همس المشاعر
04-14-2005, 10:26 PM
على أثر الهجوم الذي قامت به قوات الأمير علي على القوات العثمانية في بدر ووادي الصفراءوبير درويش في أواخر عام 1334هـ / 1916م بعد انتهاء حصار الطائف ، إثر استسلام حاميتها ، تراجعت قوات فخري باشا ، وتوجهت قوات الأمير عبد الله إلى وادي العيص شمال غرب المدينة ، حيث تولى مهمة قطع مواصلات قوات فخري باشا ، وأنهى خطر تقدمها إلى مكة .
في ظل هذه الأوضاع أصبح زمام المبادرة في يد قوات الشريف حسين ، بعد أن تم له القضاء على حسين باشا ابن مبيريك ، والاستيلاء على ميناء رابغ المهم ،
والاستيلاء على الطائف ، واستسلام حاميتها العثمانية ، مما عزز وضعه العسكري في مكة وما حولها ، وبذلك أتيحت الفرصة لقوات الأمير فيصل المرابطة في ينبع للتحرك شمالاً نحو الوجه - الواقعة في شمال البحر الأحمر - عند ذلك بدأت الأمير فيصل بالاستعداد للزحف شمالاً بعد أن اتخذ جميع الوسائل الممكنة لتأمين ينبع ضد أي هجوم ، وفي إطار استعداداته للهجوم على الوجه بعث برسائل إلى مشايخ ( بلي ) لحثهم على الانضمام إلى الثورة ، وكان حريصًا على انضمام شيخ مشايخ ( بلي ) سليمان بن رفاده ؛ لمكانته الرفيعة بين قومه ، إلا أن ابن رفاده ظل على ولائه للعثمانيين.
على أية حال استولت قوات الأمير فيصل وهي في طريقها إلى الوجه على أملج ؛ حيث تم ذلك في 23 ربيع الأول 1335هـ / 17 كانون الثاني ( يناير ) 1917م
، وكانت خطة الاستيلاء على الوجه تقتضي أن تقوم قوات الأمير فيصل بمهاجمة الوجه بمساندة الأسطول البريطاني الذي سوف تكون مهمته ضربها من البحر ، وإنزال مجموعة من الجنود إلى البر .
ففي يوم 25 ربيع الأول 1335هـ / 23 كانون الثاني ( يناير ) 1917م وصل الأسطول البريطاني ، الذي بدأ يضرب ميناء الوجه ، وإنزال الجنود إلى البر ، فتم لهم السيطرة على مدينة الوجه بعد أن انسحبت الحامية العثمانية إلى العلا ، مخلفة وراءها العديد من القتلى والجرحى ، وصلت قوات الأمير فيصل إلى الوجه في 27 ربيع الأول 1335هـ / 25 كانون الثاني ( يناير ) 1917م بعد أن احتلها الجنود الذين جاؤوا على ظهر الأسطول البريطاني .
وعين الأمير فيصل مولود مخلص حاكمًا عسكريًا فيها ؛ اعتمادًا على قوة شخصيته وشكيمته وأصبحت منذ ذلك الوقت مقرًا للجيش الشمالي بقيادة الأمير فيصل نفسه) .
ويعد استيلاء قوات الشريف حسين على الوجه نقطة تحول كبيرة في تاريخ ثورة الشريف حسين ، بل يمكن اعتباره بداية الانتصار على القوات العثمانية في المدينة ؛ بسبب ما ترتب عليه من نتائج كان لها أثر فعال على سير الأحداث فيما بعد ، حيث أصبحت الوجه قاعدة إمداد وتموين لجيش الشريف حسين على الساحل الشمالي ، وأعقبها الاستيلاء على الموانئ المهمة في شمال البحر الأحمر ، ( كضبا والمويلح ) ، وبذلك تكون الثورة قد بدأت في التوسع والانتشار في الشمال ، وبدأت القبائل الشمالية في التوافد على ألأمير فيصل في (الوجه ) معلنة انضمامها إلى الثورة ، وعلى رأس هذه القبائل : الرولة ، والشرارات ، والحويطات ، وبني صخر ، والعمارات() .
