مطر السحيمي
03-18-2009, 02:54 PM
[size="7"]في ظاهرة تعد الأغرب في السعودية، تحول مطوع ديني إلى مطرب غنائي، ليس ذلك وحسب، إنما يكمل دراسته في معهد موسيقي شهير في القاهرة مشيراً إلى أن أمنيته أن يؤسسمعهدا شبيها له بالسعودية.
هذا ماقاله المنشد الإسلامي الشاب عبدالله السكيتي في حوار صحافي مع جريدة الجزيرة السعودية حيث أشار إلى أنه يستعد لطرح ألبوم موسيقي غنائي يتعاون فيه مع أبرز الأسماء اللامعة في الساحة الغنائية.
أثارت تصريحات السكيتي، الذي أشتهر على نطاق واسع بأناشيده الإسلامية، موجة غضب واستياء بين طائفة كبيرة من الجماهير السعودية التي لم تعتد أن يتحول مطوع إلى فنان ولكن العكس هو ما يحدث دائما.
وتساءلت بعض مواقع الانترنت إذا ما كان السكيتي مصابا بعقله، ودعا له البعض بالهداية والعودة إلى الدين مرة أخرى. ولكن السكيتي توقع ردود الأفعال الغاضبة تلك، عندما ألمح بشكل واضح عن قناعته الجديدة التي تقول إن الغناء لا يتعارض مع الدين.
ولكن يبدو أن توجه منشد إسلامي عرف بالتزامه الديني إلى الغناء ليس محصورا على السكيتي الذي أخرج هذه الظاهرة المتخفية إلى السطح بشكل واضح، والملاحظ في الساحة الفنية السعودية والخليجية خلال السنوات الماضية، تراجع وتحول عدد من المطاوعة إلى الغناء أو التمثيل بحركة عكسية غير متوقعة.
الفنان الشعبي عبدالله الصريخ اعتزل الغناء لأعوام طويلة بحجة أنه محرم ويدعو للمجون، وأصبح ملتزماً بالشكل الديني التقليدي ولكنه ظهر في السنوات الأخيرة وهو يحتضن عوده ويعلن عودته للغناء بحسب فتوى سمعها للشيخ يوسف القرضاوي تحلل الغناء. وبالفعل فقد طرح عددا من الألبومات الغنائية بعد عودته الغنائية ولكنها لم تحظى بنجاح كبير كما كان يحقق في ألبوماته القديمة.
وفي الكويت مثّلت عودة الفنان الشاب حسين الأحمد، الذي اقترب كثيراً من الانضمام للقاعدة، إلى نا يشبه الصدمة الاجتماعية التي تابعت كيف تحول ذلك الفنان الرومانسي إلى نسخة دينية متشددة وأرخى لحيته طويلاً وهاجم الوسط الفني، ثم فجأة يعود للساحة الفنية ويبدأ بعزف الغيتار على شاشات التلفزيون رافضاً التحدث عن تجربته القديمة وملمحاً فقط إلى أنه كشف زيف وكذب ما كان يؤمن به سابقاً.
على المستوى الدرامي أيضاً حدثت عدة تراجعات كان أبرزها في السعودية من طرف الفنان الكوميدي عبدالله عسيري الذي عرف بخفة دمه وظرفه وببرامجه الكوميدية، لكنه فجأة اختفى ليتحول إلى داعية شهير يخلط الأسلوب الكوميدي برسالتة الدعوية.
وقبل شهور فقط حلق عبدالله لحية الداعية ومسح عن وجه صورة المطوع الصارم ورسم مكانها ملامح الفنان الكوميدي وهو يستعد الآن للمشاركة في أكثر من عمل درامي لرمضان القادم.
المثير في الأمر، في السعودية تحديداً، أن مسألة هذا التراجع عن التشدد الديني لم يقتصر على مستوى الساحة الفنية والإعلامية فقط ولكن على المستوى الجماهيري أيضا. فقد شهدت السنوات الأخيرة أكبر موجة من تقصير اللحى وإظهار بعض المرونة في قضايا كانت سابقاً في عداد المحرمات مثل متابعة المحطات التلفزيونية والموسيقى والأفلام السينمائية.
يقول احد المراقبين في حديث مع "السياسي":" هذه أكبر ظاهرة تحدث في السعودية منذ سنوات طويلة؛ لكن بسبب الخوف وعدم وجود إعلام حر فإن أحدا لا يتحدث عنها. وأي مراقب بسيط سيكتشف العدد الضخم من اللحى التي تم تقصيرها أو حلقها والتصرفات الأكثر وداعة عن السابق فيما يخص الموسيقى مثلاً". ويضيف :" ما يحدث في الساحة الفنية هو انعكاس بشكل ما لما يحدث على المستوى الاجتماعي".
