عبدالعزيز سعد العرادي
09-06-2009, 03:39 AM
http://www.alriyadh.com/2009/09/05/img/727021901777.jpg
أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة على تحمل جميع المواطنين مسؤولية الحفاظ على المنجزات التي تحققت للمملكة، داعياً إلى الاستمرار في العمل دون أن نكون «اتكاليين» أو غير متجاوبين مع الحكومة.
وقال في حديث ل»الرياض» إن المواطن الذي ينتقد أداء الحكومة تجده يسأل: ماذا فعلت الحكومة؟، ولم يسأل نفسه ماذا قدم؟، ولذا فالفرق بينه وبين الأجنبي أن الأخير ينتقد لأنه منتج وليس اتكالياً، مشيراً إلى أن الوصول إلى المواطنة المنشودة يتطلب من الجميع المشاركة في التنمية والانخراط في العمل الوطني المسؤول.
وأضاف أن نظام هيئة البيعة نظام متكامل وعقلاني وواقعي، وصمام أمان لحاضر هذه البلاد ومستقبلها، مشيراً إلى أن أكثر المستفيدين من هذا النظام هم المواطنون الذين يشعرون معه بالأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن النجاحات الأمنية التي حققتها المملكة في مواجهة «الفئة الضالة» أصبحت اليوم محل تقدير شعبي ودولي، متسائلاً سموه هل التعصب القبلي وغيره موجود في مسابقات مزاين الإبل أم أنه موجود في المجتمع أساساً؟، ولذا علينا أن نستغل هذه الجائزة التي تحمل اسم الملك عبدالعزيز في تكريس الوحدة الوطنية التي حققها مع رجاله المخلصين، وننبذ التعصب، وأن لا نحمل الجائزة ما لا تحتمل.
ودعا الأمير مشعل للتغلب على ظاهرة الغلاء المعيشي إلى تكثيف الرقابة على الأسعار، والحد من جشع بعض التجار، والقضاء على مظاهر الفساد، ومحاسبة المقصرين أياً كان موقع مسؤوليتهم، كما طالب بإعادة النظر في استقطاب الاستثمارات الخارجية، وأن لا تكون على حساب المستثمر السعودي الذي هو أحق من غيره في وطنه، مشيداً بخطة خادم الحرمين الاقتصادية التي أنقذت المملكة من الانهيار بسبب الأزمة العالمية، وفيما يلي نص الحوار:
اليوم الوطني والمواطنة المنشودة
* تحتفل المملكة الشهر المقبل بالذكرى التاسعة والسبعين لتوحيد المملكة على يد المغفور له –بإذن الله- الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-.. كيف تنظرون سمو الأمير لدلالات ومعاني هذه الوحدة؟، ومنجزاتها؟، ووسائل الحفاظ عليها؟
- معاني الوحدة –ولله الحمد- تجسدت أولاً في الالتزام بالدين الحنيف، والدعوة إليه، من خلال التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي حياتنا، إلى جانب اعتزازنا وفخرنا بخدمة الحرمين الشريفين، والسهر على راحة ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما في وسعنا من إمكانات لتسهيل أداء مشاعرهم بطمأنينة وأمن، كما تعني هذه الوحدة أيضاً التلاحم بين المواطن والحاكم، وهو أمر متحقق ولله الحمد، إلى جانب نبذ العنصرية، واستشعار المواطن لنعمة الأمن والأمان والاستقرار، فهذه المعاني التي انطلقت منها وحدة هذه البلاد على يد الملك المؤسس –رحمه الله- ورجاله المخلصين؛ مكنتنا من تحقيق الإنجازات التي نفخر ونفاخر بها على كافة المستويات، وهو ما يعني أننا أمام مسؤوليات كبيرة في الحفاظ على هذه المنجزات، والاستمرار في العمل دون أن نكون "اتكاليين" أو غير متجاوبين مع الحكومة.
* ماذا تعني سمو الأمير بأن لا نكون اتكاليين؟ أو غير متجاوبين مع الحكومة؟
- أعني أننا مطالبون بشكل أكبر للحفاظ على النعمة التي نحن فيها الآن، والمداومة على شكرها، وأن يكون المواطن هو أساس البناء والتعمير لهذا الوطن، ومشاركاً فاعلاً في التنمية، فالواقع أن المواطن لا يزال يعتمد على الحكومة، ولذا تجد سؤال المواطن الدائم ماذا فعلت الحكومة؟، ولم يسأل نفسه ماذا قدم؟، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من الحكومة في جميع المجالات لا نزال نسمع انتقادات سلبية من البعض على أداء الحكومة، وهو ما يعني عدم حصول التجاوب الكافي من بعض المواطنين مع الحاكم، ولنأخذ مثالاً أطرحه عليك في سؤال: من الذي يعمر أي وطن في العالم؟
* الحكومة والشعب معاً.