ومن أهم النتائج المترتبة على الاستيلاء على الوجه أيضًا أنها أصبحت قاعدة مهمة لانطلاق العمليات الهجومية على خط سكة الحديد ، وقطع أجزائه بصورة متكررة) ، مما ساعد قوات الشريف حسين على فرض الحصار التام على الحامية العثمانية في المدينة بعد قطع مواصلاتها مع الشمال ، فأخذت القوات العثمانية منذ ذلك الحين تعاني من مشاكل الإمداد والتموين ، وتحولت المبادرة إلى قوات الشريف حسين ، في حين التزمت الحامية العثمانية في المدينة موقف الدفاع عن قواعدها وتخلت تمامًا عن فكرة التقدم نحو مكة لاسترجاعها() ، وقسم الشريف حسين قواته بعدها إلى ثلاثة جيوش تحت قيادة أبنائه :
1 - الجيش الجنوبي : بقيادة علي بن الحسين ، ومقره رابغ ، ومهمته حصار المدينة من الجنوب .
2 - الجيش الشمالي : بقيادة عبد الله بن الحسين ، ومقره وادي العيص ، ومهمته قطع خط سكة الحديد وخطوط مواصلات المدينة مع الشمال .
3 - الجيش الشرقي : بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين ، ومقره وادي العيص ، ومهمته قطع خطوط مواصلات المدينة من جهة الشرق .
وبذلك أصبحت قوات فخري باشا في المدينة في مواجهة هذه الجيوش الثلاثة ، وكان ذلك إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من المواجهات بين قوات الشريف حسين والحامية العثمانية في المدينة
.
أما فيما يخص مواقف القبائل ، وبطونها القاطنة في المنطقه فقد انقسمت إلى ثلاث فئات : فئة وقفت إلى جانب العثمانيين وبقيت على ولائها لهم ، وعلى رأسها قبيلة ( بلي ) التي كان يتزعمها سليمان بن رفادة البلوي ، وقد بقي مواليًا للعثمانيين حتى مقتله في إحدى المعارك التي دارت حول خط سكة الحديد ، أما الفئة الثانية فقد أعلنت ولاءها للثورة ، نتيجة للخوف والتهديد ، وعلى رأسها عشائر : ( عنزة ) التي كان يتزعمها ( فرحان الايداء ، وشهاب الفقير ) ، وقد انضمت إلى الثورة بعد أن هددها الأمير عبد الله بن الحسين بمقاتلتها إن لم تنضم للثورة ، أما الفئة الثالثة فقد أعلنت ولاءها للثورة ، وانضمت إليها طمعًا بالمال والمغريات المادية الأخرى ، وهي تضم : ( الشرارات ، والرولة ، وبني صخر )
والسلام ختام
في ظل هذه الأوضاع أصبح زمام المبادرة في يد قوات الشريف حسين ، بعد أن تم له القضاء على حسين باشا ابن مبيريك ، والاستيلاء على ميناء رابغ المهم ،
والاستيلاء على الطائف ، واستسلام حاميتها العثمانية ، مما عزز وضعه العسكري في مكة وما حولها ، وبذلك أتيحت الفرصة لقوات الأمير فيصل المرابطة في ينبع للتحرك شمالاً نحو الوجه - الواقعة في شمال البحر الأحمر - عند ذلك بدأت الأمير فيصل بالاستعداد للزحف شمالاً بعد أن اتخذ جميع الوسائل الممكنة لتأمين ينبع ضد أي هجوم ، وفي إطار استعداداته للهجوم على الوجه بعث برسائل إلى مشايخ ( بلي ) لحثهم على الانضمام إلى الثورة ، وكان حريصًا على انضمام شيخ مشايخ ( بلي ) سليمان بن رفاده ؛ لمكانته الرفيعة بين قومه ، إلا أن ابن رفاده ظل على ولائه للعثمانيين.
على أية حال استولت قوات الأمير فيصل وهي في طريقها إلى الوجه على أملج ؛ حيث تم ذلك في 23 ربيع الأول 1335هـ / 17 كانون الثاني ( يناير ) 1917م
، وكانت خطة الاستيلاء على الوجه تقتضي أن تقوم قوات الأمير فيصل بمهاجمة الوجه بمساندة الأسطول البريطاني الذي سوف تكون مهمته ضربها من البحر ، وإنزال مجموعة من الجنود إلى البر .
