الموادع من تيماء
08-15-2009, 04:14 AM
نحن الأفضل
بقلم / أبو هديب
أتيت وجلست أمام التلفاز وأخذت أشاهد برنامجا يستضيف مجموعة من رواد الدولة الممثلين في مندوب التعليم ومندوب المرور والشرطة وكذلك مندوب من البلدية ليستهل المذيع بداية حلقته بسؤال مندوب التعليم عن حال التعليم لدينا في المملكة ليجيبه المندوب
نحن نعتبر أفضل الدول في المجال التعليمي من حيث المناهج كما أننا نقوم بطباعة الكتب بالمجان ونهيئ للطالب الأجواء المناسبة كي يستقي المعلومة بكل أريحية
لأقول في نفسي ما يقال على وسائل الأعلام يخالف الواقع فقد وصلنا مرحلة البجاحة في بعض التصاريح التي تكون للعيان شيء وعندما تستمع إلى كلام المسئول شيء آخر فآخذ سماعة الهاتف وأتصل بالبرنامج لأقول للمذيع مداخلتي التي وجهتها إلى مندوب التعليم
***
يا حضرة المندوب أريد أن أعرف من أين أصبحنا الأفضل ومن قيمنا ووضعنا في مصاف الدول .. دائما نستمع إلى كلمة نحن الأفضل كيف نكون الأفضل والواقع شيء مر
نضع في الفصل أربعون طالبا حتى يأتي آخر السنة ونخرج نصفهم موتى من شدة الاختناق
بينما الأجانب يضعون في الفصل عشرة كي يكون الاستيعاب والفهم سلس والسيطرة عليهم أكثر
**
كذلك نقوم بتقليص حصص الرياضة ولا مانع في إعطائها مدرساً لديه عجز في حصصه نتيجة تأخره في المنهج إما لغيابه وإما لتكاسله في التحضير ويطالب الطلاب بها والمدرسون يقولون ( بلا لعب بلا كلام فاضي خلكم في دراستكم اللعب ما راح يفيدكم .. لو تحطون حيلكم في الدراسة مثل ما تحطونه في اللعب كان فلحتوا )
بينما في الدول الغربية
يمضون طوال وقتهم في اللعب لأنهم يتخذونه وسيلة لتعليم الطلبة .. فهم يسايرون ميول الإنسان بحبه للعب ويضعون المواد التعليمية على شكل ألعاب لتصل إلى طلبتهم المعلومة
***
تم قطع الاتصال ليضيع المذيع الموضوع ويسأل رجل المرور عن أحوال المرور وإمكانياته ليجيب مندوب المرور
نحن من الدول التي تطورت بسرعة
في تنظيم الشوارع ومعالجة الزحام بخطط دقيقة ومبادرة الحوادث في وقتها وإزالة العقبات التي تعرقل خطوط السير وكذلك في مبادرة فتح فروع لتخليص إجراءات المواطنين
**
غلى الدم في عروقي واتصلت مرة أخرى لأغير صوتي وأقول للمذيع إذا سمحت هل أستطيع محادثة مندوب المرور ، انتقلت الصورة إليه
لأقول له يا أخي الكريم أنت تعيش في أي زمن ما تقول بخصوص معالجة الزحام لا نراه يتعالج إلا عندما تمر المواكب فإن الشوارع تكون فارغه .. وأريد أن أضيف شيء إننا نعاني من زحام يجعلك تخرج من بين رئتيك كربون يضاهي في كثافته عادم السيارة .. وكل صباح يكون في مخيلتك حلم واحد فقط وهو بأنك تود أن تقوم بالتوقيع في دفتر الحضور ولو لمرة واحدة داخل إدارتك دون الذهاب إلى المتابعة نتيجة التأخير
وبخصوص الحوادث هل تعلم بأنه عندما يقع حادث فإن صاحب الحادث تشل قدمه من كثرة الوقفة وكأنه يقف على حداد شخص عزيز وبعدها يحضر رجل المرور ليقوم بتقييم الحادث
وتكتشف بعد التقييم بأن لكل رجل مرور وجهة نظر في الحادث دون أي معايير تذكر وإنما اجتهادات شخصية
هذا غير الصبات المرمية في كل مكان لتجعل الشارع كشريان رجل مسن تسدد من كثرة الكلسترول ، وكذلك مقر الفحص الذي يقع في آخر الدنيا وتعقيدات في الإجراءات تشعر بعدها بأنك شيخ هرم تدخل على قدميك وتخرج بكرسي متحرك ويدك اليمنى ترتجف ولسانك يردد ( ياليت اني ما جيت وإلا كان ما جاني شلل )
أتمنى بأن تقيموا دورات في الخارج وتشاهد بأم عينك كيف يكون النظام
سوف تجد أن لكل شيء حساب وكل شيء مربوط بالآخر
فالشوارع ليست صبات وإنما مرسومة رسم دون أن يتجاوزها أي أحد وذلك بسبب زرع النظام في الشخص منذ أن كان طفلاً داخل المدارس
كما إن الإجراءات الحكومية لا يستوجب عليك الذهاب إلى المرور وخوض التعقيدات وإنما كل ما عليك هو الذهاب لمكتب البريد وتقوم بتخليص جميع احتياجاتك وأنت واقف ( تجديد استمارة ، والرخصة )
كذلك القاسئم في جميع البنوك ليست محتكرة على بنكين يجبرك أن تفتح فيهما
وحتى الفحص تستطيع فحص سيارتك في أي ورشة وليس المطلوب منك تعبئة خزان الوقود فل حتى تستطيع الوصول إلى مقر الفحص بعد أن تهلك مكينة سيارتك
تجاهل كلماتي والتفت المذيع إلى الشيخ ليسأله عن حال الشباب
ليقول له الحمد الله الذي فضلنا على كثيرا من خلقه بنعمة الإسلام
فنحن شبابنا يتمتعون بثقافة إسلامية وعادات طيبه والناس متماسكين وقلبوهم واحدة
لأقاطعه بقولي دون أن يعلموا بأنني مازلت على الخط .. يا شيخي الكريم أن الذي يحصل في مجتمعنا لشيء يجعل العين تدمع فنحن مسلمين بلا أسلام تجد المخلفات ترمى في غير أماكنها ، إيذاء الجار بإشعال الموسيقى والوقوف أمام منزله ورمي النفايات واشتباكات بالألفاظ النابية
وكذلك الكذب في البيع والشراء بحجة أنها شطارة ..