ولكن السؤال: ما هو تفسير هذه الموجة من توجه المطاوعة إلى الغناء أو التمثيل ؟!. يرى بعض المحللين أن انفتاح المجتمع السعودي على الفضاء الإعلامي الكبير مكّنه من سماع آراء فقهية جديدة لرجال دين من مصر أو الخليج الأمر الذي سكب ماء على عجينة أفكاره الصلبة، ما جعلها أكثر مرونة لتقبل التعددية الفقهية. وتضافر هذا الأمر مع تصلب رجال الدين السلفيين أو الصحويين في السعودية وعدم قدرتهم على مواكبة التغيرات الواقعية لرجل الشارع السعودي الذي بات يجد راحة نفسية في الآراء الجديدة الأكثر مرونة في قناة الرسالة أو أقرأ أكثر مما يجده في القناة الأولى أو المجد.
كما أن تفسيرا آخر يتحدث عن بروز تيار ديني داخل السعودية بقيادة الشيخ الشهير سلمان العودة بات أكثر تسامحاً وتقبلاً للفن، وظهر الشيخ العودة في أكثر من مرة وهو يردد القصيدة الشهيرة المغناة للشاعر كامل الشناوي :" لا تكذب أني رأيتكما معاً" وهي قصيدة مفعمة بالحب والعواطف الغرامية. كما صرح العودة بأن مسلسل طاش الشهير الذي حرمته المؤسسة الدينية الرسمية لا يخالف العقيدة الإسلامية. مثل هذا الأمر الجديد في الساحة السعودية وفر الذريعة المناسبة والمقبولة للناس العاديين للتحول إلى نمط ديني أكثر ليونة وشجع الفنانين على التفكير في أنهم لم يرتبكوا إثماً في عملهم السابق في المجال الفني لذا لم يتحرجوا من العودة إليه.
التفسير الآخر هو تفسير مادي، حيث تصاعدت خلال السنوات الأخيرة أجور الفنانين إلى أرقام خيالية، الأمر الذي لا يقارن بما كانت عليه في السابق عندما كان أجر الفنان لا يتعدى بضعة آلاف مما يجعل التضحية بها أمرأ سهلاً. لقد تحدث عدد من الفنانين العائدين بشكل خجول ( مثل الفنانة المصرية عبير صبري) عن أن أوضاعهم المادية في مرحلة التوبة كانت صعبة وسيئة، ولم تعد تعرض عليهم أعمال تتلائم مع نهجهم الجديد الأمر الذي أدخلهم في ورطة مادية صعبة، فكانت العودة إلى الفن فرصة لاستعادة التوازن.
مهما يكن من أمر فإننا نشهد الآن ظاهرة غريبة من المرجح أن تتزايد في المرحلة المقبلة، فهناك من بحاجة إلى من يشجعهم للقيام بخطواتهم الكبيرة، ولا يوجد الآن عمل أشجع مما قام المطوع سابقاً والفنان حاليا عبدالله السكيتي..
ملاحظة/منقول ..للفائدة
هذا ماقاله المنشد الإسلامي الشاب عبدالله السكيتي في حوار صحافي مع جريدة الجزيرة السعودية حيث أشار إلى أنه يستعد لطرح ألبوم موسيقي غنائي يتعاون فيه مع أبرز الأسماء اللامعة في الساحة الغنائية.
أثارت تصريحات السكيتي، الذي أشتهر على نطاق واسع بأناشيده الإسلامية، موجة غضب واستياء بين طائفة كبيرة من الجماهير السعودية التي لم تعتد أن يتحول مطوع إلى فنان ولكن العكس هو ما يحدث دائما.
وتساءلت بعض مواقع الانترنت إذا ما كان السكيتي مصابا بعقله، ودعا له البعض بالهداية والعودة إلى الدين مرة أخرى. ولكن السكيتي توقع ردود الأفعال الغاضبة تلك، عندما ألمح بشكل واضح عن قناعته الجديدة التي تقول إن الغناء لا يتعارض مع الدين.
ولكن يبدو أن توجه منشد إسلامي عرف بالتزامه الديني إلى الغناء ليس محصورا على السكيتي الذي أخرج هذه الظاهرة المتخفية إلى السطح بشكل واضح، والملاحظ في الساحة الفنية السعودية والخليجية خلال السنوات الماضية، تراجع وتحول عدد من المطاوعة إلى الغناء أو التمثيل بحركة عكسية غير متوقعة.
الفنان الشعبي عبدالله الصريخ اعتزل الغناء لأعوام طويلة بحجة أنه محرم ويدعو للمجون، وأصبح ملتزماً بالشكل الديني التقليدي ولكنه ظهر في السنوات الأخيرة وهو يحتضن عوده ويعلن عودته للغناء بحسب فتوى سمعها للشيخ يوسف القرضاوي تحلل الغناء. وبالفعل فقد طرح عددا من الألبومات الغنائية بعد عودته الغنائية ولكنها لم تحظى بنجاح كبير كما كان يحقق في ألبوماته القديمة.
