القصير
05-04-2009, 10:20 PM
علاج الوسوسة
• يعاني من الوسواس القهري .• هل يؤجر المبتلى بالوسواس وماذا يجب أن يفعل .• وساوس الشيطان .• هل يصاب المسلم بأمراض نفسية.• يعاني من الوسواس وحلف أيماناً كثيراً وحنث فيها.• مصادر الوساوس وهل يؤاخذ المسلم عليها ؟.• مصاب بالوسوسة في الطهارة .• الوسوسة وعلاجها .• يوسوس لها الشيطان أنها كافرة.• تأتيها وساوس الشيطان إذا رأت ثبات أهل الكفر والباطل وتفانيهم في ذلك .• مصابة بالوسواس وتشك في عبادتها.• متى يكون الشخص موسوسا ؟.
يعاني من الوسواس القهري
منذ عدة أشهر وأنا أعاني من مشكلة الوسواس في صلاتي وعندما أتوضأ. فأنا أنسى دائما العضو الذي غسلته في الوضوء، وأنسى دائما كم ركعة صليت. وقد بلغ بي الأمر أني أصبحت أسجد للسهو في كل صلاة لأن ذهني يشرد. وكلما ركزت بصورة أكثر في صلاتي، كلما وقعت في الوسواس. وأحيانا أظن أني صليت 6 أو 7 ركعات للصلاة الرباعية، بسبب أني لا أستطيع تذكر كم صليت من ركعة. ولذلك فأنا أستمر حتى أتأكد من أني أتممت عدد الركعات الواجبة. وكلما فعلت ذلك كلما تفاقم حجم المشكلة. أنا أريد أن أتجاهل الوسواس، لكني لست متأكدا إن كان ذلك تقره الشريعة. أنا أشعر أن ذلك هو السبيل الوحيد لتخليص نفسي من ذلك المرض. أنا أقرأ سورة البقرة والعديد من الأدعية الخاصة بوسوسة الشيطان، وسورتي الفلق والناس. وفيما يتعلق بالوضوء فأنا أعاني من مشكلتين، فأنا أشعر أني لم أغسل العضو بشكل صحيح بعد قضائي للحاجة، أو أن ملابسي أصابها شيء من البلل وأن هناك شيء من النجاسة قد أصاب ثيابي. وعندما أتوضأ، أشعر أني لم أغسل أعضاء الوضوء بشكل صحيح. وأنا أحاول أن أتجاهل هذه الوساوس، لكني أخاف إن أنا تجاهلته وكنت مخطئا ، فإن صلاتي سوف لن تقبل. وقد وصل بي الحال إلى أن الصلاة الواحدة قد تستغرق مني الساعة تقريبا أو أكثر من ذلك، وأصبحت أؤدي الصلاة وكأنها مجرد شعيرة عادية لا خشوع فيها بسبب تلك الوساوس. عندما أنتهي من تأدية إحدى الصلوات، فأنا أبدأ في التخوف من كيفية إنهائي للصلاة التي تليها. أنا أشعر أنني متورط، لأني لن أسمح لنفسي أن تتخلف عن تأدية صلاة واحدة ، وأعلم تماما أن هذا هو ما يهدف إليه الشيطان. أرجو أن تساعدني، وأسأل الله أن يثيبك .
الحمد لله
ننصحك أولا بضرورة مراجعة طبيب نفسي ، واحرص على أن يكون مسلما حتى يتفهم مشكلتك .
ثانيا : عليك الأخذ بالأسهل دائما ، ولا تفكر في الذنب أو العقوبة ، ومالم تفعل فقد يطول أمد مشكلتك فالصلاة التي تشك في أنك صليتها ثلاثا أو أربعا يجب عليك اعتبارها أربعا . والعضو الذي تشك في غسله يجب عليك اعتبار أنك غسلته ، وهكذا في كل قضية تعرض لك خذ الأيسر والأسهل فيهما ، فإن فعلت فستكون غالبت الشيطان الذي أوقعك في هذا الوسواس القهري ، شفاك الله وعافاك .
الشيخ سعد الحميد .
هل يؤجر المبتلى بالوسواس وماذا يجب أن يفعل
هل يثاب المبتلى بالوسواس ؟ وماذا يجب عليه أن يفعل ؟.
الحمد لله
قال تعالى في سورة الناس : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) ).
روى مسلم (132) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ .
وروى مسلم ( 3203 ) أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاثًا . قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي .
وروى البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 134 ) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ.
وروى البخاري ( 1231 ) وسلم ( 389 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ الأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الأَذَانُ أَقْبَلَ ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ . وعند مسلم ( 571 ) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحْ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلاتَهُ وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ .
فهذه الآيات والأحاديث تبين مدى حرص الشيطان على إغواء بني آدم ، وصدهم عن عبادة ربهم ، وذلك عن طريق الوساوس التي يلقيها في صدورهم . وبينت طريق النجاة من هذه الوساوس الشيطانية . وقد يصل الحال ببعض الناس أنه يشك في كل عبادة يقوم بها ، هل فعلها أم لا ؟ وليس البحث الآن في ذم هذا ، وإنما البحث : هل يثاب المرء على مجاهدته الشيطان وإعراضه عن هذه الوساوس أم لا ؟
لم يُرَ في مظان البحث كلام صريح للعلماء في هذا الموضوع ، ولكن يفهم من كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله أنه يثاب على ذلك ، وهو ما يفهم من النصوص المتقدمة كما سيأتي .
ففي الحديث الأول : وهو سؤال الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسواس الذي يجدونه في صدورهم فقال ( ذاك صريح الإيمان ) قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى 7/282 ) : أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد ، و الصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان فصار صريحا اهـ
وقال أيضاً : مجموع الفتاوى 14 / 108
وهذه الوسوسة هي مما يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان فإذا كرهه العبد و نفاه كانت كراهته صريح الإيمان اهـ
وقل أيضاً : مجموع الفتاوى 22 / 608
قال كثير من العلماء : فكراهة ذلك وبغضه وفرار القلب منه هو صريح الإيمان والحمد لله الذي كان غاية كيد الشيطان الوسوسة ، فإن شيطان الجن إذا غُلِبَ وسوس ، وشيطان الإنس إذا غُلِبَ كَذَبَ . والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره لابد له من ذلك فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر فانه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا اهـ
وقال في درء التعارض 3 / 318
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك : بلى قد غسلت وجهي . وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه : بلى قد نويت وكبرت . فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس ، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه ، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة اهـ
وعلى هذا يمكن أن يقال : يثاب المرء على إعراضه عن هذه الوساوس ومجاهدته للشيطان لأمور :
1- مدح النبي صلى الله عليه وسلم كراهة هذه الوسوسة المتعلقة بالتشكيك في العقيدة بقوله : (ذاك صريح الإيمان) . ومن لوازم كراهة هذه الوسوسة الإعراض عنا ، وعدم الاسترسال معها.
2- امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ( ولينته ) .
3- قوله صلى الله عليه وسلم في سجدتي السهو : ( كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ ) ففيه الحث على ترغيم الشيطان وإذلاله ، وترغيمه هنا إنما هو بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها مع ما أرشد الله ورسوله إليه من الاستعاذة بالله من الشيطان وغير ذلك .
4- ما يصيب المؤمن من ضيقٍ وهمٍّ من هذه الوساوس قد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) البخاري (5642) ومسلم (2573) .
5- كذلك قول شيخ الإسلام رحمه الله (كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد) . فتشبيهه ذلك بالمجاهد ووصفه بأنه أعظم الجهاد يؤخذ منه أنه يثاب عليه .
