ناصر
02-07-2003, 06:29 PM
صحفي فرنسي: مهاجمة العراق شهادة وفاة للأمم المتحدة وزيف الديمقراطية الأمريكية
نيوز أرشيف: أكد الصحفي الفرنسي جان غيسنل مؤلف كتاب الكذبة الرهيبة في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة انه إذا ما تمت مهاجمة العراق دون موافقة من مجلس الأمن الدولي، فإن ذلك سيكون بمثابة شهادة وفاة للأمم المتحدة التي ستفقد كل الأخلاقيات والمعاني السياسية والقدرة علي إبداء آرائها في أي موضوع في المستقبل. وأوضح أن القوة الأمريكية هشة في الواقع وتعتليها تناقضات مختلفة، ذلك أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ليس رجلا سياسياً ولا يملك ثقافة سياسية دولية تمكنه من التعامل مع المشكلات المطروحة. وأكد أن الإمبراطورية الأمريكية هي أكثر هشاشة مما يتصوره الكثير، وأنها ستنهار في النهاية شأنها في ذلك شأن الإمبراطوريات القديمة بالقول انه حينما تبلغ الإمبراطورية قوتها وأوجّها وتنهي مشاريعها فإنها ستقيم حصنا حولها كما حدث في الصين وفي فرنسا. ومن جهة أخري أعرب المحاضر عن أسفه لما يتعرض إليه معتقلو غوانتنامو بسبب الظروف غير الانسانية التي يعانونها، مضيفا ان إرسالهم خارج التراب الأمريكي تحت محاكمة عسكرية قد يعرضهم إلي عقوبة الحكم بالإعدام دون أن يكون لهم محامون يدافعون عنهم. وأضاف أن مثل هذه الاعتقالات تضع الديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا علي أنها أولي الديمقراطيات في العالم محل شك وتساؤل، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبار هذه الأعمال نابعة من بلد الحق والقانون. وأعرب عن قلقه إزاء عدم الاستجابة للاحتجاجات المعارضة لاعتقال أسري غوانتنامو، معتقدا أن الحل الأمثل لمعالجة وضعية هؤلاء يكون من اختصاص محكمة تنظر في أمرهم بشكل نزيه وواضح. وأرجع استقالة هنري كيسنجر من لجنة التحقيق التي أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بتشكليها للنظر في أسباب أحداث 11 سبتمبر (ايلول) إلي المعارضة التي أبداها البعض حيال تعيينه في هذا المنصب واتهامه بتلقي رشاوي من أصدقاء له لاخفاء بعض الحقائق، وكذا بسبب ماضيه المشبوه في كل من أمريكا اللاتينية وتعامله مع مجموعات مالية. وأعرب عن أسفه علي استغلال أمريكا للحملة التي تشنها علي الإرهاب من أجل تحقيق مآربها الاستراتيجية المتمثلة في السيطرة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية علي العالم. وأكد أن الحرب الأمريكية ضد العراق أصبحت وشيكة وأنها لا تستهدف مكافحة الإرهاب والسيطرة والتحكم في مصادر النفط فقط ، وإنما أيضا منح إسرائيل مكانة متميزة في الشرق الأوسط، استجابة لطموحات الصقور في الإدارة الأمريكية والعلاقة الأيديولوجية القائمة بينهم وبين مجموعات الضغط المختلفة. وأضاف أن هؤلاء الصقور يعملون كما هو واضح في إطار التنسيق مع اليمين الإسرائيلي، معتبرين أن أمن إسرائيل واستمرارها في مقدمة الأولويات، التي تمر حتماً بالقضاء علي صدام حسين ودمج العراق بشكل نهائي في المسار الأمريكي، وإقامة أنظمة موالية للغرب في المنطقة. وقال إن صقور الإدارة الأمريكية يأملون أن تحدث معجزة لإنقاذهم