- لا، الشعب هو أساس التعمير.
* وكيف ذلك سمو الأمير؟
- المواطن هو الأساس في كل شيء، وهو محور العمل الحكومي، ومن أجله تنفذ المشروعات، والخطط والبرامج، والبُنى التحتية، فإذا كان هذا المواطن في أساسه اتكالياً وغير متجاوب لا يمكن أن نحقق التعمير، ولا الوصول إلى المواطنة المنشودة، وأعطيك مثالاً: جميع دول العالم تتهافت علينا، ويحسدوننا على نعمة الأمن والاستقرار والاقتصاد المتين الذي نتمتع به، إلى جانب المكانة العالمية التي وصلنا إليها، ورغم كل هذه المحفزات لا يزال المواطن غير متفاعل وغير متجاوب للتعمير، والمشاركة في التنمية، ومقارنة بذلك نجد الأجنبي في وطنه لا تقدم له كل هذه التسهيلات، ومكبل بالضرائب المالية الخانقة بأرقام خيالية، ومع ذلك هو منتج في وطنه، وحين ينتقد..ينتقد لأنه منتج وليس اتكالياً وهذا هو الفرق.
هيئة البيعة
* سؤالي الآخر سمو الأمير عن نظام هيئة البيعة الذي يعد من الأنظمة النوعية والفريدة في تنظيم الحكم، ونرغب من سموكم الحديث عن هذا النظام من حيث فكرته، وأهدافه، وأهميته للحاضر والمستقبل.
- أساس الفكرة مبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله-، وهي خطوة إيجابية وموفقة؛ نهنئ الملك عليها، وهو نظام متكامل وعقلاني وواقعي، وصمام أمان لحاضر هذه البلاد ومستقبلها، وأكثر المستفيدين من هذا النظام هم المواطنون الذين يشعرون معه بالأمن والاستقرار، وقد صدر النظام في 1427/9/26ه، ويشتمل على خمسٍ وعشرين مادة تتضمن آلية عمل الهيئة وطرق اختيار ولي العهد وتكوين مجلس مؤقت للحكم في حالة عجز الملك وولي العهد أو الوفاة، وتلتزم "الهيئة" بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على كيان الدولة، وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها، وعدم تفرقها، وعلى الوحدة الوطنية، ومصالح الشعب، وكل ما نرجوه هو تفعيل هذا النظام بتطبيق مواده.
مواجهة الإرهاب
* النجاحات الأمنية التي حققتها المملكة في مواجهة "الفئة الضالة" أصبحت اليوم محل تقدير شعبي ودولي، فما هو تقديركم لهذا الدور الذي تحقق؟، وما هو الواجب علينا كمجتمع وأفراد في التصدي لأفكار هذه الفئة؟
- بلا شك أن ما تحقق بتوفيق الله أولاً، ثم بجهود رجال الأمن المخلصين هو محل تقدير جميع المواطنين، بل مضرب المثل عالمياً، والحمد لله أن العمليات الأمنية استطاعت أن تصل إلى هذه الفئة الضالة في أوكارها، وتكشف مخططاتها، والتصدي لها بحزم، وأنا أشهد أن رجال الأمن أدوا الأمانة، وضحَّوا بأرواحهم لخدمة الدين ثم الوطن، فالعملية الأخيرة على سبيل المثال كانت ناجحة في القبض على 44 عنصراً من الفئة الضالة، بعضهم يحمل مؤهلات علمية عليا، ويملكون أدوات تقنية متطورة، وهو ما يعني قدرة الأجهزة الأمنية لدينا في تعقب هذه الشرذمة، والتصميم على القضاء عليها، وإحباط مخططاتهم التي لا تهدف سوى الإساءة للدين أولاً، ثم إفساد البلاد، ونشر أفكارهم الضالة، وكما أن أجهزة الأمن استطاعت أن تواصل نجاحها، فإن المواطن عليه دور كبير في الإبلاغ عن هذه الفئة، وعدم التستر على عناصرها، وتحصين أفكارهم من أكاذيبهم المضللة.
