بدر الالبد
03-27-2005, 04:48 AM
خنساء فلسطين فخورة بابنها الشهيد وأنجالها الستة الأسرى
القدس المحتلة وديع عواودة:
الحاجة لطيفة ناجي ام يوسف (60 عاما) من مخيم الامعري قرب رام الله، نموذج مضيء لتضحيات المرأة الفلسطينية، فهي ام لشهيد ولستة اسرى سمح لها بزيارتهم للمرة الاولى منذ اربع سنوات الاسبوع الماضي. داخل بيتها المتواضع الذي بني أخيراً بعد قيام الاحتلال بهدم المنزل الاول قبل اربع سنوات روت الحاجة ام يوسف ل “الخليج” بكثير من الفخر نضال اسرتها التي لا زالت الصهيونية تلاحقها منذ اقتلاعها العام 1948 من قرية ابو شوشة المهجرة قضاء مدينة الرملة.
منزلها الصغير كسائر بيوت المخيم يكاد يخلو من كل شيء عدا الحاجات الاساسية. تزين جدرانه الداخلية بصور ابنائها المناضلين وصورة الصخرة المشرفة، وخريطة فلسطين. جلست ام يوسف بجوار زوجها، وشرعت بالاشارة الى استشهاد ابنها عبد المنعم في 31 مايو/ أيار ،1999 كان نجلها البكر يحاول الشرح، لكنها كانت تصححه عندما يدلي بما هو غير دقيق، لانها باتت تحفظ تفاصيل قضايا فلذات اكبادها عن ظهر قلب، نضالاتهم، وملابسات وتواريخ اعتقالهم، ومحكومياتهم.
وكان الاحتلال قد حكم بالمؤبد ثماني مرات وخمسين عاما على ناصر (40 عاما) وبخمسة مؤبدات على نصر (26 عاما) وأربعة مؤبدات على شريف (32 عاما) وبالمؤبدين و30 عاما على محمد (30 عاما)، فيما ينتظر باسل (27 عاما) واسلام (19 عاما) الحكم عليهما بكثير من الفخار.
وكادت أم يوسف تطير زهوا حينما تحدثت بشكل خاص عن بطولات ناصر، الذي أضحى بطلاً مبجلاً في المخيم منذ ان اسس وقاد حركة “الاسود المقنعة” التابعة لحركة “فتح”، وهو “مختص” كما تقول في تصفية العملاء، ومن اشهرهم زهير العجل احد مخاتير القرى المجاورة الذي قتله ناصر بعد ان دخل دكانه في رام الله بلباس سيدة واطلق عليه النار من مسدسه. وعلى اثر العملية وجدت الاسرة نفسها في العراء بعد ان اقدمت قوات الاحتلال على هدم منزلها في العام 1991 وبدأت بحملة دهم وتفتيش واسعة عن ناصر فاعتقلته بعد ان اصابته وحدة خاصة بتسعة عيارات في جسده ونجا من الموت بأعجوبة ثم حكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات.
ومنذ بداية انتفاضة الاقصى حرمت ام يوسف من زيارة أولادها بحجة “الدواعي الامنية”، الى ان سمح لها للمرة الاولى قبل ايام فتكبدت عناء السفر للتنقل بين سجون عسقلان (ناصر ونصر) ونفحة الصحراوي(محمد) وبئر السبع في النقب (شريف) وعوفر في الضفة الغربية (اسلام وباسل) دون ان يسمح لها بإدخال رغيف خبز من صنع يديها كما كانت تحب. وكشفت الحاجة لطيفة انها اصطحبت ولد نصر، عائد، خلال زيارته في سجنه فلم يعرفه لأن الطفل ولد بعد اعتقال والده بأيام في العام 2001.
وأضافت: “كانت هذه من اكثر اللحظات ايلاما، وأنا اشاهد ابني والدمعة تفضح انفعاله امام فلذة كبده دون ان يقوى على ملامسته للمرة الاولى بسبب الجدار الزجاجي العازل. عدنا الى البيت وطوال الطريق ظل حفيدي يسألني غير مصدق ان من رآه هو والده”.
