بندر البلوي
03-05-2009, 05:58 PM
الجنادرية وثقافة التربية
في حياة الأمم والشعوب مهرجانات وطنية وشعبية، تترك آثاراً مسطّرة في سجلات التاريخ؛ بشكل منعطفات مهمة في مسيرتها على طريق المجد والتقدم والازدهار .
في المملكة العربية السعودية، وعلى مستوى العالم العربي، يُعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية )، الذي ينظمه الحرس الوطني كل عام، واحداً من المناسبات التاريخية التراثية والثقافية، ومؤشراً مهماً على عمق الدلالة على اهتمام المملكة، قيادة ومسؤولين وشعباً بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصلية . فهو مناسبة وطنية يمتزح في نشاطاتها عبق تاريخنا بنتاج الحاضر الزاهر؛ لتؤكد على هويتنا العربية والإسلامية، وتؤصل موروثنا الوطني بشتى جوانبه في محاولة الإبقاء والمحافظة عليه؛ حتى يظل ماثلاً للأجيال المقبلة .
ولعل تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أيده الله، ورعايته لهذا المهرجان الوطني، بدعم من عضده، سمو ولي عهده الأمين، حفظه الله، يزيده ألقاً؛ ويمنح وسام الشرف للوطن بأسره، امتداداً للرعاية الكريمة للثقافة والمثقفين وللتراث والباحثين عن المعرفة ودعم لمسيرة الإبداع في المملكة وفي العالم العربي .
تأتي هذه المناسبة، محمّلة بعمق الذكريات والماضي الأصيل وقصص الولاء التي غرستها وروتها تلك الجهود والنوايا الصادقة من أوفياء هذا الوطن برعاية قادته الأماجد أيدهم الله . فقد اعتادت وزارة التربية والتعليم، ضمن وزارات الدولة ومؤسساتها الرسمية، التشرُف بالمشاركة في فعاليات المهرجان ونشاطاته المتنوعة؛ انطلاقاً من اضطلاعها بمسؤوليتها في نشر العلم والثقافة، بين جنبات هذا الوطن المعطاء وتقديم كل ما هو نافع ومفيد لأبنائه الكرام، واستثمارها وتأهيلهم، بوصفهم حجر الزاوية في تنمية المجتمع، وسواعد البناء التي من شأنها تطوير هذه البلاد بعزيمة وإصرار؛ لتتحقق له الريادة المنشودة بالرعاية الكريمة لقادته الكرام حفظهم الله ورعاهم .
ومن ثمار مشاركة الوزارة في هذا المهرجان الوطني المهم، إتاحة الفرصة لأبناء الوطن على تنوع ثقافاتهم وتوجهاتهم الثقافية والفكرية، واختلافهم معارفهم وعاداتهم وتقاليدهم، المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، للاطلاع على جهود الوزارة المبذولة في سبيل النهوض بالعملية التربوية والتعليمية والارتقاء بها، ورفع المستوى الثقافي للمجتمع .
وإذا كانت المناسبات والأيام، والمهرجانات الوطنية، محطات بارزة في حياة الأمم الشعوب تتوقف عندها لمحاسبة الذات ومراجعة النفس؛ فإن المهرجان الوطني الرابع والعشرين للتراث والثقافة، يعد من أفضل المناسبات وأهم المحطات التي ينبغي التوقف عندها لنتلّمس فيها أحلام إنسان هذا الوطن التي صاغتها عزيمة وإرادة رجال أوفياء وإيمان قيادة حكيمة استطاعت رغم كل التحديات أن تحشد الطاقات للتخطيط الشامل، والعمل الدؤوب.
أربع وعشرون عاماً مضت منذ تدشين هذا المهرجان وقد شهد الوطن خلالها تغيّرات عميقة حفلت بالتحولات المجتمعية التي كانت محوراً لانتباه العالم واهتمامه . هذا الواقع الجديد يفرض علينا أن نلقي نظرةُ فاحصة علي ماضينا وحاضرنا، بل وعلى مستقبلنا لتقويم المنجزات والتحديات؛ ولنستبين الإيجابيات والسلبيات، وصولاً إلى صياغة رؤية علمية وطنية واضحة لما نتطلع إلى تحقيقه في المستقبل، وللطرائق التي يمكن سلوكها في تلك المرحلة الجديدة، بما يضمن حماية عقيدتنا الإسلامية؛ ويؤكّد وحدتنا الوطنية؛ ويرسّخ من وجودنا وهويتنا الوطنية والحضارية .
وفي تقديري فإن من أبرز ما يجب علينا استيعابه وأخذه بعين الاعتبار هو أن العالم بأسره ينحو بخطى متسارعة غير مسبوقة نحو التقارب والتداخل والتحاور بين الدول في القارات المختلفة، حيث لم تعد أية دولة أو مجموعة من الدول لديها القدرة على العيش بمعزل عن غيرها، أو التحرك خارج السياق العالمي، أو حتى تجاهل ما يحدث وراء حدودها من أحداث أو تطورات، حتى لا تتخلف عن الركب، وتعجز عن التفاعل مع ضرورات العصر، وتبيت كياناً لم يزل بعد في مرحلة التكوين، هامشياً هشاً، لا تأثير له ولا إسهام في تشكل ملامح الصورة الجديدة لعالم المستقبل .
كما في تقديري أيضاً أن وطننا بحكم تاريخه وقيادته، وتراثه ورصيده في المعارف والعلوم والآداب الذي يستند إلى العقل والحكمة، ومقدراته الوطنية بمكانها الديني ومكانتها السياسية والاقتصادية الدولية، مؤهل تماماً لتشارك على نحو فعّال، ومتميز ومشرّف في تحقيق هذا التحول التاريخي، معتمداً على المنطق والتفكير، ساعياً للوصول إلى الحقيقة الموضوعية .
فبقدر عظم التحديات تتوق سواعدنا الوطنية إلى العمل من أجل صالح الفرد والجماعة، والوطن، متسلحين برؤية وطنية حضارية وإنسانية رحبة ومعتدلة متسامحة، بعيدة عن التعصب، متحررة من نزعات التطرف ونزق الغلو والانغلاق .. بإرادة راسخة؛ لشق طريقنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وسط عالم يشهد تنافسات حادة متنوعة ..، حريصين على استقامة المقاصد ونبل الأهداف، ونقاء السرائر برجاحة العقول، واستنارة الفكر .
حفظه الله، قيادتنا الرشيدة، وألهمهم الحكمة والسداد، وبسط الأمن والأمان على ربوع مملكتنا الحبيبة .
وأخيراً لا يفوتني أن أشكر الأخوة والأخوات القائمين على مشاركة الوزارة في مهرجان التراث والعز والفخر من الإدارة العامة للنشاط الطلابي، التي تشرف عليها، والشكر موصول إلى قطاعات الوزارة المختلفة المساهمة فيها على جهودهم المبذولة بما يعود على وطننا بالنفع والفائدة .
والله ولي التوفيق .
في حياة الأمم والشعوب مهرجانات وطنية وشعبية، تترك آثاراً مسطّرة في سجلات التاريخ؛ بشكل منعطفات مهمة في مسيرتها على طريق المجد والتقدم والازدهار .
في المملكة العربية السعودية، وعلى مستوى العالم العربي، يُعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية )، الذي ينظمه الحرس الوطني كل عام، واحداً من المناسبات التاريخية التراثية والثقافية، ومؤشراً مهماً على عمق الدلالة على اهتمام المملكة، قيادة ومسؤولين وشعباً بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصلية . فهو مناسبة وطنية يمتزح في نشاطاتها عبق تاريخنا بنتاج الحاضر الزاهر؛ لتؤكد على هويتنا العربية والإسلامية، وتؤصل موروثنا الوطني بشتى جوانبه في محاولة الإبقاء والمحافظة عليه؛ حتى يظل ماثلاً للأجيال المقبلة .
ولعل تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أيده الله، ورعايته لهذا المهرجان الوطني، بدعم من عضده، سمو ولي عهده الأمين، حفظه الله، يزيده ألقاً؛ ويمنح وسام الشرف للوطن بأسره، امتداداً للرعاية الكريمة للثقافة والمثقفين وللتراث والباحثين عن المعرفة ودعم لمسيرة الإبداع في المملكة وفي العالم العربي .
تأتي هذه المناسبة، محمّلة بعمق الذكريات والماضي الأصيل وقصص الولاء التي غرستها وروتها تلك الجهود والنوايا الصادقة من أوفياء هذا الوطن برعاية قادته الأماجد أيدهم الله . فقد اعتادت وزارة التربية والتعليم، ضمن وزارات الدولة ومؤسساتها الرسمية، التشرُف بالمشاركة في فعاليات المهرجان ونشاطاته المتنوعة؛ انطلاقاً من اضطلاعها بمسؤوليتها في نشر العلم والثقافة، بين جنبات هذا الوطن المعطاء وتقديم كل ما هو نافع ومفيد لأبنائه الكرام، واستثمارها وتأهيلهم، بوصفهم حجر الزاوية في تنمية المجتمع، وسواعد البناء التي من شأنها تطوير هذه البلاد بعزيمة وإصرار؛ لتتحقق له الريادة المنشودة بالرعاية الكريمة لقادته الكرام حفظهم الله ورعاهم .
ومن ثمار مشاركة الوزارة في هذا المهرجان الوطني المهم، إتاحة الفرصة لأبناء الوطن على تنوع ثقافاتهم وتوجهاتهم الثقافية والفكرية، واختلافهم معارفهم وعاداتهم وتقاليدهم، المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، للاطلاع على جهود الوزارة المبذولة في سبيل النهوض بالعملية التربوية والتعليمية والارتقاء بها، ورفع المستوى الثقافي للمجتمع .
وإذا كانت المناسبات والأيام، والمهرجانات الوطنية، محطات بارزة في حياة الأمم الشعوب تتوقف عندها لمحاسبة الذات ومراجعة النفس؛ فإن المهرجان الوطني الرابع والعشرين للتراث والثقافة، يعد من أفضل المناسبات وأهم المحطات التي ينبغي التوقف عندها لنتلّمس فيها أحلام إنسان هذا الوطن التي صاغتها عزيمة وإرادة رجال أوفياء وإيمان قيادة حكيمة استطاعت رغم كل التحديات أن تحشد الطاقات للتخطيط الشامل، والعمل الدؤوب.
أربع وعشرون عاماً مضت منذ تدشين هذا المهرجان وقد شهد الوطن خلالها تغيّرات عميقة حفلت بالتحولات المجتمعية التي كانت محوراً لانتباه العالم واهتمامه . هذا الواقع الجديد يفرض علينا أن نلقي نظرةُ فاحصة علي ماضينا وحاضرنا، بل وعلى مستقبلنا لتقويم المنجزات والتحديات؛ ولنستبين الإيجابيات والسلبيات، وصولاً إلى صياغة رؤية علمية وطنية واضحة لما نتطلع إلى تحقيقه في المستقبل، وللطرائق التي يمكن سلوكها في تلك المرحلة الجديدة، بما يضمن حماية عقيدتنا الإسلامية؛ ويؤكّد وحدتنا الوطنية؛ ويرسّخ من وجودنا وهويتنا الوطنية والحضارية .
وفي تقديري فإن من أبرز ما يجب علينا استيعابه وأخذه بعين الاعتبار هو أن العالم بأسره ينحو بخطى متسارعة غير مسبوقة نحو التقارب والتداخل والتحاور بين الدول في القارات المختلفة، حيث لم تعد أية دولة أو مجموعة من الدول لديها القدرة على العيش بمعزل عن غيرها، أو التحرك خارج السياق العالمي، أو حتى تجاهل ما يحدث وراء حدودها من أحداث أو تطورات، حتى لا تتخلف عن الركب، وتعجز عن التفاعل مع ضرورات العصر، وتبيت كياناً لم يزل بعد في مرحلة التكوين، هامشياً هشاً، لا تأثير له ولا إسهام في تشكل ملامح الصورة الجديدة لعالم المستقبل .
كما في تقديري أيضاً أن وطننا بحكم تاريخه وقيادته، وتراثه ورصيده في المعارف والعلوم والآداب الذي يستند إلى العقل والحكمة، ومقدراته الوطنية بمكانها الديني ومكانتها السياسية والاقتصادية الدولية، مؤهل تماماً لتشارك على نحو فعّال، ومتميز ومشرّف في تحقيق هذا التحول التاريخي، معتمداً على المنطق والتفكير، ساعياً للوصول إلى الحقيقة الموضوعية .
فبقدر عظم التحديات تتوق سواعدنا الوطنية إلى العمل من أجل صالح الفرد والجماعة، والوطن، متسلحين برؤية وطنية حضارية وإنسانية رحبة ومعتدلة متسامحة، بعيدة عن التعصب، متحررة من نزعات التطرف ونزق الغلو والانغلاق .. بإرادة راسخة؛ لشق طريقنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وسط عالم يشهد تنافسات حادة متنوعة ..، حريصين على استقامة المقاصد ونبل الأهداف، ونقاء السرائر برجاحة العقول، واستنارة الفكر .
حفظه الله، قيادتنا الرشيدة، وألهمهم الحكمة والسداد، وبسط الأمن والأمان على ربوع مملكتنا الحبيبة .
وأخيراً لا يفوتني أن أشكر الأخوة والأخوات القائمين على مشاركة الوزارة في مهرجان التراث والعز والفخر من الإدارة العامة للنشاط الطلابي، التي تشرف عليها، والشكر موصول إلى قطاعات الوزارة المختلفة المساهمة فيها على جهودهم المبذولة بما يعود على وطننا بالنفع والفائدة .
والله ولي التوفيق .