محمد مطلق المعيقلي
05-04-2009, 10:39 PM
المبحث الثالث : دور المؤسسات التربوية والاجتماعية في تعزيز الأمن الفكري والتحصين من الانحرافات الفكرية وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : الأسرة :
لقد أوجب الإسلام على الآباء والأمهات تربية جميع أفراد الأسرة التربية الإسلامية الصحيحة القائمة على منهج الوسطية في الإسلام في جميع شؤون الحياة، وقد بين لنا نبينا محمد r الأثر العظيم للأسرة على تربية فطرة الناشئ فقال r: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء )[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn1) فمما لا شك فيه أن الأسرة عليها مسؤوليات كبيرة في تحقيق الأمن الفكري والسلوكي لأفرادها وتحصينهم من الفكر المنحرف والسلوك غير السوي.
ويمكن إيجاز أهم الأمور التي يجب على الأسرة الاهتمام بها فيما يتعلق بتربية أفرادها على منهج الوسطية في شؤون حياتهم وإبعادهم عن الإفراط والتفريط. وذلك كما يلي:
1- العناية بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة بشمول وتوازن وتكامل، فالاهتمام بكافة جوانب حياة الفرد النفسية والعقلية والعلمية والصحية... يحقق النمو الشامل والمتوازن في شخصية الفرد القادر على مواجهة مختلف المخاطر والتحديات والمشكلات، والعناية بالتربية على فضيلة الوسطية والاعتدال في العقيدة والعبادة والمعاملات وكافة أمور دينهم ودنياهم يحقق استقامتهم على الصراط المستقيم، والشعور بالطمأنينة والتخلص من القلق والاضطراب، فالطمأنينة مصدر حصنهم من الانحراف، والقلق من أسباب انحرافهم.
2-الاهتمام باختيار أساليب التربية المناسبة الملائمة لخصائص وحاجات النمو لدى الأفراد؛ لتحقيق أفضل الثمرات والقدرة على مواجهة الانحرافات فاستخدام أساليب الحوار والمناقشة والإقناع تنمي الشعور بالذات والتقدير والنجاح والميل والرغبة والتواصل والإصلاح، واستخدام أساليب القسوة والشدة والعنف تولد الصراع النفسي والاغتراب والانعزال والرفض لقيم المجتمع والحقد عليه.
3- العناية بالقدوة الحسنة من جميع أفراد الأسرة، فهي تعد التربية العملية التي من خلالها تتربى الأجيال الصالحة، فإذا طبق الوالدان منهج الوسطية عملياً في حياتهم فإن ذلك ينعكس على جميع أفراد الأسرة وبالتالي يكون سبباً لحصانتهم من الانحراف.
4-الاهتمام بمساعدة أفراد الأسرة في اختيار الأصدقاء الصالحين وتحذيرهم من أصدقاء السوء فهم مصدر كل شر وسبب كل انحراف.
5-التربية على طاعة الله وإتباع شرعه وحدوده، والتحذير من تجاوز الحدود على الفهم الصحيح للدين الإسلامي، والبعد عن المفاهيم الخاطئة والاجتهادات الباطلة التي تكون من أسباب الانحراف الفكري والسلوكي.
6-التربية على الوعي والإدراك لمخاطر التطرف والغلو والتقصير والتفريط وآثارها على الفرد والمجتمع والأمة.
7-التربية على الأخلاق الفاضلة والآداب الإسلامية مثل الرحمة والعطف والتوادّ والتحابّ التي تزيد في تماسك الأسرة والمجتمع، والتحذير من البغض والكراهية والحقد والحسد التي تفكك الروابط الاجتماعية وتكون من أسباب الانحراف.
8-التربية على مبادئ وأسس الإسلام التي تميز بها، ومنها السماحة واليسر والتيسير والرفق ورفع الحرج، والتحذير من القسوة والعنت والمشقة والعنف التي تكون من صفات المغاليين في الدين.
9-المتابعة والرقابة الواعية من مسؤول الأسرة يساعد على الانضباط واكتشاف الخلل والسلبيات وإصلاح الخلل.
