البتول
04-04-2009, 06:41 PM
http://www.islamonline.net/arabic/Purification/righteous/2006/08/images/pic03.jpg
ربما يبدو عنوان الموضوع غريباً، ولكن دعونا نتساءل:
ماذا نقصد بفهم الشيطان؟ ولمَ نفهم الشيطان أصلاً؟،
وهل يمكن فهم الشيطان أساسا؟.
بأسلوب تداعي الأفكار أجيب عن التساؤل الأول؛
بأن فهم الشيطان يعني التعرف على كيفية تعامله مع البشر، وأهدافه، ومخططه الإستراتيجي،
وتكتيكاته المرحلية، من أجل الوصول لهدفه المنشود،
ثم كيف يمكن إفشال مخططاته وصد محاولاته.
بداية، علينا أن نعرف أن الشيطان مخلوق من مخلوقات الله تعالى التي نعلمها.
يقول عز وجل في كتابه الحكيم:
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل: 8).
فـ مخلوقات الله عز وجل ليست محصورة في دائرة ما نعرفه فقط ,
لأن الكون الفسيح بمجراته وعوالمه المعروفة وغير المعروفة
يحوي حتماً العديد من المخلوقات التي لا نعرفها.
إذن، فـ الشيطان هو هذا الكائن الذي عرفه لنا القرآن وبينته السنة بـصفات محددة وثابتة،
ومن المعروف عنه أنه عاصٍ لله تعالى، وسيكون مأواه جهنم وبئس المصير.
وعلى الرغم من أن كل مسلم يعرف هذه الحقيقة جيدا،
فإن البعض يتناساها، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه لقب "شوشو"،
حتى إن بعض الشباب يقول بعد اقتراف أي ذنب: "منك لله يا شوشو"!.
والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أن الشيطان عدونا،
وأن المعركة بيننا وبينه جادة، وتتعلق بمصائرنا.
ويأمرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن نتخذه عدوا، قال تعالى:
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر: 6).
ليس هذا فحسب بل إن الشيطان يسري من الإنسان مسرى الدم في العروق.
وقد روى البخاري في صحيحه عن الزهري قال:
أخبرني علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر
من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب،
فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها،
حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار
فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:
"على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي (زوجتي)"، فقالا:
سبحان الله يا رسول الله!!. وكَبُرَ عليهما،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا".
صحيح البخاري.
ومعنى "تنقلب" أي تذهب. ومعنى "يقلبها" أي يوصلها. والمقصود بـ"كبر عليهما" أن رأوا
أن الأمر كبير ولا داع للتعريف بها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يفعل سوءا
وهما لن يظنا به سوءا، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.
أينما نكون يلاحقنا الشيطان بوسوسته، حتى في أثناء الصلاة أم العبادات،
غير أن هذا الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المجاهدين، قال تعالى:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (الحجر: 42)،
ويصف كيده بالضعف قائلا:
{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (النساء: 76) .
أليس واجبا علينا أن نفهم هذا المرابض داخلنا دائما؟
طالما أنه يسري بداخلنا مسرى الدم في العروق،
أليس من المفيد أن نتعرف على مكامن قوته ونقاط ضعفه،
وأن نعرف كيف نتعامل معه، وكيف يفكر ليوقعنا في الفخ ويدفعنا إلى الجحيم؟
ومما لا شك فيه أن الشيطان يتربص بالمسلم، ويكيد به، ويدبر له،
ومن ثم فعلينا أن نكون يقظين تماما لهذا، فهو لم ينسَ يوما أمر الله له بالسجود لآدم
والذي حكاه القرآن قائلا:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (الإسراء: 61).
وقد استمر الشيطان في الكيد لأبناء آدم عليه السلام -نحن البشر- فوضع الخطط بمكر شديد،
وبدأ التنفيذ في إحكام. وطلب من الله أن يتركه ينفذ مخططه
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
(الحجر: 39-40).
