ابو البندري
06-14-2009, 02:35 PM
http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif
من محاضرة للشيخ ناصر العمر حفظه الله
مظاهر التغريب
ما هي مظاهر التغريب التي نراها تنخر في المجتمع المسلم ؟ إنها مظاهر عدة اختصرها وأوجزها فيما يلي:
أولاً: السفور
هذا الأمر أصبح عاديًّا عند كثير من فتياتنا وبناتنا، والالتزام بالحجاب لم يعد كما أمر الله ، بل ولا كما كنا نعهده في بعض مجتمعاتنا.
ألستم ترون معي المشاهد المخزية المتكررة يومياً، إن من يدخل أسواقنا اليوم قد يرى امرأة محجبة كبيرة في السن وبجوارها فتاة متبرجة، (وإن كانت كاسية)، تلبس الثوب الرقيق، الثوب الذي يصف البشرة، تلبس الغطاء الفاتن، ومن هذه يا ترى؟ إن هذه ابنة تلك _سبحان الله_! هذه المرأة كيف كانت، وكيف أصبحت؟ كيف أصبح أمراً مألوفاً عند هذه المرأة المحافظة المتحجبة أن تسير معها، وأن يكون في بيتها هذه الفتاة الكاسية العارية؟!
لا تتصوروا -أيها الأحبة- أن السفور هو في كشف الوجه فقط -لا- قد يكون كشف الوجه في بعض المجتمعات من أسهل أنواع السفور، وهو خطير ولا شك.
إن السفور أن تغطي المرأة وجهها، ولكنها تمشي وكأنها في صالة عرض لجسمها.
إن السفور أن تلبس الثوب الضيق والعباءة الجذابة منظراً وقصراً، والحجاب الذي يخضع أهل القلوب المريضة.
إن السفور أصبح في كثير من البيوت أمراً غير مستنكر، وهذا ما يزيد الطين بلة _كما يقولون_.
ثانياً: الاختلاط
إن هذا الأمر قد مسخ الفطر، وأفسد الأخلاق في كثير من مجتمعات المسلمين ولا ريب، ففي كثير منها اختلط حابلها بنابلها، وهذه مجتمعات تحتاج إلى نظرة أطول ووقفة أعمق.
ولكن بعضاً ممن لا ينظرون إلى هذا الأمر بشمول يظنون أن الاختلاط لا يكون إلا في المدارس أو الجامعات! أقول لهؤلاء: رويدكم رويدكم، فقد أبعدتم النجعة.
لا شك أن الاختلاط في الجامعات والمدارس جد خطير، ومرحلة متقدمة من المرض، ولكن هناك مجالات أخرى لا تقل خطورة، فالاختلاط في الأسواق أسوأ من الاختلاط في المدارس والجامعات أحياناً، وتجتمع مفاسد الاختلاط في المستشفيات بين الأطباء والطبيبات، بين المرضى والممرضات، بين المريضات والممرضين.
ولا يقل الاختلاط في الحدائق، وبعض الأعراس والمناسبات الاجتماعية، والمطاعم خطورة عن سابقيه.
إن هناك مظاهر كثيرة من الاختلاط تنذر بسخط الجبار -جل جلاله- فإياكم أن تأخذكم الغفلة، وتقولوا: إن الاختلاط تجل عنه مجتمعاتنا.
زعـم السـفور والاخـتلاط وسـيلة
كذبـوا متـى كـان التعـرض للخنا
للمجـد قـوم فـي المجانـة أغرقوا
شـيئاً تعـز بـه الشـعوب وتسـبق
ثالثاً: الخلوة
أيها الأحبة:
كم ثلث الشيطان ( ) رجلاً وامرأة قد اختليا _سبحان الله_ أيصحب الشيطان فتياتنا؟ نعم، إن هذا الأمر أصبحنا نراه صباح مساء.
ألستم ترون رجالاً قد صحبوا فتيات ونساء في سياراتهم، وواضح من شكل جلوسها وهيئة سائقها أنهما أجنبيان عن بعضهما. إنها صورة من صور الخلوة.
وصورة أخرى؛ إنها بين الخدم والسائقين ونساء البيوت.
