يوسف سنيد أبو ذراع
02-28-2009, 03:33 PM
تعريف التخاطب هو: الكلام الذي يدور بينك وبين شخص آخر، مفيد أم غير مفيد. وأداته اللسان، وهو عضو خطير وهو سلاح ذو حدّين قال الله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:: 1-3]، وقال تعالى { وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص:55]، وقال تعالى {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، وقال تعالى {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]، وقال تعالى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من آفات اللسان، وبيّن أهمية المحافظة عليه فقال صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن فيها يزل بها في النار أبْعد مما بين المشرق والمغرب» [رواه البخاري ، ومسلم]. ما يتبيّن فيها: أي لا يتدبّرها ولا يفكر في قبحها، ولا يخاف ما يترتّب عليها، كالقذف أو الكلمة عند السلطان وغيره من الوُلاة، مما فيه إضرار بالمسلم. ولما سأل معاذ ا رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما قال له: أَوَ نَحْنُ مُؤاخَذُونَ بما تَقُولُ أَلْسِنَتُنَا؟): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألْسِنَتِهم» [رواه الترمذي(2616)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (329)]. وقال صلى الله عليه وسلم:«أكثر ما يُدخل الناسَ الجنةَ: تقْوى الله وحُسْنُ الخُلُق، وأكثرَ ما يُدخل الناس النار الفَمُ والفَرَجُ» [رواه الترمذي، وهو حديث حسن الإسناد].
وقال صلى الله عليه وسلم:«أكثر خطايا ابنِ آدم في لسانه» [رواه الطبراني، والبيهقي في شُعَبِ الإيمان، وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع (1201)].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من يَضْمنْ لي ما بين لحييه وما بين فخذيه، أضمنْ له الجنة» [رواه البخاري، ومسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من صمتَ نجا» [رواه الترمذي (2501)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6367)].
من آداب التخاطب:
1- الكلام في الموضوع مفيد في الدِّين والدّنيا والآخرة، وترك ما لا يفيد، وما فيه فتنة وبلبلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من حُسن إسلام المرءِ تركه ما لا يعنيه » [رواه الترمذي].
2- الكلام بعلم، والحذر من الكلام بجهل، قال تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }[الإسراء:36].
3- تقديم الموضوع الأهم فالأهم للمخاطَب: قال تعالى في قصّة شُعيب عليه السلام لما قال لقومه {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ } [هود: 84] أمَامَكَ حالة رَجُلٍ لا يصلي وهو حالق اللحية فبماذا تبدأ؟. لا شك أن تبدأ الكلام معه عن الصلاة. ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره أن يبدأ معهم بالتوحيد ثم الصلاة ثم الزكاة.
4- مخاطبة الناس على قدر عقولهم، قال علي بن أبي طالب:«حدّثوا الناس بما يعرفون أتحبّون أن يُكَذَّبَ اللهُ ورسوله صلى الله عليه وسلم» [رواه البخاري]. وقال ابن مسعود:«ما أنتَ بمحدّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنةً» [رواه مسلم].
5- استخدام الكلمات الرقيقة المؤدية للغرض، وترك المخاطبة بالشر ، بل استعمال ضمير الغيبة عند المثال، فلا تفل للمخاطَب: أنتَ إذا سرقْتَ فإن حكمك في الإسلام قطع يدك!! ولكن قل له: إن الإنسان إذا سرق فإن حكمه قطع يده إذا توفرت كل شروط هذا الحدّ.
6- الوضوح في العبارات وخاصة في الدعوة إلى الله تعالى، قال تعالى {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} [النور:54]، والمبين: الظاهر الواضح المفهوم، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7- إعادة الحديث وتكراره عند الحاجة. فعن أنس «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم، سلّم عليهم ثلاثا» [رواه البخاري، وأحمد، والترمذي]، مثال لِـمَا أعاد «...ألا وقول الزّور...ألا وشهادة الزّور» [رواه البخاري ومسلم]، ويجوز التكرار لأكثر من ثلاثة لمصلحة.
8- أن يكون الكلام مُرَتَّلا ومترسلا، فعن جابر قال: «كان في كلامه ترتيل، أو ترتيل» [رواه أبو داود، وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع (4823)]، ترتيل: تمهّل مع تبيين الحروف.
9- ترك التعالي على الناس في الخطاب . قال تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }[الفرقان:63]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد» [رواه مسلم].وقال صلى الله عليه وسلم : «وما تواضع أحد لله إلا رفعه» [رواه مسلم].
10- ترك تزكية النفس أو مدح الحاضر، قال تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]، وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [النساء:49]. ولمّا سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجُلًا يمدح أخاه في وجهه قال له: «ويحك قطعت عنق صاحبك» وكرّرها مرّات. وقال صلى الله عليه وسلم: «المدح هو الذَّبْحُ» .
إلا إذا دعت الحاجة لبيان الواقع كما قال يوسف عليه السلام {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف:55]. ولمّا حاصر الخوارج عثمان بن عفّان ا قال لهم: «أنْشُدُكُم الله، ولا أَنْشُدُ إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَفَرَ بئر رومة فله الجنّة، فحفرتها». ألستم تعلمون أنه قال:«من جهّز جيش العسرة فله الجنة، فجهّزتُه، قال: فصدّقوه بما قال» [رواه البخاري (--].