حيلٌ ماكرةٌ
إن خطة الشيطان التي وضعها للإيقاع بنا في حبائله، وإلقائنا في جهنم يوم الحساب هي خطة ماكرة،
وعلينا أن نعترف بأن الشيطان قد بلغ درجة من المكر والدهاء،
فهو يجدد في وسائله و"يبدع" في حيله لجذب المسلم للمعاصي،
وإلهائه عن الطاعات، فلا تدع الدهشة تجعلك تتعجب من الوصف السابق للشيطان؛
لأنه كذلك فعلاً، فهو لا يسلك نفس الطريق لنفس الشخص على مدار حياته.
فالشاب في أثناء دراسته تكون له طريقة في التفكير،
وحين يتقدم في العمر يستخدم الشيطان وسيلة مختلفة للإيقاع به في المعاصي،
وحين يتزوج يصير الهم الأول للشيطان أن يوقع بين الزوجين؛
لأن هذا يعد -بالنسبة للشيطان- نصرا كبيرا. فإبليس يحتفي بهذا كثيرا،
ويسيطر على الفاشلين في حياتهم الزوجية سيطرة كبيرة
،
فمعظم الفاشلين في حياتهم الزوجية هم من خريجي مدرسة "إبليس" لعنه الله!.
ولإبليس مداخل خاصة للمرأة، تدور في معظمها حول استخدام جسدها في فتنة الرجال
وإغرائهم؛ حيث يسول لها أن هذا الجمال الذي تتمتع به هو من نعم الله عز وجل،
وأن الله جميل يحب الجمال، ووو... إلخ،
كما يسول للرجال أن ينظروا إليها، واهما إياهم بأن هذه النظرة ليس عليها إثم...
حتى يوقعهما فيما يغضب الله.
وهكذا تتنوع حيل الشيطان وطرقه مع الشخص الواحد،
أليس هذا مدعاة لأن نفهمه ونعرف حيله وخططه؛
لنتمكن من إبطالها، وإيقاف مفعولها، ومن ثم نتمكن من التعامل معه، بل والانتصار عليه؟.
اسأل الله رب العرش العظيم أن يجنبنا الشيطان وينصرنا عليه
دمتمـ في حفظ الله ورعايتة
ربما يبدو عنوان الموضوع غريباً، ولكن دعونا نتساءل:
ماذا نقصد بفهم الشيطان؟ ولمَ نفهم الشيطان أصلاً؟،
وهل يمكن فهم الشيطان أساسا؟.
بأسلوب تداعي الأفكار أجيب عن التساؤل الأول؛
بأن فهم الشيطان يعني التعرف على كيفية تعامله مع البشر، وأهدافه، ومخططه الإستراتيجي،
وتكتيكاته المرحلية، من أجل الوصول لهدفه المنشود،
ثم كيف يمكن إفشال مخططاته وصد محاولاته.
بداية، علينا أن نعرف أن الشيطان مخلوق من مخلوقات الله تعالى التي نعلمها.
يقول عز وجل في كتابه الحكيم:
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل: 8).
فـ مخلوقات الله عز وجل ليست محصورة في دائرة ما نعرفه فقط ,
لأن الكون الفسيح بمجراته وعوالمه المعروفة وغير المعروفة
يحوي حتماً العديد من المخلوقات التي لا نعرفها.
إذن، فـ الشيطان هو هذا الكائن الذي عرفه لنا القرآن وبينته السنة بـصفات محددة وثابتة،
ومن المعروف عنه أنه عاصٍ لله تعالى، وسيكون مأواه جهنم وبئس المصير.
وعلى الرغم من أن كل مسلم يعرف هذه الحقيقة جيدا،
فإن البعض يتناساها، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه لقب "شوشو"،
حتى إن بعض الشباب يقول بعد اقتراف أي ذنب: "منك لله يا شوشو"!.
والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أن الشيطان عدونا،
وأن المعركة بيننا وبينه جادة، وتتعلق بمصائرنا.
ويأمرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن نتخذه عدوا، قال تعالى:
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر: 6).
ليس هذا فحسب بل إن الشيطان يسري من الإنسان مسرى الدم في العروق.