أليست هذه خلوة؟ الخلوة هل يرضاها ذو غيرة وشهامة، فضلاً عن أن يكون ذا دين؟
بعض النساء ترفض أن تذهب مع السائق وحدها، بينما تأذن لابنتها أن تخرج مع السائق وحدها.
وهذا -كما قال الأستاذ محمد قطب- امتناع عن الخروج عادة لا عقيدة، لو كان امتناع الأم عقيدة لمنعت ابنتها، ولكنها العادة.
رابعاً: تحديد النسل
هذه الفرية التي بدأت تدب في مجتمعنا، وبدأنا نسمع من جعل تحديد النسل هدفاً من أهدافه.
_سبحان الله، سبحان الله_!! أسمع وتسمعون أن الرئيس الفرنسي يدعو لزيادة النسل، حتى وإن كان عن طريق غير مشروع، وهي دولة تعدادها بعشرات الملايين، ومساحتها وثرواتها لا تقارن بكثير من بلاد المسلمين.
وإن من زار أماكن صرف العلاج في أي بلد مسلم فسيرى عجباً، إن أقل الذي يعرض تكلفة هو وسائل تحديد النسل، بل إن في بعض هذه البلاد يكون من ضمن المعونات التي تقدمها الدول النصرانية لها كميات هائلة من تلك الوسائل. لماذا؟ لأن أعداءنا هم الذين يصنعونها، وهم الذي يصدرونها إلينا لأغراض في نفوسهم..
ذكرت إحدى الصحف المحلية أن رجلاً اتفق هو وزوجته على الاكتفاء بأولاد ثلاثة أو اثنين، فذهب بها إلى المستشفى لعمل عملية يوقف نسلها، وبعد نجاح العملية ذهب الزوج وأولاده لزيارتها، وبعد أن اطمأنوا على أن العملية قد نجحت خرج هو وأولاده، وفي أحد الشوارع وقع لهم حادث توفي على إثره جميع الأولاد.
وكأني بها عقوبة عاجلة قبل الآجلة، والله يمهل ولا يهمل، وإن في ذلك لعبرة.
خامساً: التغريب في اللباس
هل ما تلبسه كثير من بناتنا ونسائنا هو اللباس الشرعي الذي ارتضاه الله ورسوله لنا؟ أبداً وعزة ربنا.
إنه يخرج من دور الأزياء -وإن شئت فارفع الهمزات وأبدل الياء نونا- أتلك الدور في بلاد المسلمين؟ إنها الدور الباريسية الخليعة، والبيوت اللندنية المنحلة.
والمدهش المحزن أن بعض نسائنا في بعض بلاد المسلمين قد تفصل الأزياء قبل أن تفصل في فرنسا وبريطانيا وغيرها.
إن الأزياء مظهر من مظاهر التغريب ووسيلة من وسائله؛ ولذلك جاء شاعرنا ليقول متحدثاً عن الأزياء وعن اللباس الذي يرى على نساء المسلمين، وأصبح أمراً غير مستنكر حتى لدى بعض الموسومين بالخير، فتراه يلبس بنته إلى حد الركبتين، ويقول: إنها صغيرة:
إن الرمــاح إذا عدلتهــا اعتـدلت ولا تليـن إذا كـانت مـن الخشـب
ويقول غيره:
وينشــأ ناشــئ الفتيــان فينـا
عــلى مــا كــان عـوده أبـوه
وها هو شاعرنا يقول:
لحـــد الـــركبتين تشــمرينا
كــأن الثــوب ظـل فـي صبـاح
تظنيــن الرجــال بــلا شـعور
بـــربك أي نهـــر تعبرينـــا
يزيــد تقلصــا حينــاً فحينــا
لأنـــك ربمـــا لا تشـــعرينا
إن هذه الأزياء لا تخلو من أمور تجعلها في زاوية الحظر الشرعي، فمثلاً:
التعري الفاضح في بعض هذه الأزياء، ومن أراد التحقق من هذا اللون من ألوان الانحلال فليكاشف مجلات الأزياء ومشاغل الخياطة.
