أحمد علي
05-21-2009, 11:57 AM
نسأل الله أن يلطف بأهلنا في منطقة المدينة المنورة وما جاورها وبعد:
فهذه نصوص من كتب التاريخ عن سبق تكرار الزلازل والبراكين في هذه المنطقة
وأول ذلك هو نبوئته صلى الله عليه وسلم بذلك كما كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى )
وقد عرفت البراكين والحرار ( جمع حرة ) في هذه المنطقة كما قال في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - (1 / 156)
قال :وقد وردت في الشعر الجاهلي إشارات إليها. وكانت إِحدى الحرار، وهي "حرة النار" في عهد الخليفة عمر لا تزال ثائرة تخرج النار منها. وقد ذكر إن سحب الدخان كانت تخرج في عهد الخليفة عثمان من بعض الجبال القريبة من المدينة. وهذا يدل على إن فعل البراكين في جزيرة العرب، لم يكن قد انقطع انقطاعاً تاماً، وان باطن الأرض، كان ما زال قلقاً، لم يهدأ. ..
وقد حدث قبلها زلازل كما قال اليعقوبي في تاريخه - (1 / 319)
في أحداث سنة (259هـ) ((( وحج بالناس الفضل بن العباس، ونال أهل البادية زلازل ورياح وظلمة... ممن كان حول المدينة من بني سليم وبني هلال وغيرهم من بطون قيس وسائر أهل البلد، فهربوا إلى المدينة وإلى مكة يستجيرون بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالكعبة، وأحضروا متاعاً من متاع الحاج الذين قطعوا عليهم الطريق، وذكروا أنه هلك منهم خلق عظيم في البادية، )
أما النشاط البركاني الأكبر كان آخر حدث بركاني في الحجاز في سنة 654 للهجرة "1256 م"، إذ ثارت إحدى الحرّات في شرقي المدينة، واستمر هيجانها بضعة أسابيع، وقد وصل ما سال من حممها إلى مسافة بضعة كيلومترات فقط من المدينة التي كان نجاتها من الأعاجيب.
قال ( اليونيني ) في ذيل مرآة الزمان - (1 / 2)
وفي هذه السنة (654 هـ)ورد إلى دمشق كتب من المدينة صلوات الله على ساكنها و سلامه تاريخها خامس شهر رجب ووصلت في عاشر شعبان ونحوه تتضمن خروج نار بالمدينة وفيما تضمنته الكتب لما كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الأخرى سنة أربع وخمسين ظهر بالمدينة دويٌ عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها المدينة والحيطان والسقوف والأخشاب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور ظهرت نار عظيمة في الحرة بالقرب من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنّها عندنا وهي نار عظيم إشعالها وقد سالت أودية منها بالنار إلى وادي شطا مسيل الماء وقد سدّت مسيل شطا وما عاد يسيل والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيراناً وقد سدّت الحرة طريق الحاج العراقي وسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعدما أشفقنا أن تجئ إلينا ورجعت تسير في الشرق تخرج من وسطها مهود وجبال نيران تأكل الحجارة منها أنموذج عما أخبر الله في كتابه العزيز فقال عز من قائل - إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر - وقد أكلت الأرض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين والنار في زيادة ما تغيرت وقد عادت إلى الحرارة في طريق قريظة طريق الحاج العراقي كلها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج، وأما أم النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر والأم الكبيرة النار التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير وما أقدر صف هذه النار.
ومن كتاب أخر لما كان يوم الاثنين مستهل جمادى الأخرى وقع بالمدينة صوت يشبه الرعد البعيد تارة وتارة وأقام على هذه الحالة يومين فلما كان يوم الأربعاء ثالث الشهر المذكور تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلزال فتقيم على هذه الحالة ثلاثة أيام يقع في اليوم والليلة أربع عشر زلزلة فلما كان يوم الجمعة خامس الشهر المذكور أنتجت الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مرأى العين من المدينة نشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر كما قال الله تعالى وهي بموضع يقال له أجلين وقد سال من هذه النار واد يكون مقداره أربعة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصفا وهي تجري على وجه الأرض وتخرج منه امهاد وجبال صغار تسير على الأرض وهو صخر يذوب حتى تبقى مثل الآنك فإذا خمد صار أسود وقبل الجمود لونه أحمر وقد حصل بطريق هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة إلى أهلها.
ومن كتاب شمس الدين سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني قاضي المدينة إلى بعض أصحابه لما كان ليلة الأربعاء ثالث شهر جمادى الآخرة حدث بالمدينة في الثلث الأخير من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها وباتت باقي تلك الليلة تزلزل كل يوم وليلة قدر عشر نوبات والله لقد زلزلت مرة ونحن حول حجرة النبي صلى الله علي وسلم اضطرب لها المنبر إلى أن سمعنا منه صوتاً للحديد الذي فيه واضطربت قناديل الحرم الشريف وتمت الزلزلة إلى يوم الجمعة ضحى ولها دوي مثل دوي الرعد القاصف ثم طلع يوم الجمعة في طريق العنزة في رأس أجلين نار عظيمة مثل المدينة العظيمة وما باتت لنا إلا ليلة السبت وأشفقنا منها وخفنا خوفاً عظيماً ..وطلعت إلى الأمير وكلمته وقلت له قد أحاط بنا العذاب ارجع إلى الله فاعتق كل مماليكه ورد على جماعة أموالهم فلما فعل هذا قلت له أهبط الساعة معنا إلى النبي صلى الله علي وسلم فهبط وبتنا ليلة السبت الناس جميعهم والنسوان وأولادهم وما بقي أحد لا في النخيل ولا في المدينة إلا عند النبي صلى الله علي وسلم وأشفقنا منها فظهر ضوءها إلى أن أبصرت من مكة ومن الفلاة جميعها ثم سال منها نهر من نار وأخذ في وادي أجلين وسدّت الطريق ثم طلع إلى بحرة الحاج وهو بحر نار يجري سيل قط لأنها حرة تجيء قامتين وثلث علوها وبالله يا أخي إن عيشنا اليوم مكروه والمدينة قد تاب جميع أهلها ولا بقي يسمع فيها رباب ولا دف ولا شرب وتمت تسير إلى أن سدت بعض طريق الحاج وبعض البحيرة بحرة الحاج وجاء في الوادي إليها منا قتير وخفنا أنها تجئنا واجتمع الناس ودخلوا على النبي صلى الله علي وسلم وبات عنده جميعهم ليلة الجمعة وأما قتيرها الذي يلينا فقد طفئ بقدرة الله تعالى وأنها إلى الساعة ما نقصت إلا ترمي مثل الجبال حجارة من نار لها دوى ما يدعنا نرقد ولا نأكل ولا نشرب وما أقدر أصف لك عظمها ولا ما فيها من الأهوال وأبصرها أهل ينبع وندبوا قاضيهم ابن سعد وجاء وغدا إليها وما أصبح يقدر يصفها من عظمها وكتب الكتاب يوم خامس رجب وهي على حالها والناس منها خائفون والشمس والقمر من يوم طلعت ما يطلان إلا كاسفين فنسأل الله العافية
ثم قال رحمه الله :
و من كتاب بعض بني الفاشاني بالمدينة يقول فيه وصل إلينا في جمادى الآخرة ...........
.. فإنه جرى عندنا أمر عظيم لما كان ليلة الأربعاء الثالث من جمادى الآخرة ومن قبلها - بيومين - عاد الناس يسمعون صوتاً مثل صوت الرعد ساعة بعد ساعة وما في السماء غيم حتى أنه منذ يومين إلى ليلة الأربعاء ثم ظهر الصوت حتى سمعه الناس وتزلزلت الأرض ورجفت بنا رجفة لها صوت كدوي الرعد فانزعج لها الناس كلهم وانتبهوا من مراقدهم وضج الناس بالاستغفار إلى الله تعالى وذكر بمعنى ما تقدم ثم قال والحجارة معها تتحرك وتسير حتى كادت تقارب حدة العريض ثم سكنت ووقفت أياماً ثم عاد تخرج من النار ترمي بحجار خلفها وأمامها حتى بنت لها جبلين خلفها ما بقي يخرج منها من بين الجبلين لسان لها أياماً ثم أنها عظمت الآن وشباها إلى الآن وهي تخرج كأعظم ما يكون ولها كل يوم صوت عظيم آخر الليل إلى ضحوة ولها عجائب ما أقدر أصفها لك على الكمال وإنما هذا منها طرف كبير يكفي والشمس والقمر كأنهما منكسفان إلى الآن وكتبت هذا الكتاب ولها شهر وهي في مكانها حتى قال فيها بعضهم
يا كاشف الضر صفحاً عن جرائمنا ... لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
نشكو إليك خطوباً لا نطيق لها ... حملاً ونحن بها حقاً أحقاء
زلازلاً تخشع الشم الصلاب لها ... وكيف يقوى على الزلزال شماء
أقام سبعاً يرج الارض فانصدعت ... عن منظر منه عين الشمس عشواء
ترمى لها شرر كالقصر طائشة ... كأنها ديمة تنصب هطلاء
تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت ... رعباً وترعد مثل السعف أضواء
منها تكاثف في الجو دخان إلى ... إن عادت الشمس منه وهي دهماء
قد أثرت سعفة في البدر لفتحها ... فليلة التم بعد النور ليلاء
تحدت النيران السبع ألسنها ... بما يلاقي بها تحت الثرى الماء
وقد أحاط لظاها بالبروج إلى ... أن كاد يلحقها بالأرض أهواء
وجمع الذهبي رحمه الله بعض ما ورد في الكتب عن نار المدينة فقال في كتابه الجامع الماتع ( ناريخ الاسلام)
ظهور النار بالمدينة
قال أبو شامة : جاء إلى دمشق كُتُبٌ من المدينة بخروج نارٍ عندهم في خامس جُمادى الآخرة ، وكُتِبت الكُتب في خامس رجب ، والنّار بحالها بعدُ . ووصلت إلينا الكتب في شعبان . فأخبرني من أثق به ممّن شاهدها بالمدينة أنه بلغه أنه كُتب بتَيماء على ضوئها الكُتُب .
قال : وكنّا في بيوتنا بالمدينة تلك اللّيالي ، وكأنَّ في دار كلّ واحدٍ سراجاًَ . ولم يكن لها حرٌُّ ولا لفحٌ على عظمها ، إنّما كانت آية .
ال أبو شامة : وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب : لمّا كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الآخرة ظهر بالمدينة دَوِيٌّ عظيم ثمّ زلزلةٌ عظيمة فكانت ساعةً بعد ساعة إلى خامس الشَّهر ، فظهرت نارٌ عظيمة في الحرّة قريباً من قُريظة تنوَّر لها من دُورنا من داخل المدينة كأنها عندنا .
وسالت أودية منها إلى وادي شطا مسيل الماء ، وقد سدّت مسيل شطا وما عاد يسيل . والله لقد طلعنا جماعةٌ نُبصرها فإذا الجبال تسيل نيرانه ، وقد سدّت الحرَّة طريق الحاجّ العراقيّ ، فسارت إلى أن وصلت إلى الحرَّة ، فوقفت ورجعت تسير في الشّرق يخرج من وسطها مهود وجبال نار تأكل الحجارة ، فيها أُنموذج لِما أخبر تعالى : { إنَّها ترْمي بشَرَرٍ كالقَصْرِ كأَّنه جِمالت صفرٌ } . وقد أكلت الأرض . ولها الآن شهر وهي في زيادة ، وقد عادت إلى الحرار في قُريظة طريق الحاج إلى بُحيرة العراقيّ كلّها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل ، وأمّا أمُّ النّيران فهي جبال نيران حُمر ، وما أقدر أصف هذه النار .
من كتاب آخر : ظهر في شرقيّ المدينة نارٌ عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض ، وسال منها وادٍ من نار حتّى حاذت جبل أُحُد ، ثمّ وقفت . ولا ندري ما ذا نفعل . ووقت ظهورها دخل أهلُ المدينة إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم مستغفرين تائبين إلى ربّهم .
ومن كتاب آخر : في أوّل جمادى الآخرة ظهر بالمدينة صوت كالرّعد البعيد ، فبقي يومين ، وفي ثالث الشّهر تعقّبه زلزال فتقيم ثلاثة أيّام ، وقع في اليوم واللّيلة أربع عشرة زلزلة . فلمّا كان يوم خامسه انبجست الأرض من الحرَّة بنار ٍ عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي برأي العين من المدينة تُشاهد ، وهي ترمي بشَرَر كالقصر . وهي بموضع يقال له أخلين أو أخلبين .
وقد سال من هذه النار وادٍ يكون مِقداره أربعة فراسخ ، وعرضه أربعة أميال ، وعُمقه قامةٌ ونصف ، وهو يجري على وجه الأرض وتخرج منه مهاد وجبال صغار ، ويسير على وجه الأرض ، وهو صخر يذوب حتّى يبقى مثل الأتل ، فإذا اخمد صار أسود ، وقبْل الخمود لونه أحمر .