من خوض غمار هذه الحرب وما سينجم عنها من أضرار فادحة، علي غرار ما حدث في رومانيا بفعل انقلاب داخلي. وأكد أنه لا توجد أدلة موثوق بها تبين صلة العراق بمنظمة القاعدة وتثبت امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، مضيفا أن كل ما يمكن قوله في هذا السياق هو إن العراق حاول الحصول علي تلك الأسلحة، ومعربا في الوقت نفسه عن المخاوف من أن تمضي الإدارة الأمريكية إلي حد اختلاق مبررات تسوغ لها شن هذه الحرب. وقال إن موقفي فرنسا وألمانيا المعارض بشأن الحرب ضد العراق متقاربان ويسيران في نفس التوجه، مشيرا إلي أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ذهب إلي حد التهديد بإمكانية استخدام الفيتو ضد أي مشروع يطرح علي مجلس الأمن لشن الحرب علي العراق ومتوقعا أن يغير الرئيس شيراك رأيه في الأخير، لافتا إلي عدم وجود معارضة في الشارع الفرنسي حيال شن حرب في العراق. وانتقد تصرف الولايات المتحدة الذي دفع شعبها لمهاجمة مواطنين من أصول عربية وإسلامية، وسنها تشريعاً استثنائياً يستهدف العرب والمسلمين بشكل خاص، واصفا هذه الإجراءات بأنها غير مقبولة، كونها تلحق ضررا بأشخاص همّهم الوحيد الاندماج في دولة القانون والتمتع بحرية المعتقد والديمقراطية، مشيرا إلي معاناة الآلاف من الملاحقة والسجن لأسباب عرقية صرفة. واعتبر أنه من الغباء الاعتقاد بأن المجموعة العربية والمسلمة هي من كانت وراء أحداث 11 سبتمبر (ايلول)، موضحا أن الرد الأمريكي علي المسلمين والعرب هو نتيجة الشعور الذي انتاب الأمريكيين في أعقاب تلك الأحداث من قيام القاعدة بتنفيذ هجمات أخري ضدهم. وأشار إلي المخاوف السائدة في الغرب من الإسلام علي كونه دينا يشجع علي استخدام العنف، وهو الامر الذي يتطلب من المفكرين والمثقفين في العالم الاسلامي بذل المزيد من الجهد لتصحيح هذا الاعتقاد وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام. وقال إن العلاقات بين فرنسا والكيان الصهيوني وإن كانت في إطارها العام علاقات ودية فإنها شهدت بعض التناقضات، مشيرا إلي موجة معاداة السامية السائدة في فرنسا، الأمر الذي أدي إلي نوع من التوتر القائم بين الجالية المسلمة والجالية اليهودية. ولفت النظر إلي أن هذا التوتر هو محل اهتمام من جانب المفكرين وذلك ضمن نقاش كبير في فرنسا التي تعرف بثقافتها المتنوعة وحيث يتعايش اليهود والمسيحيون والمسلمون معا ولعقود كثيرة. وقال إنه بالرغم من توفر جيش أمريكي ضخم تبلغ ميزانيته مليار دولار يوميا وجهاز مخابرات يعتد به، فإنه مع ذلك ما يزال يتعقب آثار عناصر تنظيم القاعدة علي رأسهم أسامة بن لادن، وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدي قدرة جهاز المخابرات الأمريكية علي جمع المعلومات وتحليلها. وارجع عجز المخابرات الأمريكية بعدم الاهتمام بالشكل المطلوب بالمؤشرات التي تراكمت علي مدي عدة سنوات حول حقيقة التهديدات الإرهابية إلي عدة عوامل، من بينها عدم مبالاة الأمريكيين بما يدور حولهم، وشعورهم بالثقة المفرطة، وعقدة التفوق التي يعانون منها، معربا عن اعتقاده بان المخابرات الأمريكية غير قادرة علي مواجهة احتمالات إرهابية متوقعة.
تقبل التعازي تحت هذا الموضوع
لكم تحياتي
ناصر
نيوز أرشيف: أكد الصحفي الفرنسي جان غيسنل مؤلف كتاب الكذبة الرهيبة في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة انه إذا ما تمت مهاجمة العراق دون موافقة من مجلس الأمن الدولي، فإن ذلك سيكون بمثابة شهادة وفاة للأمم المتحدة التي ستفقد كل الأخلاقيات والمعاني السياسية والقدرة علي إبداء آرائها في أي موضوع في المستقبل. وأوضح أن القوة الأمريكية هشة في الواقع وتعتليها تناقضات مختلفة، ذلك أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ليس رجلا سياسياً ولا يملك ثقافة سياسية دولية تمكنه من التعامل مع المشكلات المطروحة. وأكد أن الإمبراطورية الأمريكية هي أكثر هشاشة مما يتصوره الكثير، وأنها ستنهار في النهاية شأنها في ذلك شأن الإمبراطوريات القديمة بالقول انه حينما تبلغ الإمبراطورية قوتها وأوجّها وتنهي مشاريعها فإنها ستقيم حصنا حولها كما حدث في الصين وفي فرنسا. ومن جهة أخري أعرب المحاضر عن أسفه لما يتعرض إليه معتقلو غوانتنامو بسبب الظروف غير الانسانية التي يعانونها، مضيفا ان إرسالهم خارج التراب الأمريكي تحت محاكمة عسكرية قد يعرضهم إلي عقوبة الحكم بالإعدام دون أن يكون لهم محامون يدافعون عنهم. وأضاف أن مثل هذه الاعتقالات تضع الديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا علي أنها أولي الديمقراطيات في العالم محل شك وتساؤل، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبار هذه الأعمال نابعة من بلد الحق والقانون. وأعرب عن قلقه إزاء عدم الاستجابة للاحتجاجات المعارضة لاعتقال أسري غوانتنامو، معتقدا أن الحل الأمثل لمعالجة وضعية هؤلاء يكون من اختصاص محكمة تنظر في أمرهم بشكل نزيه وواضح. وأرجع استقالة هنري كيسنجر من لجنة التحقيق التي أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بتشكليها للنظر في أسباب أحداث 11 سبتمبر (ايلول) إلي المعارضة التي أبداها البعض حيال تعيينه في هذا المنصب واتهامه بتلقي رشاوي من أصدقاء له لاخفاء بعض الحقائق، وكذا بسبب ماضيه المشبوه في كل من أمريكا اللاتينية وتعامله مع مجموعات مالية. وأعرب عن أسفه علي استغلال أمريكا للحملة التي تشنها علي الإرهاب من أجل تحقيق مآربها الاستراتيجية المتمثلة في السيطرة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية علي العالم. وأكد أن الحرب الأمريكية ضد العراق أصبحت وشيكة وأنها لا تستهدف مكافحة الإرهاب والسيطرة والتحكم في مصادر النفط فقط ، وإنما أيضا منح إسرائيل مكانة متميزة في الشرق الأوسط، استجابة لطموحات الصقور في الإدارة الأمريكية والعلاقة الأيديولوجية القائمة بينهم وبين مجموعات الضغط المختلفة. وأضاف أن هؤلاء الصقور يعملون كما هو واضح في إطار التنسيق مع اليمين الإسرائيلي، معتبرين أن أمن إسرائيل واستمرارها في مقدمة الأولويات، التي تمر حتماً بالقضاء علي صدام حسين ودمج العراق بشكل نهائي في المسار الأمريكي، وإقامة أنظمة موالية للغرب في المنطقة. وقال إن صقور الإدارة الأمريكية يأملون أن تحدث معجزة لإنقاذهم من خوض غمار هذه الحرب وما سينجم عنها من أضرار