أحمد علي
05-29-2009, 02:57 PM
الأحاديث والآثار الضعيفة في الزلزال؟
سمعت في خطبة الجمعة جملة من الأحاديث والآثار الضعيفة فأحببت جمعها
ليحذر المسلم من نشرها خصوصاً في هذه الأيام حال حدوث الزلازل والبراكين في العيص 0
جنبنا الله وإياكم كل مكروه وسوء 0
كتب الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري وفقه الله التالي :
لم يحصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زلزلة ولا براكين، ومن هنا لم يرد عنه أحكام شرعية تتعلّق صراحة بالزلازل أو البراكين، قال ابن عبد البر في التمهيد 3 - 318: (لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح أنّ الزلزلة كانت في عصره، ولا صحت عنه فيه سُنة(
وهو يشير إلى ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد مرسل ضعيف (عن شهر قال زلزلت المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ ربكم يستعتبكم فأعتبوه(
قال المحدث: ابن رجب في فتح الباري لابن رجب 6/324
مرسل ضعيف
قال المحدث: ابن حجر العسقلاني في تلخيص الحبير 2/632
مرسل ضعيف
2- 8575 -أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الجهمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها و رجل معها فقال الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا حديثا عن الزلزلة فأعرضت عنه بوجهها قال أنس : فقلت لها حديثنا يا أم المؤمنين عن الزلزلة فقالت : يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزينا و بعثت حين تبعث و ذلك الحزن في قلبك فقلت : يا أماه حدثينا فقالت : إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها و بين الله عز و جل من حجاب و إن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا و شنارا فإذا استحلوا الزنا و شربوا الخمور بعد هذا و ضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض : تزلزلي بهم فإن تابوا و نزعوا و إلا هدمها عليهم فقال أنس : عقوبة لهم قالت : رحمة و بركة و موعظة للمؤمنين و نكالا و سخطة و عذابا للكافرين قال أنس : فما سمعت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا أنا أشد به فرحا مني بهذا الحديث بل أعيش فرحا و أبعث حين أبعث و ذلك الفرح في قلبي أو قال في نفسي
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : بل أحسبه موضوعا
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في تتبعه لأوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي في المستدرك مجلد4 ص 688 حديث رقم 8640 بل أحسبه موضوعاً على أنس ونعيم منكر الحديث إلى الغاية مع أن البخاري روى عنه
أنتهى كلامه رحمه الله
وفيه بقية مدلس تدليس التسوية وقد عنعنه ويزيد الجهني مجهول فالحديث ضعيف جداً ولا يصح والله تعالى أعلم 0
ملاحظة قال الحاكم عن الجهمي عن أنس والصواب الجهني عن أنس والله الموفق0
حقيقة وجدت وجبة علمية للعلامة الألباني فأحببت أن انقلها كما هي للفائدة
6043 - ( إذا تَطَيَّبَت المرأةُ لغيرِ زوجِها فإنما هو نارٌ في شَنَار ) .
ضعيف .
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " (2/166/2/7539) : حدثنا
محمد بن أبان : ثنا عبدالقدوس بن محمد : حدثتني أمي حبيبة بنت منصور :
حدثتني أم سليمة بنت شعيب بن الحبحاب عن أبيها عن أنس بن مالك : أن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ... فذكره ، وقال :
"لا يروى عن شعيب إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو ضعيف مجهول ؛ حبيبة وأم سليمة لم أجد لهما ذكراً في شيء
من كتب الرواة ، ولا ذكرهما الذهبي في (فصل النساء المجهولات) من آخر
"الميزان" ، ولذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/157) :
"رواه الطبراني في "الأوسط " ، وفيه امرأتان لم أعرفهما ، وبقية رجاله
ثقات " .
وقد وجدت للحديث شاهداً ، ولكنه موقوف ، وإسناده واهٍ ، يرويه نعيم بن
(13/98)
حماد : ثنا بقية بن الوليد عن يزيدَ بنِ عبدالله الجهني عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال :
دخلت على عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ورجل معها (1) ، فقال الرجل : يا أم
المؤمنين! حدثينا عن الزلزلة ؟ فأعرضت عنه بوجهها . قال أنس : فقلت لها :
حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة ؟ فقالت : يا أنس! إن حدثتك عنها عشت حزيناً ،
وبعثت وذلك الحزن في قلبك . فقلت : يا أماه! حدثينا ؟ فقالت :
إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها ، هتكت ما بينها وبين الله عز
وجل من حجاب .
وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها ناراً وشناراً .
فإذا استحلوا الزنا ، وشربوا الخمور بعد هذا ، وضربوا المعازف ؛ غار الله في
سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا ؛ هَدَمَها عليهم .
فقال أنس : عقوبة لهم ؟ قالت : رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين ، ونكالاً
وسخطة وعذاباً للكافرين .
قال أنس : فما سمعت بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً أنا أشد به فرحاً مني بهذا
الحديث ، بل أعيش فرحاً ، وأبعث حين أبعث وذلك الفرح في قلبي - أو قال : في
نفسي - . أخرجه الحاكم (4/516) وقال :
"صحيح على شرط مسلم "! وتعقبه الذهبي بقوله :
9 قلت : بل أحسبه موضوعأً على أنس ، ونعيم منكر الحديث إلى الغاية ، مع
أن البخاري روى عنه " .
__________
(1) كذا ، رفي رواية ابن أبي الدنيا الآتية : " معه " ... ولعلها الصواب .
(13/99)
قلت : هذا الإطلاق يوهم أن البخاري روى له محتجاً به ، وليس كذلك ؛ فإنه
إنما روى له مقروناً بغيره؛ كما قال الذهبي في "الميزان " ، والحافظ في "التهذيب " ،
وغيرهما ممن تقدم أو تأخر ، مع قلة ما روى عنه ، فقد قال الحافظ في "مقدمة
الفتح " (ص 447) :
"لقيه البخاري ، ولكنه لم يخرج عنه في "الصحيح " سوى موضع أو موضعين ،
وعلق له أشياء أخر ، وروى له مسلم في المقدمة موضعاً واحداً ... " .
ثم حكى اختلاف العلماء فيه : ما بين موثِّق ، ومضعِّف ، وناسب له إلى
الوضع ، وبسط أقوالهم في "التهذيب " ، ويتلخص منها ما قاله في "التقريب " :
"صدوق يخطئ كثيراً" .
قلت : ولذلك فإن الشيخ التويجري لم يصب في تعقبه - في كتابه "الصارم
المشهور" (ص 33) - الحافط الذهبيَّ - بعد أن نقل عنه ما تقدم - :
"قلت : وهذا تحامل من الذهبي على نعيم بن حماد ، ولم يكن بهذه المثابة ،
وإنما أنكر عليه بعض أحاديثه لا كلَّها ... " .
قلت : أوَ لا يكفي هذا في تضعيف ما تفرد به من الحديث ؟! ثم قال :
"وروى عنه البخاري في "صحيحه " ومسلم في مقدمة (صحيحه) " .
قلت : قد عرفت قلة ما روى عنه البخاري ، وأنه لم يحتج به . وكذلك يقال
في رواية مسلم له في "المقدمة" ؛ فإنه :
أولاً : لم يرو لى فيها حديثاً مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإنما في تجريح عمرو بن
عبيد المعتزلي ، فقد روى فيها (1/17) من طريقين عنه بسنده عن يونس بن عبيد
قال :
(13/100)
"كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث " .
وثانياً : أنه روى له هذا في الشواهد ؛ فقد أتبعه بالرواية بسندين آخرين عن
غير يونس تكذيبَ عمرو بن عبيد .
فإذن ؛ لا قيمة لرواية الشيخين لنعيم بن حماد ، وبخاصة بعد ثبوت جرح
جمع له لسوء حفظه ، وكثرة وهمه ، وكذلك لا قيمة لتوثيق من وثقه ، الذي
جنح إليه التويجري معرضاً عن قاعدة علماء الحديث : "الجرح مقدم على
التعديل " ، ولا غرابة في ذلك ؛ فإنه حديث عهد بهذا العلم الشريف ؛ كما يدل
عليه كتابُه هذا ، وكثرة الأحاديث الضعيفة التي فيه ساكتاً عنها ، ومغرراً قرّاء
كتابه بها ، ظنّاً منهم أنه لا يسكت عن الضعيف!
وإن مما يؤكد ما ذكرته أمرين اثنين :
الأول : أنه وقف عند جوابه عن إعلال الذهبي الحديث بنعيم بن حماد ، فرد
عليه بما عرفت وهاءه ، ثم أتبعه بقوله :
"وأيضاً ، فلم ينفرد نعيم بهذا الحديث ، بل قد تابعه عليه محمد بن ناصح،
رواه عن بقية بن الوليد بنحوه . رواه ابن أبي الدنيا ، فبرئ نعيم من عهدته . والله
أعلم " .
وأقول : كلا ؛ لأن التبرئة لا تَحَقَّقُ إلا إذا ثبتت عدالة محمد بن ناصح هذا ؛
لاحتمال أن يكون مجهولاً ، أو يسرق الحديث أو غير ذلك من العلل القادحة ، وقد
ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/324) برواية محمد بن الليث (الأصل :
أبي الليث) الجوهري وابن أبي الدنيا ، قال : "وغيرهما" ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا
تعديلاً .
(13/101)
والأمر الآخر : أننا لو سلمنا جدلاً بالتبرئة المذكورة ؛ فإنه يرد على الشيخ
مؤاخذتان هامتان :
الأولى : أن في الإسنادين علتين فوق نعيم بن حماد :
ا - بقية بن الوليد : فإنه مدلس وقد عنعنه من طريق نعيم كما رأيت ، ومن
طريق محمد بن ناصح كما سترى . ومن المعروف في علم المصطلح أن العنعنة من
المدلس علة تقدح في ثبوت الحديث ، وبخاصة إذا كان من مثل بقية الذي قال فيه
أبو مسهر :
(أحاديث بقية ليست نقية؛ فكن منها على تقية ".
2 - يزيد بن عبدالله الجهني : الظاهرأنه من شيوخ بقية المجهولين ، فإنه لا
يعرف إلا بروايته عنه ، ولم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال القديمة
الأصول ؛ مثل : "تاريخ البخاري" و "الجرح والتعديل" وغيرهما ، وإنما ذكره الذهبي
في "الميزان " ، وساق له برواية بقية عنه عن هاشم الأوقص عَنْ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً :
، من اشترى ثوباً بعشرة دراهم ، وفي ثمنه درهم حرام ... " الحديث ، وقد
سبق تخريجه برقم (844) ، وذكرت هناك أن بقية اضطرب في إسناده ؛ فراجعه .
والمقصود : أن الذهبي لم يذكر في ترجمة الجهني هذا غير هذا الحديث،
وقال فيه : "لا يصح " . ووافقه العسقلاني .
قلت : فهو مجهول العين ؛ فلا أدري أعلم الشيخ التويجري بهاتين العلتين أم
تجاهلهما ؟! وسواء كان هذا أو ذاك : أفيجوز لمثله أن يتطاول على الحافظ الذهبي وأن
ينسبه إلى التحامل! وهو من هو في هذا العلم ونقد الرواة والمتون ؟!
ومما سبق تعلم أن تصحيح الحاكم لهذا الإسناد على شرط مسلم هو من
أفحش أخطائه الكثيرة في "مستدركه " !
(13/102)
والمؤاخذة الأخرى : أنه دلس على القراء : فأوهمهم بالمتابعة التي ادعاها أنها
متابعة تامة مطابقة لسياق نعيم بن حماد إسناداً ومتناً ، وليس كذلك ، وبيانه من
وجهين :
الأول : أن ابن أبي الدنيا قال : حدثنا محمد بن ناصح : حدثنا بقية بن
الوليد عن يزيد بن عبدالله الجهني : حدثني أبو العلاء عن أنس بن مالك : أنه
دخل على عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ورجل معه ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين!
حدثينا عن الزلزلة؛ فقالت :
إذا استباحوا الزنا ... إلخ .
هكذا ساقه ابن القيم رحمه الله في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد
الشيطان " (ص 264 - طبعة الحلبي) ، ومنه نقل الشيخ التويجري - فيما أظن - ،
ومن عادته أن لا يعزو إلى المصدر الذي نقل عنه ، وهذا من سيئات مؤلفاته ،
وبخاصة إذا كان المصدر مما لم يطبع بعد ؛ ككتاب ابن أبي الدنيا هذا ، وأظنه "ذم
الملاهي ، له ، وقد كنت استنسخته من نسخة مخطوطة الظاهرية ، ثم تبين أن فيها
خرماً في منتصفها ، فأهملته ، ثم لا أدري أين بقيت المنسوخة .
والمقصود أن محمد بن ناصح زاد في الإسناد : (أبو العلاء) بين الجهني
وأنس . فمن أبو العلاء هذا ؟ لا أدري ، ولا الشيخ نفسه يدري ! وقد ذكر الذهبي
في "المقتنى في سرد الكنى" (1/405 - 409) فيمن يكنى بأبي العلاء - جمعاً
كثيراً من الرواة ، ثلاثة منهم رووا عن أنس :
1 - يزيد بن درهم : عن أنس .
2 - صَبيح الهذلي : رأى أنساً ، لين .
(13/103)
3 - موسى القتبي : سمع أنساً .
1 - أما يزيد بن درهم : فهو مختلف فيه ؛ فوثقه الفلاس ، وقال ابن معين :
"ليس بشيء " . انظر "الميزان " و"اللسان " .
2 - وأما صَبيح الهذلي : فله ترجمة في "التاريخ الكبير" (2/2/325) - وهو
عمدة الذهبي في قوله : "رأى أنساً " ، وتمامه عنده : " ... ينبذ له في جرة" - ،
وذكره ابن حبان في "الثقات " (4/385) :
"يروي عن أنس بن مالك ، وعنه حماد بن سلمة وعبدالعزيز بن المختار" .
3 - وأما موسى القُتَبي : فذكره البخاري وابن أبي حاتم برواية حماد بن سلمة
عنه ، ولا أستبعد أن يكون الذي قبله ، ويكون "صبيح " لقباً له . ولعل عدم ذكر
ابن حبالت له بترجمة مفردة يشعر بذلك . والله أعلم .
وجملة القول : أن أبا العلاء في سند ابن أبي الدنيا لا يعرف من هو من بين
هؤلاء الثلاثة . فإن كان أحدهم ؛ فليس فيهم من تطمئن النفس للثقة بعدالته
وحفظه .
هذا هو الوجه الأول مما يؤاخذ عليه الشيخ .