وقد حصل إقلاعٌ عن المعاصي وتقرُّبٌ بالطاعات . وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة
ومن كتاب قاضي المدينة سنان الحُسينيّ يقول في التّاريخ : " لقد والله زُلزِلت مرة ونحن حول الحُجْرة النَّبوية ، فاضطرب لها المِنبر والقناديل . ثم طلع في رأس أخْيلين نارٌ عظيمة مثل المدينة المعظَّمة ، وما بانت لنا إلاّ ليلة السّبت وأشفقنا منها . تاريخ الإسلام للذهبي - (10 / 413)
وهناك من أفرد كتابا لهذه النار وهو الامام القسطلاني يذكر فيه اتجاه الحمم البركانية فقال:
إنها لم تزل مارة على سبيلها وهي تسحق ما والاها وتذيب ما لاقاها من الشجر الأخضر والحصبي وإن طرفها الشرقي آخذ بين الجبال فحالت دونه ثم وقفت وإن طرفها الشامي وهو الذي يلي الحرم اتصل بجبل يقال له وعيرة على قرب من شرقي جبل أحد ومضت في الشظاة التي في طرفها وادي حمزة رضي الله عنه حتى استقرّت تجاه حرم النبي صلى الله عليه وسلم فطفئت قال وأخبرني شخص اعتمد عليه إنه عاين حجرا ضخما من حجارة الحرة كان بعضه خارجا عن حدّ الحرم فعلقت بما خرج منه فلما وصلت إلى ما دخل منه في الحرم طفئت وخمدت وقال في موضع آخر إنها لما استقبلت الشام سالت إلى أن وصلت إلى موضع يقال له قرين الأرنب بقرب أحد فوقفت وانطفأت وقال رحمه الله : أخبرني جمع أركن إلى قولهم إنها تركت على الأرض من الحجر ارتفاع رمح طويل على الأرض الأصلية انتهى وأنقطع وادي الشظاة بسبب ذلك وصار السيل يتحبس خلف السدّ المذكور حتى يصير بحرا مدّ البصر عرضا وطولا ((خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي - (1 / 38))
وفي رواية لشاهد عيان كما في
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام لابن الضياء- (1 / 142)
قال المطري: سارت النار من مخرجها الأول إلى جهة الشمال ثلاثة أشهر تدب كدبيب النمل، تأكل كلما دبت عليه من جبل أو حجر ولا تأكل الشجر، فتثير كل ما مرت عليه فيصير سداً لا مسلك فيه لإنسان إلى منتهى الحرة من جهة الشمال، فقطعت في وسط وادي الشظاة إلى جبل وغيره، فسدت الوادي المذكور بسد عظيم بالحجر المسبوك بالنار، ولا كسد ذي القرنين، لا يصفه إلا من رآه طولاً وعرضاً وارتفاعاً وانقطع وادي الشظاة بسببه، وصار السيل منحبس خلف السد وهو واد عظيم، فيجتمع خلفه المياه حتى يصير بحراً كنيل مصر عند زيادته قال رحمه الله تعالى: شاهدته كذلك في شهر رجب من سنة تسع وعشرين وسبعمائة، قال: وأخبرني علم الدين سحر المغربي، من عتقاء الأمير عز الدين منيف بن شيحة بن القاسم بن مهنا الحسيني أمير المدينة، قال: أرسلني مولاي الأمير المذكور بعد ظهور النار بأيام ومعي شخص من العرب يسمى خطيب بن منان وقال لنا: اقربا من هذه النار وانظرا هل يقدر أحد على القرب منها؟ فخرجنا إلى أن قربنا منها فلم نجد لها حراً، فنزلت عن فرسي وسرت إلى أن وصلت إليها وهي تأكل الصخر، ومددت يدي إليها بسهم فغرق النصل ولم يحترق واحترق الريش
وقد توسع ابن كثير رحمه الله في ذكر خبر هذا البركان ونقل عن من شهد برؤيته من بصرى الشام
فقال : وأما بصرى فأخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي قاسم التيمي الحنفي قال: أخبرني والدي، وهو الشيخ صفي الدين أحمد مدرسي بصرى، أنه أخبره غير واحد من الاعراب صبيحة تلك الليلة من كان بحاضرة بلد بصرى، أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز[[ للتوسع انظر البداية والنهاية - (6 / 285))
فهذه نصوص من كتب التاريخ عن سبق تكرار الزلازل والبراكين في هذه المنطقة
وأول ذلك هو نبوئته صلى الله عليه وسلم بذلك كما كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى )
وقد عرفت البراكين والحرار ( جمع حرة ) في هذه المنطقة كما قال في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - (1 / 156)
قال :وقد وردت في الشعر الجاهلي إشارات إليها. وكانت إِحدى الحرار، وهي "حرة النار" في عهد الخليفة عمر لا تزال ثائرة تخرج النار منها. وقد ذكر إن سحب الدخان كانت تخرج في عهد الخليفة عثمان من بعض الجبال القريبة من المدينة. وهذا يدل على إن فعل البراكين في جزيرة العرب، لم يكن قد انقطع انقطاعاً تاماً، وان باطن الأرض، كان ما زال قلقاً، لم يهدأ. ..
