ناصر
07-07-2009, 12:58 AM
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير
قبل أيام كنت انتظر أحد الأصدقاء الذي هاتفني وأبلغني بحضوره لزيارتي في الجامعة، فور وصوله دردشنا في الحديث الاعتيادي، وقررنا أن " نتمشى" في ساحة الجامعة، كانت الساحة مكتظة إلى حد ما، فقال لي صديقي أنه مرّ وقت طويل بعد تخرجه من الجامعة وعلى أخر زيارة لها، وأستمر في " فضفضته" قائلا: أنا مستغرب من طبيعة لباس اليوم، قبل سنوات لم نكن نشاهد مثل هذا الزى على الطالبات، بناطيل جينز ضيقة، وفوقها بلوزة "لا أعلم ماذا يسمونها" قصيرة لا تكاد تصل طرف البنطلون من أعلى، مما يجعل اللباس مجسدا للبدن، يظهره مفصلا، وفوق هذا بعضهن يلبسن " حجاب " فوق الرأس، وأنهى صديقي حديثه مستفسرا، ما هذا التناقض، ألا تعتقد أنه تناقض؟
أجبته بما أعتقد، قائلا: هذا ليس حجابا يا عزيزي، فالحجاب حينما نعرّفه لن ينطبق على مثل هذا اللباس، ولا تستغرب من هذا التناقض، فنحن اليوم نشاهد كل أنواع المتناقضات يمارسها الناس وكأنها أشياء طبيعية، نحن في حالة فوضى وفلتان قيّمي، طالت مختلف مناحي حياتنا، ولن يكون الحجاب، أو اللباس عموما بمنأى عن هذه الفوضى، ختمنا الحديث في هذه الجزئية، وعدنا لنستفسر عن باقي " شلة " الأصدقاء وتجاوزنا أمر الحجاب والمحجبات.
الحجاب كلمة تدل من ناحية لغوية على الستر والحيلولة والمنع، ومن ناحية شرعية فالحجاب يعني أن تستر المرآة بدنها وزينتها، بحيث يمنع الأجانب من رؤية شيء من بدنها، هذا ببساطة ودون الولوج في النقاش الدائر حول شروط اللباس والحجاب الإسلامي، وغيرها من الأمور المتعلقة به، بنظري إن كل زى ولبس إسلامي طالما انه لا يجسد ولا يشف ولا يغري.
لكن ما نراه اليوم بعيد كل البعد عن الزى الإسلامي، صحيح أننا قد نشاهد الفتاة تغطي شعرها، لكنها تلبس الجينز، والقصير فوقه من الملابس بشكل يبرز تفاصيل الجسد، بالإضافة إلى الألوان، ونوعية القماش، لتكتمل لوحة الإغراء والتجسيد، وبهذا يخرج هذا النوع من اللباس والحجاب عن دائرة الحجاب الإسلامي، ليدخل في دائرة العادة والتقليد، فبحكم موروثنا الاجتماعي الذي يفرض على الفتاة نوعا من اللباس، تضطر بعضهن إلى ارتداء هذا النوع من اللباس تساوقا مع العادات والتقاليد، بل إن في هذا اللباس تحايلا على تلك العادات، من خلال إتباع صرعات الموضة على هذا الصعيد، فمصمووا الأزياء كغيرهم من الناس سيغيرون ويبدلون ويطورون ويخترعون، ولا ثوابت عندهم، اخترعوا هذا النوع من اللباس ليكون حجابا " مودرن" على أخر موضة دون الإلتفات إلى الثوابت والشروط لهذا اللباس.
لم يشرّع الدين ويفرض اللباس المحتشم المتوازن الذي يستر المرآة من فراغ، ولا تساوقا مع عادات العرب وتقاليدهم في ذلك الوقت، وإنما هدفه الحفاظ على عفة المرآة وحفظ كرامتها وصونها، وإبعادها عن مواطن الشبهات، وعيون الرجال، وكثيرا ما تمر بي مواقف ألاحظ فيها أن الفتاة ذات اللباس المحتشم لا يجرؤ " الصيع - جمع صايع-" من الشباب مجرد النظر إليها ، على العكس من ذلك فالفتاة ذات اللبس المجسد المغري تكون محط الأنظار وعنوان التعليقات الخادشة - بل الكاسرة والفاضحة - للحياء أينما حلت.
