أقبل الربيع
08-31-2009, 01:37 AM
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"
قطع صلاته وركض هاربا خارج المسجد نادما ومستشعرا الذنب
تراويح الحرم تنتزع توبة صومالي سلب أسرته ليأتي السعودية
مكة المكرمة - فواز العبدلي
فجأة وعلى غير هدى، قطع شاب صومالي صلاة التراويح التي كان يؤديها بالحرم المكي الشريف خلف الشيخ ماهر المعيقلي، أمس الأول، وخرج راكضا إلى الساحات الخارجية وصرخاته تدوي أرجاء المسجد الحرام، فما كان من عناصر وقيادة شرطة الحرم إلا الدخول معه في مطاردة ماراثونية خشية تعرضه لمكروه، خاصة أنه كان أثناء ركضه يصطدم بترامس مياه زمزم مما قد يعرضه للإصابة.
صرخات الشاب كانت تعبر عن أنه لم يكن سوى جسد تحركت مشاعره وعادت إليه نبضات قلبه ليستشعر حجم الخطأ الفادح الذي سولت له نفسه القيام به بحق والدته وشقيقتيه بسلبه مساغهن من ذهب ومجوهرات لإشباع رغباته في التسلل إلى السعودية بحثا عن الغنى الفاحش دونما أي اعتبارات أخرى لمشاعر أسرته أو الأنظمة السعودية.
وعلى الفور قام عناصر الشرطة بعد نجاحهم في تهدئته والاطمئنان لعدم تعرضه لأي إصابة، باقتياده لأعضاء لجنة الظواهر السلبية التي قامت بدورها بنقله عبر إحدى مركباتها الرسمية لمقر إدارة الوافدين التابع لجوازات مكة المكرمة بحي أم الجود، تمهيدا لاستكمال الإجراءات النظامية حياله. “شمس” التقت الشاب جمال بشير، 25 سنة، وتحدث إليها عن تصرفه، قائلا: “أثناء أدائي صلاة التراويح مع حشود المصلين داخل الحرم المكي لم أستطع كبت مشاعري، إذ اعترتني موجات بكاء هستيرية وتصور لي شريط أسود يختص بحياتي والتي لم أشعر بالاكتراث بها طوال فترة مكوثي بجدة ومكة حينما أقدمت على سرقة مسوغات والدتي واثنتين من شقيقاتي، إحداهما كان ذهبها هو مهر زواجها والذي لم تهنأ به، حيث لم يمض على زواجها آنذاك سوى بضعة أيام معدودات فقط لأغادر منزل الأسرة خفية وشرعت بإكمال خططي من خلال اجتيازي حدود وطني الصومال إلى اليمن ومنها تمكنت من التسلل لقاع الحدود السعودية، ثم اتجهت بواسطة أحد القائمين على عمليات التهريب إلى جدة ومنها لمكة المكرمة لأمكث بها قرابة ثمانية أشهر استطعت خلالها العمل راعيا لدى أحد تجار حظائر المواشي بالمعيصم، ثم انتقلت للشرائع وامتهنت العديد من المهن اليسيرة والتي درّت على أرباحا مالية أعانتني في تأمين احتياجاتي الحياتية والإبقاء على بعض منها للادخار”.
وأضاف: “لم أشعر بنفسي حينما تسلم إمام الحرم الشيخ ماهر المعيقلي مواصلة القراءة بصلاة التراويح لما حباه الله من خشوع الصوت والقراءة، إذ كان سببا في دخولي دوامة حزن صاحبتها رؤيتي لما اقترفته بحق أسرتي، وهو الأمر الذي أدخلني في موجة عارمة من البكاء لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقطع الصلاة لأخرج راكضا مستشعرا الذنب بحق والدتي التي ومنذ وفاة والدي تعول علي الكثير وأخواتي الخمس، لا سيما أنني الابن الوحيد الذي كان يستلزم منه رعايتهم والاهتمام بهم بعد وفاة والدنا”.
