عايد علي الهـرفي
06-06-2009, 02:07 PM
شعر نساء البادية في الإبل :
لم يكن الرجل هو الوحيد الذي يعشق الصحراء ويشتاق إليها دائماً ، بل حتى نساء البادية نجد لديهن عشق قوي وارتباط شديد بالصحراء والإبل وقد يضاهي هذا عشق أولئك الرجال للبادية أحياناً . وهذا العشق والحب للإبل والصحراء انطبع في أشعار نساء البادية فنجدها مرة تتوجد على الإبل ومرة تتمنى القرب لأهل الإبل ومن تلك الأشعار قول الشاعرة / بخوت المرية :
وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين
= وجودي على شوف المغاتير منتثره
وكذلك قول الشاعرة / موضي الدهلاوية :
أمي توصيني تقول الجلادة
= وقلبي إذا جاء طاري البدو ينفاج
فهذا التحسر والتوجد نابع من حب للصحراء وما يوجد فيها وما تحمله من مشاق ومتاعب ، كما أننا نجد أن هناك نساء ترفض التحضر وترك البادية والعيش في المدن والقرى لأنها أحبت تلك الرمال والوديان وتلك الفياض ، فهذه إحدى الشاعرات وهي / جزعاء بنت راجح بن فدغوش تقول :
وأنا من المقعاد والبلد مليت
= يا الله دخيلك من تواعيش الأرزاق
لا شفت زعجول من البل تشاليت
= قلبي مع حرش العراقيب يشتاق
بل هناك من النساء من رفضت الحضارة وترك الصحراء رفضاً صريحاً كالشاعرة / نمشه بنت نواهي العصيمي ، حيث قالت :
يا عنك ما لي حاجة يا عيون
= في البيدجان مع القرع والجراوه
شفي مع اللي فالحياء ينزلون
= وإليا أصبحوا ظالوا على نجر ماوه
كذلك الشاعرة / الجازي السبيعي حينما تزوجت أمير المجمعة ابن عسكر أنشدت هذه الأبيات تبين مدى كراهتها للقصور وعيشة الحضر وأنها تفضل البقاء والعيش مع قومها في الصحراء ، حيث قالت :
شفي سبيعي ايتالي طياحه
= أخير من قصر ابن عسكر ومبناه
إن مت حطوني بوسط البياحه
= قبري على درب المظاهير تاطاه
ومقابل هذا الحب للإبل والرجل الذي يدافع عنها فإن نساء البادية يكرهن الرجل الكسول الذي لا يبالي بأمور الإبل وإدارة شئونها ولا يستفاد منه فهذه الشاعرة / سارة الهليل تقول :
خطو الولد يزعل إذا ما تعشى
= ويضحك إذا منه ملأ بطنه الزاد
ما تللنه مبعدات المعشى
= ما جرب الغربة ولا مرت فاد
فالمرأة البدوية عاشت وتربت في الصحراء وعرفت أسرارها والكثير عنها وعرفت طبائع الإبل وماذا تريد ، فنجدها دائماً تشبه حنينها بحنين الناقة الخلوج ، ومن ذلك قول الشاعرة / سعيدة الثعلية :
يا لجتي لجت خلوج المصاغير
= اللي على بو تزايد حناها
وكذلك معرفتها بسير المطية ومسميات ذلك السير ومن ذلك قول / موضي البرازيه :
يا راكب ملحا تبوج أشهب اللال
= أيضاً ولا معه رديف محنها
أول نهاره بس مشى وزرفال
= وآخر نهاره نفض الربخ عنها
وأختم هذا الحديث بهذه المحاورة بين / جوزاء و / سمره بنات محمد القنيني حيث كانت الشاعرتان تنتقلان في البادية من مكان إلى آخر ، حسب مصلحة حلالهما وبعد مدة نزلتا إحدى المدن الكبيرة وقالت / جوزاء :
يا أبوي وا وجدي على الصبح مطلاع
= وجد الطوايا اللي على الماء حيامي
داجن وراجن ثم راحن مع القاع
= ما قدمهن غير الدرك والمضامي
فقالت أختها / سمره رداً عليها :
يا بنت حطي فوق شاهيك نعناع
= كبي البداوه والبلش والزيامي
ترى البداوة ما تجيلك في الأسناع
= عسره ولا تبني لأهلها سنامي
رحتي تجيبين الحطب والبهم ضاع
= وإليا الحمير ملاوذه بالظلامي
وإليا رجعتي للعرب عقب مفزاع
= وإليا ضيوفك مشتهين الطعامي
هكذا نساء البادية في حبهن للصحراء والإبل والفياض وما تحمله تلك البوادي من مناظر ساحرة وجذابة لا يمكن لمن عاش فيها تركها بسهولة ، فهل لتلام إحدى بنات البادية في قولها :
هني بنات البدو يرعن ابقفره
= ريح الخزامى والنفل في غبوقها
,,,,,
بقلم الإعلامي / مشعل بن حمد المليحي
مجلة الإبل العربية منقول وشكرا
لم يكن الرجل هو الوحيد الذي يعشق الصحراء ويشتاق إليها دائماً ، بل حتى نساء البادية نجد لديهن عشق قوي وارتباط شديد بالصحراء والإبل وقد يضاهي هذا عشق أولئك الرجال للبادية أحياناً . وهذا العشق والحب للإبل والصحراء انطبع في أشعار نساء البادية فنجدها مرة تتوجد على الإبل ومرة تتمنى القرب لأهل الإبل ومن تلك الأشعار قول الشاعرة / بخوت المرية :
وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين
= وجودي على شوف المغاتير منتثره
وكذلك قول الشاعرة / موضي الدهلاوية :
أمي توصيني تقول الجلادة
= وقلبي إذا جاء طاري البدو ينفاج
فهذا التحسر والتوجد نابع من حب للصحراء وما يوجد فيها وما تحمله من مشاق ومتاعب ، كما أننا نجد أن هناك نساء ترفض التحضر وترك البادية والعيش في المدن والقرى لأنها أحبت تلك الرمال والوديان وتلك الفياض ، فهذه إحدى الشاعرات وهي / جزعاء بنت راجح بن فدغوش تقول :
وأنا من المقعاد والبلد مليت
= يا الله دخيلك من تواعيش الأرزاق
لا شفت زعجول من البل تشاليت
= قلبي مع حرش العراقيب يشتاق
بل هناك من النساء من رفضت الحضارة وترك الصحراء رفضاً صريحاً كالشاعرة / نمشه بنت نواهي العصيمي ، حيث قالت :
يا عنك ما لي حاجة يا عيون
= في البيدجان مع القرع والجراوه
شفي مع اللي فالحياء ينزلون
= وإليا أصبحوا ظالوا على نجر ماوه
كذلك الشاعرة / الجازي السبيعي حينما تزوجت أمير المجمعة ابن عسكر أنشدت هذه الأبيات تبين مدى كراهتها للقصور وعيشة الحضر وأنها تفضل البقاء والعيش مع قومها في الصحراء ، حيث قالت :
شفي سبيعي ايتالي طياحه
= أخير من قصر ابن عسكر ومبناه
إن مت حطوني بوسط البياحه
= قبري على درب المظاهير تاطاه
ومقابل هذا الحب للإبل والرجل الذي يدافع عنها فإن نساء البادية يكرهن الرجل الكسول الذي لا يبالي بأمور الإبل وإدارة شئونها ولا يستفاد منه فهذه الشاعرة / سارة الهليل تقول :
خطو الولد يزعل إذا ما تعشى
= ويضحك إذا منه ملأ بطنه الزاد
ما تللنه مبعدات المعشى
= ما جرب الغربة ولا مرت فاد
فالمرأة البدوية عاشت وتربت في الصحراء وعرفت أسرارها والكثير عنها وعرفت طبائع الإبل وماذا تريد ، فنجدها دائماً تشبه حنينها بحنين الناقة الخلوج ، ومن ذلك قول الشاعرة / سعيدة الثعلية :
يا لجتي لجت خلوج المصاغير
= اللي على بو تزايد حناها
وكذلك معرفتها بسير المطية ومسميات ذلك السير ومن ذلك قول / موضي البرازيه :
يا راكب ملحا تبوج أشهب اللال
= أيضاً ولا معه رديف محنها
أول نهاره بس مشى وزرفال
= وآخر نهاره نفض الربخ عنها
وأختم هذا الحديث بهذه المحاورة بين / جوزاء و / سمره بنات محمد القنيني حيث كانت الشاعرتان تنتقلان في البادية من مكان إلى آخر ، حسب مصلحة حلالهما وبعد مدة نزلتا إحدى المدن الكبيرة وقالت / جوزاء :
يا أبوي وا وجدي على الصبح مطلاع
= وجد الطوايا اللي على الماء حيامي
داجن وراجن ثم راحن مع القاع
= ما قدمهن غير الدرك والمضامي
فقالت أختها / سمره رداً عليها :
يا بنت حطي فوق شاهيك نعناع
= كبي البداوه والبلش والزيامي
ترى البداوة ما تجيلك في الأسناع
= عسره ولا تبني لأهلها سنامي
رحتي تجيبين الحطب والبهم ضاع
= وإليا الحمير ملاوذه بالظلامي
وإليا رجعتي للعرب عقب مفزاع
= وإليا ضيوفك مشتهين الطعامي
هكذا نساء البادية في حبهن للصحراء والإبل والفياض وما تحمله تلك البوادي من مناظر ساحرة وجذابة لا يمكن لمن عاش فيها تركها بسهولة ، فهل لتلام إحدى بنات البادية في قولها :
هني بنات البدو يرعن ابقفره
= ريح الخزامى والنفل في غبوقها
,,,,,
بقلم الإعلامي / مشعل بن حمد المليحي
مجلة الإبل العربية منقول وشكرا