والوجه الآخر : - وهو الأهم - : أنه ليس في رواية ابن أبي الدنيا الفقرتان
الأوليان المتعلقتان بالمرأة تخلع ثيابها وتَطَيَّبُ لغير زوجها - وهما موضع الشاهد في
بحث الشيخ - ، فلو أن سند الرواية كان صحيحاً ؛ لم يجز للشيخ ولا لغيره - هدانا
الله وإياه - أن يوهم القراء ما تقدمت الإشارة إليه، كما هو ظاهر . والله المستعان .
لكن مما يجب التنبيه عليه ، أن الشطر الأول من حديث عائشة المتعلق
بالمرأة تخلع ثيابها قد صح من طريق أخرى عنها ، ومن حديث أم الدرداء أيضاً ،
(13/104)
وهما مخرجان في كتابي "آداب الزفاف في السنة المطهرة" (ص 140 - 141/
الطبعة الجديدة - عمان) ، فاقتضى التنبيه ، وأن سوق حديث عائشة من رواية نعيم
ابن حماد ؛ إنما كان من أجل أن فيه الفقرة الثانية الشاهدة لحديث الترجمة ...
فاستلزم ذلك تحقيق الكلام فيه ، وبيان أنه لا يصبح شاهداً ؛ لوقفه ووهائه . والله
ولي التوفيق .
ثم إن الذي في نسخة "الأوسط " المصورة : "أم سليمة" ، وفي نسخة "مجمع
البحرين في زوائد المعجمين" المصورة من مكتبة الحرم المكي : "أمي سليمة" ، ولما
لم نجد لها ترجمة ؛ لم نتمكن من معرفة الراجح منهما . والله أعلم .
ومن الغريب أن الشيخ التويجري حين يحاول تقوية حديث عائشة بدفاعه
عن نعيم بن حماد لا يَشْعُرُ أنه يقيم الحجة به على نفسه لقول أنس عنها :
" فأعرضت بوجهها عنه " ؛ لأن الإعراض بالوجه في مثل هذه الحالة لا يتبادر
لذهن العربي إلا أن الوجه مكشوف! ولكني لا أستبعد على الشيخ أن يسلط عليه
معول التأويل حتى يخرجه عن دلالته الظاهرة ؛ كما فعل في غيره من النصوص
الصريحة الدلالة على خلاف رأيه!
3- هذا الأثر رواه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " برقم ( 19 ) فقال :
حدثنا عبد الله قال : حدثني أ بو جعفر عمر بن أبي الحارث الهمداني قال : حدثني رجاء بن سلمة بن رجاء قال : حدثني أبي عن سعد بن طريف عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير : عن ابن عمر قال : زلزلت المدينة على عهد عمر رضي الله عنه فضرب بيده عليها وقال : مالك مالك ؟ أما أنها لو كانت القيامة حدثتنا أخبارها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا كان يوم القيامة فليس منها ذراع ولا شبر إلا هو ينطق بالناس .
هذا الحديث بهذا السند موضوع ؛ سعد بن طريف : يضع الحديث كما قال ابن حبان !
ولا يصح هذا الأثر
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال : يا أسامة ! عليك بطريق الجنة ، وإياك أن تختلج دونها ، فقال : يا رسول الله ! ما أسرع ما يعطع به ذلك الطريق ؟ قال : بالظمأ في الهواجر ، وكسر النفس عن لذة الدنيا ؛ يا أسامة ! عليك بالصوم ، فإنه يقرب إلى الله عز وجل ، إنه ليس شيء أحب إلى الله من ريح فم الصائم ، فإن استطعت أن يأتيك ملك الموت وبطنك جائع ، وكبدك ظمآن فافعل ، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة ، وتحل مع النبيين ويفرح الأنبياء بقدوم روحك عليهم ويصلي عليك الجبار تعالى ، إياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة ! يا أسامة إياك ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم بالرياح والسموم ، وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم ، فإن الله تعالى إذا نظر إليهم سر بهم وباهى بهم الملائكة ، بهم تصرف الزلازل والفتن ، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه ، وهاب الناس أن يكلموه ، حتى ظنوا أنه قد حدث من السماء ما حدث ثم قال : ويح هذه الأمة يلقى من أطاع الله فيهم ، كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنه أطاع الله عز وجل ، فقال عمر : يا رسول الله والناس على الإسلام يومئذ ؟ قال : نعم ، قال : ففيم يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله ؟ قال : يا عمر ، ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ، ولبسوا اللين من الثياب ، وخدمتهم أبناء فارس والروم ، يتزين منهم الرجل بزينة المرأة لزوجها ، وتتبرج النساء ، زيهم زي الملوك ، ودينهم دين كسرى ، يتسمنون ، يتباهون بالحشا واللباس ، فإذا تكلم أولياء الله ، عليهم العباء منحنية أصلابهم ، قد ذبحوا أنفسهم من العطش ، إذا تكلم منهم متكلم كذب ، وقيل له : أنت قريب الشيطان ، ورأس الضلالة ، تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، تأولوا كتاب الله على غير تأويله ، واستذلوا أولياء الله ، واعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة من طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا ، الأخبياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، ويعرفون في أهل السماء ، يخفون على أهل الأرض تعرفهم بقاع الأرض وتحف بهم الملائكة ، نعم الناس بالدنيا ، وتنعموا [ هم ] بالجوع والعطش ، ولبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن اللباس ، افترش الناس الفرش ، وافترشوا هم الجباه والركب وضحك الناس وبكوا ، ألا لهم الشرف في الآخرة ، يا ليتني قد رأيتهم ! بقاع الأرض بهم رحبة ، الجبار تعالى عنهم راض ، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوها ، الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم ، والخاسر من خالفهم ، تبكي الأرض إذا افتقدتهم ، ويسخط الله عز وجل على كل بلد ليس فيه منهم أحد يا أسامة إذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية ، لا يعذب الله قوما هم فيهم ، اتخذهم لنفسك تنج بهم ، وإياك أن تدع ما هم عليه ، فتزل قدمك فتهوي في النار ؛ حرموا حلالا أحله الله لهم طلب الفضل في الآخرة ، تركوا الطعام والشراب عن قدرة لم يتكابوا على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف ، أكلوا العلق ، ولبسوا الخرق ، تراهم شعثا غبرا تظن أن بهم داء ، وما ذلك بهم ، ويظن الناس أنهم قد خولطوا ، [ وماخولطوا ] ولكن قد خالط القوم الحزن ، يظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم ، وما ذهبت عقولهم ، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا ، فهم في الدنيا عند أهل الدنيا ، يمشون بلا عقول ، يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس ، لهم الشرف في الأرض
الراوي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال المحدث: ابن الجوزي فس موضوعات ابن الجوزي 3/394
شبه لا شيء