وقد حدث قبلها زلازل كما قال اليعقوبي في تاريخه - (1 / 319)
في أحداث سنة (259هـ) ((( وحج بالناس الفضل بن العباس، ونال أهل البادية زلازل ورياح وظلمة... ممن كان حول المدينة من بني سليم وبني هلال وغيرهم من بطون قيس وسائر أهل البلد، فهربوا إلى المدينة وإلى مكة يستجيرون بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالكعبة، وأحضروا متاعاً من متاع الحاج الذين قطعوا عليهم الطريق، وذكروا أنه هلك منهم خلق عظيم في البادية، )
أما النشاط البركاني الأكبر كان آخر حدث بركاني في الحجاز في سنة 654 للهجرة "1256 م"، إذ ثارت إحدى الحرّات في شرقي المدينة، واستمر هيجانها بضعة أسابيع، وقد وصل ما سال من حممها إلى مسافة بضعة كيلومترات فقط من المدينة التي كان نجاتها من الأعاجيب.
قال ( اليونيني ) في ذيل مرآة الزمان - (1 / 2)
وفي هذه السنة (654 هـ)ورد إلى دمشق كتب من المدينة صلوات الله على ساكنها و سلامه تاريخها خامس شهر رجب ووصلت في عاشر شعبان ونحوه تتضمن خروج نار بالمدينة وفيما تضمنته الكتب لما كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الأخرى سنة أربع وخمسين ظهر بالمدينة دويٌ عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها المدينة والحيطان والسقوف والأخشاب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور ظهرت نار عظيمة في الحرة بالقرب من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنّها عندنا وهي نار عظيم إشعالها وقد سالت أودية منها بالنار إلى وادي شطا مسيل الماء وقد سدّت مسيل شطا وما عاد يسيل والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيراناً وقد سدّت الحرة طريق الحاج العراقي وسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعدما أشفقنا أن تجئ إلينا ورجعت تسير في الشرق تخرج من وسطها مهود وجبال نيران تأكل الحجارة منها أنموذج عما أخبر الله في كتابه العزيز فقال عز من قائل - إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر - وقد أكلت الأرض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين والنار في زيادة ما تغيرت وقد عادت إلى الحرارة في طريق قريظة طريق الحاج العراقي كلها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج، وأما أم النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر والأم الكبيرة النار التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير وما أقدر صف هذه النار.
ومن كتاب أخر لما كان يوم الاثنين مستهل جمادى الأخرى وقع بالمدينة صوت يشبه الرعد البعيد تارة وتارة وأقام على هذه الحالة يومين فلما كان يوم الأربعاء ثالث الشهر المذكور تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلزال فتقيم على هذه الحالة ثلاثة أيام يقع في اليوم والليلة أربع عشر زلزلة فلما كان يوم الجمعة خامس الشهر المذكور أنتجت الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مرأى العين من المدينة نشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر كما قال الله تعالى وهي بموضع يقال له أجلين وقد سال من هذه النار واد يكون مقداره أربعة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصفا وهي تجري على وجه الأرض وتخرج منه امهاد وجبال صغار تسير على الأرض وهو صخر يذوب حتى تبقى مثل الآنك فإذا خمد صار أسود وقبل الجمود لونه أحمر وقد حصل بطريق هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة إلى أهلها.
