غاده
05-09-2009, 04:20 PM
نزع الغل والبغضاء
في (معركة الجمل) خرجت عائشة وطلحة والزبير وغيرهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ
وخرج الصحابة معهم بالسيوف وخرج علي ـ رضي الله عنه ـ ومعه بعض الصحابة من
أهل بدر ومعهم السيوف يلتقون! قيل لعامر الشعبي: الله أكبر! يلتقي الصحابة
بالسيوف ولا يفر بعضهم من بعض قال: أهل الجنة التقوا فاستحيا بعضهم من بعض!
فلما قتل طلحة في المعركة وكان في الصف المضاد لعلي ـ نزل علي من على
فرسه وترك السف، وترجل نحو طلحة، ونظر إليه وهو مقتولـ وطلحة أحد العشرة
المبشرين بالجنةـ فنفض التراب عن لحية طلحة وقال: يعز علي يا أبا محمد أن أراك
على هذه الحال، ولكن أسال الله أن يجعلني وإياك ممن قال فيهم سبحانه وتعالى:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (الحجر:47)
فانظر إلي الصفاء ، والنقاء، وانظر إلي العمق، وانظر على الروعة! وهم يقتتلون،
والدماء تسيل وعلي يحتضن طلحة ويسلم عليه ، ويذكره أنه سوف يجلس معه في
جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، حقاً إنه مشهد رائع، وأنموذج باهر.
هذا النموذج الحي يدلنا دلالة واضحة علي أن هؤلاء البشر لم يخرجوا عن بشرتهم،
ولم يكونوا يوماً من الأيام ملائكة، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتها الدنيا.
مر علي ابن السماك صاحب له عتب عليه، فقال لبن السماك: غداَ نتحاسب ـ يعني
غداً ألتقي معك أحاسبك وتحاسبني، وألومك وتلومني، ونعرف من هو المخطئ منا ـ
فقال ابن السماك: لا والله، غداً نتغافر!
فالمؤمنون لا يتحاسبون ، ولا يقول أحدهم للآخر : أنت كتبت في كذا.. وقلت كذا،
وسمعت أنك تغتابني.. و.. .. إلخ، لا .. هذا أسلوب خاطئ ،
والصحيح أن يقول له: (( غفر الله لك)).
هذه الفقره من فقرات كتاب " جسور المحبه"
للدكتور : عايض القرني جزاه الله الجنة بغير حساب إن شاء الله
في (معركة الجمل) خرجت عائشة وطلحة والزبير وغيرهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ
وخرج الصحابة معهم بالسيوف وخرج علي ـ رضي الله عنه ـ ومعه بعض الصحابة من
أهل بدر ومعهم السيوف يلتقون! قيل لعامر الشعبي: الله أكبر! يلتقي الصحابة
بالسيوف ولا يفر بعضهم من بعض قال: أهل الجنة التقوا فاستحيا بعضهم من بعض!
فلما قتل طلحة في المعركة وكان في الصف المضاد لعلي ـ نزل علي من على
فرسه وترك السف، وترجل نحو طلحة، ونظر إليه وهو مقتولـ وطلحة أحد العشرة
المبشرين بالجنةـ فنفض التراب عن لحية طلحة وقال: يعز علي يا أبا محمد أن أراك
على هذه الحال، ولكن أسال الله أن يجعلني وإياك ممن قال فيهم سبحانه وتعالى:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (الحجر:47)
فانظر إلي الصفاء ، والنقاء، وانظر إلي العمق، وانظر على الروعة! وهم يقتتلون،
والدماء تسيل وعلي يحتضن طلحة ويسلم عليه ، ويذكره أنه سوف يجلس معه في
جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، حقاً إنه مشهد رائع، وأنموذج باهر.
هذا النموذج الحي يدلنا دلالة واضحة علي أن هؤلاء البشر لم يخرجوا عن بشرتهم،
ولم يكونوا يوماً من الأيام ملائكة، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتها الدنيا.
مر علي ابن السماك صاحب له عتب عليه، فقال لبن السماك: غداَ نتحاسب ـ يعني
غداً ألتقي معك أحاسبك وتحاسبني، وألومك وتلومني، ونعرف من هو المخطئ منا ـ
فقال ابن السماك: لا والله، غداً نتغافر!
فالمؤمنون لا يتحاسبون ، ولا يقول أحدهم للآخر : أنت كتبت في كذا.. وقلت كذا،
وسمعت أنك تغتابني.. و.. .. إلخ، لا .. هذا أسلوب خاطئ ،
والصحيح أن يقول له: (( غفر الله لك)).
هذه الفقره من فقرات كتاب " جسور المحبه"
للدكتور : عايض القرني جزاه الله الجنة بغير حساب إن شاء الله