محبة النساء الكافرات والإعجاب بهن، وهذا قادح في كمال عقيدة المسلم والمسلمة.
التشبه باليهود والنصارى وغيرهم، وهذا باب أوسع من أن يبسط.
التشبه بالرجال في اللباس، ولا نـزال نسمع بالأزياء الولادية.
هذا فضلاً عن انتهاب ثروات الأمة، وجعل بعض نسائها تلهث وراء هذه الأزياء وتنسى مهمتها الأساس.
سادساً: قضية العادات الاجتماعية
حتى هذه القضية لم تسلم من التغريب، فكثيراً ما يطرق أسماعنا عبارات مثل: أعياد الميلاد للأولاد، وغيرها من الممارسات الدخيلة.
يقول أحد الفضلاء: اتصلت بي امرأة يبدو من حديثها أنها امرأة صالحة، تقول: أنا امرأة ملتزمة أريد أن أقيم حفلاً بمناسبة بلوغ ابني سنة أو سنتين، وهو حفل -كما تقول هي- ملتزم لا محرمات فيه، فما الحكم؟ سبحان الله! من أين جاءتنا هذه العادة، إطفاء شمعة، أو شمعتين، أو ثلاثة، أو عشر.
كثير من العادات والمناسبات محتاجة لأن توزن بميزان الشرع.
سابعاً: قضايا تتعلق بالزواج والتعدد
قضايا الزواج تغيرت وتبدلت، فالزواج الشرعي أدخل عليه ما هو منه براء - الحب قبل الزواج، اختلاء الخاطب بمخطوبته، الخاتم -الدبلة- التي تحفظ عهد الخاطبين -كما يزعمون-، وهناك أمور أخرى تبكي من كان له قلب، وتجعل العقد الشرعي أمراً رسمياً لا غير -والله المستعان- حتى التصورات العامة حول هذا الموضوع لم تسلم، فلا زواج للفتاة إلا بعد الخامسة والعشرين أو أكثر، ولا شاب يتزوج إلا بعد الثلاثين، بدعوى تكوين نفسه.
أما قضية التعدد فهي قضية مؤسفة محزنة، بدأنا نسمع من يناقش وهو متكئ على أريكته، ما رأيك في التعدد؟ _أعوذ بالله_ كيف نبدي رأياً في قضية حسمها القرآن الكريم، وانظر إلى الإجابة، هذا يؤيد، وهذا يعارض، وهذا يؤيد بشروط، وهلم جرا. وتنشر الصحف هذه المناقشات، وهي قضية حسمها القرآن الكريم، والنقاش فيها من حيث الأصل خطير يخشى على دين من يناقشها، وهناك فرق بين أن نناقش هل فلان يناسبه التعدد أم لا؟ وبين أن نناقش أصل القضية.
ثامناً: عمل المرأة في غير مجالها
وهذا المظهر من مظاهر التغريب التي تتفاوت مجتمعات المسلمين في ابتلائها به، فمن غارق فيها، وعائم يقاوم الغرق.
بدأنا نسمع من يتحدث عن قضية عمل المرأة في المصنع، وامتلاء مدارس البنات، فلماذا لا تعمل في المصنع مع المحافظة على العادات الإسلامية؟! هذه الكلمة التي أصبحت كالطابع تقال في كل مناسبة، وتمرر خلالها كثير من المخططات؛ لأن الخيرين طيبون.
وطيبتهم هنا ليست الطيبة الشرعية، فإنهم إذا سمعوا مثل هذا الكلام اطمأنوا، وإذا علموا أن مصنعاً يريد أن تختلط فيه النساء بالرجال، وقال أهله: نحن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا، ونحافظ على عفة المرأة، أجابوا بالرضا والطمأنينة، فما دامت هي معزولة، فما الذي يمنع.
وكما قال محمد قطب: "بطيء ولكنه أكيد المفعول" خطواتهم في هذه المجالات بطيئة ذكية، "ولكنه أكيد المفعول"،أي: أنه سيغرب المجتمع شاؤوا أم أبوا.