المطلب الثاني: المدرسة:
رغم أن المدرسة ليست هي الوحيدة بين مؤسسات المجتمع التي أناط بها تحصين أفراده ( وخاصة الناشئة ) ووقايتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية، إلا أنها تبقى الأكثر تأثيراً في ميدان إعداد المواطن المسلم الصالح في نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته، لذا أصبحت التربية الحديثة تركز على أن تكون المدرسة مركزاً لخدمة المجتمع، ولتسليط الضوء على أهم مسؤوليات المؤسسات التربوية في تربية الطلاب على منهج الوسطية وتحصينهم من الانحرافات السلوكية يجب مراعاة ما يلي:
1- أن يكون جميع منسوبي المؤسسات التربوية ( المدرسة ) قدوة صالحة في القول والعمل فيما يتعلق بتطبيق منهج الوسطية في جميع شؤون الحياة وخاصة المعلمين الذين ينظر إليهم الطلاب كقدوة صالحة.
2-زيادة فعالية ربط المادة العلمية في مختلف المواد بواقع حياة الطلاب، والاستفادة منها في توجيه سلوكهم..
3-شغل أوقات الفراغ لدى الطلاب بما هو صالح ومفيد للفرد والمجتمع.
4-تكوين الاتجاهات السليمة لدى الطلاب، وتقويم وإصلاح الاتجاهات السلبية والميول الانحرافية والمفاهيم الخاطئة .
5- التوعية بمخاطر الأفكار الهدامة والآراء الضالة .
6-تربية الطلاب على سماحة الإسلام كاليسر والرفق ورفع الحرج، وتعاليم الإسلام السامية التي تقوم على حفظ الدين والنفس والمال، وأساليب دعوته التي أساسها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
7- تنمية الأخلاق الحسنة القائمة على التواد والتعاون والاحترام والتفاهم.
8-الاهتمام بالجوانب التربوية والممارسة العملية للقيم الإسلامية فلا يكفي تعليم الطلاب الحقائق والمعلومات المجردة والخبرات النظرية عن طريق الإلقاء والتلقين والاستماع والحفظ والتسميع فلا بد من النشاط الواقعي والمواقف الحية والممارسة العملية عن طريق المشاركة الفعلية للطلاب في القيم والاتجاهات والعادات الإسلامية المراد الالتزام بها وذلك حتى لا يكون تطبيقها منحرفاً عن المنهج الوسط .
[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref1) رواه البخاري
المطلب الأول : الأسرة :
لقد أوجب الإسلام على الآباء والأمهات تربية جميع أفراد الأسرة التربية الإسلامية الصحيحة القائمة على منهج الوسطية في الإسلام في جميع شؤون الحياة، وقد بين لنا نبينا محمد r الأثر العظيم للأسرة على تربية فطرة الناشئ فقال r: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء )[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn1) فمما لا شك فيه أن الأسرة عليها مسؤوليات كبيرة في تحقيق الأمن الفكري والسلوكي لأفرادها وتحصينهم من الفكر المنحرف والسلوك غير السوي.
ويمكن إيجاز أهم الأمور التي يجب على الأسرة الاهتمام بها فيما يتعلق بتربية أفرادها على منهج الوسطية في شؤون حياتهم وإبعادهم عن الإفراط والتفريط. وذلك كما يلي:
1- العناية بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة بشمول وتوازن وتكامل، فالاهتمام بكافة جوانب حياة الفرد النفسية والعقلية والعلمية والصحية... يحقق النمو الشامل والمتوازن في شخصية الفرد القادر على مواجهة مختلف المخاطر والتحديات والمشكلات، والعناية بالتربية على فضيلة الوسطية والاعتدال في العقيدة والعبادة والمعاملات وكافة أمور دينهم ودنياهم يحقق استقامتهم على الصراط المستقيم، والشعور بالطمأنينة والتخلص من القلق والاضطراب، فالطمأنينة مصدر حصنهم من الانحراف، والقلق من أسباب انحرافهم.
2-الاهتمام باختيار أساليب التربية المناسبة الملائمة لخصائص وحاجات النمو لدى الأفراد؛ لتحقيق أفضل الثمرات والقدرة على مواجهة الانحرافات فاستخدام أساليب الحوار والمناقشة والإقناع تنمي الشعور بالذات والتقدير والنجاح والميل والرغبة والتواصل والإصلاح، واستخدام أساليب القسوة والشدة والعنف تولد الصراع النفسي والاغتراب والانعزال والرفض لقيم المجتمع والحقد عليه.
