حماد عبدالله أبوشامه (متوفي رحمه الله)
07-12-2009, 10:00 AM
نص
حقيقة
---------------
بدور الأحيدب
---------------
(1)
مرصودة أنا للحزن...
للألم...
للاحتضار الذي يزورني كل ليلة...
بشرٌ يتقنون جيداً من أين تؤكل الكتف...
يتقنون الأخذ..
وأنا هنا...
أحدق في روحي التي تربي الوجع مذ عانقت الحياة...
وأسألها:
لماذا أشعر بهم في حين هم لا يشعرون بي؟!
ولماذا أعطيهم في حين هم لا يجيدون سوى استلابي؟!
ولماذا تقف الحياة بي دائماً عند صدمة تمتص مني
حتى القدرة على البكاء؟!
ولماذا ينبت السراب أمام بصري كل مرة
حين أظن أني وجدت روحاً تتقن قراءة روحي المنهكة؟!
ولماذا لا تقبض يدي منهم إلا على جرح؟!
(2)
كل الوجوه صرت أتفحصها، فلا أجد زاوية أرتاح إليها...
يتعبني كثيراً ما يهمس به الآخرون بينهم وبين ذواتهم
من كلمات سيئة يوارونها خلف قطرات شهدٍ يسكبونها أمامي...
هل لي بأعجوبة تكشف لي عن مكنون قلوبهم؟!!...
عن خبثهم الموارى خلف ابتسامتهم البريئة؟!!...
وهل سأتمكن يوماً من إبصار السم اللامرئي
الذي يلتصق بكفي حين أصافحهم؟!!...
وحين يتبين لي أن هذا إنما هو ضربٌ
من ضروب المستحيل أشعر بالعجز...
العجز حتى عن الصراخ بالحرف...
(3)
حين يجثم الليل على جسد الأرض أغرف حزني في طبق وأتركه عارياً بلا غطاء
أمام عتبة الدار ربما تتعثر به قدم عابر سبيل
فيندلق ليملأ بطون الرمل أو ربما يشربه كلب يلهث قد لاك فهمه العطش...
أرسم كل احتمالاتي وأوسدها عتبة الدار وحين يأتي الصباح
أضع يدي على صدري فلا زلت أجهل الحال التي سأرى عليها طبقي...
وحين تقع عيني عليه... أجده كما هو وطبق آخر مثله
أهداني إياه الليل قبل أن ينام...
فلا شيء أكثر سخاء من حزني...
(4)
مجرد أمنية..
أن ترتدي القلوب رداء البياض وتتخلص من كل الزيف والخداع..
أن تتسع الفرحة لتشمل كل شيء حتى أنا..
أن تصير صدورنا رحبة كصدر طفل يتقن جيدا كيف يحيا بفرح..
أن يكفن الوفاء الخيانة وتكفن القناعة الجشع..
أن يقنع الإنسان بما يملك دون أن تتسلل عينه إلى لقمة غيره..
أن يسكننا الوضوح حتى دمنا..
أن نعاشر بعضنا والصدق يتنفس من مساماتنا..
أن نعطي ونعطي دون أن نفكر في المردود أيا كان..
دون أن نفكر للحظة أننا قدمنا شيئا لأحد..
أن نحترم ذواتنا حدا لا يمكن بعده
أن نزيّف ولو شيئاً بسيطاً من حقيقتنا..
****
حقيقة
---------------
بدور الأحيدب
---------------
(1)
مرصودة أنا للحزن...
للألم...
للاحتضار الذي يزورني كل ليلة...
بشرٌ يتقنون جيداً من أين تؤكل الكتف...
يتقنون الأخذ..
وأنا هنا...
أحدق في روحي التي تربي الوجع مذ عانقت الحياة...
وأسألها:
لماذا أشعر بهم في حين هم لا يشعرون بي؟!
ولماذا أعطيهم في حين هم لا يجيدون سوى استلابي؟!
ولماذا تقف الحياة بي دائماً عند صدمة تمتص مني
حتى القدرة على البكاء؟!
ولماذا ينبت السراب أمام بصري كل مرة
حين أظن أني وجدت روحاً تتقن قراءة روحي المنهكة؟!
ولماذا لا تقبض يدي منهم إلا على جرح؟!
(2)
كل الوجوه صرت أتفحصها، فلا أجد زاوية أرتاح إليها...
يتعبني كثيراً ما يهمس به الآخرون بينهم وبين ذواتهم
من كلمات سيئة يوارونها خلف قطرات شهدٍ يسكبونها أمامي...
هل لي بأعجوبة تكشف لي عن مكنون قلوبهم؟!!...
عن خبثهم الموارى خلف ابتسامتهم البريئة؟!!...
وهل سأتمكن يوماً من إبصار السم اللامرئي
الذي يلتصق بكفي حين أصافحهم؟!!...
وحين يتبين لي أن هذا إنما هو ضربٌ
من ضروب المستحيل أشعر بالعجز...
العجز حتى عن الصراخ بالحرف...
(3)
حين يجثم الليل على جسد الأرض أغرف حزني في طبق وأتركه عارياً بلا غطاء
أمام عتبة الدار ربما تتعثر به قدم عابر سبيل
فيندلق ليملأ بطون الرمل أو ربما يشربه كلب يلهث قد لاك فهمه العطش...
أرسم كل احتمالاتي وأوسدها عتبة الدار وحين يأتي الصباح
أضع يدي على صدري فلا زلت أجهل الحال التي سأرى عليها طبقي...
وحين تقع عيني عليه... أجده كما هو وطبق آخر مثله
أهداني إياه الليل قبل أن ينام...
فلا شيء أكثر سخاء من حزني...
(4)
مجرد أمنية..
أن ترتدي القلوب رداء البياض وتتخلص من كل الزيف والخداع..
أن تتسع الفرحة لتشمل كل شيء حتى أنا..
أن تصير صدورنا رحبة كصدر طفل يتقن جيدا كيف يحيا بفرح..
أن يكفن الوفاء الخيانة وتكفن القناعة الجشع..
أن يقنع الإنسان بما يملك دون أن تتسلل عينه إلى لقمة غيره..
أن يسكننا الوضوح حتى دمنا..
أن نعاشر بعضنا والصدق يتنفس من مساماتنا..
أن نعطي ونعطي دون أن نفكر في المردود أيا كان..
دون أن نفكر للحظة أننا قدمنا شيئا لأحد..
أن نحترم ذواتنا حدا لا يمكن بعده
أن نزيّف ولو شيئاً بسيطاً من حقيقتنا..
****