هذه بعض مظاهر التغريب، ولكن ما هي الوسائل التي أوصلت مجتمعاتنا إلى أن تشوه وجهها بتلك المظاهر؟
من محاضرة للشيخ ناصر العمر حفظه الله
مظاهر التغريب
ما هي مظاهر التغريب التي نراها تنخر في المجتمع المسلم ؟ إنها مظاهر عدة اختصرها وأوجزها فيما يلي:
أولاً: السفور
هذا الأمر أصبح عاديًّا عند كثير من فتياتنا وبناتنا، والالتزام بالحجاب لم يعد كما أمر الله ، بل ولا كما كنا نعهده في بعض مجتمعاتنا.
ألستم ترون معي المشاهد المخزية المتكررة يومياً، إن من يدخل أسواقنا اليوم قد يرى امرأة محجبة كبيرة في السن وبجوارها فتاة متبرجة، (وإن كانت كاسية)، تلبس الثوب الرقيق، الثوب الذي يصف البشرة، تلبس الغطاء الفاتن، ومن هذه يا ترى؟ إن هذه ابنة تلك _سبحان الله_! هذه المرأة كيف كانت، وكيف أصبحت؟ كيف أصبح أمراً مألوفاً عند هذه المرأة المحافظة المتحجبة أن تسير معها، وأن يكون في بيتها هذه الفتاة الكاسية العارية؟!
لا تتصوروا -أيها الأحبة- أن السفور هو في كشف الوجه فقط -لا- قد يكون كشف الوجه في بعض المجتمعات من أسهل أنواع السفور، وهو خطير ولا شك.
إن السفور أن تغطي المرأة وجهها، ولكنها تمشي وكأنها في صالة عرض لجسمها.
إن السفور أن تلبس الثوب الضيق والعباءة الجذابة منظراً وقصراً، والحجاب الذي يخضع أهل القلوب المريضة.
إن السفور أصبح في كثير من البيوت أمراً غير مستنكر، وهذا ما يزيد الطين بلة _كما يقولون_.
ثانياً: الاختلاط
إن هذا الأمر قد مسخ الفطر، وأفسد الأخلاق في كثير من مجتمعات المسلمين ولا ريب، ففي كثير منها اختلط حابلها بنابلها، وهذه مجتمعات تحتاج إلى نظرة أطول ووقفة أعمق.
ولكن بعضاً ممن لا ينظرون إلى هذا الأمر بشمول يظنون أن الاختلاط لا يكون إلا في المدارس أو الجامعات! أقول لهؤلاء: رويدكم رويدكم، فقد أبعدتم النجعة.
لا شك أن الاختلاط في الجامعات والمدارس جد خطير، ومرحلة متقدمة من المرض، ولكن هناك مجالات أخرى لا تقل خطورة، فالاختلاط في الأسواق أسوأ من الاختلاط في المدارس والجامعات أحياناً، وتجتمع مفاسد الاختلاط في المستشفيات بين الأطباء والطبيبات، بين المرضى والممرضات، بين المريضات والممرضين.
ولا يقل الاختلاط في الحدائق، وبعض الأعراس والمناسبات الاجتماعية، والمطاعم خطورة عن سابقيه.
إن هناك مظاهر كثيرة من الاختلاط تنذر بسخط الجبار -جل جلاله- فإياكم أن تأخذكم الغفلة، وتقولوا: إن الاختلاط تجل عنه مجتمعاتنا.
زعـم السـفور والاخـتلاط وسـيلة
كذبـوا متـى كـان التعـرض للخنا
للمجـد قـوم فـي المجانـة أغرقوا
شـيئاً تعـز بـه الشـعوب وتسـبق
ثالثاً: الخلوة
أيها الأحبة:
كم ثلث الشيطان ( ) رجلاً وامرأة قد اختليا _سبحان الله_ أيصحب الشيطان فتياتنا؟ نعم، إن هذا الأمر أصبحنا نراه صباح مساء.
ألستم ترون رجالاً قد صحبوا فتيات ونساء في سياراتهم، وواضح من شكل جلوسها وهيئة سائقها أنهما أجنبيان عن بعضهما. إنها صورة من صور الخلوة.
وصورة أخرى؛ إنها بين الخدم والسائقين ونساء البيوت.