- أتى رجل ابن عباس فقال بلغنا أنك تذكر سطيحا تزعم أن الله خلقه لم يخلق من بني آدم شيئا يشبهه قال قال نعم إن الله خلق سطيحا الغساني لحما على وضم ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفان وكانت يطوي رجليه إلى ترقوته كما يطوي الثوب ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمة فأتى به مكة فخرج إليه أربعة من قريش عبد شمس وهاشم ابنا عبد مناف بن قصي والأحوص بن فهر وعقيل بن أبي وقاص فانتموا إلى غير نسبهم وقالوا نحن أناس من جمح أتيناك بلغنا قدومك فرأينا أن إتياننا إياك حق لك واجب علينا وأهدى إليه عقيل صفيحة هندية وصعدة ردينية فوضعت على باب البيت الحرام لينظروا أهل يراها سطيح أم لا فقال يا عقيل ناولني يدك فناوله يده فقال يا عقيل والعالم الخفية والغافر الخطية والذمة الوفية والكعبة المبنية إنك للجائي بالهدية الصفيحة الهندية والصعدة الردينية قالوا صدقت يا سطيح فقال والآتي بالفرح وقوس قزح وسائر الفرح واللطيم المنبطح والنخل والرطب والبلح إن الغراب حيث مر سنح فأخبر أن القوم ليسوا من جمح وإن نسبهم من قريش ذي البطح قالوا صدقت يا سطيح نحن أهل البيت الحرام أتيناك لنزورك لما بلغنا من علمك فأخبرنا عما يكون في زماننا هذا وما يكون بعده فلعل أن يكون عندك في ذلك علم قال الآن صدقتم خذوا مني ومن إلهام الله إياي أنتم يا معشر العرب في زمان الهرم سواء بصائركم وبصائر العجم لا علم عندكم ولا فهم وينشو من عقبكم ذوو فهم يطلبون أنواع العلم فيكسرون الصنم ويبلغون الردم ويقتلون العجم يطلبون الغنم قالوا يا سطيح فمن يكون أولئك فقال لهم والبيت ذي الأركان والأمن والسكان لينشؤن من عقبكم ولدان يكسرون الأوثان وينكرون عبادة الشيطان ويوحدون الرحمن وينشرون دين الديان يشرفون البنيان ويستفتون الفتيان قالوا يا سطيح من نسل من يكون أولئك فقال وأشرف الأشراف والمفضي للأشراف والمزعزع الأحقاف والمضعف لأضعاف لينشؤن الآلاف من عبد شمس وعبد مناف نشوءا يكون فيه اختلاف قالوا يا سوءتاه يا سطيح مما تخبرنا من العلم بأمرهم ومن أي بلد يخرج أولئك فقال والباقي الأبد والبالغ الأمد ليخرجن من ذا البلد فتى يهدي إلى الرشد يرفض يغوث والفند يبرأ من عبادة الضدد يعبد ربا انفرد ثم يتوفاه الله محمودا من الأرض مفقودا وفي السماء مشهودا ثم يلي أمره الصديق إذا قضى صدق في رد الحقوق لا خرق ولا نزق ثم يلي أمره الحنيف مجرب غطريف ويترك قول العنيف قد ضاف المضيف وأحكم التحنيف ثم يلي أمره داعيا لأمره مجربا فتجتمع له جموعا وعصبا فيقتلونه نقمة عليه وغضبا فيؤخذ الشيخ فيذبح إربا فيقوم به رجال خطبا ثم يلي أمره الناصر يخلط الرأي برأي المناكر يظهر في الأرض العساكر ثم يلي بعده ابنه يأخذ جمعه ويقل حمده ويأخذ المال ويأكل وحده ويكثر المال بعقبه من بعده ثم يلي من بعده عدة ملوك لا شك الدم فيهم مسفوك ثم بعدهم الصعلوك يطويهم كطي الدرنوك ثم يلي من بعده عظهور يقصي الحق ويدني مصر يفتتح الأرض افتتاحا منكرا ثم يلي قصير القامة بظهره علامة يموت موتا وسلامة ثم يلي قليلا باكر يترك الملك بائر يلي أخوه بسنته سابر يختص بالأموال والمنابر ثم يلي من بعده أهوج صاحب دنيا ونعيم مخلج يتشاوره معاشره وذووه ينهضون إليه يخلعونه بأخذ الملك ويقتلونه ثم يلي أمره من بعده السابع يترك الملك محلا ضائع بنوه في ملكه كالمشوه جامع عند ذلك يطمع في الملك كل عريان ويلي أمره اللهفان يرضي نزارا جمع قحطان إذا التقيا بدمشق جمعان بين بنيان ولبنان يصنف اليمن يومئذ صنفان صنف المشورة وصنف المخذول لا ترى إلا حباء محلول وأسيرا مغلول بين القراب والخيول عند ذلك تخرب المنازل وتسلب الأرامل وتسقط الحوامل وتظهر الزلازل وتطلب الخلافة وائل فتغضب نزار فتدني العبيد والأشرار وتقصي الأمثال والأخيار وتغلوا الأسعار في صفر الأصفار يقتل كل حيا منه ثم يسيرون إلى خنادق وإنها ذات أشعار وأشجار تصد له الأنهار ويهزمهم أول النهار تظهر الأخيار فلا ينفعهم نوم ولا قرار حتى يدخل مصرا من الأمصار فيدركه القضاء والأقدار ثم يجيء الرماة تلف مشاة لقتل الكماة وأسر الحماة وتهلك الغواة هنالك يدرك في أعلى المياه ثم يبور الدين وتقلب الأمور وتكفر الزبور وتقطع الجسور فلا يفلت إلا من كان في جزائر البحور ثم تبور الحبوب وتظهر الأعاريب ليس فيهم معيب على أهل الفسوق والريب في زمان عصيب لو كان للقوم حيا وما تغني المنى قالوا ثم ماذا يا سطيح قال ثم يظهر رجل من أهل اليمن كالشطن يذهب الله على رأسه الفتن
الراوي: عبدالله بن الديلمي قال المحدث: ابن كثير في البداية والنهاية 2/329
غريب
إن الأرض على صخرة والصخرة على قرن ثور فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة فتحركت الأرض وهي الزلزلة
قال المحدث: ابن القيم في المنار المنيف: 67
موضوع
حديث البلدان كل بلدة بآفة كالغرق و الزلزلة و القحط والموت
قال المحدث: العجلوني في كشف الخفاء 2/563
موضوع
إذا فشا في هذه الأمة خمس حل بها خمس : إذا أكل الربا كانت الزلزلة والخسف ، وإذا جار السلطان قحط المطر ، وإذا تعدي على الذمة كانت الدولة لهم ، وإذا ضيعت الزكاة ماتت البهائم ، وإذا كثر الزنا كان الموت
الراوي: عبدالله بن عباس قال المحدث: الذهبي في ميزان الاعتدال 4/165
منكر جدا
إن من أخلاق المؤمن قوة في دين ، وحزما في لين ، وإيمانا في يقين ، وحرصا في علم ، وشفقة في مقة ، وحلما في علم ، وقصدا في غنى ، وتجملا في فاقة ، وتحرجا عن طمع ، وكسبا في حلال ، وبرا في استقامة ، ونشاطا في هدى ، ونهيا عن شهوة ، ورحمة للمجهود ، وإن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، ولا يضيع ما استودع ، ولا يحسد ، ولا يطعن ، ولا يلعن ، ويعترف بالحق ؛ وإن لم يشهد عليه ، ولا يتنابز بالألقاب ، في الصلاة متخشعا ، إلى الزكاة مسرعا ، في الزلازل وقورا ، في الرخاء شكورا ، قانعا بالذي له ، لا يدعي ما ليس له ، ولا يجمع في الغيظ ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده ، يخالط الناس كي يعلم ، ويناطق الناس كي يفهم ، وإن ظلم وبغي عليه صبر ، حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له
الراوي: جندب بن عبدالله قال المحدث: الألباني في ضعيف الجامع حديث رقم 1985
ضعيف
وسنواصل البحث عن بقية الأحاديث والآثار الضعيفة والله الموفق
سمعت في خطبة الجمعة جملة من الأحاديث والآثار الضعيفة فأحببت جمعها
ليحذر المسلم من نشرها خصوصاً في هذه الأيام حال حدوث الزلازل والبراكين في العيص 0
جنبنا الله وإياكم كل مكروه وسوء 0
كتب الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري وفقه الله التالي :
