أبوجهاد العرادي
07-13-2009, 03:23 AM
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/110ru7.gif
هذا موضوع وجدته في منتدى الشيخ محمد حسين يعقوب حفظة الله تعالى . .
وقد اعجبني كثيراً لما يحويه من ردود على شبه يتناقلها المخالفون ويتصيدون بها . .واحببت ان اطلعكم على هذا الموضوع
الإمام محمد بن عبد الوهاب ليس وهابياً
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء" [مسلم]
وإن من مظاهر استحكام غربة الدين أن يتولى أعداؤه مهمة التعريف به !!
فيُمَكن لهم، وإن يقولوا يُسمع لقولهم..
فتجد أكثر من يتكلم عن الإسلام في الغرب هم اليهود والنصارى، بل في بعض بلاد الكفر يُدرَّس الدين الإسلامي للمسلمين في المدارس على أيدي مدرسين يكفرون به !!
وتجد أكثر من يتكلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هم أعداؤه: فيرسمون ويشتمون، ويكتبون ويلمزون، ويؤلفون ويلفقون، {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ = فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ = إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [الانشقاق 23-25]
وفي الرسائل الدعوية المباركة التي واكبت موجة الغضب تجاه الرسوم الحاقدة، حرص الدعاة والمصلحون أن يؤكدوا للمسلمين أن هذا الحقد ليس جديداً، وأن تلك الإساءة ليست هي أول مرة يؤذى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما حدث مثل هذا وأشد مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منذ فجر الدعوة.. بأبي هو وأمي ونفسي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم..
وبقي أن يتعلم المسلمون أن هذا هو حال كل رموز الإسلام في كل زمان.
نعم.. كما ورثوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف رسالة، ورثوا معها الأذى في سبيلها..
فها هو ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ينال الشهادة على إثر محنة سببها نشر سوء الفهم عنه..
وها هو أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يُحرِّق الذين ألَّهوه، فيزداد القوم سوء فهم عنه، فيقولون: الآن أيقنَّا أنك أنت الله؛ لأنه لا يُعذِّب بالنار إلا خالقها..
وتدور الأيام وتزداد الغربة وتستحكم الفتن..
فتشيع عن البخاري رحمه الله كلمة ظلم تضيِّق عليه الأرض، فيسأل الله حسن الخاتمة فيُتم الله نعمته عليه..
وتُدَس الأكاذيب لتفسد بين ابن تيمية رحمه الله والحُكام، فيُؤذى في سبيل الله..
{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
أَتَوَاصَوْا بِهِ ؟ ! بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}
والسؤال:
أليس من حق الإسلام أن يتكلم عن نفسه؟! أليس من حق الحق أن ينطق بالحق؟!
إننا كثيراً ما نقول: إن الناس سمعوا عنا، ولم يسمعوا منا !
لكننا نقول رغم ذلك: إن الإسلام يشبه الكرة المطاطية التي كلما وُجهت إليها الضربة بشدة، كلما كان رد الفعل العكسي وعلوها وارتفاعها أشد.. كذلك الإسلام كلما جد أعداؤه واجتهدوا، وأعدوا واستعدوا، وأحبكوا وكادوا ودبروا.. كلما كان نصره أعلى وظهوره أتم !!
ألم يقل ربنا جل جلاله: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ }،وقوله تعالى : { فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } ،{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ }، زقوله تعالى : { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }
[النور: 11، الأنفال: 36، يوسف: 21، الحج: 15]
إن من سنن الله في نصر دينه أن يشوق خلقه للتعرف على الإسلام كلما هوجم !
