بدر الالبد
05-18-2005, 12:26 AM
http://www.islam-online.net/Arabic/news/2005-05/08/images/pic09.jpg
إذا كانت "السيارات المفخخة" تحصد الأرواح في العراق؛ فإن "السيارات الطائشة" تحصد هي الأخرى الأرواح في منطقة الخليج المجاورة.
وتشير الإحصائيات الرسمية والأكاديمية للوفيات جراء حوادث الطرق في السعودية وقطر لأرقام مفزعة تنبئ بتفشي ظاهرة حوادث الطرق في البلدين.
ووفقا لإحصائية "اللجنة الوطنية لسلامة المرور" في السعودية فإن إجمالي عدد الوفيات في الحوادث المرورية في هذا البلد بلغ خلال العام الهجري 1425 (22 فبراير 2004 – 8 فبراير 2005) نحو 5 آلاف و179، بمعدل يقدر بنحو قتيل كل ساعة، وزيادة قدرها 21% عن العام الهجري 1424 (4 مارس 2003 - 21 فبراير 2004)، كما بلغ عدد المصابين نحو 35 ألفا، وعدد الحوادث 300 ألف حادث خلال عام 1425 هـ.
وأوضح الدكتور "علي بن سعيد الغامدي" رئيس اللجنة الوطنية لسلامة المرور أن أرقام قتلى حوادث المرور السابقة لا تشمل حالات الوفاة أثناء العلاج في المستشفيات جراء تلك الحوادث.
ولفت الغامدي إلى أن منطقة مكة المكرمة حظيت بالنصيب الأكبر من حوادث الطرق، في حين أعلنت إحصائية لقسم الحوادث في محافظة جدة وفاة 305 وإصابة 4 آلاف و300 شخص في 80 ألف حادث سير خلال عام واحد فقط في المحافظة.
ويشير أمين مدينة الرياض الأمير "عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن" في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن السعودية تسجل سنويا 21 حالة وفاة بسبب حوادث الطرق لكل 100 ألف شخص من عدد السكان البالغ نحو 21 مليون نسمة، وهي نسبة عالية جدا إذا علمنا أن المعدل في بريطانيا 6 وفيات، وفي لبنان وفاتان لكل 100 ألف نسمة.
السبب الثاني للوفاة
وفي قطر بلغ عدد حالات الوفاة جراء حوادث الطرق نحو 164 حالة خلال عام 2004، بمعدل حالة وفاة كل يومين و19 حالة وفاة لكل 100 ألف من عدد السكان البالغ نحو 863 ألف نسمة، بحسب تصريحات عبد الله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشئون الداخلية.
وأضاف عبد الله بن ناصر أن عدد حالات الوفاة خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2005 بلغ 67 حالة وفاة؛ مما يرجح أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات خلال 2005 سيفوق حصيلة 2004. وتعد الوفاة جراء حوادث الطرق السبب الثاني للوفاة في قطر بعد أمراض القلب.
ويعود السبب في تفاقم هذه الظاهرة كما يقول جابر محمد عضيبة ضابط التوعية المرورية في منطقة الريان بقطر في تصريح خاص لإسلام أون لاين.نت، إلى ازدياد عدد المركبات والسرعة الجنونية وتهور الشباب.
ويتفق مدير عام المرور بالسعودية العميد "فهد البشر" مع عضيبة. وأضاف إليه أسبابا أخرى تتمثل في عدم التزام المشاة بأنظمة عبور الطريق المحددة في الشوارع، وكذلك عدم استعمالهم الجسور والأنفاق التي تم تخصيصها لهم وعدم التزامهم بتعليمات عند عبورهم للطرق.
مواجهة الظاهرة
ولم تقف السلطات في السعودية وقطر عند حد إعلان الإحصائيات وتحذير المواطنين، بل امتدت الجهود إلى دراسة الحلول للحد من تفاقم الظاهرة.
واتفقت نتائج الدراسات التي أجريت في البلدين على أن الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة هو الاهتمام "بتوعية العنصر البشري"، وتحسين سلوكه المروري، معتبرة أن ذلك سيساعد -على سبيل المثال- على تخفيف حوادث المرور في السعودية بنسبة 80%.
ولم تكتفِ دعوات التوعية عند حد السائقين والمشاة فحسب؛ بل دعا بعض المتخصصين السعوديين إلى تفعيل دور وزارة التربية والتعليم وتوعية طلاب المدارس من خلال إدخال مادة تعليمية بالتربية المرورية ضمن المقررات الدراسية، إضافة إلى دعوة رجال الأمن لزيارة المدارس لإلقاء محاضرات توعية وعرض أفلام عن حوادث مرورية، وذلك نظرا لما تؤكده إحصائيات وزارة الصحة السعودية من أن خُمس المتوفين في حوادث الطرق هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما وأن 78% منهم تقل أعمارهم عن 45 عاما.
وفي مسعى آخر تعتزم السلطات السعودية إنشاء شركة متخصصة تشرف على متابعة الحوادث المرورية وتقييم خسائرها، وإصدار التقارير اللازمة للجهات ذات الاختصاص، والمتضررين، وشركات التأمين.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الشركة المزمع إنشاؤها خلال الفترة المقبلة ستكون خاضعة لإشراف ومتابعة المديرية العامة للمرور، وستطرح أسهمها للتداول في السوق المحلية، بمساهمة شركات التأمين والمواطنين.
وفي قطر تعالت الأصوات في الدوحة التي تطالب بالتشدد في تطبيق القوانين المتعلقة بحماية الثروة البشرية والمادية على سائقي السيارات الطائشة.
وقدمت وزارة الصحة القطرية اقتراحا ثانيا للتقليل من نسبة حوادث الطرق يتمثل في تحسين نوعية الطرق والمواصلات.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الوطن القطرية في نوفمبر 2003 تحتل حوادث السير المركز التاسع بين أكبر مسببات الوفاة في دول مجلس التعاون الخليجي. وتتوقع دراسة متخصصة أشار إليها مركز أورينت في الإمارات أن تحتل هذه الحوادث المرتبة الثالثة بحلول عام 2020.
والسلام خير ختام.
إذا كانت "السيارات المفخخة" تحصد الأرواح في العراق؛ فإن "السيارات الطائشة" تحصد هي الأخرى الأرواح في منطقة الخليج المجاورة.
وتشير الإحصائيات الرسمية والأكاديمية للوفيات جراء حوادث الطرق في السعودية وقطر لأرقام مفزعة تنبئ بتفشي ظاهرة حوادث الطرق في البلدين.
ووفقا لإحصائية "اللجنة الوطنية لسلامة المرور" في السعودية فإن إجمالي عدد الوفيات في الحوادث المرورية في هذا البلد بلغ خلال العام الهجري 1425 (22 فبراير 2004 – 8 فبراير 2005) نحو 5 آلاف و179، بمعدل يقدر بنحو قتيل كل ساعة، وزيادة قدرها 21% عن العام الهجري 1424 (4 مارس 2003 - 21 فبراير 2004)، كما بلغ عدد المصابين نحو 35 ألفا، وعدد الحوادث 300 ألف حادث خلال عام 1425 هـ.
وأوضح الدكتور "علي بن سعيد الغامدي" رئيس اللجنة الوطنية لسلامة المرور أن أرقام قتلى حوادث المرور السابقة لا تشمل حالات الوفاة أثناء العلاج في المستشفيات جراء تلك الحوادث.
ولفت الغامدي إلى أن منطقة مكة المكرمة حظيت بالنصيب الأكبر من حوادث الطرق، في حين أعلنت إحصائية لقسم الحوادث في محافظة جدة وفاة 305 وإصابة 4 آلاف و300 شخص في 80 ألف حادث سير خلال عام واحد فقط في المحافظة.
ويشير أمين مدينة الرياض الأمير "عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن" في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن السعودية تسجل سنويا 21 حالة وفاة بسبب حوادث الطرق لكل 100 ألف شخص من عدد السكان البالغ نحو 21 مليون نسمة، وهي نسبة عالية جدا إذا علمنا أن المعدل في بريطانيا 6 وفيات، وفي لبنان وفاتان لكل 100 ألف نسمة.
السبب الثاني للوفاة
وفي قطر بلغ عدد حالات الوفاة جراء حوادث الطرق نحو 164 حالة خلال عام 2004، بمعدل حالة وفاة كل يومين و19 حالة وفاة لكل 100 ألف من عدد السكان البالغ نحو 863 ألف نسمة، بحسب تصريحات عبد الله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشئون الداخلية.
وأضاف عبد الله بن ناصر أن عدد حالات الوفاة خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2005 بلغ 67 حالة وفاة؛ مما يرجح أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات خلال 2005 سيفوق حصيلة 2004. وتعد الوفاة جراء حوادث الطرق السبب الثاني للوفاة في قطر بعد أمراض القلب.
ويعود السبب في تفاقم هذه الظاهرة كما يقول جابر محمد عضيبة ضابط التوعية المرورية في منطقة الريان بقطر في تصريح خاص لإسلام أون لاين.نت، إلى ازدياد عدد المركبات والسرعة الجنونية وتهور الشباب.
ويتفق مدير عام المرور بالسعودية العميد "فهد البشر" مع عضيبة. وأضاف إليه أسبابا أخرى تتمثل في عدم التزام المشاة بأنظمة عبور الطريق المحددة في الشوارع، وكذلك عدم استعمالهم الجسور والأنفاق التي تم تخصيصها لهم وعدم التزامهم بتعليمات عند عبورهم للطرق.
مواجهة الظاهرة
ولم تقف السلطات في السعودية وقطر عند حد إعلان الإحصائيات وتحذير المواطنين، بل امتدت الجهود إلى دراسة الحلول للحد من تفاقم الظاهرة.
واتفقت نتائج الدراسات التي أجريت في البلدين على أن الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة هو الاهتمام "بتوعية العنصر البشري"، وتحسين سلوكه المروري، معتبرة أن ذلك سيساعد -على سبيل المثال- على تخفيف حوادث المرور في السعودية بنسبة 80%.
ولم تكتفِ دعوات التوعية عند حد السائقين والمشاة فحسب؛ بل دعا بعض المتخصصين السعوديين إلى تفعيل دور وزارة التربية والتعليم وتوعية طلاب المدارس من خلال إدخال مادة تعليمية بالتربية المرورية ضمن المقررات الدراسية، إضافة إلى دعوة رجال الأمن لزيارة المدارس لإلقاء محاضرات توعية وعرض أفلام عن حوادث مرورية، وذلك نظرا لما تؤكده إحصائيات وزارة الصحة السعودية من أن خُمس المتوفين في حوادث الطرق هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما وأن 78% منهم تقل أعمارهم عن 45 عاما.
وفي مسعى آخر تعتزم السلطات السعودية إنشاء شركة متخصصة تشرف على متابعة الحوادث المرورية وتقييم خسائرها، وإصدار التقارير اللازمة للجهات ذات الاختصاص، والمتضررين، وشركات التأمين.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الشركة المزمع إنشاؤها خلال الفترة المقبلة ستكون خاضعة لإشراف ومتابعة المديرية العامة للمرور، وستطرح أسهمها للتداول في السوق المحلية، بمساهمة شركات التأمين والمواطنين.
وفي قطر تعالت الأصوات في الدوحة التي تطالب بالتشدد في تطبيق القوانين المتعلقة بحماية الثروة البشرية والمادية على سائقي السيارات الطائشة.
وقدمت وزارة الصحة القطرية اقتراحا ثانيا للتقليل من نسبة حوادث الطرق يتمثل في تحسين نوعية الطرق والمواصلات.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الوطن القطرية في نوفمبر 2003 تحتل حوادث السير المركز التاسع بين أكبر مسببات الوفاة في دول مجلس التعاون الخليجي. وتتوقع دراسة متخصصة أشار إليها مركز أورينت في الإمارات أن تحتل هذه الحوادث المرتبة الثالثة بحلول عام 2020.
والسلام خير ختام.