العمل الخيري
* سؤالي التالي سمو الأمير عن العمل الخيري في المملكة، حيث يمر هذا العمل بمرحلة نوعية، من خلال مشاركة رجال الأعمال والمحسنين في تبني مشروعات شراكة مع الحكومة لمساعدة المحتاجين، وتقديم العون لهم على كافة المستويات،..والسؤال: ما هو تقييم سموكم لهذه التجربة؟، وما وسائل دعمها؟، وكيف يمكن تعميمها؟
- العمل الخيري ينبغي أن يُقصد به أولاً وجه الله تعالى، ثم أن خدمة الإنسان لوطنه من خلال المشروعات الخيرية هو هدف نسعى إلى تحقيقه، وتعميمه، ولكن لا نزال بحاجة أكثر إلى مثل هذا النوع من المشروعات، وهو ما يؤكد حديثي من أن المواطن القادر؛ عليه أن يعمل ويقدم لدينه ووطنه كل ما يستطيع.
جائزة مزاين الإبل
* ساهمتم بشكل كبير في الحفاظ على ثقافة وموروث المجتمع من خلال تنظيم جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، فما هو جديد الجائزة العام الحالي؟، وكيف تقيِّمون النشاط الثقافي للجائزة في الحد من التعصب القبلي وتعزيز الوحدة الوطنية؟
- أولاً يكفيني فخراً من هذه الجائزة أنها تحمل اسم والدي الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-، وهو تاج على رأسي، وثانياً تحقيق الهدف من هذه الجائزة وهو الحفاظ على ثقافة وموروث الإبل في المجتمع السعودي، واستذكار أهميتها وتاريخها، والحفاظ على سلالاتها الأصيلة، إلى جانب دعم ملاك الإبل، والوقوف بجانبهم، وتشجيعهم على المشاركة في المسابقات التي تعكس قيمتها التراثية والتاريخية، وليس قيمتها المادية، ولذا جاءت هذه الجائزة مشاركة مني في دعم ملاك الإبل؛ الذين وجدت منهم الشكر والتقدير على تبنيها، ووجدوا فيها أيضاً ميداناً للتنافس الأخوي في جميع مجالات المسابقة، كذلك تمت
http://www.alriyadh.com/2009/09/05/img/814727386549.jpg
الأمير مشعل متحدثاً إلى الزميل أحمد الجميعة «عدسة- محسن سالم»
الاستفادة من التجمع الكبير في "أم رقيبة" سواء من الملاك أو الزوار في تقديم نشاط ثقافي داعم للجائزة وفكرتها، من خلال تقديم برامج دينية وثقافية تعزز من الوحدة الوطنية، وتنبذ الفرقة والعنصرية البغيضة، وتدعو إلى التمسك بتعاليم الإسلام في هذا الجانب، والحمد لله أن النشاط الثقافي العام الماضي حقق أهدافه، ولا نزال نطمع في المزيد من النجاح هذا العام والأعوام المقبلة –بإذن الله-، كما أنوه هنا إلى نقطة مهمة وهي أن البعض يرى أن مسابقات مزاين الإبل تدعو إلى التعصب، وأقول هنا، هل التعصب موجود في هذه المسابقات أم أنه موجود في المجتمع أساساً؟، ولذا علينا أن نستغل هذه الجائزة التي تحمل اسم الملك عبدالعزيز في تكريس الوحدة الوطنية التي حققها مع رجاله المخلصين، وننبذ التعصب، وأن لا نُحمِّل الجائزة ما لا تحتمل، أما بخصوص جديد الجائزة هذا العام فهي إقامة مشاهد وعروض مصورة عن حياة البادية قديماً، مثل كيف يرحلون من مكان لآخر، وكيف كانت حياتهم وتربيتهم للإبل، وماذا يعني لهم هذا التراث.
* وما أهم ملامح هذا المشروع؟
- الهدف من المشروع هو تطوير فكرة الجائزة وفعالياتها المصاحبة، ولنا في ذلك أسوة بمهرجان الجنادرية الذي تحول من فكرة تراثية محلية إلى فكرة تراثية وثقافية عالمية، حيث نجح المهرجان في إيصال موروث الوطن إلى العالم، ولذا التعاون مع "هيئة السياحة" هو إضافة مهمة للجائزة، ونسعد بالتعاون معهم.
ظاهرة الغلاء المعيشي
* ما هي الحلول المناسبة من وجهة نظر سموكم لمواجهة ظاهرة الغلاء المعيشي؟
- من المهم في هذا الموضوع أن ندرك أن أسباب الغلاء هي خارجية أكثر منها داخلية، وبالتالي نحن نتعامل مع أزمة عالمية لم تستثنِ أحداً من الدول والحكومات، ونحن جزء من هذا العالم نتأثر ونؤثر فيه، وبالمقارنة مع دول أخرى كثيرة نحن أقل تضرراً من هذه الأزمة، وبالتالي ظاهرة الغلاء المعيشي لدينا هي أقل بكثير من دول أخرى، وبالمناسبة فقد وقفت خارجياً على أسعار عدة سلع ومطاعم ومواد تموينية وقارنتها بالأسعار الحالية الموجودة في المملكة ووجدت أننا أقل بكثير، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بحاجة إلى علاج هذه الظاهرة والتصدي لها، فالمطلوب تكثيف الرقابة على الأسعار، والحد من جشع بعض التجار، والقضاء على مظاهر الفساد، ومحاسبة المقصرين أياً كان موقع مسؤوليتهم.
