محمد مطلق المعيقلي
04-05-2009, 09:37 PM
المطلب الثاني: السمع والطاعة لولي الأمر :
إن السمع والطاعة لولي الأمر أصل اجتمع عليه أهل السنة والجماعة والمراد بها: الانقياد له والتنفيذ لأمره، وترك ما نهى عنه ما لم يكن بمعصية الله وهذا الحق أعظم الحقوق وأظهرها على الرعية، وقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة على إيجاب هذا الحق وعليه أجمعت الأمة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn1)
وروى البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: " اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة"[2] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn2).
وهذه الطاعة تكون في جميع أحوال الإنسان من العسر واليسر، والمنشط والمكره، وحال المحبة والكره ومهما كان حال الوالي، ما لم يأمر بمعصية،قال رسول الله r: "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك"[3] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn3)
عن وائل بن حجر t قال: قلت يا رسول الله: أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعوننا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: " اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُملوا وعليكم ما حملتم" [4] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn4). كما كان السلف رضوان الله عليهم يؤكدون على أهمية السمع والطاعة لأولي الأمر، يقول الإمام البربهاري " رحمه الله": إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى".
كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -: " فطاعة الله والرسول واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعته، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر فأجره على الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال، فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم فماله في الآخرة من خلاق"
ولطاعة ولاة الأمر فوائد متعددة من أهمها:
1- امتثال أمر الله تعالى وابتدار طاعته، فإن من أطاع بالمعروف فقد أطاع الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }[5] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn5)
ولا شك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله، وخضوعه وإيمانه به رباً وإلها شارعاً...
2- بطاعة ولي الأمر في المعروف تنتظم أمور الدولة وأحوالها كلها فيستقر الأمن وتتفرغ الأمة للبناء والتعمير وتحقيق أهدافها التنموية لبناء الإنسان المسلم.
3- بالطاعة لولي الأمر يعم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
4- بالطاعة لولي الأمر يظهر الاتحاد والائتلاف والتماسك في الوطن ، ولهذا يقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[6] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn6)
كما أن عدم الطاعة والعصيان لولي الأمر يترتب عليه أمور عدة من أهمها:
1- عصيان الله جل وعلا ومخالفة أمره سبحانه كما ذكر.
2-التمرد فيه تمزيق لوحدة المجتمع .
3-التمرد على ولي الأمر يعكر الأمن والاستقرار ويسبب الخوف والقلق لأفراد المجتمع.
4- التمرد على ولي الأمر يفتح الباب واسعاً لشتى الجرائم.
بل أن واجبنا كمسلمين يحتم علينا الدعاء لهم فإن لذلك فوائد شتى من أهمها:
1- الدعاء لولي الأمر إبراء للذمة، إذ الدعاء من النصيحة، والنصيحة واجبة على كل مسلم، قال الإمام أحمد – رحمه الله – : " إني لأدعو له " أي السلطان" بالتسديد والتوفيق – من الليل والنهار – والتأييد وأرى ذلك واجباً علي".
2- الدعاء لهم من علامات أهل السنة والجماعة، قال الإمام البربهاري – رحمه الله – : " وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله".
3-الدعاء لهم عائد نفعه الأكبر إلى الرعية أنفسهم فإن ولي الأمر إذا صلح صلحت الرعية، واستقامت أحوالها وهنئ عيشها. أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم أن امرأته سألت أبا بكر الصديق t فقالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال أبو بكر: " بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم"[7] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn7)
ولقد سئل الفضيل بن عياض - رحمه الله – حين سمع يقول: " لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان فقيل له: يا أبا علي فسّر لنا هذا، فقال" إذا جعلتها في نفسي لن تعداني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد.
4- إن ولي الأمر يُسر بدعاء رعيته غاية السرور، ويدعوه إلى محبتهم والثقة بهم وعمل كل ما من شأنه تحقيق سعادتهم وتلبية احتياجاتهم.
[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref1) سورة النساء الآية 59
[2] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref2) رواه البخاري
[3] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref3) رواه مسلم
[4] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref4) رواه مسلم
[5] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref5) سورة النساء الآية 59
[6] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref6) سورة الأنفال الآية 47
[7] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref7) صحيح البخاري
إن السمع والطاعة لولي الأمر أصل اجتمع عليه أهل السنة والجماعة والمراد بها: الانقياد له والتنفيذ لأمره، وترك ما نهى عنه ما لم يكن بمعصية الله وهذا الحق أعظم الحقوق وأظهرها على الرعية، وقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة على إيجاب هذا الحق وعليه أجمعت الأمة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn1)
وروى البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: " اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة"[2] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn2).
وهذه الطاعة تكون في جميع أحوال الإنسان من العسر واليسر، والمنشط والمكره، وحال المحبة والكره ومهما كان حال الوالي، ما لم يأمر بمعصية،قال رسول الله r: "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك"[3] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn3)
عن وائل بن حجر t قال: قلت يا رسول الله: أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعوننا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: " اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُملوا وعليكم ما حملتم" [4] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn4). كما كان السلف رضوان الله عليهم يؤكدون على أهمية السمع والطاعة لأولي الأمر، يقول الإمام البربهاري " رحمه الله": إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى".
كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -: " فطاعة الله والرسول واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعته، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر فأجره على الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال، فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم فماله في الآخرة من خلاق"
ولطاعة ولاة الأمر فوائد متعددة من أهمها:
1- امتثال أمر الله تعالى وابتدار طاعته، فإن من أطاع بالمعروف فقد أطاع الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }[5] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn5)
ولا شك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله، وخضوعه وإيمانه به رباً وإلها شارعاً...
2- بطاعة ولي الأمر في المعروف تنتظم أمور الدولة وأحوالها كلها فيستقر الأمن وتتفرغ الأمة للبناء والتعمير وتحقيق أهدافها التنموية لبناء الإنسان المسلم.
3- بالطاعة لولي الأمر يعم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
4- بالطاعة لولي الأمر يظهر الاتحاد والائتلاف والتماسك في الوطن ، ولهذا يقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[6] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn6)
كما أن عدم الطاعة والعصيان لولي الأمر يترتب عليه أمور عدة من أهمها:
1- عصيان الله جل وعلا ومخالفة أمره سبحانه كما ذكر.
2-التمرد فيه تمزيق لوحدة المجتمع .
3-التمرد على ولي الأمر يعكر الأمن والاستقرار ويسبب الخوف والقلق لأفراد المجتمع.
4- التمرد على ولي الأمر يفتح الباب واسعاً لشتى الجرائم.
بل أن واجبنا كمسلمين يحتم علينا الدعاء لهم فإن لذلك فوائد شتى من أهمها:
1- الدعاء لولي الأمر إبراء للذمة، إذ الدعاء من النصيحة، والنصيحة واجبة على كل مسلم، قال الإمام أحمد – رحمه الله – : " إني لأدعو له " أي السلطان" بالتسديد والتوفيق – من الليل والنهار – والتأييد وأرى ذلك واجباً علي".
2- الدعاء لهم من علامات أهل السنة والجماعة، قال الإمام البربهاري – رحمه الله – : " وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله".
3-الدعاء لهم عائد نفعه الأكبر إلى الرعية أنفسهم فإن ولي الأمر إذا صلح صلحت الرعية، واستقامت أحوالها وهنئ عيشها. أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم أن امرأته سألت أبا بكر الصديق t فقالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال أبو بكر: " بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم"[7] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn7)
ولقد سئل الفضيل بن عياض - رحمه الله – حين سمع يقول: " لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان فقيل له: يا أبا علي فسّر لنا هذا، فقال" إذا جعلتها في نفسي لن تعداني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد.
4- إن ولي الأمر يُسر بدعاء رعيته غاية السرور، ويدعوه إلى محبتهم والثقة بهم وعمل كل ما من شأنه تحقيق سعادتهم وتلبية احتياجاتهم.
[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref1) سورة النساء الآية 59
[2] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref2) رواه البخاري
[3] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref3) رواه مسلم
[4] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref4) رواه مسلم
[5] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref5) سورة النساء الآية 59
[6] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref6) سورة الأنفال الآية 47
[7] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref7) صحيح البخاري