لم يحصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زلزلة ولا براكين، ومن هنا لم يرد عنه أحكام شرعية تتعلّق صراحة بالزلازل أو البراكين، قال ابن عبد البر في التمهيد 3 - 318: (لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح أنّ الزلزلة كانت في عصره، ولا صحت عنه فيه سُنة(
وهو يشير إلى ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد مرسل ضعيف (عن شهر قال زلزلت المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ ربكم يستعتبكم فأعتبوه(
قال المحدث: ابن رجب في فتح الباري لابن رجب 6/324
مرسل ضعيف
قال المحدث: ابن حجر العسقلاني في تلخيص الحبير 2/632
مرسل ضعيف
2- 8575 -أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الجهمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها و رجل معها فقال الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا حديثا عن الزلزلة فأعرضت عنه بوجهها قال أنس : فقلت لها حديثنا يا أم المؤمنين عن الزلزلة فقالت : يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزينا و بعثت حين تبعث و ذلك الحزن في قلبك فقلت : يا أماه حدثينا فقالت : إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها و بين الله عز و جل من حجاب و إن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا و شنارا فإذا استحلوا الزنا و شربوا الخمور بعد هذا و ضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض : تزلزلي بهم فإن تابوا و نزعوا و إلا هدمها عليهم فقال أنس : عقوبة لهم قالت : رحمة و بركة و موعظة للمؤمنين و نكالا و سخطة و عذابا للكافرين قال أنس : فما سمعت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا أنا أشد به فرحا مني بهذا الحديث بل أعيش فرحا و أبعث حين أبعث و ذلك الفرح في قلبي أو قال في نفسي
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : بل أحسبه موضوعا
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في تتبعه لأوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي في المستدرك مجلد4 ص 688 حديث رقم 8640 بل أحسبه موضوعاً على أنس ونعيم منكر الحديث إلى الغاية مع أن البخاري روى عنه
أنتهى كلامه رحمه الله
وفيه بقية مدلس تدليس التسوية وقد عنعنه ويزيد الجهني مجهول فالحديث ضعيف جداً ولا يصح والله تعالى أعلم 0
ملاحظة قال الحاكم عن الجهمي عن أنس والصواب الجهني عن أنس والله الموفق0
حقيقة وجدت وجبة علمية للعلامة الألباني فأحببت أن انقلها كما هي للفائدة
6043 - ( إذا تَطَيَّبَت المرأةُ لغيرِ زوجِها فإنما هو نارٌ في شَنَار ) .
ضعيف .
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " (2/166/2/7539) : حدثنا
محمد بن أبان : ثنا عبدالقدوس بن محمد : حدثتني أمي حبيبة بنت منصور :
حدثتني أم سليمة بنت شعيب بن الحبحاب عن أبيها عن أنس بن مالك : أن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ... فذكره ، وقال :
"لا يروى عن شعيب إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو ضعيف مجهول ؛ حبيبة وأم سليمة لم أجد لهما ذكراً في شيء
من كتب الرواة ، ولا ذكرهما الذهبي في (فصل النساء المجهولات) من آخر
"الميزان" ، ولذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/157) :
"رواه الطبراني في "الأوسط " ، وفيه امرأتان لم أعرفهما ، وبقية رجاله
ثقات " .
وقد وجدت للحديث شاهداً ، ولكنه موقوف ، وإسناده واهٍ ، يرويه نعيم بن
(13/98)
حماد : ثنا بقية بن الوليد عن يزيدَ بنِ عبدالله الجهني عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال :
دخلت على عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ورجل معها (1) ، فقال الرجل : يا أم
المؤمنين! حدثينا عن الزلزلة ؟ فأعرضت عنه بوجهها . قال أنس : فقلت لها :
حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة ؟ فقالت : يا أنس! إن حدثتك عنها عشت حزيناً ،
وبعثت وذلك الحزن في قلبك . فقلت : يا أماه! حدثينا ؟ فقالت :
إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها ، هتكت ما بينها وبين الله عز
وجل من حجاب .
وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها ناراً وشناراً .
فإذا استحلوا الزنا ، وشربوا الخمور بعد هذا ، وضربوا المعازف ؛ غار الله في
سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا ؛ هَدَمَها عليهم .
فقال أنس : عقوبة لهم ؟ قالت : رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين ، ونكالاً
وسخطة وعذاباً للكافرين .
قال أنس : فما سمعت بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً أنا أشد به فرحاً مني بهذا
الحديث ، بل أعيش فرحاً ، وأبعث حين أبعث وذلك الفرح في قلبي - أو قال : في
نفسي - . أخرجه الحاكم (4/516) وقال :
"صحيح على شرط مسلم "! وتعقبه الذهبي بقوله :
9 قلت : بل أحسبه موضوعأً على أنس ، ونعيم منكر الحديث إلى الغاية ، مع
أن البخاري روى عنه " .
__________
(1) كذا ، رفي رواية ابن أبي الدنيا الآتية : " معه " ... ولعلها الصواب .
(13/99)
قلت : هذا الإطلاق يوهم أن البخاري روى له محتجاً به ، وليس كذلك ؛ فإنه
إنما روى له مقروناً بغيره؛ كما قال الذهبي في "الميزان " ، والحافظ في "التهذيب " ،
وغيرهما ممن تقدم أو تأخر ، مع قلة ما روى عنه ، فقد قال الحافظ في "مقدمة
الفتح " (ص 447) :
"لقيه البخاري ، ولكنه لم يخرج عنه في "الصحيح " سوى موضع أو موضعين ،
وعلق له أشياء أخر ، وروى له مسلم في المقدمة موضعاً واحداً ... " .
ثم حكى اختلاف العلماء فيه : ما بين موثِّق ، ومضعِّف ، وناسب له إلى
الوضع ، وبسط أقوالهم في "التهذيب " ، ويتلخص منها ما قاله في "التقريب " :
"صدوق يخطئ كثيراً" .
قلت : ولذلك فإن الشيخ التويجري لم يصب في تعقبه - في كتابه "الصارم
المشهور" (ص 33) - الحافط الذهبيَّ - بعد أن نقل عنه ما تقدم - :
"قلت : وهذا تحامل من الذهبي على نعيم بن حماد ، ولم يكن بهذه المثابة ،
وإنما أنكر عليه بعض أحاديثه لا كلَّها ... " .
قلت : أوَ لا يكفي هذا في تضعيف ما تفرد به من الحديث ؟! ثم قال :
"وروى عنه البخاري في "صحيحه " ومسلم في مقدمة (صحيحه) " .
قلت : قد عرفت قلة ما روى عنه البخاري ، وأنه لم يحتج به . وكذلك يقال
في رواية مسلم له في "المقدمة" ؛ فإنه :
أولاً : لم يرو لى فيها حديثاً مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإنما في تجريح عمرو بن
عبيد المعتزلي ، فقد روى فيها (1/17) من طريقين عنه بسنده عن يونس بن عبيد
قال :
(13/100)
"كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث " .
وثانياً : أنه روى له هذا في الشواهد ؛ فقد أتبعه بالرواية بسندين آخرين عن
غير يونس تكذيبَ عمرو بن عبيد .
فإذن ؛ لا قيمة لرواية الشيخين لنعيم بن حماد ، وبخاصة بعد ثبوت جرح
جمع له لسوء حفظه ، وكثرة وهمه ، وكذلك لا قيمة لتوثيق من وثقه ، الذي
جنح إليه التويجري معرضاً عن قاعدة علماء الحديث : "الجرح مقدم على
التعديل " ، ولا غرابة في ذلك ؛ فإنه حديث عهد بهذا العلم الشريف ؛ كما يدل
عليه كتابُه هذا ، وكثرة الأحاديث الضعيفة التي فيه ساكتاً عنها ، ومغرراً قرّاء
كتابه بها ، ظنّاً منهم أنه لا يسكت عن الضعيف!
وإن مما يؤكد ما ذكرته أمرين اثنين :
الأول : أنه وقف عند جوابه عن إعلال الذهبي الحديث بنعيم بن حماد ، فرد
عليه بما عرفت وهاءه ، ثم أتبعه بقوله :
"وأيضاً ، فلم ينفرد نعيم بهذا الحديث ، بل قد تابعه عليه محمد بن ناصح،
رواه عن بقية بن الوليد بنحوه . رواه ابن أبي الدنيا ، فبرئ نعيم من عهدته . والله
أعلم " .
وأقول : كلا ؛ لأن التبرئة لا تَحَقَّقُ إلا إذا ثبتت عدالة محمد بن ناصح هذا ؛
لاحتمال أن يكون مجهولاً ، أو يسرق الحديث أو غير ذلك من العلل القادحة ، وقد
ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/324) برواية محمد بن الليث (الأصل :
أبي الليث) الجوهري وابن أبي الدنيا ، قال : "وغيرهما" ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا
تعديلاً .
(13/101)
والأمر الآخر : أننا لو سلمنا جدلاً بالتبرئة المذكورة ؛ فإنه يرد على الشيخ
مؤاخذتان هامتان :
الأولى : أن في الإسنادين علتين فوق نعيم بن حماد :
ا - بقية بن الوليد : فإنه مدلس وقد عنعنه من طريق نعيم كما رأيت ، ومن
طريق محمد بن ناصح كما سترى . ومن المعروف في علم المصطلح أن العنعنة من
المدلس علة تقدح في ثبوت الحديث ، وبخاصة إذا كان من مثل بقية الذي قال فيه
أبو مسهر :
(أحاديث بقية ليست نقية؛ فكن منها على تقية ".
2 - يزيد بن عبدالله الجهني : الظاهرأنه من شيوخ بقية المجهولين ، فإنه لا
يعرف إلا بروايته عنه ، ولم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال القديمة
الأصول ؛ مثل : "تاريخ البخاري" و "الجرح والتعديل" وغيرهما ، وإنما ذكره الذهبي
في "الميزان " ، وساق له برواية بقية عنه عن هاشم الأوقص عَنْ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً :
، من اشترى ثوباً بعشرة دراهم ، وفي ثمنه درهم حرام ... " الحديث ، وقد
سبق تخريجه برقم (844) ، وذكرت هناك أن بقية اضطرب في إسناده ؛ فراجعه .
والمقصود : أن الذهبي لم يذكر في ترجمة الجهني هذا غير هذا الحديث،
وقال فيه : "لا يصح " . ووافقه العسقلاني .
قلت : فهو مجهول العين ؛ فلا أدري أعلم الشيخ التويجري بهاتين العلتين أم
تجاهلهما ؟! وسواء كان هذا أو ذاك : أفيجوز لمثله أن يتطاول على الحافظ الذهبي وأن
ينسبه إلى التحامل! وهو من هو في هذا العلم ونقد الرواة والمتون ؟!
ومما سبق تعلم أن تصحيح الحاكم لهذا الإسناد على شرط مسلم هو من
أفحش أخطائه الكثيرة في "مستدركه " !
(13/102)
والمؤاخذة الأخرى : أنه دلس على القراء : فأوهمهم بالمتابعة التي ادعاها أنها
متابعة تامة مطابقة لسياق نعيم بن حماد إسناداً ومتناً ، وليس كذلك ، وبيانه من
وجهين :
الأول : أن ابن أبي الدنيا قال : حدثنا محمد بن ناصح : حدثنا بقية بن
الوليد عن يزيد بن عبدالله الجهني : حدثني أبو العلاء عن أنس بن مالك : أنه
دخل على عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ورجل معه ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين!
حدثينا عن الزلزلة؛ فقالت :
إذا استباحوا الزنا ... إلخ .
هكذا ساقه ابن القيم رحمه الله في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد
الشيطان " (ص 264 - طبعة الحلبي) ، ومنه نقل الشيخ التويجري - فيما أظن - ،
ومن عادته أن لا يعزو إلى المصدر الذي نقل عنه ، وهذا من سيئات مؤلفاته ،
وبخاصة إذا كان المصدر مما لم يطبع بعد ؛ ككتاب ابن أبي الدنيا هذا ، وأظنه "ذم
الملاهي ، له ، وقد كنت استنسخته من نسخة مخطوطة الظاهرية ، ثم تبين أن فيها
خرماً في منتصفها ، فأهملته ، ثم لا أدري أين بقيت المنسوخة .
والمقصود أن محمد بن ناصح زاد في الإسناد : (أبو العلاء) بين الجهني
وأنس . فمن أبو العلاء هذا ؟ لا أدري ، ولا الشيخ نفسه يدري ! وقد ذكر الذهبي
في "المقتنى في سرد الكنى" (1/405 - 409) فيمن يكنى بأبي العلاء - جمعاً
كثيراً من الرواة ، ثلاثة منهم رووا عن أنس :
1 - يزيد بن درهم : عن أنس .
2 - صَبيح الهذلي : رأى أنساً ، لين .
(13/103)
3 - موسى القتبي : سمع أنساً .
1 - أما يزيد بن درهم : فهو مختلف فيه ؛ فوثقه الفلاس ، وقال ابن معين :
"ليس بشيء " . انظر "الميزان " و"اللسان " .
2 - وأما صَبيح الهذلي : فله ترجمة في "التاريخ الكبير" (2/2/325) - وهو
عمدة الذهبي في قوله : "رأى أنساً " ، وتمامه عنده : " ... ينبذ له في جرة" - ،
وذكره ابن حبان في "الثقات " (4/385) :
"يروي عن أنس بن مالك ، وعنه حماد بن سلمة وعبدالعزيز بن المختار" .
3 - وأما موسى القُتَبي : فذكره البخاري وابن أبي حاتم برواية حماد بن سلمة
عنه ، ولا أستبعد أن يكون الذي قبله ، ويكون "صبيح " لقباً له . ولعل عدم ذكر
ابن حبالت له بترجمة مفردة يشعر بذلك . والله أعلم .
وجملة القول : أن أبا العلاء في سند ابن أبي الدنيا لا يعرف من هو من بين
هؤلاء الثلاثة . فإن كان أحدهم ؛ فليس فيهم من تطمئن النفس للثقة بعدالته
وحفظه .
هذا هو الوجه الأول مما يؤاخذ عليه الشيخ .
والوجه الآخر : - وهو الأهم - : أنه ليس في رواية ابن أبي الدنيا الفقرتان
الأوليان المتعلقتان بالمرأة تخلع ثيابها وتَطَيَّبُ لغير زوجها - وهما موضع الشاهد في
بحث الشيخ - ، فلو أن سند الرواية كان صحيحاً ؛ لم يجز للشيخ ولا لغيره - هدانا
الله وإياه - أن يوهم القراء ما تقدمت الإشارة إليه، كما هو ظاهر . والله المستعان .
لكن مما يجب التنبيه عليه ، أن الشطر الأول من حديث عائشة المتعلق
بالمرأة تخلع ثيابها قد صح من طريق أخرى عنها ، ومن حديث أم الدرداء أيضاً ،
(13/104)
وهما مخرجان في كتابي "آداب الزفاف في السنة المطهرة" (ص 140 - 141/
الطبعة الجديدة - عمان) ، فاقتضى التنبيه ، وأن سوق حديث عائشة من رواية نعيم
ابن حماد ؛ إنما كان من أجل أن فيه الفقرة الثانية الشاهدة لحديث الترجمة ...
فاستلزم ذلك تحقيق الكلام فيه ، وبيان أنه لا يصبح شاهداً ؛ لوقفه ووهائه . والله
ولي التوفيق .
ثم إن الذي في نسخة "الأوسط " المصورة : "أم سليمة" ، وفي نسخة "مجمع
البحرين في زوائد المعجمين" المصورة من مكتبة الحرم المكي : "أمي سليمة" ، ولما
لم نجد لها ترجمة ؛ لم نتمكن من معرفة الراجح منهما . والله أعلم .
ومن الغريب أن الشيخ التويجري حين يحاول تقوية حديث عائشة بدفاعه
عن نعيم بن حماد لا يَشْعُرُ أنه يقيم الحجة به على نفسه لقول أنس عنها :
" فأعرضت بوجهها عنه " ؛ لأن الإعراض بالوجه في مثل هذه الحالة لا يتبادر
لذهن العربي إلا أن الوجه مكشوف! ولكني لا أستبعد على الشيخ أن يسلط عليه
معول التأويل حتى يخرجه عن دلالته الظاهرة ؛ كما فعل في غيره من النصوص
الصريحة الدلالة على خلاف رأيه!
3- هذا الأثر رواه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " برقم ( 19 ) فقال :
حدثنا عبد الله قال : حدثني أ بو جعفر عمر بن أبي الحارث الهمداني قال : حدثني رجاء بن سلمة بن رجاء قال : حدثني أبي عن سعد بن طريف عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير : عن ابن عمر قال : زلزلت المدينة على عهد عمر رضي الله عنه فضرب بيده عليها وقال : مالك مالك ؟ أما أنها لو كانت القيامة حدثتنا أخبارها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا كان يوم القيامة فليس منها ذراع ولا شبر إلا هو ينطق بالناس .
هذا الحديث بهذا السند موضوع ؛ سعد بن طريف : يضع الحديث كما قال ابن حبان !
ولا يصح هذا الأثر
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال : يا أسامة ! عليك بطريق الجنة ، وإياك أن تختلج دونها ، فقال : يا رسول الله ! ما أسرع ما يعطع به ذلك الطريق ؟ قال : بالظمأ في الهواجر ، وكسر النفس عن لذة الدنيا ؛ يا أسامة ! عليك بالصوم ، فإنه يقرب إلى الله عز وجل ، إنه ليس شيء أحب إلى الله من ريح فم الصائم ، فإن استطعت أن يأتيك ملك الموت وبطنك جائع ، وكبدك ظمآن فافعل ، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة ، وتحل مع النبيين ويفرح الأنبياء بقدوم روحك عليهم ويصلي عليك الجبار تعالى ، إياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة ! يا أسامة إياك ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم بالرياح والسموم ، وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم ، فإن الله تعالى إذا نظر إليهم سر بهم وباهى بهم الملائكة ، بهم تصرف الزلازل والفتن ، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه ، وهاب الناس أن يكلموه ، حتى ظنوا أنه قد حدث من السماء ما حدث ثم قال : ويح هذه الأمة يلقى من أطاع الله فيهم ، كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنه أطاع الله عز وجل ، فقال عمر : يا رسول الله والناس على الإسلام يومئذ ؟ قال : نعم ، قال : ففيم يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله ؟ قال : يا عمر ، ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ، ولبسوا اللين من الثياب ، وخدمتهم أبناء فارس والروم ، يتزين منهم الرجل بزينة المرأة لزوجها ، وتتبرج النساء ، زيهم زي الملوك ، ودينهم دين كسرى ، يتسمنون ، يتباهون بالحشا واللباس ، فإذا تكلم أولياء الله ، عليهم العباء منحنية أصلابهم ، قد ذبحوا أنفسهم من العطش ، إذا تكلم منهم متكلم كذب ، وقيل له : أنت قريب الشيطان ، ورأس الضلالة ، تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، تأولوا كتاب الله على غير تأويله ، واستذلوا أولياء الله ، واعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة من طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا ، الأخبياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، ويعرفون في أهل السماء ، يخفون على أهل الأرض تعرفهم بقاع الأرض وتحف بهم الملائكة ، نعم الناس بالدنيا ، وتنعموا [ هم ] بالجوع والعطش ، ولبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن اللباس ، افترش الناس الفرش ، وافترشوا هم الجباه والركب وضحك الناس وبكوا ، ألا لهم الشرف في الآخرة ، يا ليتني قد رأيتهم ! بقاع الأرض بهم رحبة ، الجبار تعالى عنهم راض ، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوها ، الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم ، والخاسر من خالفهم ، تبكي الأرض إذا افتقدتهم ، ويسخط الله عز وجل على كل بلد ليس فيه منهم أحد يا أسامة إذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية ، لا يعذب الله قوما هم فيهم ، اتخذهم لنفسك تنج بهم ، وإياك أن تدع ما هم عليه ، فتزل قدمك فتهوي في النار ؛ حرموا حلالا أحله الله لهم طلب الفضل في الآخرة ، تركوا الطعام والشراب عن قدرة لم يتكابوا على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف ، أكلوا العلق ، ولبسوا الخرق ، تراهم شعثا غبرا تظن أن بهم داء ، وما ذلك بهم ، ويظن الناس أنهم قد خولطوا ، [ وماخولطوا ] ولكن قد خالط القوم الحزن ، يظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم ، وما ذهبت عقولهم ، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا ، فهم في الدنيا عند أهل الدنيا ، يمشون بلا عقول ، يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس ، لهم الشرف في الأرض
الراوي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال المحدث: ابن الجوزي فس موضوعات ابن الجوزي 3/394
