ابو البندري
04-28-2009, 12:02 PM
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد00
فقد حثت الشريعة الإسلامية على الألفة والمحبة والتآزر والتعااضد والتعاااون بين المسلمين0 ونهت عن التدابر والتنافر والتهاااجر والتباغض بينهم0
قال تعالى000 0(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التهاجر بين المسلمين لغير سبب شرعي فقااال عليه الصلاة والسلام00(لا تباغضوا00 ولا تقااطعوا00 ولا تدابروا0 ولا تحااسدوا0 وكونوا عباد الله إخواناً0 ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)
قال ابن حجر الهيتمي000التهااجر00 أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام لغير غرض شرعي.
والتدابر000 هو الإعراض عن المسلم00 بأن يلقى أخاه00 فيعرض عنه بوجهه
والتشاجن00 هو تغير القلوب المؤدي إلى التهااجر والتدابر).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحل الهجرة فوق ثلاثة أيام0 فإن التقيا فسلم أحدهما0 فرد الآخر0 اشتركا في الأجر0 وإن لم يرد0 برئ هذا من الإثم وباء به الآخر)
وقال عليه الصلاة والسلام00(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث0 يلتقيان0 فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
قال النووي00(قال العلماء: في هذا الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال وإباحتها في الثلاث الأولى بنص الحديث والثاني بمفهومه0 قالوا00 وإنما عفي عنها في الثلاث0 لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك، فعفي عن الهجرة0 في الثلاث ليذهب ذلك العااارض0 وقيل إن الحديث لا يقتضي إباحة الهجرة في الثلاثة0 وهذا على مذهب من يقول00 لا يحتج بالمفهوم0 ودليل الخطااب00
قوله00(يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا) وفي رواية00(فيصد هذا ويصد هذا) ومعنى يصد00 يعرض0 أي يوليه عرضه0 بضم العين أي جانبه.
قوله صلى الله عليه وسلم (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام9
أي000 هو أفضلهما، وفيه دليل لمذهب الشاافعي ومالك ومن وافقهما أن السلام يقطع الهجرة0 ويرفع الإثم فيها ويزيله0
وقال أحمد وابن القاسم المالكي000إن كان يؤذيه لم يقطع السلام هجرته0
قال أصحابنا أي الشافعية000ولو كاتبه أو أرسله عند غيبته عنه0 هل يزول إثم الهجرة؟ وفيه وجهان00
أحدهما000 لا يزول0 لزوال الوحشة
وأصحهما00 يزول لزوال الوحشة
أخي الحبيب00 هل تعلم أن هجر المسلم أخاه بغير سبب شرعي عده العلماء كاالذهبي وصاحب الزواجر من كبار الذنوب والمعااصي؟
ومع ذلك نرى كثيراً من الناس يتساهلون بالهجر والقطيعة00 فعند أهون سبب يهجر الصديق صديقه0 والصااحب صاحبه0 والجار جاره0 والقريب قريبه!
فأين الحلم والأناة وكظم الغيظ؟
أين سعة الصدر وسلامة وإحسااان الظن بالمسلم؟
أين التساامح والعفو والتواضع وخفض الجناح؟
قال أحد السلف000خيركم من راعى وداد لحظة!
وقال رجل لابن السماااك000 غداً نتعاتب
فقال له ابن السماك00 بل غداً نتغافر0
كيف يستمر بعضنا في الهجران والقطيعة00 والنبي صلى الله عليه وسلم يقول00(من هجر أخاه فهو كسفك دمه)
كيف تمر الأيام والأشهر والأعوام00 ولا يرق قلب ولا تدمع عين00 ولا يعترف بخطئه مخطئ؟!
بل يصر الجميع على العناااد والكبر وكأن قلم الحسااب قد رفع عنهم جميعاً!
أين أنتم أيها المتهاااجران من قول النبي صلى الله عليه وسلم 00(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس0 فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً0 إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء0 فيقال00 انظروا هذين حتى يصطلحا0 انظروا هذين حتى يصطلحا0 انظروا هذين حتى يصطلحا)
أين أنتم أيها المتقااطعان من قوله صلى الله عليه وسلم 00(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث0 فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)
جسد واحد
قال ابن حبان رحمه الله0000(لايحل التباغض ولا التنافس0 ولا التحاسد0 ولا التدابر بين المسلمين0 والواجب عليهم أن يكونوا إخواناً0 كما أمرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا تالم واحد منهم0 كما أمرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا تألم واحد منهم0 تألم الآخر بألمه0 وإذا فرح فرح الآخر بفرحه0 بنفي الغش والدغل0 مع استسلام الأنفس لله جل وعلا مع الرضا بما يوجب القضاء في الأحكام كلها0 ولا يجب الهجران بين المسلمين عند وجود زلة من أحدهما0 بل يجب عليهما صرفها إلى الإحسان0 والعطف عليه بالإشفاق وترك الهجران".
أسباب الهجران
قال أبو حات000(السب المؤدي إلى الهجران بين المسلمين ثلاثة أشياء0
1-إما وجود الزلة من أخيه0 ولا محالة يزل فلا يغضي عنها0 ولا يطلب لها ضدها0
2-وإبلاغ واش يقدح فيه00 ومشي عازل بسلب له، فيقبله ولا يطلب لتكذيبه سبباً0 ولا لأخيه عذراً
3-ورود ملل به00 يدخل على أحدهما0 فإن الملالة تورث القطع0 ولا يكون لملول صديق
قواعد في الهجر الشرعي
وهناك حالات يجوز فيها هجر المسلم00 مثل أن يكون مبتدعاً00 داعياً إلى بدعته00 أو مهاجراً بالمعاصي00 أو سيء الخلق داعياً إلى بدعته00 أو مجاهراً بالمعاصي00 أو سيء الخلق بعد نصحه حتى يعود إلى جادة الصواب ولكن يلتفت إلى ما يلي00
أولاً00 الإخلاص واتباع الشرع00
قال شيخ الإسلام ابن تيمية00 فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله0 فالطاعة لابد أن تكون خالصة لله0 وأن تكون موافقة لأمره0 فتكون خالصة لله صواباً0 فمن هجر لهوى نفسه00 أو هجر غير مأمور به00 كان خارجاً عن هذا00 وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه00 ظانة أنها تفعله طاعة لله0 والهجر لأجل حظ الإنسان0 لا يجوز أكثر من ثلاث00فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله00 وبين الهجر لحق نفسه00 فالأول مأمور به0 والثاني منهي عنه0 لأن المؤمنين إخوة00
ثانياً00 أنواع الهجر الشرعي00
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله00 والهجر الشرعي نوعان00
أحدهما00 بمعنى الترك للمنكرات
والثاني00 بمعنى العقوبة عليها
فالأول هو المذكور في قوله تعالى00
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
وقوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)
فهذا يراد أنه لا يشهد المنكرات لغير حاجة00 مثل قوم يشربون الخمر يجلس عندهم0 وقوم دعوه إلى وليمة فيها خمر وزمر0 لا يجب دعوتهم0 وأمثال ذلك بخلاف من حضر عندهم للإنكار عليهم0 أو حضر بغير اختياره0
النوع الثاني00 الهجر على وجه التأديب00
وهو هجر من يظهر المنكرات00 يهجر حتى يتوب منها00 كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا0 حتى أنزل الله توبتهم0 حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر0
ولم يهجر من أظهر الخير وإن كان منافقاً0 فإن الهجر بمنزلة التعزيز0 والتعزيز يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات0 وفعل المحرمات0 كتارك الصلاة والزكاة0 والتظاهر بالمظالم والفواحش0 والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع0فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة0
ثالثاً00 اعتبار المصالح والمفاسد00
قال شيخ الإسلام(وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم0 وقلتهم0 وكثرتهم0 فإن المقصود به00 زجر المهجور وتأديبه0 ورجوع العامة عن مثل حاله0 فإن كانت المصحلة في ذلك راجحة00 بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً0 وإن كان لا المهجور0 ولا غيره يرتدع بذلك0 بل يريد الشر والهاجر ضعيف0 بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته0 لم يشرع الهرج0 بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر00
رابعاً00 النظر في طبائع النفوس00
قال شيخ الإسلام(والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً، ويهجر آخرين0 كما أن الثلاثة الذي خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك سادة مطاعين في عشائرهم00فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم0 وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير0 فكان في هجرهم عز الدين0 وتطهيرهم من ذنوبهم00
اسال الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا واياكم لما يحبه ويرضااه وان يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عباادته 00هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم
أما بعد00
فقد حثت الشريعة الإسلامية على الألفة والمحبة والتآزر والتعااضد والتعاااون بين المسلمين0 ونهت عن التدابر والتنافر والتهاااجر والتباغض بينهم0
قال تعالى000 0(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التهاجر بين المسلمين لغير سبب شرعي فقااال عليه الصلاة والسلام00(لا تباغضوا00 ولا تقااطعوا00 ولا تدابروا0 ولا تحااسدوا0 وكونوا عباد الله إخواناً0 ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)
قال ابن حجر الهيتمي000التهااجر00 أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام لغير غرض شرعي.
والتدابر000 هو الإعراض عن المسلم00 بأن يلقى أخاه00 فيعرض عنه بوجهه
والتشاجن00 هو تغير القلوب المؤدي إلى التهااجر والتدابر).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحل الهجرة فوق ثلاثة أيام0 فإن التقيا فسلم أحدهما0 فرد الآخر0 اشتركا في الأجر0 وإن لم يرد0 برئ هذا من الإثم وباء به الآخر)
وقال عليه الصلاة والسلام00(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث0 يلتقيان0 فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
قال النووي00(قال العلماء: في هذا الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال وإباحتها في الثلاث الأولى بنص الحديث والثاني بمفهومه0 قالوا00 وإنما عفي عنها في الثلاث0 لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك، فعفي عن الهجرة0 في الثلاث ليذهب ذلك العااارض0 وقيل إن الحديث لا يقتضي إباحة الهجرة في الثلاثة0 وهذا على مذهب من يقول00 لا يحتج بالمفهوم0 ودليل الخطااب00
قوله00(يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا) وفي رواية00(فيصد هذا ويصد هذا) ومعنى يصد00 يعرض0 أي يوليه عرضه0 بضم العين أي جانبه.
قوله صلى الله عليه وسلم (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام9
أي000 هو أفضلهما، وفيه دليل لمذهب الشاافعي ومالك ومن وافقهما أن السلام يقطع الهجرة0 ويرفع الإثم فيها ويزيله0
وقال أحمد وابن القاسم المالكي000إن كان يؤذيه لم يقطع السلام هجرته0
قال أصحابنا أي الشافعية000ولو كاتبه أو أرسله عند غيبته عنه0 هل يزول إثم الهجرة؟ وفيه وجهان00
أحدهما000 لا يزول0 لزوال الوحشة
وأصحهما00 يزول لزوال الوحشة
أخي الحبيب00 هل تعلم أن هجر المسلم أخاه بغير سبب شرعي عده العلماء كاالذهبي وصاحب الزواجر من كبار الذنوب والمعااصي؟
ومع ذلك نرى كثيراً من الناس يتساهلون بالهجر والقطيعة00 فعند أهون سبب يهجر الصديق صديقه0 والصااحب صاحبه0 والجار جاره0 والقريب قريبه!
فأين الحلم والأناة وكظم الغيظ؟
أين سعة الصدر وسلامة وإحسااان الظن بالمسلم؟
أين التساامح والعفو والتواضع وخفض الجناح؟
قال أحد السلف000خيركم من راعى وداد لحظة!
وقال رجل لابن السماااك000 غداً نتعاتب
فقال له ابن السماك00 بل غداً نتغافر0
كيف يستمر بعضنا في الهجران والقطيعة00 والنبي صلى الله عليه وسلم يقول00(من هجر أخاه فهو كسفك دمه)
كيف تمر الأيام والأشهر والأعوام00 ولا يرق قلب ولا تدمع عين00 ولا يعترف بخطئه مخطئ؟!
بل يصر الجميع على العناااد والكبر وكأن قلم الحسااب قد رفع عنهم جميعاً!
أين أنتم أيها المتهاااجران من قول النبي صلى الله عليه وسلم 00(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس0 فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً0 إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء0 فيقال00 انظروا هذين حتى يصطلحا0 انظروا هذين حتى يصطلحا0 انظروا هذين حتى يصطلحا)
أين أنتم أيها المتقااطعان من قوله صلى الله عليه وسلم 00(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث0 فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)
جسد واحد
قال ابن حبان رحمه الله0000(لايحل التباغض ولا التنافس0 ولا التحاسد0 ولا التدابر بين المسلمين0 والواجب عليهم أن يكونوا إخواناً0 كما أمرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا تالم واحد منهم0 كما أمرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا تألم واحد منهم0 تألم الآخر بألمه0 وإذا فرح فرح الآخر بفرحه0 بنفي الغش والدغل0 مع استسلام الأنفس لله جل وعلا مع الرضا بما يوجب القضاء في الأحكام كلها0 ولا يجب الهجران بين المسلمين عند وجود زلة من أحدهما0 بل يجب عليهما صرفها إلى الإحسان0 والعطف عليه بالإشفاق وترك الهجران".
أسباب الهجران
قال أبو حات000(السب المؤدي إلى الهجران بين المسلمين ثلاثة أشياء0
1-إما وجود الزلة من أخيه0 ولا محالة يزل فلا يغضي عنها0 ولا يطلب لها ضدها0
2-وإبلاغ واش يقدح فيه00 ومشي عازل بسلب له، فيقبله ولا يطلب لتكذيبه سبباً0 ولا لأخيه عذراً
3-ورود ملل به00 يدخل على أحدهما0 فإن الملالة تورث القطع0 ولا يكون لملول صديق
قواعد في الهجر الشرعي
وهناك حالات يجوز فيها هجر المسلم00 مثل أن يكون مبتدعاً00 داعياً إلى بدعته00 أو مهاجراً بالمعاصي00 أو سيء الخلق داعياً إلى بدعته00 أو مجاهراً بالمعاصي00 أو سيء الخلق بعد نصحه حتى يعود إلى جادة الصواب ولكن يلتفت إلى ما يلي00
أولاً00 الإخلاص واتباع الشرع00
قال شيخ الإسلام ابن تيمية00 فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله0 فالطاعة لابد أن تكون خالصة لله0 وأن تكون موافقة لأمره0 فتكون خالصة لله صواباً0 فمن هجر لهوى نفسه00 أو هجر غير مأمور به00 كان خارجاً عن هذا00 وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه00 ظانة أنها تفعله طاعة لله0 والهجر لأجل حظ الإنسان0 لا يجوز أكثر من ثلاث00فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله00 وبين الهجر لحق نفسه00 فالأول مأمور به0 والثاني منهي عنه0 لأن المؤمنين إخوة00
ثانياً00 أنواع الهجر الشرعي00
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله00 والهجر الشرعي نوعان00
أحدهما00 بمعنى الترك للمنكرات
والثاني00 بمعنى العقوبة عليها
فالأول هو المذكور في قوله تعالى00
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
وقوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)
فهذا يراد أنه لا يشهد المنكرات لغير حاجة00 مثل قوم يشربون الخمر يجلس عندهم0 وقوم دعوه إلى وليمة فيها خمر وزمر0 لا يجب دعوتهم0 وأمثال ذلك بخلاف من حضر عندهم للإنكار عليهم0 أو حضر بغير اختياره0
النوع الثاني00 الهجر على وجه التأديب00
وهو هجر من يظهر المنكرات00 يهجر حتى يتوب منها00 كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا0 حتى أنزل الله توبتهم0 حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر0
ولم يهجر من أظهر الخير وإن كان منافقاً0 فإن الهجر بمنزلة التعزيز0 والتعزيز يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات0 وفعل المحرمات0 كتارك الصلاة والزكاة0 والتظاهر بالمظالم والفواحش0 والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع0فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة0
ثالثاً00 اعتبار المصالح والمفاسد00
قال شيخ الإسلام(وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم0 وقلتهم0 وكثرتهم0 فإن المقصود به00 زجر المهجور وتأديبه0 ورجوع العامة عن مثل حاله0 فإن كانت المصحلة في ذلك راجحة00 بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً0 وإن كان لا المهجور0 ولا غيره يرتدع بذلك0 بل يريد الشر والهاجر ضعيف0 بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته0 لم يشرع الهرج0 بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر00
رابعاً00 النظر في طبائع النفوس00
قال شيخ الإسلام(والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً، ويهجر آخرين0 كما أن الثلاثة الذي خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك سادة مطاعين في عشائرهم00فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم0 وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير0 فكان في هجرهم عز الدين0 وتطهيرهم من ذنوبهم00
اسال الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا واياكم لما يحبه ويرضااه وان يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عباادته 00هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم