موسى بن ربيع البلوي
05-25-2005, 03:13 PM
حسن المعاملة
( بالمعاملة الحسنة تمتلك القلوب و تستعبد أصحابها بحبك )
لقد جاء الإسلام بما فيه صلاح البشرية و دلالتها للخير وفق التعاليم الحنيفة و الهدف من ذلك هو الوصول إلى الطريق الصحيح لسعادة الفرد في الدنيا و الآخرة و هناك وسائل و فنون دل إليها للوصول إلى قلوب البشر و من ثم دلالتهم إلى الخير
و من الوسائل المهمة لكسب الناس و التأثير فيهم و كسب محبتهم هي المعاملة الحسنة و الخلق الحسن و المثل الأعلى في ذلك هو نبينا صلى الله عليه وسلم فهو القدوة الحسنة في كل شيء ، قال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" .
و قال تعالى : " و إنك لعلى خلق عظيم " .
و قد استطاع عليه الصلاة و السلام أن يملك القلوب و العقول بحسن خلقه و معاملته ، و كسب محبة أصحابه رضوان الله عليهم حتى أن الصحابة رضي الله عنهم يظن كل واحد منهم أنه أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب حسن معاملته لهم .
قال أنس رضي الله عنه ( يصف معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم له ) : " و الله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعت : لم فعلت كذا وكذا ، و لا لشيء تركت : هلا فعلت كذا وكذا " .
قال علي رضي الله عنه يصف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كان أجود الناس كفا ، و أجرأ الناس صدرا ، و أصدق الناس لهجة ، و أوفاهم ذمة ، و ألينهم عريكة ، و أكرمهم صدرا من رآه ، و من خالطه فعرفه أحبه ، لم أرى مثله قبله و لا بعده )) .
قال صلى الله عليه وسلم : " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، و إن الله ليبغض الفاحش البذيء " . رواه الترمذي وقال حسن صحيح .
إذن حسن الخلق قاعدة عظيمة للتعامل مع الآخرين .
و لعظيم حسن الخلق عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن من أحبكم إليَّ و أقربكم مني منزلة يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقا "
و لخص أحد الحكماء صفات حسن الخلق بقوله : (( أن يكون كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الإصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، براً وصولاً ، وقوراً ، صبوراً شكوراً راضياً ، عفيفاً شفيقاً ، لا لعانا و لا سبابا ، و لا نماماً و لا مغتاباً ، و لا عجولا و لا حقوداً ، و لا بخيلاً و لا حسوداً ‘ بشوشاً يحب في الله و يبغض في الله ، يرضى في الله و يغضب لله ، فهذا هو حسن الخلق )) انتهى كلامه .
قال القاضي عياض : (( حسن الخلق مخالطة الناس بالجميل و البشر ، و التودد لهم و الإشفاق عليهم ، و احتمالهم و الحلم عليهم و الصبر عليهم في المكاره و ترك الكبر و الاستطالة عليهم ، و مجانبة الغلط و الغضب و المؤاخذة )) .
و كما رأينا ما لحسن الخلق من منزلة عظيمة حث عليه ديننا الحنيف و لو بأبسط صوره ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )) .
و لكن قد يتساءل المرء كيف السبيل إلى إتقان هذا الفن من المعاملة و إليك أخي الكريم و إليكِ أختي الكريمة عشرون مهارة تجعلك محبوبا بين الناس بإذن الله تعالى و قبل أن أضع هذه المهارات هناك أمرين مهمين و هما الإخلاص و الدعاء بأن ينفي الله قلوبنا و يسل سخيمتها .
عشرون مهارة تجعلك محبوبا بين الناس و تكسب قلوبهم :
1 – ابدأ الآخرين بالسلام و هذا مما يصفي قلوبهم و يرققها إليك . قال عمر بن الخطاب رضي الله : (( أن مما يصفي لك ود أخيك : أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، و أن تدعوه بأحب الأسماء إليه ، و أن توسع له في المجلي )) .
2 – الابتسامة في وجه أخيك .
3 – اعمل لهم المعروف و لا تنتظر المقابل ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... )
4 – أصغ للمتحدث و ضع له الاهتمام .
5 – ابتعد عن تصيد عيوب الناس و اهتم بعيبك .
6 – كن متواضعاً مع الجميع .
7 – نادهم بأحب الأسماء إليهم .
8 – قدم النصيحة في الوقت المناسب .
9 – امدح الآخرين إذا أحسنوا بالمعقول دون مبالغة .
10 – حدث الآخر بمستواه و مجال اهتمامه و رغباته .
11 – تهادوا تحابوا فالهدية لها وقع كبير في النفس .
12 – سامح إذا أخطأ عليك أحد و اقبل اعتذاره .
13 – شارك الناس أفراحهم و أحزانهم .
14 – وسع دائرة معارفك و اكسب كل يوم صديقاً .