والله تعالى أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
آمل الاطلاع على هذا الرابط
http://www.islamqa.com/ar/cat/2022
• يعاني من الوسواس القهري .• هل يؤجر المبتلى بالوسواس وماذا يجب أن يفعل .• وساوس الشيطان .• هل يصاب المسلم بأمراض نفسية.• يعاني من الوسواس وحلف أيماناً كثيراً وحنث فيها.• مصادر الوساوس وهل يؤاخذ المسلم عليها ؟.• مصاب بالوسوسة في الطهارة .• الوسوسة وعلاجها .• يوسوس لها الشيطان أنها كافرة.• تأتيها وساوس الشيطان إذا رأت ثبات أهل الكفر والباطل وتفانيهم في ذلك .• مصابة بالوسواس وتشك في عبادتها.• متى يكون الشخص موسوسا ؟.
يعاني من الوسواس القهري
منذ عدة أشهر وأنا أعاني من مشكلة الوسواس في صلاتي وعندما أتوضأ. فأنا أنسى دائما العضو الذي غسلته في الوضوء، وأنسى دائما كم ركعة صليت. وقد بلغ بي الأمر أني أصبحت أسجد للسهو في كل صلاة لأن ذهني يشرد. وكلما ركزت بصورة أكثر في صلاتي، كلما وقعت في الوسواس. وأحيانا أظن أني صليت 6 أو 7 ركعات للصلاة الرباعية، بسبب أني لا أستطيع تذكر كم صليت من ركعة. ولذلك فأنا أستمر حتى أتأكد من أني أتممت عدد الركعات الواجبة. وكلما فعلت ذلك كلما تفاقم حجم المشكلة. أنا أريد أن أتجاهل الوسواس، لكني لست متأكدا إن كان ذلك تقره الشريعة. أنا أشعر أن ذلك هو السبيل الوحيد لتخليص نفسي من ذلك المرض. أنا أقرأ سورة البقرة والعديد من الأدعية الخاصة بوسوسة الشيطان، وسورتي الفلق والناس. وفيما يتعلق بالوضوء فأنا أعاني من مشكلتين، فأنا أشعر أني لم أغسل العضو بشكل صحيح بعد قضائي للحاجة، أو أن ملابسي أصابها شيء من البلل وأن هناك شيء من النجاسة قد أصاب ثيابي. وعندما أتوضأ، أشعر أني لم أغسل أعضاء الوضوء بشكل صحيح. وأنا أحاول أن أتجاهل هذه الوساوس، لكني أخاف إن أنا تجاهلته وكنت مخطئا ، فإن صلاتي سوف لن تقبل. وقد وصل بي الحال إلى أن الصلاة الواحدة قد تستغرق مني الساعة تقريبا أو أكثر من ذلك، وأصبحت أؤدي الصلاة وكأنها مجرد شعيرة عادية لا خشوع فيها بسبب تلك الوساوس. عندما أنتهي من تأدية إحدى الصلوات، فأنا أبدأ في التخوف من كيفية إنهائي للصلاة التي تليها. أنا أشعر أنني متورط، لأني لن أسمح لنفسي أن تتخلف عن تأدية صلاة واحدة ، وأعلم تماما أن هذا هو ما يهدف إليه الشيطان. أرجو أن تساعدني، وأسأل الله أن يثيبك .
الحمد لله
ننصحك أولا بضرورة مراجعة طبيب نفسي ، واحرص على أن يكون مسلما حتى يتفهم مشكلتك .
ثانيا : عليك الأخذ بالأسهل دائما ، ولا تفكر في الذنب أو العقوبة ، ومالم تفعل فقد يطول أمد مشكلتك فالصلاة التي تشك في أنك صليتها ثلاثا أو أربعا يجب عليك اعتبارها أربعا . والعضو الذي تشك في غسله يجب عليك اعتبار أنك غسلته ، وهكذا في كل قضية تعرض لك خذ الأيسر والأسهل فيهما ، فإن فعلت فستكون غالبت الشيطان الذي أوقعك في هذا الوسواس القهري ، شفاك الله وعافاك .