أليست هذه خلوة؟ الخلوة هل يرضاها ذو غيرة وشهامة، فضلاً عن أن يكون ذا دين؟
بعض النساء ترفض أن تذهب مع السائق وحدها، بينما تأذن لابنتها أن تخرج مع السائق وحدها.
وهذا -كما قال الأستاذ محمد قطب- امتناع عن الخروج عادة لا عقيدة، لو كان امتناع الأم عقيدة لمنعت ابنتها، ولكنها العادة.
رابعاً: تحديد النسل
هذه الفرية التي بدأت تدب في مجتمعنا، وبدأنا نسمع من جعل تحديد النسل هدفاً من أهدافه.
_سبحان الله، سبحان الله_!! أسمع وتسمعون أن الرئيس الفرنسي يدعو لزيادة النسل، حتى وإن كان عن طريق غير مشروع، وهي دولة تعدادها بعشرات الملايين، ومساحتها وثرواتها لا تقارن بكثير من بلاد المسلمين.
وإن من زار أماكن صرف العلاج في أي بلد مسلم فسيرى عجباً، إن أقل الذي يعرض تكلفة هو وسائل تحديد النسل، بل إن في بعض هذه البلاد يكون من ضمن المعونات التي تقدمها الدول النصرانية لها كميات هائلة من تلك الوسائل. لماذا؟ لأن أعداءنا هم الذين يصنعونها، وهم الذي يصدرونها إلينا لأغراض في نفوسهم..
ذكرت إحدى الصحف المحلية أن رجلاً اتفق هو وزوجته على الاكتفاء بأولاد ثلاثة أو اثنين، فذهب بها إلى المستشفى لعمل عملية يوقف نسلها، وبعد نجاح العملية ذهب الزوج وأولاده لزيارتها، وبعد أن اطمأنوا على أن العملية قد نجحت خرج هو وأولاده، وفي أحد الشوارع وقع لهم حادث توفي على إثره جميع الأولاد.
وكأني بها عقوبة عاجلة قبل الآجلة، والله يمهل ولا يهمل، وإن في ذلك لعبرة.
خامساً: التغريب في اللباس
هل ما تلبسه كثير من بناتنا ونسائنا هو اللباس الشرعي الذي ارتضاه الله ورسوله لنا؟ أبداً وعزة ربنا.
إنه يخرج من دور الأزياء -وإن شئت فارفع الهمزات وأبدل الياء نونا- أتلك الدور في بلاد المسلمين؟ إنها الدور الباريسية الخليعة، والبيوت اللندنية المنحلة.
والمدهش المحزن أن بعض نسائنا في بعض بلاد المسلمين قد تفصل الأزياء قبل أن تفصل في فرنسا وبريطانيا وغيرها.
إن الأزياء مظهر من مظاهر التغريب ووسيلة من وسائله؛ ولذلك جاء شاعرنا ليقول متحدثاً عن الأزياء وعن اللباس الذي يرى على نساء المسلمين، وأصبح أمراً غير مستنكر حتى لدى بعض الموسومين بالخير، فتراه يلبس بنته إلى حد الركبتين، ويقول: إنها صغيرة:
إن الرمــاح إذا عدلتهــا اعتـدلت ولا تليـن إذا كـانت مـن الخشـب
ويقول غيره:
وينشــأ ناشــئ الفتيــان فينـا
عــلى مــا كــان عـوده أبـوه
وها هو شاعرنا يقول:
لحـــد الـــركبتين تشــمرينا
كــأن الثــوب ظـل فـي صبـاح
تظنيــن الرجــال بــلا شـعور
بـــربك أي نهـــر تعبرينـــا
يزيــد تقلصــا حينــاً فحينــا
لأنـــك ربمـــا لا تشـــعرينا
إن هذه الأزياء لا تخلو من أمور تجعلها في زاوية الحظر الشرعي، فمثلاً:
التعري الفاضح في بعض هذه الأزياء، ومن أراد التحقق من هذا اللون من ألوان الانحلال فليكاشف مجلات الأزياء ومشاغل الخياطة.
محبة النساء الكافرات والإعجاب بهن، وهذا قادح في كمال عقيدة المسلم والمسلمة.