3- العناية بالقدوة الحسنة من جميع أفراد الأسرة، فهي تعد التربية العملية التي من خلالها تتربى الأجيال الصالحة، فإذا طبق الوالدان منهج الوسطية عملياً في حياتهم فإن ذلك ينعكس على جميع أفراد الأسرة وبالتالي يكون سبباً لحصانتهم من الانحراف.
4-الاهتمام بمساعدة أفراد الأسرة في اختيار الأصدقاء الصالحين وتحذيرهم من أصدقاء السوء فهم مصدر كل شر وسبب كل انحراف.
5-التربية على طاعة الله وإتباع شرعه وحدوده، والتحذير من تجاوز الحدود على الفهم الصحيح للدين الإسلامي، والبعد عن المفاهيم الخاطئة والاجتهادات الباطلة التي تكون من أسباب الانحراف الفكري والسلوكي.
6-التربية على الوعي والإدراك لمخاطر التطرف والغلو والتقصير والتفريط وآثارها على الفرد والمجتمع والأمة.
7-التربية على الأخلاق الفاضلة والآداب الإسلامية مثل الرحمة والعطف والتوادّ والتحابّ التي تزيد في تماسك الأسرة والمجتمع، والتحذير من البغض والكراهية والحقد والحسد التي تفكك الروابط الاجتماعية وتكون من أسباب الانحراف.
8-التربية على مبادئ وأسس الإسلام التي تميز بها، ومنها السماحة واليسر والتيسير والرفق ورفع الحرج، والتحذير من القسوة والعنت والمشقة والعنف التي تكون من صفات المغاليين في الدين.
9-المتابعة والرقابة الواعية من مسؤول الأسرة يساعد على الانضباط واكتشاف الخلل والسلبيات وإصلاح الخلل.
المطلب الثاني: المدرسة:
رغم أن المدرسة ليست هي الوحيدة بين مؤسسات المجتمع التي أناط بها تحصين أفراده ( وخاصة الناشئة ) ووقايتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية، إلا أنها تبقى الأكثر تأثيراً في ميدان إعداد المواطن المسلم الصالح في نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته، لذا أصبحت التربية الحديثة تركز على أن تكون المدرسة مركزاً لخدمة المجتمع، ولتسليط الضوء على أهم مسؤوليات المؤسسات التربوية في تربية الطلاب على منهج الوسطية وتحصينهم من الانحرافات السلوكية يجب مراعاة ما يلي:
1- أن يكون جميع منسوبي المؤسسات التربوية ( المدرسة ) قدوة صالحة في القول والعمل فيما يتعلق بتطبيق منهج الوسطية في جميع شؤون الحياة وخاصة المعلمين الذين ينظر إليهم الطلاب كقدوة صالحة.
2-زيادة فعالية ربط المادة العلمية في مختلف المواد بواقع حياة الطلاب، والاستفادة منها في توجيه سلوكهم..
3-شغل أوقات الفراغ لدى الطلاب بما هو صالح ومفيد للفرد والمجتمع.
4-تكوين الاتجاهات السليمة لدى الطلاب، وتقويم وإصلاح الاتجاهات السلبية والميول الانحرافية والمفاهيم الخاطئة .
5- التوعية بمخاطر الأفكار الهدامة والآراء الضالة .
6-تربية الطلاب على سماحة الإسلام كاليسر والرفق ورفع الحرج، وتعاليم الإسلام السامية التي تقوم على حفظ الدين والنفس والمال، وأساليب دعوته التي أساسها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
7- تنمية الأخلاق الحسنة القائمة على التواد والتعاون والاحترام والتفاهم.
8-الاهتمام بالجوانب التربوية والممارسة العملية للقيم الإسلامية فلا يكفي تعليم الطلاب الحقائق والمعلومات المجردة والخبرات النظرية عن طريق الإلقاء والتلقين والاستماع والحفظ والتسميع فلا بد من النشاط الواقعي والمواقف الحية والممارسة العملية عن طريق المشاركة الفعلية للطلاب في القيم والاتجاهات والعادات الإسلامية المراد الالتزام بها وذلك حتى لا يكون تطبيقها منحرفاً عن المنهج الوسط .
[1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftnref1) رواه البخاري