هل تعلم من هو الذي جمع الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع ليلة الإسراء والمعراج؟
حاول أن تُخمِّن من هو الذي نشر خبر هذه المعجزة بين الناس؟ إنه أبو جهل !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظِعتُ بأمري . وعرفت أن الناس مكذبي". !! (احفظ هنا أن رسول الله ظن أن الناس سيكذبونه.. ثم تأمل كيف ستأتي نصرته) :
بينما قعد صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا.. إذ مَر عدو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له - كالمستهزئ - :هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قال: ما هو؟ قال: "إنه أسري بي الليلة". قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس". قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ ( تأمل إنه يشعر أنه وجد ما يتمنى: كذبة واضحة زعم، فرصة للصد عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ) قال صلى الله عليه وسلم: "نعم". (فتَصَنَّع أمام النبي صلى الله عليه وسلم أنه صدَّقه؛ مخافة أن يُغيِّر كلامه إذا دعا قومه إليه، ثم سأله بمكر: ). قال لعنه الله: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". فانطلق يلهث وينادي في الناس، فانتفضت إليه المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى عدو الله أبي جهل..
وهنا نطق أبو جهل (لعنه الله تترا) بمكر، يحسب أنه يستدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال: حَدِّث قومك بما حدثتني ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني أسري بي الليلة". قالوا: إلى أين؟
قال: "إلى بيت المقدس". قالوا: ثم أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: "نعم".
فصار الناس ما بين مصفق، وما بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم !
انظر لتدبير الله:
قالوا: وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ (وكان في القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ،ورأى المسجد)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فذهبت أنعت ،فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت، فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال - أي عقيل - فنعتُّه وأنا أنظر إليه"
قال صلى الله عليه وسلم: "وكان مع هذا نعت لم أحفظه" !!
أمور لم يرها النبي في الرحلة، أراه الله إياها وهو في مكة !!
هل تذكر كلمة النبي صلى الله عليه وسلم: " فظعت بأمري ، وعرفت أن الناس مكذبي" ؟
انظر ماذا قال الناس:
قال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب. [أحمد وصححه الألباني]
وهكذا دبَّر الكافر ليمكر بالدين، فكان تدبيره نصرة للدين، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ منها اتفاق قريش في بداية الدعوة أن تجعل على مداخل مكة رجالاً يحذرون الحجاج والتجار من النبي صلى الله عليه وسلم ،فكان كلامهم على النبي صلى الله عليه وسلم مستفزاً للنفوس أن تحاول أن تتعرف عليه عن قرب.. فصار هم كل من دخل مكة أن يبحث عن ذلك النبي الجديد ويراه، فما هو إلا أن يسمعه وينصف.. فيسرق الإيمان قلبه، ويخطف الإسلام لُبه..
نعم واللهِ..
فقط إن سمع الناس منا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]
وفقط لو أنصف السامع لحظة: { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } [الأعلى: 10]
فإذا تقرر عندك ما سبق..
فهل سمعت عن الوهابيين ؟
إنه مصطلح لا وجود له في كتب الأئمة الربانيين أصحاب أمهات الكتب.
ولبحث هذا المصطلح لابد أن ترقَى ثلاث درجات بالإجابة عن ثلاث أسئلة رئيسة:
من الذين أحدثوا هذا الاصطلاح؟
ومن يقصدون به؟
وماذا قصدوا من إشاعته؟
ابحث عن الكلمة، ثم تأمل في كتب من ستجدها؟، وعلى لسان من تسمعها؟
إنها تجري على ألسنة (الصوفية) الذين يسألون المدد من غير الله تعالى، إنها مسطورة في كتب قوم ستشهد عليهم أيديهم (إن لم يتوبوا) أنهم استلموا بها الأنصاب، ومسحوا بها الأعتاب، وملؤوا بها صناديق النذور..
إنهم جهَّال المسلمين الذين وقعوا في الشرك الأكبر أدام الله علينا العافية منه، ورزقنا وإياهم قبل الموت توبة.
وكذا تجد الكلمة (كلمة الوهابيين) على ألسنة (الشيعة) الروافض الذين يعبدون بعض آل البيت ويلعنون بعض آل البيت (رضي الله عن جميع آل البيت).. فيتوسلون بالحسنين وفاطمة رضي الله عنهم، ويلعنون عائشة وحفصة رضي الله عنهما !
وتجد الكلمة في شبهات (الأشاعرة والماتريدية)، المؤولة المعطلة الذين تاهوا في الإيمان بصفات الله جل جلاله، ولم ينضبطوا في فهم القرآن والسنة بفهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
هذا موضوع وجدته في منتدى الشيخ محمد حسين يعقوب حفظة الله تعالى . .
وقد اعجبني كثيراً لما يحويه من ردود على شبه يتناقلها المخالفون ويتصيدون بها . .واحببت ان اطلعكم على هذا الموضوع
الإمام محمد بن عبد الوهاب ليس وهابياً
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء" [مسلم]
وإن من مظاهر استحكام غربة الدين أن يتولى أعداؤه مهمة التعريف به !!
فيُمَكن لهم، وإن يقولوا يُسمع لقولهم..
فتجد أكثر من يتكلم عن الإسلام في الغرب هم اليهود والنصارى، بل في بعض بلاد الكفر يُدرَّس الدين الإسلامي للمسلمين في المدارس على أيدي مدرسين يكفرون به !!
وتجد أكثر من يتكلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هم أعداؤه: فيرسمون ويشتمون، ويكتبون ويلمزون، ويؤلفون ويلفقون، {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ = فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ = إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [الانشقاق 23-25]
وفي الرسائل الدعوية المباركة التي واكبت موجة الغضب تجاه الرسوم الحاقدة، حرص الدعاة والمصلحون أن يؤكدوا للمسلمين أن هذا الحقد ليس جديداً، وأن تلك الإساءة ليست هي أول مرة يؤذى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما حدث مثل هذا وأشد مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منذ فجر الدعوة.. بأبي هو وأمي ونفسي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم..
وبقي أن يتعلم المسلمون أن هذا هو حال كل رموز الإسلام في كل زمان.
نعم.. كما ورثوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف رسالة، ورثوا معها الأذى في سبيلها..
فها هو ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ينال الشهادة على إثر محنة سببها نشر سوء الفهم عنه..
وها هو أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يُحرِّق الذين ألَّهوه، فيزداد القوم سوء فهم عنه، فيقولون: الآن أيقنَّا أنك أنت الله؛ لأنه لا يُعذِّب بالنار إلا خالقها..
وتدور الأيام وتزداد الغربة وتستحكم الفتن..
فتشيع عن البخاري رحمه الله كلمة ظلم تضيِّق عليه الأرض، فيسأل الله حسن الخاتمة فيُتم الله نعمته عليه..
وتُدَس الأكاذيب لتفسد بين ابن تيمية رحمه الله والحُكام، فيُؤذى في سبيل الله..
{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
أَتَوَاصَوْا بِهِ ؟ ! بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}
والسؤال:
أليس من حق الإسلام أن يتكلم عن نفسه؟! أليس من حق الحق أن ينطق بالحق؟!
إننا كثيراً ما نقول: إن الناس سمعوا عنا، ولم يسمعوا منا !
لكننا نقول رغم ذلك: إن الإسلام يشبه الكرة المطاطية التي كلما وُجهت إليها الضربة بشدة، كلما كان رد الفعل العكسي وعلوها وارتفاعها أشد.. كذلك الإسلام كلما جد أعداؤه واجتهدوا، وأعدوا واستعدوا، وأحبكوا وكادوا ودبروا.. كلما كان نصره أعلى وظهوره أتم !!
ألم يقل ربنا جل جلاله: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ }،وقوله تعالى : { فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } ،{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ }، زقوله تعالى : { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }
[النور: 11، الأنفال: 36، يوسف: 21، الحج: 15]
إن من سنن الله في نصر دينه أن يشوق خلقه للتعرف على الإسلام كلما هوجم !