وقد روى البخاري في صحيحه عن الزهري قال:
أخبرني علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر
من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب،
فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها،
حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار
فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:
"على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي (زوجتي)"، فقالا:
سبحان الله يا رسول الله!!. وكَبُرَ عليهما،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا".
صحيح البخاري.
ومعنى "تنقلب" أي تذهب. ومعنى "يقلبها" أي يوصلها. والمقصود بـ"كبر عليهما" أن رأوا
أن الأمر كبير ولا داع للتعريف بها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يفعل سوءا
وهما لن يظنا به سوءا، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.
أينما نكون يلاحقنا الشيطان بوسوسته، حتى في أثناء الصلاة أم العبادات،
غير أن هذا الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المجاهدين، قال تعالى:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (الحجر: 42)،
ويصف كيده بالضعف قائلا:
{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (النساء: 76) .
أليس واجبا علينا أن نفهم هذا المرابض داخلنا دائما؟
طالما أنه يسري بداخلنا مسرى الدم في العروق،
أليس من المفيد أن نتعرف على مكامن قوته ونقاط ضعفه،
وأن نعرف كيف نتعامل معه، وكيف يفكر ليوقعنا في الفخ ويدفعنا إلى الجحيم؟
ومما لا شك فيه أن الشيطان يتربص بالمسلم، ويكيد به، ويدبر له،
ومن ثم فعلينا أن نكون يقظين تماما لهذا، فهو لم ينسَ يوما أمر الله له بالسجود لآدم
والذي حكاه القرآن قائلا:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (الإسراء: 61).
وقد استمر الشيطان في الكيد لأبناء آدم عليه السلام -نحن البشر- فوضع الخطط بمكر شديد،
وبدأ التنفيذ في إحكام. وطلب من الله أن يتركه ينفذ مخططه
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
(الحجر: 39-40).
حيلٌ ماكرةٌ
إن خطة الشيطان التي وضعها للإيقاع بنا في حبائله، وإلقائنا في جهنم يوم الحساب هي خطة ماكرة،
وعلينا أن نعترف بأن الشيطان قد بلغ درجة من المكر والدهاء،
فهو يجدد في وسائله و"يبدع" في حيله لجذب المسلم للمعاصي،
وإلهائه عن الطاعات، فلا تدع الدهشة تجعلك تتعجب من الوصف السابق للشيطان؛
لأنه كذلك فعلاً، فهو لا يسلك نفس الطريق لنفس الشخص على مدار حياته.
فالشاب في أثناء دراسته تكون له طريقة في التفكير،
وحين يتقدم في العمر يستخدم الشيطان وسيلة مختلفة للإيقاع به في المعاصي،
وحين يتزوج يصير الهم الأول للشيطان أن يوقع بين الزوجين؛
لأن هذا يعد -بالنسبة للشيطان- نصرا كبيرا. فإبليس يحتفي بهذا كثيرا،
ويسيطر على الفاشلين في حياتهم الزوجية سيطرة كبيرة
،
فمعظم الفاشلين في حياتهم الزوجية هم من خريجي مدرسة "إبليس" لعنه الله!.
ولإبليس مداخل خاصة للمرأة، تدور في معظمها حول استخدام جسدها في فتنة الرجال
وإغرائهم؛ حيث يسول لها أن هذا الجمال الذي تتمتع به هو من نعم الله عز وجل،
وأن الله جميل يحب الجمال، ووو... إلخ،
كما يسول للرجال أن ينظروا إليها، واهما إياهم بأن هذه النظرة ليس عليها إثم...
حتى يوقعهما فيما يغضب الله.
وهكذا تتنوع حيل الشيطان وطرقه مع الشخص الواحد،
أليس هذا مدعاة لأن نفهمه ونعرف حيله وخططه؛
لنتمكن من إبطالها، وإيقاف مفعولها، ومن ثم نتمكن من التعامل معه، بل والانتصار عليه؟.
اسأل الله رب العرش العظيم أن يجنبنا الشيطان وينصرنا عليه
دمتمـ في حفظ الله ورعايتة