وشاء القدر ان يواصل اختبار صبر ام يوسف، فإضافة الى اولادها اعتقل الاحتلال اربعة من ابناء شقيقها خميس: سعيد وشادي ورمزي وحمادة المعتقل منذ العام 2003 رغم بتر ساقه ويده وفقدان عينه وهم الاخرون محرومون من زيارة ذويهم لهم في السجن.
وعن دورها في اعداد ابنائها للمقاومة قالت الحاجة لطيفة بلهجة واثقة انها دأبت على تنشئتهم تنشئة وطنية مذ ولدوا وأطلعتهم على رواية التهجير والاقتلاع من وطنهم الام حتى كبروا وخبروا بشاعات الاحتلال فشاركوا شعبهم بالتصدي له.
وأبدت الحاجة لطيفة التي تتمتع بقسط من الثقافة السياسية انتقادات شديدة للسلطة الفلسطينية واتهمتها بإهمال قضية الاسرى وأسر الشهداء وأصحاب المنازل المهدمة، لافتة الى انها تتقاضى 60 دولاراً شهريا عوضا عن ابنها الشهيد فيما يمنح كل اسير 200 دولار شهرياً. واعتبرت ان السلطة لم تتعلم شيئا من اخطائها السابقة في علاقاتها مع “اسرائيل” واضافت “مرة اخرى يقعون في مطب الامن فيكرسون جل المفاوضات من اجل امن “الاسرائيليين””
أسيرة محررة تروي تجربتها في السجن
في بيتها الكائن في مخيم بلاطة شرق نابلس بدت الأسيرة أميرة أبو ذراع (26 عاماً)، سعيدة وهي تحتضن طفلها الوحيد فيما عشرات النسوة يتوافدن لتقديم التهاني لها بالإفراج عنها.
وكانت ابو ذراع إحدى الأسيرات الأربع اللواتي تم الإفراج عنهن في أول دفعة من الأسرى الذين أطلق سراحهم قبل أيام.
وقضت أميرة في السجن أكثر من نصف محكوميتها، فقد حُكمت عشرين شهرا بقي منها ثمانية شهور، وهي أم لطفل عمره سبع سنوات.
وفي كلمات تخللها انقطاعات بسبب الزوار والمهنئين روت ابو ذراع تجربتها الاعتقالية حيث تقول “قضيت في التحقيق شهرا كاملا، تعرضت خلالها لأساليب تعذيب وحشية لا يتصورها أحد ولا يتحملها بشر، فقد تعرضت للشبح والضرب والعزل والتهديد والشتائم التي لم أسمع بها بحياتي، باختصار كانت فترة التحقيق أصعب أيام حياتي على الإطلاق، كان هدفهم الأول تحطيم إرادتنا ونفسيتنا، وبعد فترة التحقيق تم نقلي الى سجن تلموند”.
وتضيف “كل شيء في المعتقل صعب، الا ان اصعب شيء هو وضع الغرف التي لا تدخلها الشمس أبدا، فالغرف كلها رطوبة ورائحتها كريهة جدا، فالحمامات موجودة داخل الغرف، كما ان الساحات ضيقة وصغيرة جدا، فعندما يأتي وقت الاستراحة أو الفورة يخرجوننا الى الساحة بأعداد ضخمة وكبيرة جدا، مع العلم ان الساحة لا تتسع أبدا لهذه الأعداد”.
أضافت “ان الطعام الذي كان يقدم لنا رديء جدا وقليل، ففي بعض الاحيان نجد في داخل الطعام حشرات وأوساخاً، وان حصل وكان الطعام نظيفاً فيكون قليلاً لا يكفينا أبدا، عدا عن وضع الغرف الصغيرة التي يضعون بها عدداً أكبر مما تتسع”.
وتتابع “كان من أصعب المواقف في السجن عندما حصل الاشتباك بيننا وبين الجنود في العام الماضي، عندما تعمد أحد الجنود مضايقة ممثلة السجن وضربها أمام عيوننا خلال فترة الخروج الى الساحة، فقد قام بضربها وجرها من شعرها أمامنا فما كان منا الا ان ندافع عنها بكل قوتنا، وفي ذلك الوقت كانت القوة جاهزة لصدنا بالغازات والضرب ورشقنا بالماء البارد، مع العلم بأن الجو كان شديد البرودة، وفي يومها تعرضت العديد من الاسيرات الى عقوبات مختلفة من بينها العزل الانفرادي، فقد تم عزل الأسيرة منال غانم وطفلها نور الذي يبلغ من العمر سنة وثلاثة شهور، الا ان هذا لم يغفر له أبدا، فقد عومل وكأنه كبير ولم يعيروا أي اهتمام لطفولته، فقد عزل مع والدته بملابسه المبللة من المياه التي واجهونا بها في الاشتباك، بقي فيها أكثر من 24 ساعة دون طعام أو ملابس أخرى”.
وأضافت أن الطفل نور وباقي الأطفال داخل المعتقل يعانون كثيرا فلا يوجد لهم أي عناية خاصة فالطفل نور مثلا “أصبح يخاف من كل شيء حوله، وعندما كنا نخرجه معنا للساحة ويرى السياج والشباك يصرخ بأعلى صوته خوفا منها”. وفي أحد الأيام جرح نور وطلبنا له المساعدة أو اخراجه الى العيادة الا أن أحداً “لم يستجب لندائنا فحاولنا استدراك الموقف وعالجناه نحن بأنفسنا بمواد بسيطة كانت بحوزتنا”.
وحول كيفية قضاء اليوم في السجن قالت “كنا نضع برنامجا نسير عليه في كل يوم، كان هناك فترة خاصة للجلسات الدينية والثقافية، وكنا نخصص وقتا لتعلم العبرية، ووقتا لجلسات توعية للأسيرات في السجن، ووقتا لقراءة القرآن ووقتا للصلاة والعبادة، لقد كنا نحاول بكل ما أوتينا من قوة أن نتغلب على ظروف السجن القاسية، فهم أرادوا أن يأسرونا جسدا وفكرا، الا انهم لم يستطيعوا ذلك بحمد الله”.
القدس المحتلة وديع عواودة:
الحاجة لطيفة ناجي ام يوسف (60 عاما) من مخيم الامعري قرب رام الله، نموذج مضيء لتضحيات المرأة الفلسطينية، فهي ام لشهيد ولستة اسرى سمح لها بزيارتهم للمرة الاولى منذ اربع سنوات الاسبوع الماضي. داخل بيتها المتواضع الذي بني أخيراً بعد قيام الاحتلال بهدم المنزل الاول قبل اربع سنوات روت الحاجة ام يوسف ل “الخليج” بكثير من الفخر نضال اسرتها التي لا زالت الصهيونية تلاحقها منذ اقتلاعها العام 1948 من قرية ابو شوشة المهجرة قضاء مدينة الرملة.
منزلها الصغير كسائر بيوت المخيم يكاد يخلو من كل شيء عدا الحاجات الاساسية. تزين جدرانه الداخلية بصور ابنائها المناضلين وصورة الصخرة المشرفة، وخريطة فلسطين. جلست ام يوسف بجوار زوجها، وشرعت بالاشارة الى استشهاد ابنها عبد المنعم في 31 مايو/ أيار ،1999 كان نجلها البكر يحاول الشرح، لكنها كانت تصححه عندما يدلي بما هو غير دقيق، لانها باتت تحفظ تفاصيل قضايا فلذات اكبادها عن ظهر قلب، نضالاتهم، وملابسات وتواريخ اعتقالهم، ومحكومياتهم.
وكان الاحتلال قد حكم بالمؤبد ثماني مرات وخمسين عاما على ناصر (40 عاما) وبخمسة مؤبدات على نصر (26 عاما) وأربعة مؤبدات على شريف (32 عاما) وبالمؤبدين و30 عاما على محمد (30 عاما)، فيما ينتظر باسل (27 عاما) واسلام (19 عاما) الحكم عليهما بكثير من الفخار.
وكادت أم يوسف تطير زهوا حينما تحدثت بشكل خاص عن بطولات ناصر، الذي أضحى بطلاً مبجلاً في المخيم منذ ان اسس وقاد حركة “الاسود المقنعة” التابعة لحركة “فتح”، وهو “مختص” كما تقول في تصفية العملاء، ومن اشهرهم زهير العجل احد مخاتير القرى المجاورة الذي قتله ناصر بعد ان دخل دكانه في رام الله بلباس سيدة واطلق عليه النار من مسدسه. وعلى اثر العملية وجدت الاسرة نفسها في العراء بعد ان اقدمت قوات الاحتلال على هدم منزلها في العام 1991 وبدأت بحملة دهم وتفتيش واسعة عن ناصر فاعتقلته بعد ان اصابته وحدة خاصة بتسعة عيارات في جسده ونجا من الموت بأعجوبة ثم حكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات.
ومنذ بداية انتفاضة الاقصى حرمت ام يوسف من زيارة أولادها بحجة “الدواعي الامنية”، الى ان سمح لها للمرة الاولى قبل ايام فتكبدت عناء السفر للتنقل بين سجون عسقلان (ناصر ونصر) ونفحة الصحراوي(محمد) وبئر السبع في النقب (شريف) وعوفر في الضفة الغربية (اسلام وباسل) دون ان يسمح لها بإدخال رغيف خبز من صنع يديها كما كانت تحب. وكشفت الحاجة لطيفة انها اصطحبت ولد نصر، عائد، خلال زيارته في سجنه فلم يعرفه لأن الطفل ولد بعد اعتقال والده بأيام في العام 2001.
وأضافت: “كانت هذه من اكثر اللحظات ايلاما، وأنا اشاهد ابني والدمعة تفضح انفعاله امام فلذة كبده دون ان يقوى على ملامسته للمرة الاولى بسبب الجدار الزجاجي العازل. عدنا الى البيت وطوال الطريق ظل حفيدي يسألني غير مصدق ان من رآه هو والده”.
وشاء القدر ان يواصل اختبار صبر ام يوسف، فإضافة الى اولادها اعتقل الاحتلال اربعة من ابناء شقيقها خميس: سعيد وشادي ورمزي وحمادة المعتقل منذ العام 2003 رغم بتر ساقه ويده وفقدان عينه وهم الاخرون محرومون من زيارة ذويهم لهم في السجن.
وعن دورها في اعداد ابنائها للمقاومة قالت الحاجة لطيفة بلهجة واثقة انها دأبت على تنشئتهم تنشئة وطنية مذ ولدوا وأطلعتهم على رواية التهجير والاقتلاع من وطنهم الام حتى كبروا وخبروا بشاعات الاحتلال فشاركوا شعبهم بالتصدي له.
وأبدت الحاجة لطيفة التي تتمتع بقسط من الثقافة السياسية انتقادات شديدة للسلطة الفلسطينية واتهمتها بإهمال قضية الاسرى وأسر الشهداء وأصحاب المنازل المهدمة، لافتة الى انها تتقاضى 60 دولاراً شهريا عوضا عن ابنها الشهيد فيما يمنح كل اسير 200 دولار شهرياً. واعتبرت ان السلطة لم تتعلم شيئا من اخطائها السابقة في علاقاتها مع “اسرائيل” واضافت “مرة اخرى يقعون في مطب الامن فيكرسون جل المفاوضات من اجل امن “الاسرائيليين””
أسيرة محررة تروي تجربتها في السجن
في بيتها الكائن في مخيم بلاطة شرق نابلس بدت الأسيرة أميرة أبو ذراع (26 عاماً)، سعيدة وهي تحتضن طفلها الوحيد فيما عشرات النسوة يتوافدن لتقديم التهاني لها بالإفراج عنها.
وكانت ابو ذراع إحدى الأسيرات الأربع اللواتي تم الإفراج عنهن في أول دفعة من الأسرى الذين أطلق سراحهم قبل أيام.
وقضت أميرة في السجن أكثر من نصف محكوميتها، فقد حُكمت عشرين شهرا بقي منها ثمانية شهور، وهي أم لطفل عمره سبع سنوات.