الاقتصاد الوطني
* حقق الاقتصاد الوطني نمواً لافتاً على مستوى الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل وحجم الاستثمارات وتنفيذ المدن الاقتصادية.. والسؤال: إلى أي مدى تعزو نجاح الخطة الاقتصادية للمملكة رغم تأثر عدد كبير من الدول بالأزمة العالمية؟
- أولاً أحب أن أؤكد لجميع المواطنين نجاح خطة الملك عبدالله الاقتصادية التي أنقذت اقتصادنا من الانهيار،..نعم من الانهيار، والدليل على صحة ما أقول هو حجم الموازنة العامة للدولة هذا العام، حيث لم تتأثر بالأزمة، وإنما زادت في حجم تنفيذ المشروعات والصرف على الوزارات الخدمية التي تمس حياة المواطن مثل التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والبلديات، وغيرها، والدليل الآخر هو استمرار تنفيذ المشروعات الاقتصادية الكبيرة بمليارات الريالات، بينما هناك دول أخرى متعثرة وربما متوقفة في مشروعاتها، وهذا يعطينا إشارة قوية على متانة اقتصادنا الوطني رغم الأزمة.
كما يجب في ظل هذا التوجه الاقتصادي إعادة النظر في استقطاب الاستثمارات الخارجية، وأن لا تكون على حساب المستثمر السعودي الذي هو أحق من غيره في وطنه، فعوائد الاستثمار المحلي في أي قطاع تعود على الوطن والمواطن ولا تذهب خارجه، ومن خلال إطلاعي وتجربتي أرى أن هناك عدداً كبيراً من المستثمرين السعوديين جديرون بتنفيذ وتطوير وتمويل مشروعات عملاقة يتحقق معها الفائدة للمواطن وليس الأجنبي.
مخرجات التعليم وسوق العمل
* كيف يمكن من وجهة نظر سموكم تقليل الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، بما يقلل من نسبة البطالة في المجتمع؟
- بالتأكيد هناك فجوة، وهناك أيضاً بطالة ناتجة عن ذلك، ولكن الأساس هو في مخرجات التعليم التي لم تناسب معظم تخصصاتها مع احتياجات السوق، ولذا نلاحظ أن الطالب حين ينهي دراسته بحاجة إلى تأهيل؛ حتى حينما ينتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى، أو يكمل دراسته في الخارج يجد نفسه بحاجة إلى تأهيل لسد النقص الموجود عنده، وفي المقابل علينا أن نعيد النظر في هذه المخرجات على أساس التدريب والتأهيل للسوق، فمثلاً لدينا كليات هندسة وزراعة ولكن لا نرى الخريجين في الميدان لكسب المهنة والخبرة معاً، وإنما نراهم غالباً في أعمال إدارية، والأجنبي هو الموجود في الميدان، كذلك الحال بالنسبة لخريجي المعاهد والكليات الفنية والتقنية لا نشاهدهم في الميدان كثيراً، ولذا أرى أن البطالة يتحملها في الأساس الخريج الذي لم يؤهل نفسه مبكراً لسوق العمل، ولم يكتسب المهنة التي تؤمن له لقمة العيش الكريمة، كما أن ثقافة الخريج حين يلتحق بالعمل الحكومي أو الخاص تجده ينافس على المنصب من أول سنة أو سنتين دون أن يفكر في كسب الخبرة، والاستفادة من تجارب الآخرين، وتطوير قدراته وإمكاناته، وكل ما آمله أن يكون هناك تطوير لمخرجات التعليم، والتقليل من مخرجات الكليات النظرية، والاستمرار في دعم التعليم الفني والتقني، وأن تتغير قناعات الخريجين نحو العمل المهني بأنه إحدى الوسائل المهمة للحد من البطالة.
الحوار المادي
* ما هي الوسائل المعينة على نشر ثقافة الحوار في المجتمع والانفتاح على الآخر؟
- الحوار وسيلة لتحقيق غاية نحو الانفتاح وتقبل الآخر، وهو أمر مطلوب في المجتمع، ونرغب نشره وتفعيله، ولكن الذي أراه أن هناك حواراً آخر قد طغى على الحوار الثقافي بين الناس، وهو الحوار الاقتصادي المادي، فكل مجلس لا يخلو اليوم من الحديث عن الجانب الاقتصادي سواء لرب الأسرة، أو صاحب الشركة، أو المستثمر، وهذا الجانب المادي الذي طغى في حياة الناس أفرز جملة من الظواهر السلبية، ولذا من المهم أن يكون هذا النوع من الحوار الطاغي بين الناس وسيلة لنشر ثقافة الحوار على أساس الاحترام والمودة وليس النزاع والاختلاف.
* سمو الأمير في نهاية هذا الحوار ماذا تريدون إضافته؟
- التذكير بنعم الله عزوجل على هذه البلاد، وأولها نعمة الإسلام وتطبيق الشريعة، وخدمة الحرمين الشريفين، إلى جانب الأمن والاستقرار الذي نعيشه في ظل قيادة مخلصة من خادم الحرمين الشريفين، داعياً المواطنين إلى الالتفاف حول قائدهم، والعمل المخلص لدينهم، ووطنهم.
أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة على تحمل جميع المواطنين مسؤولية الحفاظ على المنجزات التي تحققت للمملكة، داعياً إلى الاستمرار في العمل دون أن نكون «اتكاليين» أو غير متجاوبين مع الحكومة.
وقال في حديث ل»الرياض» إن المواطن الذي ينتقد أداء الحكومة تجده يسأل: ماذا فعلت الحكومة؟، ولم يسأل نفسه ماذا قدم؟، ولذا فالفرق بينه وبين الأجنبي أن الأخير ينتقد لأنه منتج وليس اتكالياً، مشيراً إلى أن الوصول إلى المواطنة المنشودة يتطلب من الجميع المشاركة في التنمية والانخراط في العمل الوطني المسؤول.
وأضاف أن نظام هيئة البيعة نظام متكامل وعقلاني وواقعي، وصمام أمان لحاضر هذه البلاد ومستقبلها، مشيراً إلى أن أكثر المستفيدين من هذا النظام هم المواطنون الذين يشعرون معه بالأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن النجاحات الأمنية التي حققتها المملكة في مواجهة «الفئة الضالة» أصبحت اليوم محل تقدير شعبي ودولي، متسائلاً سموه هل التعصب القبلي وغيره موجود في مسابقات مزاين الإبل أم أنه موجود في المجتمع أساساً؟، ولذا علينا أن نستغل هذه الجائزة التي تحمل اسم الملك عبدالعزيز في تكريس الوحدة الوطنية التي حققها مع رجاله المخلصين، وننبذ التعصب، وأن لا نحمل الجائزة ما لا تحتمل.
ودعا الأمير مشعل للتغلب على ظاهرة الغلاء المعيشي إلى تكثيف الرقابة على الأسعار، والحد من جشع بعض التجار، والقضاء على مظاهر الفساد، ومحاسبة المقصرين أياً كان موقع مسؤوليتهم، كما طالب بإعادة النظر في استقطاب الاستثمارات الخارجية، وأن لا تكون على حساب المستثمر السعودي الذي هو أحق من غيره في وطنه، مشيداً بخطة خادم الحرمين الاقتصادية التي أنقذت المملكة من الانهيار بسبب الأزمة العالمية، وفيما يلي نص الحوار:
اليوم الوطني والمواطنة المنشودة
* تحتفل المملكة الشهر المقبل بالذكرى التاسعة والسبعين لتوحيد المملكة على يد المغفور له –بإذن الله- الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-.. كيف تنظرون سمو الأمير لدلالات ومعاني هذه الوحدة؟، ومنجزاتها؟، ووسائل الحفاظ عليها؟
- معاني الوحدة –ولله الحمد- تجسدت أولاً في الالتزام بالدين الحنيف، والدعوة إليه، من خلال التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي حياتنا، إلى جانب اعتزازنا وفخرنا بخدمة الحرمين الشريفين، والسهر على راحة ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما في وسعنا من إمكانات لتسهيل أداء مشاعرهم بطمأنينة وأمن، كما تعني هذه الوحدة أيضاً التلاحم بين المواطن والحاكم، وهو أمر متحقق ولله الحمد، إلى جانب نبذ العنصرية، واستشعار المواطن لنعمة الأمن والأمان والاستقرار، فهذه المعاني التي انطلقت منها وحدة هذه البلاد على يد الملك المؤسس –رحمه الله- ورجاله المخلصين؛ مكنتنا من تحقيق الإنجازات التي نفخر ونفاخر بها على كافة المستويات، وهو ما يعني أننا أمام مسؤوليات كبيرة في الحفاظ على هذه المنجزات، والاستمرار في العمل دون أن نكون "اتكاليين" أو غير متجاوبين مع الحكومة.
* ماذا تعني سمو الأمير بأن لا نكون اتكاليين؟ أو غير متجاوبين مع الحكومة؟
- أعني أننا مطالبون بشكل أكبر للحفاظ على النعمة التي نحن فيها الآن، والمداومة على شكرها، وأن يكون المواطن هو أساس البناء والتعمير لهذا الوطن، ومشاركاً فاعلاً في التنمية، فالواقع أن المواطن لا يزال يعتمد على الحكومة، ولذا تجد سؤال المواطن الدائم ماذا فعلت الحكومة؟، ولم يسأل نفسه ماذا قدم؟، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من الحكومة في جميع المجالات لا نزال نسمع انتقادات سلبية من البعض على أداء الحكومة، وهو ما يعني عدم حصول التجاوب الكافي من بعض المواطنين مع الحاكم، ولنأخذ مثالاً أطرحه عليك في سؤال: من الذي يعمر أي وطن في العالم؟
* الحكومة والشعب معاً.
- لا، الشعب هو أساس التعمير.
* وكيف ذلك سمو الأمير؟
- المواطن هو الأساس في كل شيء، وهو محور العمل الحكومي، ومن أجله تنفذ المشروعات، والخطط والبرامج، والبُنى التحتية، فإذا كان هذا المواطن في أساسه اتكالياً وغير متجاوب لا يمكن أن نحقق التعمير، ولا الوصول إلى المواطنة المنشودة، وأعطيك مثالاً: جميع دول العالم تتهافت علينا، ويحسدوننا على نعمة الأمن والاستقرار والاقتصاد المتين الذي نتمتع به، إلى جانب المكانة العالمية التي وصلنا إليها، ورغم كل هذه المحفزات لا يزال المواطن غير متفاعل وغير متجاوب للتعمير، والمشاركة في التنمية، ومقارنة بذلك نجد الأجنبي في وطنه لا تقدم له كل هذه التسهيلات، ومكبل بالضرائب المالية الخانقة بأرقام خيالية، ومع ذلك هو منتج في وطنه، وحين ينتقد..ينتقد لأنه منتج وليس اتكالياً وهذا هو الفرق.
هيئة البيعة
* سؤالي الآخر سمو الأمير عن نظام هيئة البيعة الذي يعد من الأنظمة النوعية والفريدة في تنظيم الحكم، ونرغب من سموكم الحديث عن هذا النظام من حيث فكرته، وأهدافه، وأهميته للحاضر والمستقبل.
- أساس الفكرة مبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله-، وهي خطوة إيجابية وموفقة؛ نهنئ الملك عليها، وهو نظام متكامل وعقلاني وواقعي، وصمام أمان لحاضر هذه البلاد ومستقبلها، وأكثر المستفيدين من هذا النظام هم المواطنون الذين يشعرون معه بالأمن والاستقرار، وقد صدر النظام في 1427/9/26ه، ويشتمل على خمسٍ وعشرين مادة تتضمن آلية عمل الهيئة وطرق اختيار ولي العهد وتكوين مجلس مؤقت للحكم في حالة عجز الملك وولي العهد أو الوفاة، وتلتزم "الهيئة" بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على كيان الدولة، وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها، وعدم تفرقها، وعلى الوحدة الوطنية، ومصالح الشعب، وكل ما نرجوه هو تفعيل هذا النظام بتطبيق مواده.
مواجهة الإرهاب
* النجاحات الأمنية التي حققتها المملكة في مواجهة "الفئة الضالة" أصبحت اليوم محل تقدير شعبي ودولي، فما هو تقديركم لهذا الدور الذي تحقق؟، وما هو الواجب علينا كمجتمع وأفراد في التصدي لأفكار هذه الفئة؟
- بلا شك أن ما تحقق بتوفيق الله أولاً، ثم بجهود رجال الأمن المخلصين هو محل تقدير جميع المواطنين، بل مضرب المثل عالمياً، والحمد لله أن العمليات الأمنية استطاعت أن تصل إلى هذه الفئة الضالة في أوكارها، وتكشف مخططاتها، والتصدي لها بحزم، وأنا أشهد أن رجال الأمن أدوا الأمانة، وضحَّوا بأرواحهم لخدمة الدين ثم الوطن، فالعملية الأخيرة على سبيل المثال كانت ناجحة في القبض على 44 عنصراً من الفئة الضالة، بعضهم يحمل مؤهلات علمية عليا، ويملكون أدوات تقنية متطورة، وهو ما يعني قدرة الأجهزة الأمنية لدينا في تعقب هذه الشرذمة، والتصميم على القضاء عليها، وإحباط مخططاتهم التي لا تهدف سوى الإساءة للدين أولاً، ثم إفساد البلاد، ونشر أفكارهم الضالة، وكما أن أجهزة الأمن استطاعت أن تواصل نجاحها، فإن المواطن عليه دور كبير في الإبلاغ عن هذه الفئة، وعدم التستر على عناصرها، وتحصين أفكارهم من أكاذيبهم المضللة.
