتنا .. ففي الداخل معظمنا شيء مختلف تماماً عما عليه في الخارج .. ) وكأنه بهذا يريد أن يقول : إن معظم النساء اللواتي يلتزمن الأدب والخلق والحشمة والحياء في الداخل , يتخلين عن ذلك , ويتجردن من تلك الأخلاق في الخارج , ومعلوم أن لفظ " معظمنا " لا يدل على الأقلية , بل يعني الأكثرية , وقد كذب السديري في هذا , إلا إذا كان يقصد بـ " معظمنا " من يمثلهم هو ومن هم على شاكلته .
ومثل ذلك قوله : ( تشلح السيدة السعودية عباءتها عند إقلاع الطائرة وتلبسها عند بدء الهبوط.. الصور مضحكة أليس كذلك؟ .. )
فهل كل امرأة سعودية تشلح عباءتها إذا ركبت الطائرة ؟ , وهل حالات الشذوذ التي يمارسها بعض النكرات في مجتمعنا هي المعيار الذي يعتمده السديري لوصف حالنا ؟ .
ثم السؤال الأهم : من خوَّل السديري أن يتحدث عن المجتمع وينطق بلسانه ؟ .
أيها الفضلاء :
إن محاولة تشويه سمعة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست بدعا من الأمر , ولن تقف إلى حدٍّ , طالما أن هذه الإدارة ستقوم بواجبها لحجز ذوي الشهوات والفساد عن قذرهم , وهذا المسلك المشين ليس حكرا على الهيئة وحدها , بل سيتعرض له كل من يقف في وجه أهل الباطل والزيغ , مادام الصراع قائما .
الهيئة جهاز أقض مضاجع الشهوانيين , ووقف في وجه المنحرفين , وضيَّق الخناق على المبطلين , ولهذا فلن تراهم يوما يثنون عليه وهم قائمون على منكرهم , بل سترى منهم الوشاية والتزوير , والمكيدة والتلفيق , وكيف نعجب وقد قص الله علينا في كتابه ما قاله كفار قريش في حق أزكى البشرية وأصدقها صلى الله عليه وسلم , بل وكيف لانؤمن بلحوق الأذى لكل من يأمر وينهى والله تعالى يقول : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) , ومن ظنَّ أن طريق الدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفروش بالورود والرياحين فليعلم أنه واهم حالم .
نعم هناك أخطاء وتجاوزات تقع من الهيئات ومن المجاهدين والدعاة , ولكن هذه الأخطاء ليست وقفا عليهم , وليست مسوغا ومبررا للنيل منهم , أو الولوغ في أعراضهم , بل يجب علينا وخاصة معهم أن نلتمس لهم الأعذار , ونحملهم على أحسن المحامل , لاسيما إذا قارنا تلك الأخطاء بضخامة النفع الذي يتحقق بفضل الله على أيديهم , وعظيم الجهد الذي يبذلونه لدينهم وأمتهم .
لن نجد جهازا عاملا يسلم من الخطأ , ومن زعم أنه يعرف جهازا كذلك فهو كاذب , لأن الخطأ صفة البشر , ومن يعمل فلا بد أن يقع في الخطأ , ولكن الشأن ليس في تقرير هذا الأمر , بل الشأن في سبب تناول أخطاء جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والحديث عنها بشيء من التشفي , وتضخيمها حتى كأنها سبب انتكاستنا وتقهقرنا , مع أن من يتحدث عنها غالبا يرى القذاة في أعينهم , ويغمض جفنه عن الجذع في أعين غيرهم .
لماذا يتحامل الإعلام على هذا الجهاز العظيم , رغم ضعف إمكانياته , وقلة موارده , ويسكت عن تجاوزات وزارة الثقافة والإعلام , والتي أزكمت الأنوف , وتحدث عنها أعضاء مجلس الشورى , ووصفوها بالممارسات المقززة ؟ .
لماذا لايفتح الإعلاميون ورؤساء التحرير سجل الوزارة الأسود , والفساد الإداري والمالي , والمخالفات الصريحة للنظام الأساسي للحكم , ولما نصت عليه اللوائح ؟ .
لماذا لانجد إلا التطبيل والتمجيد لمن يخرق النظام بكل صفاقة , ويمارس سياسة التمرد بتبجح , في حين تكون الألسنة الحداد على رجال الهيئة والدعوة ؟ .
ماذا يعني تتابع الهجمات على الأجهزة الشرعية كالإفتاء والقضاء والدهوة والهيئة ؟ .
وماذاتعني الحملات المتكررة على المناشط الخيرية , والجمعيات , ومدارس تحفيظ القرآن الكريم , والمراكز والملتقيات التوجيهية ؟ .
أيها الفضلاء :
أعتقد أن من لازال يرى أن مايقوم به كثير من الإعلاميين من حملات منظمة ضد المؤسسات الشرعية ومناهجها , من النقد والإصلاح , فهو بحاجة إلى إعادة نظر , فإن وراء الأكمة ماوراءها , وهؤلاء يهدفون من خلال طرحهم لتقرير مشروع خطير , وهو مايؤكده تلويحهم في كثير من مقالاتهم بالمنظمات الدولية والمعاهدات الأممية .
إن كثيرا من هؤلاء يريد ومن خلال تهديده الصريح والمبطَّن بالمنظمات الدولية , ومؤسساتها الحقوقية , أن يقول : إما أن تلغوا تلك الجهات الشرعية , وتقبلوا طرحنا فيها , أو أن عليكم أن تواجهوا عقوبات تلك المنظمات الدولية التي لاقبل لكم بها .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ,
ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا