ابو البندري
04-09-2009, 01:40 PM
مما ابتلى به المسلمون في الأونة الأخيرة حب التفاخر و إظهار الغنى وأنهم أصحاب ثراء وقدرة ، ونشاهد ذلك واضحاً جليا في كثير من مناسبات الأفراح ، لكن المؤسف حقا أن نشاهد ذلك التفاخر حتى في مناسبات الأحزان التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى الذل والانكسار لله تعالى ومعرفة حقيقة هذه الحياة الغرارة حتى أصبحنا وللأسف الشديد نشاهد ذلك التنافس والتفاخر المحموم المذموم في مراسيم العزاء .
ومن مظاهر الفخر والخيلاء تلك الولائم التي تكون مصاحبة للعزاء ومحاولة كل جماعة تقديم أفضل عشاء ممكن ، و نسمع من ينتقد آل فلان أن عشائهم لم يكن مناسباً ويثنى على آل فلان لأن عشائهم كان فاخراً وفي النهاية مصيرها إلى مرامي الزبالة وانتهاك لحرمات الله فضلاً على ما يصاحب العشاء من حديث في أمور دنيوية لا تناسب المقام وهو مقام حزن وتذكر لمصير ميتنا وألم فراق أهله وأحبابه هذا إذا لم تكن تلك الأحاديث في أمور محرمة ، في وقت نحن في أمس الحاجة للتقرب إلى الله بشتى الطاعات و القربات عل الله أن يستجيب دعائنا ورجائنا في أن يتغمد ميتنا بواسع رحمته.
عن جرير بن عبد الله قال كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة.
قال التابعي الجليل سعيد بن جبير : ثلاث من عمل الجاهلية النياحة والطعام على الميت وبيتوتة المرأة عند أهل الميت ليست منهم. مصنف عبد الرزاق ج3/ص550
وقال الإمام أحمد :هو من فعل الجاهلية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما صنعة أهل الميت طعاما يدعون الناس إليه فهذا غير مشروع وإنما هو بدعة. مجموع الفتاوى ج24/ص316
قال الكمال بن الهمام الحنفي :يكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور وهي بدعة مستقبحة. تحفة الأحوذي ج4/ص67.
قال المناوي: ولا يشرع صنع الطعام فيه لأنه شرع في السرور لا في الشرور فهو بدعة قبيحة . فيض القدير ج1/ص534.
قال في المرقاة :واصطناع أهل الميت طعاماً لأجل اجتماع الناس عليه بدعة مكروهة. المرقاة المفاتيح ج4/ص194
قال البهوتي : ولا يصلح الطعام لمن يجتمع عند أهل الميت لأنه إعانة على مكروه وهو الاجتماع عندهم قال أحمد هو من أفعال الجاهلية.
وقال الشوكاني:كَانُوا يَعُدُّونَ الاجْتِمَاعَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَيِّتِ بَعْدَ دَفْنِهِ وَأَكْلَ الطَّعَامِ عَنْدَهُمْ نَوْعًا من النِّيَاحَةِ لِمَا في ذلك من التَّثْقِيلِ عليهم وشغلتهم وشغلهم مع ما هُمْ فيه من شُغْلَةِ الْخَاطِرِ بِمَوْتِ الْمَيِّتِ وما فيه من مُخَالِفَةِ السُّنَّةِ لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِأَنْ يَصْنَعُوا لِأَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا فَخَالَفُوا ذلك وَكَلَّفُوهُمْ صَنْعَةَ الطَّعَامِ لِغَيْرِهِمْ . نيل الأوطار ج4/ص148
قال الغمراوي الشافعي:وأما إصلاح أهل الميت طعاما وجمع الناس عليه فبدعة تعد من النياحة.
قال في نهاية المحتاج : إنه بدعة لأهله صنع طعام يجمعون الناس عليه قبل الدفن وبعده لقول جرير كنا نعد ذلك من النياحة. نهاية المحتاج ج3/ص42
وقال عابدين : ويكره اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور وهي بدعة مستقبحة. حاشية ابن عابدين ج6/ص665
وقال القرطبي المالكي :الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام والمبيت عندهم كل ذلك من فعل الجاهلية ..... وينهى كل إنسان أهله عن الحضور لمثل هذا ...وذلك الطعام الذي يصنعه أهل الميت كما ذكر فيجتمع عليه الرجال والنساء من فعل قوم لا خلاق لهم .
و المشروع هو أن يصنع لأهل الميت طعام ، لأن مصابه في الميت قد اشغلهم عن الطعام والشراب.
كما في حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قالت لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ رَجَعَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أَهْلِهِ فقال إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قد شُغِلُوا بِشَأْنِ مَيِّتِهِمْ فَاصْنَعُوا لهم طَعَامًا . سنن ابن ماجه ج1/ص514
وقال القاري : واصطناع أهل البيت الطعام لأجل اجتماع الناس عليه بدعة مكروهة بل صح عن جرير رضي الله عنه كنا نعده من النياحة .
بل ويكره الأكل من هذه الولائم التي تصنع في العزاء .
قال الغزالي : ويكره الأكل منه ، وهذا إذا لم يكن من مال اليتيم أو الغائب وإلا فهو حرام بلا خلاف .
فحري بالعقلاء وأصحاب الرأي أن يناصحوا الأمة في هذه البدعة وأن تصرف هذه الأموال كصدقةٍ خفية للميت أو لأيتامه إن كان خلف أيتاماً.
(الشيخ الدكتور محمد بن مطر السهلي) مكة المكرمه
ومن مظاهر الفخر والخيلاء تلك الولائم التي تكون مصاحبة للعزاء ومحاولة كل جماعة تقديم أفضل عشاء ممكن ، و نسمع من ينتقد آل فلان أن عشائهم لم يكن مناسباً ويثنى على آل فلان لأن عشائهم كان فاخراً وفي النهاية مصيرها إلى مرامي الزبالة وانتهاك لحرمات الله فضلاً على ما يصاحب العشاء من حديث في أمور دنيوية لا تناسب المقام وهو مقام حزن وتذكر لمصير ميتنا وألم فراق أهله وأحبابه هذا إذا لم تكن تلك الأحاديث في أمور محرمة ، في وقت نحن في أمس الحاجة للتقرب إلى الله بشتى الطاعات و القربات عل الله أن يستجيب دعائنا ورجائنا في أن يتغمد ميتنا بواسع رحمته.
عن جرير بن عبد الله قال كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة.
قال التابعي الجليل سعيد بن جبير : ثلاث من عمل الجاهلية النياحة والطعام على الميت وبيتوتة المرأة عند أهل الميت ليست منهم. مصنف عبد الرزاق ج3/ص550
وقال الإمام أحمد :هو من فعل الجاهلية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما صنعة أهل الميت طعاما يدعون الناس إليه فهذا غير مشروع وإنما هو بدعة. مجموع الفتاوى ج24/ص316
قال الكمال بن الهمام الحنفي :يكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور وهي بدعة مستقبحة. تحفة الأحوذي ج4/ص67.
قال المناوي: ولا يشرع صنع الطعام فيه لأنه شرع في السرور لا في الشرور فهو بدعة قبيحة . فيض القدير ج1/ص534.
قال في المرقاة :واصطناع أهل الميت طعاماً لأجل اجتماع الناس عليه بدعة مكروهة. المرقاة المفاتيح ج4/ص194
قال البهوتي : ولا يصلح الطعام لمن يجتمع عند أهل الميت لأنه إعانة على مكروه وهو الاجتماع عندهم قال أحمد هو من أفعال الجاهلية.
وقال الشوكاني:كَانُوا يَعُدُّونَ الاجْتِمَاعَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَيِّتِ بَعْدَ دَفْنِهِ وَأَكْلَ الطَّعَامِ عَنْدَهُمْ نَوْعًا من النِّيَاحَةِ لِمَا في ذلك من التَّثْقِيلِ عليهم وشغلتهم وشغلهم مع ما هُمْ فيه من شُغْلَةِ الْخَاطِرِ بِمَوْتِ الْمَيِّتِ وما فيه من مُخَالِفَةِ السُّنَّةِ لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِأَنْ يَصْنَعُوا لِأَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا فَخَالَفُوا ذلك وَكَلَّفُوهُمْ صَنْعَةَ الطَّعَامِ لِغَيْرِهِمْ . نيل الأوطار ج4/ص148
قال الغمراوي الشافعي:وأما إصلاح أهل الميت طعاما وجمع الناس عليه فبدعة تعد من النياحة.
قال في نهاية المحتاج : إنه بدعة لأهله صنع طعام يجمعون الناس عليه قبل الدفن وبعده لقول جرير كنا نعد ذلك من النياحة. نهاية المحتاج ج3/ص42
وقال عابدين : ويكره اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور وهي بدعة مستقبحة. حاشية ابن عابدين ج6/ص665
وقال القرطبي المالكي :الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام والمبيت عندهم كل ذلك من فعل الجاهلية ..... وينهى كل إنسان أهله عن الحضور لمثل هذا ...وذلك الطعام الذي يصنعه أهل الميت كما ذكر فيجتمع عليه الرجال والنساء من فعل قوم لا خلاق لهم .
و المشروع هو أن يصنع لأهل الميت طعام ، لأن مصابه في الميت قد اشغلهم عن الطعام والشراب.
كما في حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قالت لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ رَجَعَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أَهْلِهِ فقال إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قد شُغِلُوا بِشَأْنِ مَيِّتِهِمْ فَاصْنَعُوا لهم طَعَامًا . سنن ابن ماجه ج1/ص514
وقال القاري : واصطناع أهل البيت الطعام لأجل اجتماع الناس عليه بدعة مكروهة بل صح عن جرير رضي الله عنه كنا نعده من النياحة .
بل ويكره الأكل من هذه الولائم التي تصنع في العزاء .
قال الغزالي : ويكره الأكل منه ، وهذا إذا لم يكن من مال اليتيم أو الغائب وإلا فهو حرام بلا خلاف .
فحري بالعقلاء وأصحاب الرأي أن يناصحوا الأمة في هذه البدعة وأن تصرف هذه الأموال كصدقةٍ خفية للميت أو لأيتامه إن كان خلف أيتاماً.
(الشيخ الدكتور محمد بن مطر السهلي) مكة المكرمه