العمل الخيري
* سؤالي التالي سمو الأمير عن العمل الخيري في المملكة، حيث يمر هذا العمل بمرحلة نوعية، من خلال مشاركة رجال الأعمال والمحسنين في تبني مشروعات شراكة مع الحكومة لمساعدة المحتاجين، وتقديم العون لهم على كافة المستويات،..والسؤال: ما هو تقييم سموكم لهذه التجربة؟، وما وسائل دعمها؟، وكيف يمكن تعميمها؟
- العمل الخيري ينبغي أن يُقصد به أولاً وجه الله تعالى، ثم أن خدمة الإنسان لوطنه من خلال المشروعات الخيرية هو هدف نسعى إلى تحقيقه، وتعميمه، ولكن لا نزال بحاجة أكثر إلى مثل هذا النوع من المشروعات، وهو ما يؤكد حديثي من أن المواطن القادر؛ عليه أن يعمل ويقدم لدينه ووطنه كل ما يستطيع.
جائزة مزاين الإبل
* ساهمتم بشكل كبير في الحفاظ على ثقافة وموروث المجتمع من خلال تنظيم جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، فما هو جديد الجائزة العام الحالي؟، وكيف تقيِّمون النشاط الثقافي للجائزة في الحد من التعصب القبلي وتعزيز الوحدة الوطنية؟
- أولاً يكفيني فخراً من هذه الجائزة أنها تحمل اسم والدي الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-، وهو تاج على رأسي، وثانياً تحقيق الهدف من هذه الجائزة وهو الحفاظ على ثقافة وموروث الإبل في المجتمع السعودي، واستذكار أهميتها وتاريخها، والحفاظ على سلالاتها الأصيلة، إلى جانب دعم ملاك الإبل، والوقوف بجانبهم، وتشجيعهم على المشاركة في المسابقات التي تعكس قيمتها التراثية والتاريخية، وليس قيمتها المادية، ولذا جاءت هذه الجائزة مشاركة مني في دعم ملاك الإبل؛ الذين وجدت منهم الشكر والتقدير على تبنيها، ووجدوا فيها أيضاً ميداناً للتنافس الأخوي في جميع مجالات المسابقة، كذلك تمت
http://www.alriyadh.com/2009/09/05/img/814727386549.jpg
الأمير مشعل متحدثاً إلى الزميل أحمد الجميعة «عدسة- محسن سالم»
الاستفادة من التجمع الكبير في "أم رقيبة" سواء من الملاك أو الزوار في تقديم نشاط ثقافي داعم للجائزة وفكرتها، من خلال تقديم برامج دينية وثقافية تعزز من الوحدة الوطنية، وتنبذ الفرقة والعنصرية البغيضة، وتدعو إلى التمسك بتعاليم الإسلام في هذا الجانب، والحمد لله أن النشاط الثقافي العام الماضي حقق أهدافه، ولا نزال نطمع في المزيد من النجاح هذا العام والأعوام المقبلة –بإذن الله-، كما أنوه هنا إلى نقطة مهمة وهي أن البعض يرى أن مسابقات مزاين الإبل تدعو إلى التعصب، وأقول هنا، هل التعصب موجود في هذه المسابقات أم أنه موجود في المجتمع أساساً؟، ولذا علينا أن نستغل هذه الجائزة التي تحمل اسم الملك عبدالعزيز في تكريس الوحدة الوطنية التي حققها مع رجاله المخلصين، وننبذ التعصب، وأن لا نُحمِّل الجائزة ما لا تحتمل، أما بخصوص جديد الجائزة هذا العام فهي إقامة مشاهد وعروض مصورة عن حياة البادية قديماً، مثل كيف يرحلون من مكان لآخر، وكيف كانت حياتهم وتربيتهم للإبل، وماذا يعني لهم هذا التراث.
* وما أهم ملامح هذا المشروع؟
- الهدف من المشروع هو تطوير فكرة الجائزة وفعالياتها المصاحبة، ولنا في ذلك أسوة بمهرجان الجنادرية الذي تحول من فكرة تراثية محلية إلى فكرة تراثية وثقافية عالمية، حيث نجح المهرجان في إيصال موروث الوطن إلى العالم، ولذا التعاون مع "هيئة السياحة" هو إضافة مهمة للجائزة، ونسعد بالتعاون معهم.
