فايز ابن رويحل
05-05-2005, 09:59 PM
روى هذه السالفة محمد بن عبد الكريم الجربوع لسليمان بن ابراهيم الطامي الذي ذكرها في مؤلفه سواليف المجالسقال فيها : كان رجل يتنقل بين مدن المملكة ومدن البلدان المجاورة لغرض التجارة ، وكان ينقل بضاعته بواسطةالجمال . حيث هي وسيلة النقل في ذلك الوقت . وفي احدى سفرياته هذا الرجل .ميقول راوي السالفة : كان الرجل راكبا على جمله ويسوق الجمال الأخرى أمامه محملة بالبضائع . وأثناء سيره عرضللرجل شبح من بعيد ، اتجه اليه الرجل ليرى ماهو هذا الشبح ؟؟ فاقترب منه شيئا فشيئا ، فقال : لعلها شاة تائهةعن باقي الشياه ، أو بيت شعر مطوي ، لأن الشبح لونه أسود ... وصل الرجل الى الشبح ، فاذا هي امرأة تئن تحتغطائها ولا تستطيع الحراك ، وحولها اناء مملوء ماء الا أن الاناء ممتليء بالجعلان ، شيء حي يريد الخروج وشيء منهامنها ميت . يقول الرجل : اقتربت من المرأة وسلمت عليها ، فلم ترد علي السلام الا اللهم بصوت لم أسمعه ..منزلت عن جملي ورفعت غطاء المرأة ، اذا هي مريضة بالجدري وجسدها كله مغطى ببثور الجدري .. فأنزل الله بيالرحمة على المرأة ، تركت جمالي ترعى وأخذت فأسي فقطعت شجرا وفرشته تحت المرأة ، ووضعت رمادا مع أدويةمعي كنت مستعدا بها لي في الأسفار ، فقلبت المرأة يمينا وشمالا ، ووضعت عليها من الدواء والرماد يتكون من : مم ( مرة ، حلتيت ، صبر ، رشاد ) وغيرها من الأدوية العشبية ، وأسقيتها مريسا ( تمر مخلوط بماء ) ..موعيناي تذرفان الدمع على هذه المرأة ، حيث تخيلتها ابنتي الكبيرة ( فلانة ) وجلست على هذه الحال مع المرأةعدة أيام حتى جفت قروحها وبدأت تتقشر - تحت - وبدأت المرأة تطاعم ( تأكل الطعام ) والحياة تدب فيها شيئا فشيئاسألتها عن سالفتها ، ومن جاء بها الى هنا . فأخبرتني بالسالفة كاملة ، وأنها كانت مع عرب بصحبة زوجها ، وأنهامتزوجة من شهور فقط ، فأصيبت بالجدري ، فرماها زوجها بهذا المكان بعد ماشد العرب ورحلوا منه ، ووضعوا عندهاماءا وتمرا . تقول المرأة : التمر أكلته القوارض ، جرابيع وجرذان وغيرها ، واناء الماء امتلأ بالجعلان ، وقال زوجها وأهلهاما تحيا واما تموت .. يقول الرجل : سألتها عن أهلها فأخبرتني أنهم في مكان كذا ، وكنت أعرف المكان ، حمدت اللهأنني أنقذت نفسا بعونه ، فأركبتها على أحد جمالي وركبت أنا جملي ، وسقت بقية جمالي أمامنا . يقول صاحبالسالفة : عندما قربت من مكان أهلها ، قلت للمرأة : اذهبي بالجمل الذي تحتك لأهلك وأنا أجلس هنا وأخبريهمانطلقت الى أهلها ورحب بها أهلها ، وسألوها عن زوجها وبقية الفريق ، ولماذا شكلها متغير ؟؟ فأخبرتهم بما جرىلها وأنها أصيبت بالجدري ورماها زوجها بالصحراء لتموت لولا عناية الله ثم رجل عالجها وأنقذها .. وأخبرتهم أن الرجلفي مكان قريب من هنا . أمر والدها باحضار الرجل ، فحضر وأكرموه أيما اكرام ، فصار الغداء عند رجل والعشاء عند آخرمن القبيلة ، اما اخوة المرأة فانهم تقلدوا سلاحهم ليلحقوا بزوجها ويقتلوه جزاء مافعل باختهم ، الا أن الرجل الضيفتدخل وطلب منهم الصفح اذا كانوا يريدون اكرامه . وقال لهم : ابنتكم الآن عندكم سليمة معافاة ، وأنا الآن أودعكمفطلب والد المرأة بأن أعرج عليهم كل ماغدوت أو رجعت ، فوعدته بذلك . يقول الرجل : ركبت جملي وسقت بقية جماليلأواصل سفري ، اذ أمامي قطيع من الغنم . فقلت لوالد المرأة : ماهذه ؟ قال : هدية لك مني ومن أولادي ومن المرأةم ( ابنتي ) التي أنقذت ، هدية متواضعة ، وأما الثواب والأجر من الله ، وسيجزيك ان شاء الله خير الجزاءفودعتهم وعيناي تذرفان دمعا لهذا الموقف الذي حصل لي مع المرأة المسكينة . حيثها قبّلت رأسي ويدي وهي تبكيوأنا أنظر الى أثر الجدري بيديها ورجليها . فحمدا لله على مايسره لي . مصفحة 49 من كتاب سواليف المجالس ( الجزء الثاني ) تأليف سليمان بن ابراهيم الطامي
منقول للفائدة
تحياتي
منقول للفائدة
تحياتي