11- مراعاة مناسبات الكلام فلكل مقام مقال، فلا تتكلم في مناسبة الزواج عن الموت أو الطلاق، ولا في مناسبة جنازة أو تعزية عن الزواج.
12- مراعاة مناسبات الأوقات والأماكن: ففي رمضان تكلّم عن الصيام، وفي أشهر الحجّ تكلّم عن الحجّ....إلخ.
13- غض الصوت وعدم رفعه إلا بقدر الحاجة قال تعالى {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19]، قال ابن كثير: لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك بلا فائدة.
14- ترك الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم. قال تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } [النساء:148]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبغض الفاحش البذيء»
15- ترك الجدال والخلاف والمغالبة، فليس من الضروري الإجابة على كل سؤال، ولا التدقيق في كل كلمة، إن حُسن الخلق التغافل وليس الغفلة عن أشياء يجوز شرعا تجاوزها، بل المسلم يتوقّف عن المناظرة والمجادلة وإذا كان مُحقا إذا رأى عدم الفائدة منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أبغض الرّجال إلى الله الألد الخصم» [رواه البخاري: ومسلم] . وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في وسط الجنة لمن حَسُنَ خُلُقُه» [رواه أبو داود، وغيره. وهو حديث حسن في صحيح الجامع (1464)]. وقال صلى الله عليه وسلم : «ما ضلّ قوم بع هدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» ثم قرأ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] [رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع (5633)].
16- استعمال طريق الإقناع للمخاطب وهي طريقة العقلاء والفضلاء فإبراهيم عليه السلام قال الله فيه {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[الأنعام: 76-79]. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لِقريش:
« أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مَصَدِّقِي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» [رواه البخاري، ومسلم]. وإقناعه صلى الله عليه وسلم للشاب الذي أراد الإذن له بالزنا «أتحبه لأمك؟»«لابنتك؟»«لأختك؟»«لعمتك؟»«لخالتك؟» [رواه الحاكم بإسناد صحيح].
17- مناداة الشخص بأحبّ الأسماء إليه {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[الحجرات:11].
18- أن لا يسبق الكبير بالكلام، قصة استحياء ابن عمر من الكلام في حضرة أبي بكر، وعمر، في قصة لغز النّخلة [رواه البخاري].
19- الإعراض عن الجاهلين، والحذر من الوقوع في استفزازهم، قال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }[الأعراف : 199]. وقال تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }[الروم: 60].
اعذروني يا مشرفين مدري وين احط الموضوع وانتو تصرفو فيه هو منقول للفائده
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من آفات اللسان، وبيّن أهمية المحافظة عليه فقال صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن فيها يزل بها في النار أبْعد مما بين المشرق والمغرب» [رواه البخاري ، ومسلم]. ما يتبيّن فيها: أي لا يتدبّرها ولا يفكر في قبحها، ولا يخاف ما يترتّب عليها، كالقذف أو الكلمة عند السلطان وغيره من الوُلاة، مما فيه إضرار بالمسلم. ولما سأل معاذ ا رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما قال له: أَوَ نَحْنُ مُؤاخَذُونَ بما تَقُولُ أَلْسِنَتُنَا؟): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألْسِنَتِهم» [رواه الترمذي(2616)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (329)]. وقال صلى الله عليه وسلم:«أكثر ما يُدخل الناسَ الجنةَ: تقْوى الله وحُسْنُ الخُلُق، وأكثرَ ما يُدخل الناس النار الفَمُ والفَرَجُ» [رواه الترمذي، وهو حديث حسن الإسناد].
وقال صلى الله عليه وسلم:«أكثر خطايا ابنِ آدم في لسانه» [رواه الطبراني، والبيهقي في شُعَبِ الإيمان، وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع (1201)].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من يَضْمنْ لي ما بين لحييه وما بين فخذيه، أضمنْ له الجنة» [رواه البخاري، ومسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من صمتَ نجا» [رواه الترمذي (2501)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6367)].
من آداب التخاطب:
1- الكلام في الموضوع مفيد في الدِّين والدّنيا والآخرة، وترك ما لا يفيد، وما فيه فتنة وبلبلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من حُسن إسلام المرءِ تركه ما لا يعنيه » [رواه الترمذي].
2- الكلام بعلم، والحذر من الكلام بجهل، قال تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }[الإسراء:36].
3- تقديم الموضوع الأهم فالأهم للمخاطَب: قال تعالى في قصّة شُعيب عليه السلام لما قال لقومه {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ } [هود: 84] أمَامَكَ حالة رَجُلٍ لا يصلي وهو حالق اللحية فبماذا تبدأ؟. لا شك أن تبدأ الكلام معه عن الصلاة. ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره أن يبدأ معهم بالتوحيد ثم الصلاة ثم الزكاة.