شبه لا شيء
- أتى رجل ابن عباس فقال بلغنا أنك تذكر سطيحا تزعم أن الله خلقه لم يخلق من بني آدم شيئا يشبهه قال قال نعم إن الله خلق سطيحا الغساني لحما على وضم ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفان وكانت يطوي رجليه إلى ترقوته كما يطوي الثوب ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمة فأتى به مكة فخرج إليه أربعة من قريش عبد شمس وهاشم ابنا عبد مناف بن قصي والأحوص بن فهر وعقيل بن أبي وقاص فانتموا إلى غير نسبهم وقالوا نحن أناس من جمح أتيناك بلغنا قدومك فرأينا أن إتياننا إياك حق لك واجب علينا وأهدى إليه عقيل صفيحة هندية وصعدة ردينية فوضعت على باب البيت الحرام لينظروا أهل يراها سطيح أم لا فقال يا عقيل ناولني يدك فناوله يده فقال يا عقيل والعالم الخفية والغافر الخطية والذمة الوفية والكعبة المبنية إنك للجائي بالهدية الصفيحة الهندية والصعدة الردينية قالوا صدقت يا سطيح فقال والآتي بالفرح وقوس قزح وسائر الفرح واللطيم المنبطح والنخل والرطب والبلح إن الغراب حيث مر سنح فأخبر أن القوم ليسوا من جمح وإن نسبهم من قريش ذي البطح قالوا صدقت يا سطيح نحن أهل البيت الحرام أتيناك لنزورك لما بلغنا من علمك فأخبرنا عما يكون في زماننا هذا وما يكون بعده فلعل أن يكون عندك في ذلك علم قال الآن صدقتم خذوا مني ومن إلهام الله إياي أنتم يا معشر العرب في زمان الهرم سواء بصائركم وبصائر العجم لا علم عندكم ولا فهم وينشو من عقبكم ذوو فهم يطلبون أنواع العلم فيكسرون الصنم ويبلغون الردم ويقتلون العجم يطلبون الغنم قالوا يا سطيح فمن يكون أولئك فقال لهم والبيت ذي الأركان والأمن والسكان لينشؤن من عقبكم ولدان يكسرون الأوثان وينكرون عبادة الشيطان ويوحدون الرحمن وينشرون دين الديان يشرفون البنيان ويستفتون الفتيان قالوا يا سطيح من نسل من يكون أولئك فقال وأشرف الأشراف والمفضي للأشراف والمزعزع الأحقاف والمضعف لأضعاف لينشؤن الآلاف من عبد شمس وعبد مناف نشوءا يكون فيه اختلاف قالوا يا سوءتاه يا سطيح مما تخبرنا من العلم بأمرهم ومن أي بلد يخرج أولئك فقال والباقي الأبد والبالغ الأمد ليخرجن من ذا البلد فتى يهدي إلى الرشد يرفض يغوث والفند يبرأ من عبادة الضدد يعبد ربا انفرد ثم يتوفاه الله محمودا من الأرض مفقودا وفي السماء مشهودا ثم يلي أمره الصديق إذا قضى صدق في رد الحقوق لا خرق ولا نزق ثم يلي أمره الحنيف مجرب غطريف ويترك قول العنيف قد ضاف المضيف وأحكم التحنيف ثم يلي أمره داعيا لأمره مجربا فتجتمع له جموعا وعصبا فيقتلونه نقمة عليه وغضبا فيؤخذ الشيخ فيذبح إربا فيقوم به رجال خطبا ثم يلي أمره الناصر يخلط الرأي برأي المناكر يظهر في الأرض العساكر ثم يلي بعده ابنه يأخذ جمعه ويقل حمده ويأخذ المال ويأكل وحده ويكثر المال بعقبه من بعده ثم يلي من بعده عدة ملوك لا شك الدم فيهم مسفوك ثم بعدهم الصعلوك يطويهم كطي الدرنوك ثم يلي من بعده عظهور يقصي الحق ويدني مصر يفتتح الأرض افتتاحا منكرا ثم يلي قصير القامة بظهره علامة يموت موتا وسلامة ثم يلي قليلا باكر يترك الملك بائر يلي أخوه بسنته سابر يختص بالأموال والمنابر ثم يلي من بعده أهوج صاحب دنيا ونعيم مخلج يتشاوره معاشره وذووه ينهضون إليه يخلعونه بأخذ الملك ويقتلونه ثم يلي أمره من بعده السابع يترك الملك محلا ضائع بنوه في ملكه كالمشوه جامع عند ذلك يطمع في الملك كل عريان ويلي أمره اللهفان يرضي نزارا جمع قحطان إذا التقيا بدمشق جمعان بين بنيان ولبنان يصنف اليمن يومئذ صنفان صنف المشورة وصنف المخذول لا ترى إلا حباء محلول وأسيرا مغلول بين القراب والخيول عند ذلك تخرب المنازل وتسلب الأرامل وتسقط الحوامل وتظهر الزلازل وتطلب الخلافة وائل فتغضب نزار فتدني العبيد والأشرار وتقصي الأمثال والأخيار وتغلوا الأسعار في صفر الأصفار يقتل كل حيا منه ثم يسيرون إلى خنادق وإنها ذات أشعار وأشجار تصد له الأنهار ويهزمهم أول النهار تظهر الأخيار فلا ينفعهم نوم ولا قرار حتى يدخل مصرا من الأمصار فيدركه القضاء والأقدار ثم يجيء الرماة تلف مشاة لقتل الكماة وأسر الحماة وتهلك الغواة هنالك يدرك في أعلى المياه ثم يبور الدين وتقلب الأمور وتكفر الزبور وتقطع الجسور فلا يفلت إلا من كان في جزائر البحور ثم تبور الحبوب وتظهر الأعاريب ليس فيهم معيب على أهل الفسوق والريب في زمان عصيب لو كان للقوم حيا وما تغني المنى قالوا ثم ماذا يا سطيح قال ثم يظهر رجل من أهل اليمن كالشطن يذهب الله على رأسه الفتن
الراوي: عبدالله بن الديلمي قال المحدث: ابن كثير في البداية والنهاية 2/329
غريب
إن الأرض على صخرة والصخرة على قرن ثور فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة فتحركت الأرض وهي الزلزلة
قال المحدث: ابن القيم في المنار المنيف: 67
موضوع
حديث البلدان كل بلدة بآفة كالغرق و الزلزلة و القحط والموت
قال المحدث: العجلوني في كشف الخفاء 2/563
موضوع
إذا فشا في هذه الأمة خمس حل بها خمس : إذا أكل الربا كانت الزلزلة والخسف ، وإذا جار السلطان قحط المطر ، وإذا تعدي على الذمة كانت الدولة لهم ، وإذا ضيعت الزكاة ماتت البهائم ، وإذا كثر الزنا كان الموت
الراوي: عبدالله بن عباس قال المحدث: الذهبي في ميزان الاعتدال 4/165
منكر جدا
إن من أخلاق المؤمن قوة في دين ، وحزما في لين ، وإيمانا في يقين ، وحرصا في علم ، وشفقة في مقة ، وحلما في علم ، وقصدا في غنى ، وتجملا في فاقة ، وتحرجا عن طمع ، وكسبا في حلال ، وبرا في استقامة ، ونشاطا في هدى ، ونهيا عن شهوة ، ورحمة للمجهود ، وإن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، ولا يضيع ما استودع ، ولا يحسد ، ولا يطعن ، ولا يلعن ، ويعترف بالحق ؛ وإن لم يشهد عليه ، ولا يتنابز بالألقاب ، في الصلاة متخشعا ، إلى الزكاة مسرعا ، في الزلازل وقورا ، في الرخاء شكورا ، قانعا بالذي له ، لا يدعي ما ليس له ، ولا يجمع في الغيظ ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده ، يخالط الناس كي يعلم ، ويناطق الناس كي يفهم ، وإن ظلم وبغي عليه صبر ، حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له
الراوي: جندب بن عبدالله قال المحدث: الألباني في ضعيف الجامع حديث رقم 1985
ضعيف
وسنواصل البحث عن بقية الأحاديث والآثار الضعيفة والله الموفق