وأشار بشير إلى أن أفراد الشرطة كانوا يحسبونه مصابا بالمس أو خلافه، لكنه لم يتمالك نفسه ليلقي على مسامعهم حقيقة أمره، مستحلفا بالله لمساعدته على ترحيله، فهو يمني نفسه منذ تلك اللحظة بأن يصل لوالدته بأي شكل من الأشكال ويرتمي أسفل قدميها حتى تعفو عنه، ولم ينس شقيقتيه المتضررتين من سرقته، واعدا بالتمسك بتوبته التي أعلنها في بيت الله الحرام
منقول
قطع صلاته وركض هاربا خارج المسجد نادما ومستشعرا الذنب
تراويح الحرم تنتزع توبة صومالي سلب أسرته ليأتي السعودية
مكة المكرمة - فواز العبدلي
فجأة وعلى غير هدى، قطع شاب صومالي صلاة التراويح التي كان يؤديها بالحرم المكي الشريف خلف الشيخ ماهر المعيقلي، أمس الأول، وخرج راكضا إلى الساحات الخارجية وصرخاته تدوي أرجاء المسجد الحرام، فما كان من عناصر وقيادة شرطة الحرم إلا الدخول معه في مطاردة ماراثونية خشية تعرضه لمكروه، خاصة أنه كان أثناء ركضه يصطدم بترامس مياه زمزم مما قد يعرضه للإصابة.
صرخات الشاب كانت تعبر عن أنه لم يكن سوى جسد تحركت مشاعره وعادت إليه نبضات قلبه ليستشعر حجم الخطأ الفادح الذي سولت له نفسه القيام به بحق والدته وشقيقتيه بسلبه مساغهن من ذهب ومجوهرات لإشباع رغباته في التسلل إلى السعودية بحثا عن الغنى الفاحش دونما أي اعتبارات أخرى لمشاعر أسرته أو الأنظمة السعودية.
وعلى الفور قام عناصر الشرطة بعد نجاحهم في تهدئته والاطمئنان لعدم تعرضه لأي إصابة، باقتياده لأعضاء لجنة الظواهر السلبية التي قامت بدورها بنقله عبر إحدى مركباتها الرسمية لمقر إدارة الوافدين التابع لجوازات مكة المكرمة بحي أم الجود، تمهيدا لاستكمال الإجراءات النظامية حياله. “شمس” التقت الشاب جمال بشير، 25 سنة، وتحدث إليها عن تصرفه، قائلا: “أثناء أدائي صلاة التراويح مع حشود المصلين داخل الحرم المكي لم أستطع كبت مشاعري، إذ اعترتني موجات بكاء هستيرية وتصور لي شريط أسود يختص بحياتي والتي لم أشعر بالاكتراث بها طوال فترة مكوثي بجدة ومكة حينما أقدمت على سرقة مسوغات والدتي واثنتين من شقيقاتي، إحداهما كان ذهبها هو مهر زواجها والذي لم تهنأ به، حيث لم يمض على زواجها آنذاك سوى بضعة أيام معدودات فقط لأغادر منزل الأسرة خفية وشرعت بإكمال خططي من خلال اجتيازي حدود وطني الصومال إلى اليمن ومنها تمكنت من التسلل لقاع الحدود السعودية، ثم اتجهت بواسطة أحد القائمين على عمليات التهريب إلى جدة ومنها لمكة المكرمة لأمكث بها قرابة ثمانية أشهر استطعت خلالها العمل راعيا لدى أحد تجار حظائر المواشي بالمعيصم، ثم انتقلت للشرائع وامتهنت العديد من المهن اليسيرة والتي درّت على أرباحا مالية أعانتني في تأمين احتياجاتي الحياتية والإبقاء على بعض منها للادخار”.
وأضاف: “لم أشعر بنفسي حينما تسلم إمام الحرم الشيخ ماهر المعيقلي مواصلة القراءة بصلاة التراويح لما حباه الله من خشوع الصوت والقراءة، إذ كان سببا في دخولي دوامة حزن صاحبتها رؤيتي لما اقترفته بحق أسرتي، وهو الأمر الذي أدخلني في موجة عارمة من البكاء لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقطع الصلاة لأخرج راكضا مستشعرا الذنب بحق والدتي التي ومنذ وفاة والدي تعول علي الكثير وأخواتي الخمس، لا سيما أنني الابن الوحيد الذي كان يستلزم منه رعايتهم والاهتمام بهم بعد وفاة والدنا”.
وأشار بشير إلى أن أفراد الشرطة كانوا يحسبونه مصابا بالمس أو خلافه، لكنه لم يتمالك نفسه ليلقي على مسامعهم حقيقة أمره، مستحلفا بالله لمساعدته على ترحيله، فهو يمني نفسه منذ تلك اللحظة بأن يصل لوالدته بأي شكل من الأشكال ويرتمي أسفل قدميها حتى تعفو عنه، ولم ينس شقيقتيه المتضررتين من سرقته، واعدا بالتمسك بتوبته التي أعلنها في بيت الله الحرام
منقول