الشيخ سعد الحميد .
هل يؤجر المبتلى بالوسواس وماذا يجب أن يفعل
هل يثاب المبتلى بالوسواس ؟ وماذا يجب عليه أن يفعل ؟.
الحمد لله
قال تعالى في سورة الناس : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) ).
روى مسلم (132) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ .
وروى مسلم ( 3203 ) أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاثًا . قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي .
وروى البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 134 ) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ.
وروى البخاري ( 1231 ) وسلم ( 389 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ الأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الأَذَانُ أَقْبَلَ ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ . وعند مسلم ( 571 ) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحْ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلاتَهُ وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ .
فهذه الآيات والأحاديث تبين مدى حرص الشيطان على إغواء بني آدم ، وصدهم عن عبادة ربهم ، وذلك عن طريق الوساوس التي يلقيها في صدورهم . وبينت طريق النجاة من هذه الوساوس الشيطانية . وقد يصل الحال ببعض الناس أنه يشك في كل عبادة يقوم بها ، هل فعلها أم لا ؟ وليس البحث الآن في ذم هذا ، وإنما البحث : هل يثاب المرء على مجاهدته الشيطان وإعراضه عن هذه الوساوس أم لا ؟
لم يُرَ في مظان البحث كلام صريح للعلماء في هذا الموضوع ، ولكن يفهم من كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله أنه يثاب على ذلك ، وهو ما يفهم من النصوص المتقدمة كما سيأتي .
ففي الحديث الأول : وهو سؤال الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسواس الذي يجدونه في صدورهم فقال ( ذاك صريح الإيمان ) قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى 7/282 ) : أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد ، و الصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان فصار صريحا اهـ
وقال أيضاً : مجموع الفتاوى 14 / 108
وهذه الوسوسة هي مما يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان فإذا كرهه العبد و نفاه كانت كراهته صريح الإيمان اهـ
وقل أيضاً : مجموع الفتاوى 22 / 608
قال كثير من العلماء : فكراهة ذلك وبغضه وفرار القلب منه هو صريح الإيمان والحمد لله الذي كان غاية كيد الشيطان الوسوسة ، فإن شيطان الجن إذا غُلِبَ وسوس ، وشيطان الإنس إذا غُلِبَ كَذَبَ . والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره لابد له من ذلك فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر فانه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا اهـ
وقال في درء التعارض 3 / 318
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك : بلى قد غسلت وجهي . وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه : بلى قد نويت وكبرت . فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس ، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه ، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة اهـ
وعلى هذا يمكن أن يقال : يثاب المرء على إعراضه عن هذه الوساوس ومجاهدته للشيطان لأمور :
1- مدح النبي صلى الله عليه وسلم كراهة هذه الوسوسة المتعلقة بالتشكيك في العقيدة بقوله : (ذاك صريح الإيمان) . ومن لوازم كراهة هذه الوسوسة الإعراض عنا ، وعدم الاسترسال معها.
2- امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ( ولينته ) .
3- قوله صلى الله عليه وسلم في سجدتي السهو : ( كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ ) ففيه الحث على ترغيم الشيطان وإذلاله ، وترغيمه هنا إنما هو بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها مع ما أرشد الله ورسوله إليه من الاستعاذة بالله من الشيطان وغير ذلك .
4- ما يصيب المؤمن من ضيقٍ وهمٍّ من هذه الوساوس قد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) البخاري (5642) ومسلم (2573) .
5- كذلك قول شيخ الإسلام رحمه الله (كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد) . فتشبيهه ذلك بالمجاهد ووصفه بأنه أعظم الجهاد يؤخذ منه أنه يثاب عليه .
والله تعالى أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
آمل الاطلاع على هذا الرابط
http://www.islamqa.com/ar/cat/2022