4- مخاطبة الناس على قدر عقولهم، قال علي بن أبي طالب:«حدّثوا الناس بما يعرفون أتحبّون أن يُكَذَّبَ اللهُ ورسوله صلى الله عليه وسلم» [رواه البخاري]. وقال ابن مسعود:«ما أنتَ بمحدّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنةً» [رواه مسلم].
5- استخدام الكلمات الرقيقة المؤدية للغرض، وترك المخاطبة بالشر ، بل استعمال ضمير الغيبة عند المثال، فلا تفل للمخاطَب: أنتَ إذا سرقْتَ فإن حكمك في الإسلام قطع يدك!! ولكن قل له: إن الإنسان إذا سرق فإن حكمه قطع يده إذا توفرت كل شروط هذا الحدّ.
6- الوضوح في العبارات وخاصة في الدعوة إلى الله تعالى، قال تعالى {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} [النور:54]، والمبين: الظاهر الواضح المفهوم، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7- إعادة الحديث وتكراره عند الحاجة. فعن أنس «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم، سلّم عليهم ثلاثا» [رواه البخاري، وأحمد، والترمذي]، مثال لِـمَا أعاد «...ألا وقول الزّور...ألا وشهادة الزّور» [رواه البخاري ومسلم]، ويجوز التكرار لأكثر من ثلاثة لمصلحة.
8- أن يكون الكلام مُرَتَّلا ومترسلا، فعن جابر قال: «كان في كلامه ترتيل، أو ترتيل» [رواه أبو داود، وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع (4823)]، ترتيل: تمهّل مع تبيين الحروف.
9- ترك التعالي على الناس في الخطاب . قال تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }[الفرقان:63]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد» [رواه مسلم].وقال صلى الله عليه وسلم : «وما تواضع أحد لله إلا رفعه» [رواه مسلم].
10- ترك تزكية النفس أو مدح الحاضر، قال تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]، وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [النساء:49]. ولمّا سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجُلًا يمدح أخاه في وجهه قال له: «ويحك قطعت عنق صاحبك» وكرّرها مرّات. وقال صلى الله عليه وسلم: «المدح هو الذَّبْحُ» .
إلا إذا دعت الحاجة لبيان الواقع كما قال يوسف عليه السلام {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف:55]. ولمّا حاصر الخوارج عثمان بن عفّان ا قال لهم: «أنْشُدُكُم الله، ولا أَنْشُدُ إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَفَرَ بئر رومة فله الجنّة، فحفرتها». ألستم تعلمون أنه قال:«من جهّز جيش العسرة فله الجنة، فجهّزتُه، قال: فصدّقوه بما قال» [رواه البخاري (--].
11- مراعاة مناسبات الكلام فلكل مقام مقال، فلا تتكلم في مناسبة الزواج عن الموت أو الطلاق، ولا في مناسبة جنازة أو تعزية عن الزواج.
12- مراعاة مناسبات الأوقات والأماكن: ففي رمضان تكلّم عن الصيام، وفي أشهر الحجّ تكلّم عن الحجّ....إلخ.
13- غض الصوت وعدم رفعه إلا بقدر الحاجة قال تعالى {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19]، قال ابن كثير: لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك بلا فائدة.
14- ترك الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم. قال تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } [النساء:148]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبغض الفاحش البذيء»
15- ترك الجدال والخلاف والمغالبة، فليس من الضروري الإجابة على كل سؤال، ولا التدقيق في كل كلمة، إن حُسن الخلق التغافل وليس الغفلة عن أشياء يجوز شرعا تجاوزها، بل المسلم يتوقّف عن المناظرة والمجادلة وإذا كان مُحقا إذا رأى عدم الفائدة منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أبغض الرّجال إلى الله الألد الخصم» [رواه البخاري: ومسلم] . وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في وسط الجنة لمن حَسُنَ خُلُقُه» [رواه أبو داود، وغيره. وهو حديث حسن في صحيح الجامع (1464)]. وقال صلى الله عليه وسلم : «ما ضلّ قوم بع هدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» ثم قرأ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] [رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وهو حديث حسن كما في صحيح الجامع (5633)].
16- استعمال طريق الإقناع للمخاطب وهي طريقة العقلاء والفضلاء فإبراهيم عليه السلام قال الله فيه {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[الأنعام: 76-79]. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لِقريش:
« أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مَصَدِّقِي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» [رواه البخاري، ومسلم]. وإقناعه صلى الله عليه وسلم للشاب الذي أراد الإذن له بالزنا «أتحبه لأمك؟»«لابنتك؟»«لأختك؟»«لعمتك؟»«لخالتك؟» [رواه الحاكم بإسناد صحيح].
17- مناداة الشخص بأحبّ الأسماء إليه {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[الحجرات:11].
18- أن لا يسبق الكبير بالكلام، قصة استحياء ابن عمر من الكلام في حضرة أبي بكر، وعمر، في قصة لغز النّخلة [رواه البخاري].
19- الإعراض عن الجاهلين، والحذر من الوقوع في استفزازهم، قال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }[الأعراف : 199]. وقال تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }[الروم: 60].
اعذروني يا مشرفين مدري وين احط الموضوع وانتو تصرفو فيه هو منقول للفائده