هل تعلم من هو الذي جمع الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع ليلة الإسراء والمعراج؟
حاول أن تُخمِّن من هو الذي نشر خبر هذه المعجزة بين الناس؟ إنه أبو جهل !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظِعتُ بأمري . وعرفت أن الناس مكذبي". !! (احفظ هنا أن رسول الله ظن أن الناس سيكذبونه.. ثم تأمل كيف ستأتي نصرته) :
بينما قعد صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا.. إذ مَر عدو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له - كالمستهزئ - :هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قال: ما هو؟ قال: "إنه أسري بي الليلة". قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس". قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ ( تأمل إنه يشعر أنه وجد ما يتمنى: كذبة واضحة زعم، فرصة للصد عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ) قال صلى الله عليه وسلم: "نعم". (فتَصَنَّع أمام النبي صلى الله عليه وسلم أنه صدَّقه؛ مخافة أن يُغيِّر كلامه إذا دعا قومه إليه، ثم سأله بمكر: ). قال لعنه الله: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". فانطلق يلهث وينادي في الناس، فانتفضت إليه المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى عدو الله أبي جهل..
وهنا نطق أبو جهل (لعنه الله تترا) بمكر، يحسب أنه يستدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال: حَدِّث قومك بما حدثتني ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني أسري بي الليلة". قالوا: إلى أين؟
قال: "إلى بيت المقدس". قالوا: ثم أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: "نعم".
فصار الناس ما بين مصفق، وما بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم !
انظر لتدبير الله:
قالوا: وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ (وكان في القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ،ورأى المسجد)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فذهبت أنعت ،فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت، فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال - أي عقيل - فنعتُّه وأنا أنظر إليه"
قال صلى الله عليه وسلم: "وكان مع هذا نعت لم أحفظه" !!
أمور لم يرها النبي في الرحلة، أراه الله إياها وهو في مكة !!
هل تذكر كلمة النبي صلى الله عليه وسلم: " فظعت بأمري ، وعرفت أن الناس مكذبي" ؟
انظر ماذا قال الناس:
قال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب. [أحمد وصححه الألباني]
وهكذا دبَّر الكافر ليمكر بالدين، فكان تدبيره نصرة للدين، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ منها اتفاق قريش في بداية الدعوة أن تجعل على مداخل مكة رجالاً يحذرون الحجاج والتجار من النبي صلى الله عليه وسلم ،فكان كلامهم على النبي صلى الله عليه وسلم مستفزاً للنفوس أن تحاول أن تتعرف عليه عن قرب.. فصار هم كل من دخل مكة أن يبحث عن ذلك النبي الجديد ويراه، فما هو إلا أن يسمعه وينصف.. فيسرق الإيمان قلبه، ويخطف الإسلام لُبه..
نعم واللهِ..
فقط إن سمع الناس منا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]
وفقط لو أنصف السامع لحظة: { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } [الأعلى: 10]
فإذا تقرر عندك ما سبق..
فهل سمعت عن الوهابيين ؟
إنه مصطلح لا وجود له في كتب الأئمة الربانيين أصحاب أمهات الكتب.
ولبحث هذا المصطلح لابد أن ترقَى ثلاث درجات بالإجابة عن ثلاث أسئلة رئيسة:
من الذين أحدثوا هذا الاصطلاح؟
ومن يقصدون به؟
وماذا قصدوا من إشاعته؟
ابحث عن الكلمة، ثم تأمل في كتب من ستجدها؟، وعلى لسان من تسمعها؟
إنها تجري على ألسنة (الصوفية) الذين يسألون المدد من غير الله تعالى، إنها مسطورة في كتب قوم ستشهد عليهم أيديهم (إن لم يتوبوا) أنهم استلموا بها الأنصاب، ومسحوا بها الأعتاب، وملؤوا بها صناديق النذور..
إنهم جهَّال المسلمين الذين وقعوا في الشرك الأكبر أدام الله علينا العافية منه، ورزقنا وإياهم قبل الموت توبة.
وكذا تجد الكلمة (كلمة الوهابيين) على ألسنة (الشيعة) الروافض الذين يعبدون بعض آل البيت ويلعنون بعض آل البيت (رضي الله عن جميع آل البيت).. فيتوسلون بالحسنين وفاطمة رضي الله عنهم، ويلعنون عائشة وحفصة رضي الله عنهما !
وتجد الكلمة في شبهات (الأشاعرة والماتريدية)، المؤولة المعطلة الذين تاهوا في الإيمان بصفات الله جل جلاله، ولم ينضبطوا في فهم القرآن والسنة بفهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان.