أحمد علي
03-13-2009, 12:28 PM
المعاصي تزيل النعم
ومن عقوبات الذنوب : أنها تزيل النعم ، وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة . (1)
وقد قال تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير [ سورة الشورى : 30 ] .
وقال تعالى : ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم [ سورة الأنفال : 53 ] .
فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه ، فيغير طاعة الله بمعصيته ، وشكره بكفره ، وأسباب رضاه بأسباب سخطه ، فإذا غير غير عليه ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد .
فإن غير المعصية بالطاعة ، غير الله عليه العقوبة بالعافية ، والذل بالعز .
وقال تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال [ سورة الرعد : 11 ] .
وفي بعض الآثار الإلهية ، عن الرب تبارك وتعالى أنه قال : وعزتي وجلالي ، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره ، إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره ، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ، فينتقل عنه إلى ما أحب ، إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب . (2)
وقد أحسن القائل : إذا كنت في نعمة فارعها فأن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما أستطعت فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم شهود عليهم ولا تتهم
وما كان شئ عليهم أضر من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومن قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعيم وكان الذي نالهم كالحلم
الجواب الكافي لأبن القيم الجوزية
(1)
لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ مَرْفُوعاً بِهَذَا اللَّفْظِ.
ونسبه ابنُ القَيِّمِ فِي الداء والدواء(ص/157) إلَى عَلِيّ بن أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللهُ عنهُ- ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى سَنَدِهِ.
وَرُوِيَ نحوه مَوْقُوفاً عَلَى العباس -رَضِيَ اللهُ عنهُ-.
فَقَدْ رَوَى الدينوري فِي المجالسة(رقم727) وابنُ عَسَاكِرٍ فِي تَارِيْخ دِمَشْقَ(26/358، 395)، مِنْ طَرِيْقِ الكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ العباس لما استسقى به عمر قَالَ: "اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة.." وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً بل مَوْضُوعٌ ، الكلبي كَذَّابٌ.
وَرَوَاهُ الدينوري بِإِسْنَادٍ آخر عَنْ أَبِي صَالِحٍ بِهِ وَفِيْهِ مجاهيل.
وَقَدْ رُوِيَ شطره الأَوَّل مَرْفُوعاً بِلَفْظِ: ((ما من خدشة عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب وإنما يعفو الله أَكْثَر)).
وَهُوَ حَدِيْث صَحِيْحٌ وَرَدَ مِنْ حَدِيْث أَبِي مُوسَى، والبراء، وَأَبِي بَكْرٍ الصديق، ومرسل الْحَسَن، وقتادة.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ(5/377)، وَعَبْد بن حُمَيْدٍ-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(7/355)- مِنْ حَدِيْث أَبِي مُوسَى الأشعري -رَضِيَ اللهُ عنهُ- وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ لجهالة بَعْضِ رُوَاتِهِ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيْر(2/216)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي تَارِيْخ أصبهان(2/217) مِنْ حَدِيْث البراء بن عازب -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- وَصَحَّحَّ إسْنَادَهُ الشَّيْخ الألبَانِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي الصَّحِيْحَةِ(5/250).
وَرَوَاهُ ابن عَسَاكِرٍ فِي تَارِيْخ دِمَشْقَ(18/239) مِنْ حَدِيْث أَبِي بَكْرٍ الصديق -رَضِيَ اللهُ عنهُ- وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً.
ورَوَاهُ هَنَّادٌ فِي الزُّهْدِ(1/249)، وعبدالرزاق فِي تَفْسِيْرِهِ(3/192) وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حَاتِمٍ-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(7/354) بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ البصري -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- فَذَكَرَهُ.
وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ لأَنَّهُ مُرْسَلٌ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيْرِهِ(5/175) وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ عَنْ قَتَادَة بِهِ مُرْسَلاً.
وَرُوِيَ مَوْقُوفاً عَلَى عمران بن الحصين، رَوَاهُ ابنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "المرض والكفارات(رقم249)، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَان(7/153) وسَنَدُهُ صَحِيْحٌ.
وعن أَبِي كَعْبٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "المرض والكفارات(رقم100) ، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَان(7/153) وَإِسْنَادُ ابنِ أَبِي الدُّنْيَا حَسَنٌ.
وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
(2) ضعيف 0 أخرجه أبوالشيخ وابن مردويه من حديث علي مرفوعاً قال الحافظ أبن كثير في التفسير 2/ 486)
هذا غريب وفي إسناده من لا أعرفه وانظر الدرر المنثور
ومن عقوبات الذنوب : أنها تزيل النعم ، وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة . (1)
وقد قال تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير [ سورة الشورى : 30 ] .