لا اعلم إن كانت بعض الفتيات يقصدن لفت الأنظار بهذا النوع من اللباس، الذي لفترة قريبة لم نكن نشاهدة، أما الآن فتعودنا عليه، وكأنه أمر طبيعي، وأصبحنا نسمع التعليقات مجبرين، حينما تمر بجانبنا فتاة من هذا الصنف. ربما أثرت فينا حالة الانسياب العالمي للقيم، وربما لأننا الطرف الضعيف في معادلة العولمة كنا متأثرين وليس مؤثرين، إقتحمت القيم الغريبة مجتمعاتنا وتوطنت في سلوكياتنا وعاداتنا، واصبحت تحظى بمقبولية اجتماعية وكانها أمر طبيعي جدا، مما أدى إلى نوع من التساهل المجتمعي تجاه بعض السلوكيات، بل حتى وتقبلها والدفاع عنها أحيانا تحت باب " الحريات الشخصية"
تنازل الناس عن كثير من القيم القديمة، بل واصبحوا يحتقرونها ويوسمون من يتمسك بها بالمختلف، الذي لا زال يعيش في زمن " تركيا"
و الحقيقة أنني لا اعلم الدوافع الحقيقية وراء تلك السلوكيات المتعلقة بالزى والملبس، هل هي دوافع نفسية لإثبات الذات وإثارة انتباه الآخرين خصوصا الفئة المستهدفة و"اصطياد" زوج المستقبل، أم هي مسايرة آخر صيحات الموضة والتمتع بالأناقة وإبراز مظاهر الأنوثة، أم هو الجهل والتقليد الأعمى دون تفكير، لجماعة الرفاق، أم غير ذلك لا أعلم.
كل ما أعمله وأستطيع الجزم به أن هذا ليس زيا إسلاميا، بل هو حجاب الموضة
قبل أيام كنت انتظر أحد الأصدقاء الذي هاتفني وأبلغني بحضوره لزيارتي في الجامعة، فور وصوله دردشنا في الحديث الاعتيادي، وقررنا أن " نتمشى" في ساحة الجامعة، كانت الساحة مكتظة إلى حد ما، فقال لي صديقي أنه مرّ وقت طويل بعد تخرجه من الجامعة وعلى أخر زيارة لها، وأستمر في " فضفضته" قائلا: أنا مستغرب من طبيعة لباس اليوم، قبل سنوات لم نكن نشاهد مثل هذا الزى على الطالبات، بناطيل جينز ضيقة، وفوقها بلوزة "لا أعلم ماذا يسمونها" قصيرة لا تكاد تصل طرف البنطلون من أعلى، مما يجعل اللباس مجسدا للبدن، يظهره مفصلا، وفوق هذا بعضهن يلبسن " حجاب " فوق الرأس، وأنهى صديقي حديثه مستفسرا، ما هذا التناقض، ألا تعتقد أنه تناقض؟
أجبته بما أعتقد، قائلا: هذا ليس حجابا يا عزيزي، فالحجاب حينما نعرّفه لن ينطبق على مثل هذا اللباس، ولا تستغرب من هذا التناقض، فنحن اليوم نشاهد كل أنواع المتناقضات يمارسها الناس وكأنها أشياء طبيعية، نحن في حالة فوضى وفلتان قيّمي، طالت مختلف مناحي حياتنا، ولن يكون الحجاب، أو اللباس عموما بمنأى عن هذه الفوضى، ختمنا الحديث في هذه الجزئية، وعدنا لنستفسر عن باقي " شلة " الأصدقاء وتجاوزنا أمر الحجاب والمحجبات.