فادحة، علي غرار ما حدث في رومانيا بفعل انقلاب داخلي. وأكد أنه لا توجد أدلة موثوق بها تبين صلة العراق بمنظمة القاعدة وتثبت امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، مضيفا أن كل ما يمكن قوله في هذا السياق هو إن العراق حاول الحصول علي تلك الأسلحة، ومعربا في الوقت نفسه عن المخاوف من أن تمضي الإدارة الأمريكية إلي حد اختلاق مبررات تسوغ لها شن هذه الحرب. وقال إن موقفي فرنسا وألمانيا المعارض بشأن الحرب ضد العراق متقاربان ويسيران في نفس التوجه، مشيرا إلي أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ذهب إلي حد التهديد بإمكانية استخدام الفيتو ضد أي مشروع يطرح علي مجلس الأمن لشن الحرب علي العراق ومتوقعا أن يغير الرئيس شيراك رأيه في الأخير، لافتا إلي عدم وجود معارضة في الشارع الفرنسي حيال شن حرب في العراق. وانتقد تصرف الولايات المتحدة الذي دفع شعبها لمهاجمة مواطنين من أصول عربية وإسلامية، وسنها تشريعاً استثنائياً يستهدف العرب والمسلمين بشكل خاص، واصفا هذه الإجراءات بأنها غير مقبولة، كونها تلحق ضررا بأشخاص همّهم الوحيد الاندماج في دولة القانون والتمتع بحرية المعتقد والديمقراطية، مشيرا إلي معاناة الآلاف من الملاحقة والسجن لأسباب عرقية صرفة. واعتبر أنه من الغباء الاعتقاد بأن المجموعة العربية والمسلمة هي من كانت وراء أحداث 11 سبتمبر (ايلول)، موضحا أن الرد الأمريكي علي المسلمين والعرب هو نتيجة الشعور الذي انتاب الأمريكيين في أعقاب تلك الأحداث من قيام القاعدة بتنفيذ هجمات أخري ضدهم. وأشار إلي المخاوف السائدة في الغرب من الإسلام علي كونه دينا يشجع علي استخدام العنف، وهو الامر الذي يتطلب من المفكرين والمثقفين في العالم الاسلامي بذل المزيد من الجهد لتصحيح هذا الاعتقاد وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام. وقال إن العلاقات بين فرنسا والكيان الصهيوني وإن كانت في إطارها العام علاقات ودية فإنها شهدت بعض التناقضات، مشيرا إلي موجة معاداة السامية السائدة في فرنسا، الأمر الذي أدي إلي نوع من التوتر القائم بين الجالية المسلمة والجالية اليهودية. ولفت النظر إلي أن هذا التوتر هو محل اهتمام من جانب المفكرين وذلك ضمن نقاش كبير في فرنسا التي تعرف بثقافتها المتنوعة وحيث يتعايش اليهود والمسيحيون والمسلمون معا ولعقود كثيرة. وقال إنه بالرغم من توفر جيش أمريكي ضخم تبلغ ميزانيته مليار دولار يوميا وجهاز مخابرات يعتد به، فإنه مع ذلك ما يزال يتعقب آثار عناصر تنظيم القاعدة علي رأسهم أسامة بن لادن، وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدي قدرة جهاز المخابرات الأمريكية علي جمع المعلومات وتحليلها. وارجع عجز المخابرات الأمريكية بعدم الاهتمام بالشكل المطلوب بالمؤشرات التي تراكمت علي مدي عدة سنوات حول حقيقة التهديدات الإرهابية إلي عدة عوامل، من بينها عدم مبالاة الأمريكيين بما يدور حولهم، وشعورهم بالثقة المفرطة، وعقدة التفوق التي يعانون منها، معربا عن اعتقاده بان المخابرات الأمريكية غير قادرة علي مواجهة احتمالات إرهابية متوقعة.
تقبل التعازي تحت هذا الموضوع
لكم تحياتي
ناصر