ومن كتاب شمس الدين سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني قاضي المدينة إلى بعض أصحابه لما كان ليلة الأربعاء ثالث شهر جمادى الآخرة حدث بالمدينة في الثلث الأخير من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها وباتت باقي تلك الليلة تزلزل كل يوم وليلة قدر عشر نوبات والله لقد زلزلت مرة ونحن حول حجرة النبي صلى الله علي وسلم اضطرب لها المنبر إلى أن سمعنا منه صوتاً للحديد الذي فيه واضطربت قناديل الحرم الشريف وتمت الزلزلة إلى يوم الجمعة ضحى ولها دوي مثل دوي الرعد القاصف ثم طلع يوم الجمعة في طريق العنزة في رأس أجلين نار عظيمة مثل المدينة العظيمة وما باتت لنا إلا ليلة السبت وأشفقنا منها وخفنا خوفاً عظيماً ..وطلعت إلى الأمير وكلمته وقلت له قد أحاط بنا العذاب ارجع إلى الله فاعتق كل مماليكه ورد على جماعة أموالهم فلما فعل هذا قلت له أهبط الساعة معنا إلى النبي صلى الله علي وسلم فهبط وبتنا ليلة السبت الناس جميعهم والنسوان وأولادهم وما بقي أحد لا في النخيل ولا في المدينة إلا عند النبي صلى الله علي وسلم وأشفقنا منها فظهر ضوءها إلى أن أبصرت من مكة ومن الفلاة جميعها ثم سال منها نهر من نار وأخذ في وادي أجلين وسدّت الطريق ثم طلع إلى بحرة الحاج وهو بحر نار يجري سيل قط لأنها حرة تجيء قامتين وثلث علوها وبالله يا أخي إن عيشنا اليوم مكروه والمدينة قد تاب جميع أهلها ولا بقي يسمع فيها رباب ولا دف ولا شرب وتمت تسير إلى أن سدت بعض طريق الحاج وبعض البحيرة بحرة الحاج وجاء في الوادي إليها منا قتير وخفنا أنها تجئنا واجتمع الناس ودخلوا على النبي صلى الله علي وسلم وبات عنده جميعهم ليلة الجمعة وأما قتيرها الذي يلينا فقد طفئ بقدرة الله تعالى وأنها إلى الساعة ما نقصت إلا ترمي مثل الجبال حجارة من نار لها دوى ما يدعنا نرقد ولا نأكل ولا نشرب وما أقدر أصف لك عظمها ولا ما فيها من الأهوال وأبصرها أهل ينبع وندبوا قاضيهم ابن سعد وجاء وغدا إليها وما أصبح يقدر يصفها من عظمها وكتب الكتاب يوم خامس رجب وهي على حالها والناس منها خائفون والشمس والقمر من يوم طلعت ما يطلان إلا كاسفين فنسأل الله العافية
ثم قال رحمه الله :
و من كتاب بعض بني الفاشاني بالمدينة يقول فيه وصل إلينا في جمادى الآخرة ...........
.. فإنه جرى عندنا أمر عظيم لما كان ليلة الأربعاء الثالث من جمادى الآخرة ومن قبلها - بيومين - عاد الناس يسمعون صوتاً مثل صوت الرعد ساعة بعد ساعة وما في السماء غيم حتى أنه منذ يومين إلى ليلة الأربعاء ثم ظهر الصوت حتى سمعه الناس وتزلزلت الأرض ورجفت بنا رجفة لها صوت كدوي الرعد فانزعج لها الناس كلهم وانتبهوا من مراقدهم وضج الناس بالاستغفار إلى الله تعالى وذكر بمعنى ما تقدم ثم قال والحجارة معها تتحرك وتسير حتى كادت تقارب حدة العريض ثم سكنت ووقفت أياماً ثم عاد تخرج من النار ترمي بحجار خلفها وأمامها حتى بنت لها جبلين خلفها ما بقي يخرج منها من بين الجبلين لسان لها أياماً ثم أنها عظمت الآن وشباها إلى الآن وهي تخرج كأعظم ما يكون ولها كل يوم صوت عظيم آخر الليل إلى ضحوة ولها عجائب ما أقدر أصفها لك على الكمال وإنما هذا منها طرف كبير يكفي والشمس والقمر كأنهما منكسفان إلى الآن وكتبت هذا الكتاب ولها شهر وهي في مكانها حتى قال فيها بعضهم
يا كاشف الضر صفحاً عن جرائمنا ... لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
نشكو إليك خطوباً لا نطيق لها ... حملاً ونحن بها حقاً أحقاء