التشبه باليهود والنصارى وغيرهم، وهذا باب أوسع من أن يبسط.
التشبه بالرجال في اللباس، ولا نـزال نسمع بالأزياء الولادية.
هذا فضلاً عن انتهاب ثروات الأمة، وجعل بعض نسائها تلهث وراء هذه الأزياء وتنسى مهمتها الأساس.
سادساً: قضية العادات الاجتماعية
حتى هذه القضية لم تسلم من التغريب، فكثيراً ما يطرق أسماعنا عبارات مثل: أعياد الميلاد للأولاد، وغيرها من الممارسات الدخيلة.
يقول أحد الفضلاء: اتصلت بي امرأة يبدو من حديثها أنها امرأة صالحة، تقول: أنا امرأة ملتزمة أريد أن أقيم حفلاً بمناسبة بلوغ ابني سنة أو سنتين، وهو حفل -كما تقول هي- ملتزم لا محرمات فيه، فما الحكم؟ سبحان الله! من أين جاءتنا هذه العادة، إطفاء شمعة، أو شمعتين، أو ثلاثة، أو عشر.
كثير من العادات والمناسبات محتاجة لأن توزن بميزان الشرع.
سابعاً: قضايا تتعلق بالزواج والتعدد
قضايا الزواج تغيرت وتبدلت، فالزواج الشرعي أدخل عليه ما هو منه براء - الحب قبل الزواج، اختلاء الخاطب بمخطوبته، الخاتم -الدبلة- التي تحفظ عهد الخاطبين -كما يزعمون-، وهناك أمور أخرى تبكي من كان له قلب، وتجعل العقد الشرعي أمراً رسمياً لا غير -والله المستعان- حتى التصورات العامة حول هذا الموضوع لم تسلم، فلا زواج للفتاة إلا بعد الخامسة والعشرين أو أكثر، ولا شاب يتزوج إلا بعد الثلاثين، بدعوى تكوين نفسه.
أما قضية التعدد فهي قضية مؤسفة محزنة، بدأنا نسمع من يناقش وهو متكئ على أريكته، ما رأيك في التعدد؟ _أعوذ بالله_ كيف نبدي رأياً في قضية حسمها القرآن الكريم، وانظر إلى الإجابة، هذا يؤيد، وهذا يعارض، وهذا يؤيد بشروط، وهلم جرا. وتنشر الصحف هذه المناقشات، وهي قضية حسمها القرآن الكريم، والنقاش فيها من حيث الأصل خطير يخشى على دين من يناقشها، وهناك فرق بين أن نناقش هل فلان يناسبه التعدد أم لا؟ وبين أن نناقش أصل القضية.
ثامناً: عمل المرأة في غير مجالها
وهذا المظهر من مظاهر التغريب التي تتفاوت مجتمعات المسلمين في ابتلائها به، فمن غارق فيها، وعائم يقاوم الغرق.
بدأنا نسمع من يتحدث عن قضية عمل المرأة في المصنع، وامتلاء مدارس البنات، فلماذا لا تعمل في المصنع مع المحافظة على العادات الإسلامية؟! هذه الكلمة التي أصبحت كالطابع تقال في كل مناسبة، وتمرر خلالها كثير من المخططات؛ لأن الخيرين طيبون.
وطيبتهم هنا ليست الطيبة الشرعية، فإنهم إذا سمعوا مثل هذا الكلام اطمأنوا، وإذا علموا أن مصنعاً يريد أن تختلط فيه النساء بالرجال، وقال أهله: نحن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا، ونحافظ على عفة المرأة، أجابوا بالرضا والطمأنينة، فما دامت هي معزولة، فما الذي يمنع.
وكما قال محمد قطب: "بطيء ولكنه أكيد المفعول" خطواتهم في هذه المجالات بطيئة ذكية، "ولكنه أكيد المفعول"،أي: أنه سيغرب المجتمع شاؤوا أم أبوا.
هذه بعض مظاهر التغريب، ولكن ما هي الوسائل التي أوصلت مجتمعاتنا إلى أن تشوه وجهها بتلك المظاهر؟