الحجاب كلمة تدل من ناحية لغوية على الستر والحيلولة والمنع، ومن ناحية شرعية فالحجاب يعني أن تستر المرآة بدنها وزينتها، بحيث يمنع الأجانب من رؤية شيء من بدنها، هذا ببساطة ودون الولوج في النقاش الدائر حول شروط اللباس والحجاب الإسلامي، وغيرها من الأمور المتعلقة به، بنظري إن كل زى ولبس إسلامي طالما انه لا يجسد ولا يشف ولا يغري.
لكن ما نراه اليوم بعيد كل البعد عن الزى الإسلامي، صحيح أننا قد نشاهد الفتاة تغطي شعرها، لكنها تلبس الجينز، والقصير فوقه من الملابس بشكل يبرز تفاصيل الجسد، بالإضافة إلى الألوان، ونوعية القماش، لتكتمل لوحة الإغراء والتجسيد، وبهذا يخرج هذا النوع من اللباس والحجاب عن دائرة الحجاب الإسلامي، ليدخل في دائرة العادة والتقليد، فبحكم موروثنا الاجتماعي الذي يفرض على الفتاة نوعا من اللباس، تضطر بعضهن إلى ارتداء هذا النوع من اللباس تساوقا مع العادات والتقاليد، بل إن في هذا اللباس تحايلا على تلك العادات، من خلال إتباع صرعات الموضة على هذا الصعيد، فمصمووا الأزياء كغيرهم من الناس سيغيرون ويبدلون ويطورون ويخترعون، ولا ثوابت عندهم، اخترعوا هذا النوع من اللباس ليكون حجابا " مودرن" على أخر موضة دون الإلتفات إلى الثوابت والشروط لهذا اللباس.
لم يشرّع الدين ويفرض اللباس المحتشم المتوازن الذي يستر المرآة من فراغ، ولا تساوقا مع عادات العرب وتقاليدهم في ذلك الوقت، وإنما هدفه الحفاظ على عفة المرآة وحفظ كرامتها وصونها، وإبعادها عن مواطن الشبهات، وعيون الرجال، وكثيرا ما تمر بي مواقف ألاحظ فيها أن الفتاة ذات اللباس المحتشم لا يجرؤ " الصيع - جمع صايع-" من الشباب مجرد النظر إليها ، على العكس من ذلك فالفتاة ذات اللبس المجسد المغري تكون محط الأنظار وعنوان التعليقات الخادشة - بل الكاسرة والفاضحة - للحياء أينما حلت.
لا اعلم إن كانت بعض الفتيات يقصدن لفت الأنظار بهذا النوع من اللباس، الذي لفترة قريبة لم نكن نشاهدة، أما الآن فتعودنا عليه، وكأنه أمر طبيعي، وأصبحنا نسمع التعليقات مجبرين، حينما تمر بجانبنا فتاة من هذا الصنف. ربما أثرت فينا حالة الانسياب العالمي للقيم، وربما لأننا الطرف الضعيف في معادلة العولمة كنا متأثرين وليس مؤثرين، إقتحمت القيم الغريبة مجتمعاتنا وتوطنت في سلوكياتنا وعاداتنا، واصبحت تحظى بمقبولية اجتماعية وكانها أمر طبيعي جدا، مما أدى إلى نوع من التساهل المجتمعي تجاه بعض السلوكيات، بل حتى وتقبلها والدفاع عنها أحيانا تحت باب " الحريات الشخصية"
تنازل الناس عن كثير من القيم القديمة، بل واصبحوا يحتقرونها ويوسمون من يتمسك بها بالمختلف، الذي لا زال يعيش في زمن " تركيا"
و الحقيقة أنني لا اعلم الدوافع الحقيقية وراء تلك السلوكيات المتعلقة بالزى والملبس، هل هي دوافع نفسية لإثبات الذات وإثارة انتباه الآخرين خصوصا الفئة المستهدفة و"اصطياد" زوج المستقبل، أم هي مسايرة آخر صيحات الموضة والتمتع بالأناقة وإبراز مظاهر الأنوثة، أم هو الجهل والتقليد الأعمى دون تفكير، لجماعة الرفاق، أم غير ذلك لا أعلم.
كل ما أعمله وأستطيع الجزم به أن هذا ليس زيا إسلاميا، بل هو حجاب الموضة