سجى الليل
08-05-2009, 06:14 AM
من محاسن التأويل في قوله تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }الملك19
ذكر الإمام ابن كثير معنى صافات ويقبضن فقال : تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع جناحا وتنشر جناحا . (تفسير القرآن العظيم ج4 ص399)
ثم ذكر طائفة من العلماء أن معنى ما يمسكهن أي مايمسكهن من الوقوع إلى الأرض مع كبر حجمهن وطبيعة الأجسام الثقيلة .
وهذا التأويل يحتمل , والذي ظهر من تأويل هذه الآية خلاف ذلك وهي
أن معني يمسكهن أي أن يرسل على شرار هذه الأمة حجارة من سجيل والذي يؤكد هذا المعنى عدة أمور :
1)أن الآية التي قبلها جاءت تذكر الأمم السابقة وكيف دمرها الله بريح أو خسف فقال تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }الملك16, وقال تعالى {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ }الملك17 وقال تعالى : {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }الملك18.
وسياق الآيات ليس فيها امتنان من الله على عباده , بل فيها توعد ووعيد . ولذالك يستقيم معنى الآية مع سياق الآيات .
2)أن الله سبحانه قال بعد ما يمسكهن إلا الرحمن ولو كان المعنى كما قال المفسرون لقال سبحانه اسماً غير الرحمن ( ولله أن يختار من أسماءه ما شاء ) واسم الرحمن يليق بالمعنى الذي ذكرته وهو أن الله رحمان بهذه الأمة ولذالك أمسكت الطيور عن إرسال هذه الحجارة .
3)أن في ختام الآية قال سبحانه { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} والمعنى أن الله بصير بذنوب عباده ولكن رحمته سبحانه سبقت غضبه , ولو كان يريد المعنى الآخر لقال قدير أو عليم والله أعلم .
4)أن آخر عذاب عذب الله به الأمم هو أبرهة وجنوده , ولذالك حسن أن يذكرهم بالقريب كما ذكرهم بالبعيد .
م\ن
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }الملك19
ذكر الإمام ابن كثير معنى صافات ويقبضن فقال : تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع جناحا وتنشر جناحا . (تفسير القرآن العظيم ج4 ص399)
ثم ذكر طائفة من العلماء أن معنى ما يمسكهن أي مايمسكهن من الوقوع إلى الأرض مع كبر حجمهن وطبيعة الأجسام الثقيلة .
وهذا التأويل يحتمل , والذي ظهر من تأويل هذه الآية خلاف ذلك وهي
أن معني يمسكهن أي أن يرسل على شرار هذه الأمة حجارة من سجيل والذي يؤكد هذا المعنى عدة أمور :
1)أن الآية التي قبلها جاءت تذكر الأمم السابقة وكيف دمرها الله بريح أو خسف فقال تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }الملك16, وقال تعالى {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ }الملك17 وقال تعالى : {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }الملك18.
وسياق الآيات ليس فيها امتنان من الله على عباده , بل فيها توعد ووعيد . ولذالك يستقيم معنى الآية مع سياق الآيات .
2)أن الله سبحانه قال بعد ما يمسكهن إلا الرحمن ولو كان المعنى كما قال المفسرون لقال سبحانه اسماً غير الرحمن ( ولله أن يختار من أسماءه ما شاء ) واسم الرحمن يليق بالمعنى الذي ذكرته وهو أن الله رحمان بهذه الأمة ولذالك أمسكت الطيور عن إرسال هذه الحجارة .
3)أن في ختام الآية قال سبحانه { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} والمعنى أن الله بصير بذنوب عباده ولكن رحمته سبحانه سبقت غضبه , ولو كان يريد المعنى الآخر لقال قدير أو عليم والله أعلم .
4)أن آخر عذاب عذب الله به الأمم هو أبرهة وجنوده , ولذالك حسن أن يذكرهم بالقريب كما ذكرهم بالبعيد .
م\ن