وقال تعالى : ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم [ سورة الأنفال : 53 ] .
فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه ، فيغير طاعة الله بمعصيته ، وشكره بكفره ، وأسباب رضاه بأسباب سخطه ، فإذا غير غير عليه ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد .
فإن غير المعصية بالطاعة ، غير الله عليه العقوبة بالعافية ، والذل بالعز .
وقال تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال [ سورة الرعد : 11 ] .
وفي بعض الآثار الإلهية ، عن الرب تبارك وتعالى أنه قال : وعزتي وجلالي ، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره ، إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره ، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ، فينتقل عنه إلى ما أحب ، إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب . (2)
وقد أحسن القائل : إذا كنت في نعمة فارعها فأن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما أستطعت فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم شهود عليهم ولا تتهم
وما كان شئ عليهم أضر من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومن قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعيم وكان الذي نالهم كالحلم
الجواب الكافي لأبن القيم الجوزية
(1)
لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ مَرْفُوعاً بِهَذَا اللَّفْظِ.
ونسبه ابنُ القَيِّمِ فِي الداء والدواء(ص/157) إلَى عَلِيّ بن أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللهُ عنهُ- ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى سَنَدِهِ.
وَرُوِيَ نحوه مَوْقُوفاً عَلَى العباس -رَضِيَ اللهُ عنهُ-.
فَقَدْ رَوَى الدينوري فِي المجالسة(رقم727) وابنُ عَسَاكِرٍ فِي تَارِيْخ دِمَشْقَ(26/358، 395)، مِنْ طَرِيْقِ الكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ العباس لما استسقى به عمر قَالَ: "اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة.." وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً بل مَوْضُوعٌ ، الكلبي كَذَّابٌ.
وَرَوَاهُ الدينوري بِإِسْنَادٍ آخر عَنْ أَبِي صَالِحٍ بِهِ وَفِيْهِ مجاهيل.
وَقَدْ رُوِيَ شطره الأَوَّل مَرْفُوعاً بِلَفْظِ: ((ما من خدشة عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب وإنما يعفو الله أَكْثَر)).
وَهُوَ حَدِيْث صَحِيْحٌ وَرَدَ مِنْ حَدِيْث أَبِي مُوسَى، والبراء، وَأَبِي بَكْرٍ الصديق، ومرسل الْحَسَن، وقتادة.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ(5/377)، وَعَبْد بن حُمَيْدٍ-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(7/355)- مِنْ حَدِيْث أَبِي مُوسَى الأشعري -رَضِيَ اللهُ عنهُ- وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ لجهالة بَعْضِ رُوَاتِهِ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيْر(2/216)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي تَارِيْخ أصبهان(2/217) مِنْ حَدِيْث البراء بن عازب -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- وَصَحَّحَّ إسْنَادَهُ الشَّيْخ الألبَانِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي الصَّحِيْحَةِ(5/250).
وَرَوَاهُ ابن عَسَاكِرٍ فِي تَارِيْخ دِمَشْقَ(18/239) مِنْ حَدِيْث أَبِي بَكْرٍ الصديق -رَضِيَ اللهُ عنهُ- وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً.
ورَوَاهُ هَنَّادٌ فِي الزُّهْدِ(1/249)، وعبدالرزاق فِي تَفْسِيْرِهِ(3/192) وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حَاتِمٍ-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(7/354) بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ البصري -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- فَذَكَرَهُ.
وإسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ لأَنَّهُ مُرْسَلٌ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيْرِهِ(5/175) وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ عَنْ قَتَادَة بِهِ مُرْسَلاً.
وَرُوِيَ مَوْقُوفاً عَلَى عمران بن الحصين، رَوَاهُ ابنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "المرض والكفارات(رقم249)، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَان(7/153) وسَنَدُهُ صَحِيْحٌ.
وعن أَبِي كَعْبٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "المرض والكفارات(رقم100) ، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَان(7/153) وَإِسْنَادُ ابنِ أَبِي الدُّنْيَا حَسَنٌ.
وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
(2) ضعيف 0 أخرجه أبوالشيخ وابن مردويه من حديث علي مرفوعاً قال الحافظ أبن كثير في التفسير 2/ 486)
هذا غريب وفي إسناده من لا أعرفه وانظر الدرر المنثور