15 – اسع لتنوع تخصصاتك و اهتماماتك تتسع دائرة معارفك و أصدقائك .
16 – استمل الآخرين بكلماتك الحسنة فبهذا تميل قلوبهم .
17 – عدم التدخل في الأمور الشخصية للآخرين .
18 – اظهر للآخرين الحب و التودد تأسر قلوبهم .
19 – أبدئ اهتمامك بشؤونهم و اسأل عن أحوالهم .
20 – تفقد أحوالهم بالزيارة الخفيفة .
و لعلك تتفاجأ لو عرفت أن الأبحاث العلمية الحديثة تقول : إن نجاح الإنسان في القيادة مرهون بقدرته على إتقان مهارات التعامل ، و أن 85 % من النجاح في القيادة يُعزى إلى مهارات التعامل ، و ليس بالضرورة استعمالها جميعاً ، بل حسب الموقف و المقابل .
و من فوائد المعاملة الحسنه و حسن الخلق :
1 – حسن المعاملة مع الناس يكسب ثقة الآخرين فيه و ثقته في نفسه .
2 – زيادة الألفة و المحبة بين الناس .
3 - تجلب البركة و الخير للمتعاملين بالمعاملة الحسنة .
4 – دليل حب الخير للآخرين .
5 – لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق و لا يهينها بمثل سوئه .
6 – حسن الخلق سبب في رفع الدرجات و علو الهمة .
7 – حسن الخلق يحول العدو إلى صديق .
8 – حسن الخلق سبب لعفو الله و جالب لغفرانه .
9 – يدرك المرء بحسن خلقه درجة الصائم القائم .
10 – حسن الخلق يجعل صاحبه ممن ثقلت موازينه يوم القيامة .
11 – بالخلق الحسن يكثر المتصافون و يقل المتعادون .
12 – ترغب غير المسلم في الدخول في الإسلام عن طريق حسن الخلق و المعاملة الحسنه .
و الآن إخواني في الله أخواتي الكريمات بعد أن علمنا أهمية حسن المعاملة و كيفية التعامل مع الأفراد و أثرها على الناس و ثوابها عند رب العالمين دعونا ننطلق و نتجاوز كل العقبات التي تحول دون هذه الصفة الحسنة .
و نتعامل معاملة حسنة مقتدين بنبينا صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام .
( بتصرف واختصار من كتاب بعنوان : الفنون العَشّرَة .
لمؤلفه : موسى بن راشد البهدل ) .
( بالمعاملة الحسنة تمتلك القلوب و تستعبد أصحابها بحبك )
لقد جاء الإسلام بما فيه صلاح البشرية و دلالتها للخير وفق التعاليم الحنيفة و الهدف من ذلك هو الوصول إلى الطريق الصحيح لسعادة الفرد في الدنيا و الآخرة و هناك وسائل و فنون دل إليها للوصول إلى قلوب البشر و من ثم دلالتهم إلى الخير
و من الوسائل المهمة لكسب الناس و التأثير فيهم و كسب محبتهم هي المعاملة الحسنة و الخلق الحسن و المثل الأعلى في ذلك هو نبينا صلى الله عليه وسلم فهو القدوة الحسنة في كل شيء ، قال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" .
و قال تعالى : " و إنك لعلى خلق عظيم " .
و قد استطاع عليه الصلاة و السلام أن يملك القلوب و العقول بحسن خلقه و معاملته ، و كسب محبة أصحابه رضوان الله عليهم حتى أن الصحابة رضي الله عنهم يظن كل واحد منهم أنه أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب حسن معاملته لهم .
قال أنس رضي الله عنه ( يصف معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم له ) : " و الله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعت : لم فعلت كذا وكذا ، و لا لشيء تركت : هلا فعلت كذا وكذا " .
قال علي رضي الله عنه يصف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كان أجود الناس كفا ، و أجرأ الناس صدرا ، و أصدق الناس لهجة ، و أوفاهم ذمة ، و ألينهم عريكة ، و أكرمهم صدرا من رآه ، و من خالطه فعرفه أحبه ، لم أرى مثله قبله و لا بعده )) .
قال صلى الله عليه وسلم : " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، و إن الله ليبغض الفاحش البذيء " . رواه الترمذي وقال حسن صحيح .
إذن حسن الخلق قاعدة عظيمة للتعامل مع الآخرين .
و لعظيم حسن الخلق عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن من أحبكم إليَّ و أقربكم مني منزلة يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقا "
و لخص أحد الحكماء صفات حسن الخلق بقوله : (( أن يكون كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الإصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، براً وصولاً ، وقوراً ، صبوراً شكوراً راضياً ، عفيفاً شفيقاً ، لا لعانا و لا سبابا ، و لا نماماً و لا مغتاباً ، و لا عجولا و لا حقوداً ، و لا بخيلاً و لا حسوداً ‘ بشوشاً يحب في الله و يبغض في الله ، يرضى في الله و يغضب لله ، فهذا هو حسن الخلق )) انتهى كلامه .