ففي يوم 25 ربيع الأول 1335هـ / 23 كانون الثاني ( يناير ) 1917م وصل الأسطول البريطاني ، الذي بدأ يضرب ميناء الوجه ، وإنزال الجنود إلى البر ، فتم لهم السيطرة على مدينة الوجه بعد أن انسحبت الحامية العثمانية إلى العلا ، مخلفة وراءها العديد من القتلى والجرحى ، وصلت قوات الأمير فيصل إلى الوجه في 27 ربيع الأول 1335هـ / 25 كانون الثاني ( يناير ) 1917م بعد أن احتلها الجنود الذين جاؤوا على ظهر الأسطول البريطاني .
وعين الأمير فيصل مولود مخلص حاكمًا عسكريًا فيها ؛ اعتمادًا على قوة شخصيته وشكيمته وأصبحت منذ ذلك الوقت مقرًا للجيش الشمالي بقيادة الأمير فيصل نفسه) .
ويعد استيلاء قوات الشريف حسين على الوجه نقطة تحول كبيرة في تاريخ ثورة الشريف حسين ، بل يمكن اعتباره بداية الانتصار على القوات العثمانية في المدينة ؛ بسبب ما ترتب عليه من نتائج كان لها أثر فعال على سير الأحداث فيما بعد ، حيث أصبحت الوجه قاعدة إمداد وتموين لجيش الشريف حسين على الساحل الشمالي ، وأعقبها الاستيلاء على الموانئ المهمة في شمال البحر الأحمر ، ( كضبا والمويلح ) ، وبذلك تكون الثورة قد بدأت في التوسع والانتشار في الشمال ، وبدأت القبائل الشمالية في التوافد على ألأمير فيصل في (الوجه ) معلنة انضمامها إلى الثورة ، وعلى رأس هذه القبائل : الرولة ، والشرارات ، والحويطات ، وبني صخر ، والعمارات() .
ومن أهم النتائج المترتبة على الاستيلاء على الوجه أيضًا أنها أصبحت قاعدة مهمة لانطلاق العمليات الهجومية على خط سكة الحديد ، وقطع أجزائه بصورة متكررة) ، مما ساعد قوات الشريف حسين على فرض الحصار التام على الحامية العثمانية في المدينة بعد قطع مواصلاتها مع الشمال ، فأخذت القوات العثمانية منذ ذلك الحين تعاني من مشاكل الإمداد والتموين ، وتحولت المبادرة إلى قوات الشريف حسين ، في حين التزمت الحامية العثمانية في المدينة موقف الدفاع عن قواعدها وتخلت تمامًا عن فكرة التقدم نحو مكة لاسترجاعها() ، وقسم الشريف حسين قواته بعدها إلى ثلاثة جيوش تحت قيادة أبنائه :
1 - الجيش الجنوبي : بقيادة علي بن الحسين ، ومقره رابغ ، ومهمته حصار المدينة من الجنوب .
2 - الجيش الشمالي : بقيادة عبد الله بن الحسين ، ومقره وادي العيص ، ومهمته قطع خط سكة الحديد وخطوط مواصلات المدينة مع الشمال .
3 - الجيش الشرقي : بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين ، ومقره وادي العيص ، ومهمته قطع خطوط مواصلات المدينة من جهة الشرق .
وبذلك أصبحت قوات فخري باشا في المدينة في مواجهة هذه الجيوش الثلاثة ، وكان ذلك إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من المواجهات بين قوات الشريف حسين والحامية العثمانية في المدينة
.
أما فيما يخص مواقف القبائل ، وبطونها القاطنة في المنطقه فقد انقسمت إلى ثلاث فئات : فئة وقفت إلى جانب العثمانيين وبقيت على ولائها لهم ، وعلى رأسها قبيلة ( بلي ) التي كان يتزعمها سليمان بن رفادة البلوي ، وقد بقي مواليًا للعثمانيين حتى مقتله في إحدى المعارك التي دارت حول خط سكة الحديد ، أما الفئة الثانية فقد أعلنت ولاءها للثورة ، نتيجة للخوف والتهديد ، وعلى رأسها عشائر : ( عنزة ) التي كان يتزعمها ( فرحان الايداء ، وشهاب الفقير ) ، وقد انضمت إلى الثورة بعد أن هددها الأمير عبد الله بن الحسين بمقاتلتها إن لم تنضم للثورة ، أما الفئة الثالثة فقد أعلنت ولاءها للثورة ، وانضمت إليها طمعًا بالمال والمغريات المادية الأخرى ، وهي تضم : ( الشرارات ، والرولة ، وبني صخر )
والسلام ختام