وفي كلمات تخللها انقطاعات بسبب الزوار والمهنئين روت ابو ذراع تجربتها الاعتقالية حيث تقول “قضيت في التحقيق شهرا كاملا، تعرضت خلالها لأساليب تعذيب وحشية لا يتصورها أحد ولا يتحملها بشر، فقد تعرضت للشبح والضرب والعزل والتهديد والشتائم التي لم أسمع بها بحياتي، باختصار كانت فترة التحقيق أصعب أيام حياتي على الإطلاق، كان هدفهم الأول تحطيم إرادتنا ونفسيتنا، وبعد فترة التحقيق تم نقلي الى سجن تلموند”.
وتضيف “كل شيء في المعتقل صعب، الا ان اصعب شيء هو وضع الغرف التي لا تدخلها الشمس أبدا، فالغرف كلها رطوبة ورائحتها كريهة جدا، فالحمامات موجودة داخل الغرف، كما ان الساحات ضيقة وصغيرة جدا، فعندما يأتي وقت الاستراحة أو الفورة يخرجوننا الى الساحة بأعداد ضخمة وكبيرة جدا، مع العلم ان الساحة لا تتسع أبدا لهذه الأعداد”.
أضافت “ان الطعام الذي كان يقدم لنا رديء جدا وقليل، ففي بعض الاحيان نجد في داخل الطعام حشرات وأوساخاً، وان حصل وكان الطعام نظيفاً فيكون قليلاً لا يكفينا أبدا، عدا عن وضع الغرف الصغيرة التي يضعون بها عدداً أكبر مما تتسع”.
وتتابع “كان من أصعب المواقف في السجن عندما حصل الاشتباك بيننا وبين الجنود في العام الماضي، عندما تعمد أحد الجنود مضايقة ممثلة السجن وضربها أمام عيوننا خلال فترة الخروج الى الساحة، فقد قام بضربها وجرها من شعرها أمامنا فما كان منا الا ان ندافع عنها بكل قوتنا، وفي ذلك الوقت كانت القوة جاهزة لصدنا بالغازات والضرب ورشقنا بالماء البارد، مع العلم بأن الجو كان شديد البرودة، وفي يومها تعرضت العديد من الاسيرات الى عقوبات مختلفة من بينها العزل الانفرادي، فقد تم عزل الأسيرة منال غانم وطفلها نور الذي يبلغ من العمر سنة وثلاثة شهور، الا ان هذا لم يغفر له أبدا، فقد عومل وكأنه كبير ولم يعيروا أي اهتمام لطفولته، فقد عزل مع والدته بملابسه المبللة من المياه التي واجهونا بها في الاشتباك، بقي فيها أكثر من 24 ساعة دون طعام أو ملابس أخرى”.
وأضافت أن الطفل نور وباقي الأطفال داخل المعتقل يعانون كثيرا فلا يوجد لهم أي عناية خاصة فالطفل نور مثلا “أصبح يخاف من كل شيء حوله، وعندما كنا نخرجه معنا للساحة ويرى السياج والشباك يصرخ بأعلى صوته خوفا منها”. وفي أحد الأيام جرح نور وطلبنا له المساعدة أو اخراجه الى العيادة الا أن أحداً “لم يستجب لندائنا فحاولنا استدراك الموقف وعالجناه نحن بأنفسنا بمواد بسيطة كانت بحوزتنا”.
وحول كيفية قضاء اليوم في السجن قالت “كنا نضع برنامجا نسير عليه في كل يوم، كان هناك فترة خاصة للجلسات الدينية والثقافية، وكنا نخصص وقتا لتعلم العبرية، ووقتا لجلسات توعية للأسيرات في السجن، ووقتا لقراءة القرآن ووقتا للصلاة والعبادة، لقد كنا نحاول بكل ما أوتينا من قوة أن نتغلب على ظروف السجن القاسية، فهم أرادوا أن يأسرونا جسدا وفكرا، الا انهم لم يستطيعوا ذلك بحمد الله”.