قال القاضي عياض : (( حسن الخلق مخالطة الناس بالجميل و البشر ، و التودد لهم و الإشفاق عليهم ، و احتمالهم و الحلم عليهم و الصبر عليهم في المكاره و ترك الكبر و الاستطالة عليهم ، و مجانبة الغلط و الغضب و المؤاخذة )) .
و كما رأينا ما لحسن الخلق من منزلة عظيمة حث عليه ديننا الحنيف و لو بأبسط صوره ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )) .
و لكن قد يتساءل المرء كيف السبيل إلى إتقان هذا الفن من المعاملة و إليك أخي الكريم و إليكِ أختي الكريمة عشرون مهارة تجعلك محبوبا بين الناس بإذن الله تعالى و قبل أن أضع هذه المهارات هناك أمرين مهمين و هما الإخلاص و الدعاء بأن ينفي الله قلوبنا و يسل سخيمتها .
عشرون مهارة تجعلك محبوبا بين الناس و تكسب قلوبهم :
1 – ابدأ الآخرين بالسلام و هذا مما يصفي قلوبهم و يرققها إليك . قال عمر بن الخطاب رضي الله : (( أن مما يصفي لك ود أخيك : أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، و أن تدعوه بأحب الأسماء إليه ، و أن توسع له في المجلي )) .
2 – الابتسامة في وجه أخيك .
3 – اعمل لهم المعروف و لا تنتظر المقابل ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... )
4 – أصغ للمتحدث و ضع له الاهتمام .
5 – ابتعد عن تصيد عيوب الناس و اهتم بعيبك .
6 – كن متواضعاً مع الجميع .
7 – نادهم بأحب الأسماء إليهم .
8 – قدم النصيحة في الوقت المناسب .
9 – امدح الآخرين إذا أحسنوا بالمعقول دون مبالغة .
10 – حدث الآخر بمستواه و مجال اهتمامه و رغباته .
11 – تهادوا تحابوا فالهدية لها وقع كبير في النفس .
12 – سامح إذا أخطأ عليك أحد و اقبل اعتذاره .
13 – شارك الناس أفراحهم و أحزانهم .
14 – وسع دائرة معارفك و اكسب كل يوم صديقاً .
15 – اسع لتنوع تخصصاتك و اهتماماتك تتسع دائرة معارفك و أصدقائك .
16 – استمل الآخرين بكلماتك الحسنة فبهذا تميل قلوبهم .
17 – عدم التدخل في الأمور الشخصية للآخرين .
18 – اظهر للآخرين الحب و التودد تأسر قلوبهم .
19 – أبدئ اهتمامك بشؤونهم و اسأل عن أحوالهم .
20 – تفقد أحوالهم بالزيارة الخفيفة .
و لعلك تتفاجأ لو عرفت أن الأبحاث العلمية الحديثة تقول : إن نجاح الإنسان في القيادة مرهون بقدرته على إتقان مهارات التعامل ، و أن 85 % من النجاح في القيادة يُعزى إلى مهارات التعامل ، و ليس بالضرورة استعمالها جميعاً ، بل حسب الموقف و المقابل .
و من فوائد المعاملة الحسنه و حسن الخلق :
1 – حسن المعاملة مع الناس يكسب ثقة الآخرين فيه و ثقته في نفسه .
2 – زيادة الألفة و المحبة بين الناس .
3 - تجلب البركة و الخير للمتعاملين بالمعاملة الحسنة .
4 – دليل حب الخير للآخرين .
5 – لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق و لا يهينها بمثل سوئه .
6 – حسن الخلق سبب في رفع الدرجات و علو الهمة .
7 – حسن الخلق يحول العدو إلى صديق .
8 – حسن الخلق سبب لعفو الله و جالب لغفرانه .
9 – يدرك المرء بحسن خلقه درجة الصائم القائم .
10 – حسن الخلق يجعل صاحبه ممن ثقلت موازينه يوم القيامة .
11 – بالخلق الحسن يكثر المتصافون و يقل المتعادون .
12 – ترغب غير المسلم في الدخول في الإسلام عن طريق حسن الخلق و المعاملة الحسنه .
و الآن إخواني في الله أخواتي الكريمات بعد أن علمنا أهمية حسن المعاملة و كيفية التعامل مع الأفراد و أثرها على الناس و ثوابها عند رب العالمين دعونا ننطلق و نتجاوز كل العقبات التي تحول دون هذه الصفة الحسنة .
و نتعامل معاملة حسنة مقتدين بنبينا صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام .
( بتصرف واختصار من كتاب بعنوان : الفنون العَشّرَة .
لمؤلفه : موسى بن راشد البهدل ) .