ولكن عندما تذهب للدول الأجنبية
يتمتعون بصفات المسلمين وهم ليسوا بمسلمين
لا تجد من يرمي بالمخلفات في غير مكانها
وتجده يحترم جاره ولا يكذب في تعاملات البيع والشراء
نحن مشكلتنا بأننا نرسم لأنفسنا صورة داخل إطار أنيق ولا نستطيع أن نواجه عيوبنا إما لتجاهلنا لها أو أننا فعلا ينطبق علينا المثل الذي يقول ( كذب الكذبه وصدقها )
هناك مشكلة نعاني منها وهي ( ليش تشوف وش عند الناس شف اللي عندنا ، عندنا اشياء حلوه ليش ما تذكرونها )
حتى نكون الأفضل يجب أن نضع مرآة تعكس عيوبنا كي نبحث عن حل لها
ويجب أن نبحث عن منهم أفضل منا ونحاول الوصول لمستواهم ونتنافس معهم حتى نكون أحسن منهم
بعدها أنقطع الخط في وجهي وعلمت بأن كلمة الحق مؤلمة وأننا في زمن المطبلون لأغلق التلفاز وأخلد إلى النوم
بقلم / أبو هديب
أتيت وجلست أمام التلفاز وأخذت أشاهد برنامجا يستضيف مجموعة من رواد الدولة الممثلين في مندوب التعليم ومندوب المرور والشرطة وكذلك مندوب من البلدية ليستهل المذيع بداية حلقته بسؤال مندوب التعليم عن حال التعليم لدينا في المملكة ليجيبه المندوب
نحن نعتبر أفضل الدول في المجال التعليمي من حيث المناهج كما أننا نقوم بطباعة الكتب بالمجان ونهيئ للطالب الأجواء المناسبة كي يستقي المعلومة بكل أريحية
لأقول في نفسي ما يقال على وسائل الأعلام يخالف الواقع فقد وصلنا مرحلة البجاحة في بعض التصاريح التي تكون للعيان شيء وعندما تستمع إلى كلام المسئول شيء آخر فآخذ سماعة الهاتف وأتصل بالبرنامج لأقول للمذيع مداخلتي التي وجهتها إلى مندوب التعليم
***
يا حضرة المندوب أريد أن أعرف من أين أصبحنا الأفضل ومن قيمنا ووضعنا في مصاف الدول .. دائما نستمع إلى كلمة نحن الأفضل كيف نكون الأفضل والواقع شيء مر
نضع في الفصل أربعون طالبا حتى يأتي آخر السنة ونخرج نصفهم موتى من شدة الاختناق
بينما الأجانب يضعون في الفصل عشرة كي يكون الاستيعاب والفهم سلس والسيطرة عليهم أكثر
**
كذلك نقوم بتقليص حصص الرياضة ولا مانع في إعطائها مدرساً لديه عجز في حصصه نتيجة تأخره في المنهج إما لغيابه وإما لتكاسله في التحضير ويطالب الطلاب بها والمدرسون يقولون ( بلا لعب بلا كلام فاضي خلكم في دراستكم اللعب ما راح يفيدكم .. لو تحطون حيلكم في الدراسة مثل ما تحطونه في اللعب كان فلحتوا )
بينما في الدول الغربية
يمضون طوال وقتهم في اللعب لأنهم يتخذونه وسيلة لتعليم الطلبة .. فهم يسايرون ميول الإنسان بحبه للعب ويضعون المواد التعليمية على شكل ألعاب لتصل إلى طلبتهم المعلومة
***
تم قطع الاتصال ليضيع المذيع الموضوع ويسأل رجل المرور عن أحوال المرور وإمكانياته ليجيب مندوب المرور
نحن من الدول التي تطورت بسرعة
في تنظيم الشوارع ومعالجة الزحام بخطط دقيقة ومبادرة الحوادث في وقتها وإزالة العقبات التي تعرقل خطوط السير وكذلك في مبادرة فتح فروع لتخليص إجراءات المواطنين
**
غلى الدم في عروقي واتصلت مرة أخرى لأغير صوتي وأقول للمذيع إذا سمحت هل أستطيع محادثة مندوب المرور ، انتقلت الصورة إليه
لأقول له يا أخي الكريم أنت تعيش في أي زمن ما تقول بخصوص معالجة الزحام لا نراه يتعالج إلا عندما تمر المواكب فإن الشوارع تكون فارغه .. وأريد أن أضيف شيء إننا نعاني من زحام يجعلك تخرج من بين رئتيك كربون يضاهي في كثافته عادم السيارة .. وكل صباح يكون في مخيلتك حلم واحد فقط وهو بأنك تود أن تقوم بالتوقيع في دفتر الحضور ولو لمرة واحدة داخل إدارتك دون الذهاب إلى المتابعة نتيجة التأخير
وبخصوص الحوادث هل تعلم بأنه عندما يقع حادث فإن صاحب الحادث تشل قدمه من كثرة الوقفة وكأنه يقف على حداد شخص عزيز وبعدها يحضر رجل المرور ليقوم بتقييم الحادث
وتكتشف بعد التقييم بأن لكل رجل مرور وجهة نظر في الحادث دون أي معايير تذكر وإنما اجتهادات شخصية
هذا غير الصبات المرمية في كل مكان لتجعل الشارع كشريان رجل مسن تسدد من كثرة الكلسترول ، وكذلك مقر الفحص الذي يقع في آخر الدنيا وتعقيدات في الإجراءات تشعر بعدها بأنك شيخ هرم تدخل على قدميك وتخرج بكرسي متحرك ويدك اليمنى ترتجف ولسانك يردد ( ياليت اني ما جيت وإلا كان ما جاني شلل )
أتمنى بأن تقيموا دورات في الخارج وتشاهد بأم عينك كيف يكون النظام
سوف تجد أن لكل شيء حساب وكل شيء مربوط بالآخر
فالشوارع ليست صبات وإنما مرسومة رسم دون أن يتجاوزها أي أحد وذلك بسبب زرع النظام في الشخص منذ أن كان طفلاً داخل المدارس
كما إن الإجراءات الحكومية لا يستوجب عليك الذهاب إلى المرور وخوض التعقيدات وإنما كل ما عليك هو الذهاب لمكتب البريد وتقوم بتخليص جميع احتياجاتك وأنت واقف ( تجديد استمارة ، والرخصة )
كذلك القاسئم في جميع البنوك ليست محتكرة على بنكين يجبرك أن تفتح فيهما
وحتى الفحص تستطيع فحص سيارتك في أي ورشة وليس المطلوب منك تعبئة خزان الوقود فل حتى تستطيع الوصول إلى مقر الفحص بعد أن تهلك مكينة سيارتك
تجاهل كلماتي والتفت المذيع إلى الشيخ ليسأله عن حال الشباب
ليقول له الحمد الله الذي فضلنا على كثيرا من خلقه بنعمة الإسلام
فنحن شبابنا يتمتعون بثقافة إسلامية وعادات طيبه والناس متماسكين وقلبوهم واحدة
لأقاطعه بقولي دون أن يعلموا بأنني مازلت على الخط .. يا شيخي الكريم أن الذي يحصل في مجتمعنا لشيء يجعل العين تدمع فنحن مسلمين بلا أسلام تجد المخلفات ترمى في غير أماكنها ، إيذاء الجار بإشعال الموسيقى والوقوف أمام منزله ورمي النفايات واشتباكات بالألفاظ النابية
وكذلك الكذب في البيع والشراء بحجة أنها شطارة ..
ولكن عندما تذهب للدول الأجنبية
يتمتعون بصفات المسلمين وهم ليسوا بمسلمين
لا تجد من يرمي بالمخلفات في غير مكانها
وتجده يحترم جاره ولا يكذب في تعاملات البيع والشراء
نحن مشكلتنا بأننا نرسم لأنفسنا صورة داخل إطار أنيق ولا نستطيع أن نواجه عيوبنا إما لتجاهلنا لها أو أننا فعلا ينطبق علينا المثل الذي يقول ( كذب الكذبه وصدقها )
هناك مشكلة نعاني منها وهي ( ليش تشوف وش عند الناس شف اللي عندنا ، عندنا اشياء حلوه ليش ما تذكرونها )
حتى نكون الأفضل يجب أن نضع مرآة تعكس عيوبنا كي نبحث عن حل لها
ويجب أن نبحث عن منهم أفضل منا ونحاول الوصول لمستواهم ونتنافس معهم حتى نكون أحسن منهم
بعدها أنقطع الخط في وجهي وعلمت بأن كلمة الحق مؤلمة وأننا في زمن المطبلون لأغلق التلفاز وأخلد إلى النوم