مشعل العصباني
04-19-2009, 01:06 AM
http://www.tabuk-news.com/inf/authpic/14.jpg
إن كل إنسان يسعى لتكتمل له كل مقومات السعادة في هذه الدنيا ، ويحاول أن يحوي كل أطرافها، ويحوز عليها من جميع جوانبها ولكن هيهات، فهذه هي الدنيا إن أعطت أخذت، وإن أفرحت أترحت، وإن أضحكت أبكت، وإن جمعت شتت، تتنوع فيها الابتلاءات، وتتعدد فيها الامتحانات، ومما يبتلي الله به بعض عباده ( فقدان الولد ) فقد يحرم الإنسانُ من الإنجاب لعيب فيه، أو في زوجه، أو فيهما معاً، وكل ذلك بتقدير الله وحكمه وإنه لا يشك شاك أن فقدان الولد مصيبة تستحق الصبر والاسترجاع؛ لأن وجودهم نعمة، وهم زينة الحياة الدنيا, وقد لا يقدُر هذه النعمة حقَّ قدرها إلاَّ مَن فقدها، إما بعد وجودها أو من أصلها .
إنه لفرق كبير بين من عاش سنواتٍ كافح فيها وكابد وشارف على النهاية ولم يحتضن يوماً ما ابناً، أو يلاعب طفلاً، ولم تطرق سمعه كلمة (أبي)، وبين رجلٍ ملئت حياته بوجود أولاده، عاش بينهم وعاشوا معه، أنس بهم وأنسوا به، فرق بين أن يمتلئ البيت صخباً وصراعاً، وبين أن يسود جنباته صمت رهيب، وسكوت مهيب، فرق بين أن يبلغ الرجل من الكبر عتياً، وبين يديه أبناؤه يبرونه ويوقرونه، يتسابقون في خدمته، يتنافسون في قضاء حاجته، وبين رجل أضحى كهلاً عاش وحيداً في حياته وهاهو اليوم يموت وحيداً، عاش حياة رتيبة وأياماً عصيبة، كان قلبه يتقطع حسرة عندما يرى الأطفال يمرحون ويلعبون، يتمنى لو أنفق ما يملك في سبيل أن يكون له ولد، فرق بين امرأة عاقر عاشت أيام شبابها في نظام مقنن خلا من حياة الأطفال، وشقائهم ولعبهم وضحكاتهم، لم تعرف حملاً، ولا ولادة، ولا إرضاعاً، ولا تربية، ولم تحضن طفلاً، ولم تعرف للأمومة طعماً، وبين أم تعيش بين أبنائها تسعد لسعادتهم وتحزن لحزنهم، تجد فيهم التسلية إذا طرقها من الهم طارق، وتجد فيهم العزاء إذا تكالبت عليهم الأحزان، يملأون عليها حياتها، هُمْ كل شغلها، فرق كبير بين هذه وتلك .
فإلى أولئك الباحثين عن الإنجاب الذي فقدوه، والراغبين في الولد الذي أملوه، ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون أقول إليهم :
أولاً : تذكر أنَّ هذا من الابتلاء، وأنك إن صبرت نلت أجر الصابرين على المصائب، واعلم أنه لن يضيع شيء صغيراً كان أم كبيراً، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلاَّ كَفَّرَ الله بها من خطاياه" رواه البخاري .
ثانياً : هل طرقت باب الدعاء؟ هل تسلحت بهذا السلاح الفتاك الذي لا يحتاج إلى جهد ولا إلى مال ولا إلى واسطة؟ "إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه، أن يردهما صفراً خائبتين".
ثالثاً : الاستغفار، أكثِر مِن الاستغفار لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ومن كلِّ هَمٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
رابعاً : اعلم أيها – المكروب بهذا الكرب - فك الله كربتك – أن كل ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، تذكر دوماً ضرورة التسليم لله بما قضاه خيراً كان أم شراً، تذكر أن آجال الناس مكتوبة وأرزاقهم مضمونة، وأعمالهم محسوبة، تذكر أن الله سبحانه عالمٌ بكل ذلك قبل أن يخلقهم، فـارضَ بما قـسم الله لك، واحـمد الله على قضائه، واعلم "أن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن .
خامساً : تذكَّر أنه ليس كل السعادة في الولد، بل إن النعيم الذي يجده المؤمن في الآخرة لا يوصف، "في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، فإن فاتك الولد والتنعم به، فلا يفتك نعيم الآخرة، فاعمل واجتهد، وأرضِ ربك فتلك هي السعادة الحقيقة.
إن كل إنسان يسعى لتكتمل له كل مقومات السعادة في هذه الدنيا ، ويحاول أن يحوي كل أطرافها، ويحوز عليها من جميع جوانبها ولكن هيهات، فهذه هي الدنيا إن أعطت أخذت، وإن أفرحت أترحت، وإن أضحكت أبكت، وإن جمعت شتت، تتنوع فيها الابتلاءات، وتتعدد فيها الامتحانات، ومما يبتلي الله به بعض عباده ( فقدان الولد ) فقد يحرم الإنسانُ من الإنجاب لعيب فيه، أو في زوجه، أو فيهما معاً، وكل ذلك بتقدير الله وحكمه وإنه لا يشك شاك أن فقدان الولد مصيبة تستحق الصبر والاسترجاع؛ لأن وجودهم نعمة، وهم زينة الحياة الدنيا, وقد لا يقدُر هذه النعمة حقَّ قدرها إلاَّ مَن فقدها، إما بعد وجودها أو من أصلها .
إنه لفرق كبير بين من عاش سنواتٍ كافح فيها وكابد وشارف على النهاية ولم يحتضن يوماً ما ابناً، أو يلاعب طفلاً، ولم تطرق سمعه كلمة (أبي)، وبين رجلٍ ملئت حياته بوجود أولاده، عاش بينهم وعاشوا معه، أنس بهم وأنسوا به، فرق بين أن يمتلئ البيت صخباً وصراعاً، وبين أن يسود جنباته صمت رهيب، وسكوت مهيب، فرق بين أن يبلغ الرجل من الكبر عتياً، وبين يديه أبناؤه يبرونه ويوقرونه، يتسابقون في خدمته، يتنافسون في قضاء حاجته، وبين رجل أضحى كهلاً عاش وحيداً في حياته وهاهو اليوم يموت وحيداً، عاش حياة رتيبة وأياماً عصيبة، كان قلبه يتقطع حسرة عندما يرى الأطفال يمرحون ويلعبون، يتمنى لو أنفق ما يملك في سبيل أن يكون له ولد، فرق بين امرأة عاقر عاشت أيام شبابها في نظام مقنن خلا من حياة الأطفال، وشقائهم ولعبهم وضحكاتهم، لم تعرف حملاً، ولا ولادة، ولا إرضاعاً، ولا تربية، ولم تحضن طفلاً، ولم تعرف للأمومة طعماً، وبين أم تعيش بين أبنائها تسعد لسعادتهم وتحزن لحزنهم، تجد فيهم التسلية إذا طرقها من الهم طارق، وتجد فيهم العزاء إذا تكالبت عليهم الأحزان، يملأون عليها حياتها، هُمْ كل شغلها، فرق كبير بين هذه وتلك .
فإلى أولئك الباحثين عن الإنجاب الذي فقدوه، والراغبين في الولد الذي أملوه، ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون أقول إليهم :
أولاً : تذكر أنَّ هذا من الابتلاء، وأنك إن صبرت نلت أجر الصابرين على المصائب، واعلم أنه لن يضيع شيء صغيراً كان أم كبيراً، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلاَّ كَفَّرَ الله بها من خطاياه" رواه البخاري .
ثانياً : هل طرقت باب الدعاء؟ هل تسلحت بهذا السلاح الفتاك الذي لا يحتاج إلى جهد ولا إلى مال ولا إلى واسطة؟ "إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه، أن يردهما صفراً خائبتين".
ثالثاً : الاستغفار، أكثِر مِن الاستغفار لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ومن كلِّ هَمٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
رابعاً : اعلم أيها – المكروب بهذا الكرب - فك الله كربتك – أن كل ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، تذكر دوماً ضرورة التسليم لله بما قضاه خيراً كان أم شراً، تذكر أن آجال الناس مكتوبة وأرزاقهم مضمونة، وأعمالهم محسوبة، تذكر أن الله سبحانه عالمٌ بكل ذلك قبل أن يخلقهم، فـارضَ بما قـسم الله لك، واحـمد الله على قضائه، واعلم "أن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن .
خامساً : تذكَّر أنه ليس كل السعادة في الولد، بل إن النعيم الذي يجده المؤمن في الآخرة لا يوصف، "في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، فإن فاتك الولد والتنعم به، فلا يفتك نعيم الآخرة، فاعمل واجتهد، وأرضِ ربك فتلك هي السعادة الحقيقة.