وفي الكويت مثّلت عودة الفنان الشاب حسين الأحمد، الذي اقترب كثيراً من الانضمام للقاعدة، إلى نا يشبه الصدمة الاجتماعية التي تابعت كيف تحول ذلك الفنان الرومانسي إلى نسخة دينية متشددة وأرخى لحيته طويلاً وهاجم الوسط الفني، ثم فجأة يعود للساحة الفنية ويبدأ بعزف الغيتار على شاشات التلفزيون رافضاً التحدث عن تجربته القديمة وملمحاً فقط إلى أنه كشف زيف وكذب ما كان يؤمن به سابقاً.
على المستوى الدرامي أيضاً حدثت عدة تراجعات كان أبرزها في السعودية من طرف الفنان الكوميدي عبدالله عسيري الذي عرف بخفة دمه وظرفه وببرامجه الكوميدية، لكنه فجأة اختفى ليتحول إلى داعية شهير يخلط الأسلوب الكوميدي برسالتة الدعوية.
وقبل شهور فقط حلق عبدالله لحية الداعية ومسح عن وجه صورة المطوع الصارم ورسم مكانها ملامح الفنان الكوميدي وهو يستعد الآن للمشاركة في أكثر من عمل درامي لرمضان القادم.
المثير في الأمر، في السعودية تحديداً، أن مسألة هذا التراجع عن التشدد الديني لم يقتصر على مستوى الساحة الفنية والإعلامية فقط ولكن على المستوى الجماهيري أيضا. فقد شهدت السنوات الأخيرة أكبر موجة من تقصير اللحى وإظهار بعض المرونة في قضايا كانت سابقاً في عداد المحرمات مثل متابعة المحطات التلفزيونية والموسيقى والأفلام السينمائية.
يقول احد المراقبين في حديث مع "السياسي":" هذه أكبر ظاهرة تحدث في السعودية منذ سنوات طويلة؛ لكن بسبب الخوف وعدم وجود إعلام حر فإن أحدا لا يتحدث عنها. وأي مراقب بسيط سيكتشف العدد الضخم من اللحى التي تم تقصيرها أو حلقها والتصرفات الأكثر وداعة عن السابق فيما يخص الموسيقى مثلاً". ويضيف :" ما يحدث في الساحة الفنية هو انعكاس بشكل ما لما يحدث على المستوى الاجتماعي".
ولكن السؤال: ما هو تفسير هذه الموجة من توجه المطاوعة إلى الغناء أو التمثيل ؟!. يرى بعض المحللين أن انفتاح المجتمع السعودي على الفضاء الإعلامي الكبير مكّنه من سماع آراء فقهية جديدة لرجال دين من مصر أو الخليج الأمر الذي سكب ماء على عجينة أفكاره الصلبة، ما جعلها أكثر مرونة لتقبل التعددية الفقهية. وتضافر هذا الأمر مع تصلب رجال الدين السلفيين أو الصحويين في السعودية وعدم قدرتهم على مواكبة التغيرات الواقعية لرجل الشارع السعودي الذي بات يجد راحة نفسية في الآراء الجديدة الأكثر مرونة في قناة الرسالة أو أقرأ أكثر مما يجده في القناة الأولى أو المجد.
كما أن تفسيرا آخر يتحدث عن بروز تيار ديني داخل السعودية بقيادة الشيخ الشهير سلمان العودة بات أكثر تسامحاً وتقبلاً للفن، وظهر الشيخ العودة في أكثر من مرة وهو يردد القصيدة الشهيرة المغناة للشاعر كامل الشناوي :" لا تكذب أني رأيتكما معاً" وهي قصيدة مفعمة بالحب والعواطف الغرامية. كما صرح العودة بأن مسلسل طاش الشهير الذي حرمته المؤسسة الدينية الرسمية لا يخالف العقيدة الإسلامية. مثل هذا الأمر الجديد في الساحة السعودية وفر الذريعة المناسبة والمقبولة للناس العاديين للتحول إلى نمط ديني أكثر ليونة وشجع الفنانين على التفكير في أنهم لم يرتبكوا إثماً في عملهم السابق في المجال الفني لذا لم يتحرجوا من العودة إليه.
التفسير الآخر هو تفسير مادي، حيث تصاعدت خلال السنوات الأخيرة أجور الفنانين إلى أرقام خيالية، الأمر الذي لا يقارن بما كانت عليه في السابق عندما كان أجر الفنان لا يتعدى بضعة آلاف مما يجعل التضحية بها أمرأ سهلاً. لقد تحدث عدد من الفنانين العائدين بشكل خجول ( مثل الفنانة المصرية عبير صبري) عن أن أوضاعهم المادية في مرحلة التوبة كانت صعبة وسيئة، ولم تعد تعرض عليهم أعمال تتلائم مع نهجهم الجديد الأمر الذي أدخلهم في ورطة مادية صعبة، فكانت العودة إلى الفن فرصة لاستعادة التوازن.
مهما يكن من أمر فإننا نشهد الآن ظاهرة غريبة من المرجح أن تتزايد في المرحلة المقبلة، فهناك من بحاجة إلى من يشجعهم للقيام بخطواتهم الكبيرة، ولا يوجد الآن عمل أشجع مما قام المطوع سابقاً والفنان حاليا عبدالله السكيتي..
ملاحظة/منقول ..للفائدة