زلازلاً تخشع الشم الصلاب لها ... وكيف يقوى على الزلزال شماء
أقام سبعاً يرج الارض فانصدعت ... عن منظر منه عين الشمس عشواء
ترمى لها شرر كالقصر طائشة ... كأنها ديمة تنصب هطلاء
تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت ... رعباً وترعد مثل السعف أضواء
منها تكاثف في الجو دخان إلى ... إن عادت الشمس منه وهي دهماء
قد أثرت سعفة في البدر لفتحها ... فليلة التم بعد النور ليلاء
تحدت النيران السبع ألسنها ... بما يلاقي بها تحت الثرى الماء
وقد أحاط لظاها بالبروج إلى ... أن كاد يلحقها بالأرض أهواء
وجمع الذهبي رحمه الله بعض ما ورد في الكتب عن نار المدينة فقال في كتابه الجامع الماتع ( ناريخ الاسلام)
ظهور النار بالمدينة
قال أبو شامة : جاء إلى دمشق كُتُبٌ من المدينة بخروج نارٍ عندهم في خامس جُمادى الآخرة ، وكُتِبت الكُتب في خامس رجب ، والنّار بحالها بعدُ . ووصلت إلينا الكتب في شعبان . فأخبرني من أثق به ممّن شاهدها بالمدينة أنه بلغه أنه كُتب بتَيماء على ضوئها الكُتُب .
قال : وكنّا في بيوتنا بالمدينة تلك اللّيالي ، وكأنَّ في دار كلّ واحدٍ سراجاًَ . ولم يكن لها حرٌُّ ولا لفحٌ على عظمها ، إنّما كانت آية .
ال أبو شامة : وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب : لمّا كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الآخرة ظهر بالمدينة دَوِيٌّ عظيم ثمّ زلزلةٌ عظيمة فكانت ساعةً بعد ساعة إلى خامس الشَّهر ، فظهرت نارٌ عظيمة في الحرّة قريباً من قُريظة تنوَّر لها من دُورنا من داخل المدينة كأنها عندنا .
وسالت أودية منها إلى وادي شطا مسيل الماء ، وقد سدّت مسيل شطا وما عاد يسيل . والله لقد طلعنا جماعةٌ نُبصرها فإذا الجبال تسيل نيرانه ، وقد سدّت الحرَّة طريق الحاجّ العراقيّ ، فسارت إلى أن وصلت إلى الحرَّة ، فوقفت ورجعت تسير في الشّرق يخرج من وسطها مهود وجبال نار تأكل الحجارة ، فيها أُنموذج لِما أخبر تعالى : { إنَّها ترْمي بشَرَرٍ كالقَصْرِ كأَّنه جِمالت صفرٌ } . وقد أكلت الأرض . ولها الآن شهر وهي في زيادة ، وقد عادت إلى الحرار في قُريظة طريق الحاج إلى بُحيرة العراقيّ كلّها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل ، وأمّا أمُّ النّيران فهي جبال نيران حُمر ، وما أقدر أصف هذه النار .
من كتاب آخر : ظهر في شرقيّ المدينة نارٌ عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض ، وسال منها وادٍ من نار حتّى حاذت جبل أُحُد ، ثمّ وقفت . ولا ندري ما ذا نفعل . ووقت ظهورها دخل أهلُ المدينة إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم مستغفرين تائبين إلى ربّهم .
ومن كتاب آخر : في أوّل جمادى الآخرة ظهر بالمدينة صوت كالرّعد البعيد ، فبقي يومين ، وفي ثالث الشّهر تعقّبه زلزال فتقيم ثلاثة أيّام ، وقع في اليوم واللّيلة أربع عشرة زلزلة . فلمّا كان يوم خامسه انبجست الأرض من الحرَّة بنار ٍ عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي برأي العين من المدينة تُشاهد ، وهي ترمي بشَرَر كالقصر . وهي بموضع يقال له أخلين أو أخلبين .
وقد سال من هذه النار وادٍ يكون مِقداره أربعة فراسخ ، وعرضه أربعة أميال ، وعُمقه قامةٌ ونصف ، وهو يجري على وجه الأرض وتخرج منه مهاد وجبال صغار ، ويسير على وجه الأرض ، وهو صخر يذوب حتّى يبقى مثل الأتل ، فإذا اخمد صار أسود ، وقبْل الخمود لونه أحمر .
وقد حصل إقلاعٌ عن المعاصي وتقرُّبٌ بالطاعات . وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة
ومن كتاب قاضي المدينة سنان الحُسينيّ يقول في التّاريخ : " لقد والله زُلزِلت مرة ونحن حول الحُجْرة النَّبوية ، فاضطرب لها المِنبر والقناديل . ثم طلع في رأس أخْيلين نارٌ عظيمة مثل المدينة المعظَّمة ، وما بانت لنا إلاّ ليلة السّبت وأشفقنا منها . تاريخ الإسلام للذهبي - (10 / 413)
وهناك من أفرد كتابا لهذه النار وهو الامام القسطلاني يذكر فيه اتجاه الحمم البركانية فقال:
إنها لم تزل مارة على سبيلها وهي تسحق ما والاها وتذيب ما لاقاها من الشجر الأخضر والحصبي وإن طرفها الشرقي آخذ بين الجبال فحالت دونه ثم وقفت وإن طرفها الشامي وهو الذي يلي الحرم اتصل بجبل يقال له وعيرة على قرب من شرقي جبل أحد ومضت في الشظاة التي في طرفها وادي حمزة رضي الله عنه حتى استقرّت تجاه حرم النبي صلى الله عليه وسلم فطفئت قال وأخبرني شخص اعتمد عليه إنه عاين حجرا ضخما من حجارة الحرة كان بعضه خارجا عن حدّ الحرم فعلقت بما خرج منه فلما وصلت إلى ما دخل منه في الحرم طفئت وخمدت وقال في موضع آخر إنها لما استقبلت الشام سالت إلى أن وصلت إلى موضع يقال له قرين الأرنب بقرب أحد فوقفت وانطفأت وقال رحمه الله : أخبرني جمع أركن إلى قولهم إنها تركت على الأرض من الحجر ارتفاع رمح طويل على الأرض الأصلية انتهى وأنقطع وادي الشظاة بسبب ذلك وصار السيل يتحبس خلف السدّ المذكور حتى يصير بحرا مدّ البصر عرضا وطولا ((خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي - (1 / 38))
وفي رواية لشاهد عيان كما في
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام لابن الضياء- (1 / 142)
قال المطري: سارت النار من مخرجها الأول إلى جهة الشمال ثلاثة أشهر تدب كدبيب النمل، تأكل كلما دبت عليه من جبل أو حجر ولا تأكل الشجر، فتثير كل ما مرت عليه فيصير سداً لا مسلك فيه لإنسان إلى منتهى الحرة من جهة الشمال، فقطعت في وسط وادي الشظاة إلى جبل وغيره، فسدت الوادي المذكور بسد عظيم بالحجر المسبوك بالنار، ولا كسد ذي القرنين، لا يصفه إلا من رآه طولاً وعرضاً وارتفاعاً وانقطع وادي الشظاة بسببه، وصار السيل منحبس خلف السد وهو واد عظيم، فيجتمع خلفه المياه حتى يصير بحراً كنيل مصر عند زيادته قال رحمه الله تعالى: شاهدته كذلك في شهر رجب من سنة تسع وعشرين وسبعمائة، قال: وأخبرني علم الدين سحر المغربي، من عتقاء الأمير عز الدين منيف بن شيحة بن القاسم بن مهنا الحسيني أمير المدينة، قال: أرسلني مولاي الأمير المذكور بعد ظهور النار بأيام ومعي شخص من العرب يسمى خطيب بن منان وقال لنا: اقربا من هذه النار وانظرا هل يقدر أحد على القرب منها؟ فخرجنا إلى أن قربنا منها فلم نجد لها حراً، فنزلت عن فرسي وسرت إلى أن وصلت إليها وهي تأكل الصخر، ومددت يدي إليها بسهم فغرق النصل ولم يحترق واحترق الريش
وقد توسع ابن كثير رحمه الله في ذكر خبر هذا البركان ونقل عن من شهد برؤيته من بصرى الشام
فقال : وأما بصرى فأخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي قاسم التيمي الحنفي قال: أخبرني والدي، وهو الشيخ صفي الدين أحمد مدرسي بصرى، أنه أخبره غير واحد من الاعراب صبيحة تلك الليلة من كان بحاضرة بلد بصرى، أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز[[ للتوسع انظر البداية والنهاية - (6 / 285))