ظاهرة الغلاء المعيشي
* ما هي الحلول المناسبة من وجهة نظر سموكم لمواجهة ظاهرة الغلاء المعيشي؟
- من المهم في هذا الموضوع أن ندرك أن أسباب الغلاء هي خارجية أكثر منها داخلية، وبالتالي نحن نتعامل مع أزمة عالمية لم تستثنِ أحداً من الدول والحكومات، ونحن جزء من هذا العالم نتأثر ونؤثر فيه، وبالمقارنة مع دول أخرى كثيرة نحن أقل تضرراً من هذه الأزمة، وبالتالي ظاهرة الغلاء المعيشي لدينا هي أقل بكثير من دول أخرى، وبالمناسبة فقد وقفت خارجياً على أسعار عدة سلع ومطاعم ومواد تموينية وقارنتها بالأسعار الحالية الموجودة في المملكة ووجدت أننا أقل بكثير، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بحاجة إلى علاج هذه الظاهرة والتصدي لها، فالمطلوب تكثيف الرقابة على الأسعار، والحد من جشع بعض التجار، والقضاء على مظاهر الفساد، ومحاسبة المقصرين أياً كان موقع مسؤوليتهم.
الاقتصاد الوطني
* حقق الاقتصاد الوطني نمواً لافتاً على مستوى الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل وحجم الاستثمارات وتنفيذ المدن الاقتصادية.. والسؤال: إلى أي مدى تعزو نجاح الخطة الاقتصادية للمملكة رغم تأثر عدد كبير من الدول بالأزمة العالمية؟
- أولاً أحب أن أؤكد لجميع المواطنين نجاح خطة الملك عبدالله الاقتصادية التي أنقذت اقتصادنا من الانهيار،..نعم من الانهيار، والدليل على صحة ما أقول هو حجم الموازنة العامة للدولة هذا العام، حيث لم تتأثر بالأزمة، وإنما زادت في حجم تنفيذ المشروعات والصرف على الوزارات الخدمية التي تمس حياة المواطن مثل التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والبلديات، وغيرها، والدليل الآخر هو استمرار تنفيذ المشروعات الاقتصادية الكبيرة بمليارات الريالات، بينما هناك دول أخرى متعثرة وربما متوقفة في مشروعاتها، وهذا يعطينا إشارة قوية على متانة اقتصادنا الوطني رغم الأزمة.
كما يجب في ظل هذا التوجه الاقتصادي إعادة النظر في استقطاب الاستثمارات الخارجية، وأن لا تكون على حساب المستثمر السعودي الذي هو أحق من غيره في وطنه، فعوائد الاستثمار المحلي في أي قطاع تعود على الوطن والمواطن ولا تذهب خارجه، ومن خلال إطلاعي وتجربتي أرى أن هناك عدداً كبيراً من المستثمرين السعوديين جديرون بتنفيذ وتطوير وتمويل مشروعات عملاقة يتحقق معها الفائدة للمواطن وليس الأجنبي.
مخرجات التعليم وسوق العمل
* كيف يمكن من وجهة نظر سموكم تقليل الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، بما يقلل من نسبة البطالة في المجتمع؟
- بالتأكيد هناك فجوة، وهناك أيضاً بطالة ناتجة عن ذلك، ولكن الأساس هو في مخرجات التعليم التي لم تناسب معظم تخصصاتها مع احتياجات السوق، ولذا نلاحظ أن الطالب حين ينهي دراسته بحاجة إلى تأهيل؛ حتى حينما ينتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى، أو يكمل دراسته في الخارج يجد نفسه بحاجة إلى تأهيل لسد النقص الموجود عنده، وفي المقابل علينا أن نعيد النظر في هذه المخرجات على أساس التدريب والتأهيل للسوق، فمثلاً لدينا كليات هندسة وزراعة ولكن لا نرى الخريجين في الميدان لكسب المهنة والخبرة معاً، وإنما نراهم غالباً في أعمال إدارية، والأجنبي هو الموجود في الميدان، كذلك الحال بالنسبة لخريجي المعاهد والكليات الفنية والتقنية لا نشاهدهم في الميدان كثيراً، ولذا أرى أن البطالة يتحملها في الأساس الخريج الذي لم يؤهل نفسه مبكراً لسوق العمل، ولم يكتسب المهنة التي تؤمن له لقمة العيش الكريمة، كما أن ثقافة الخريج حين يلتحق بالعمل الحكومي أو الخاص تجده ينافس على المنصب من أول سنة أو سنتين دون أن يفكر في كسب الخبرة، والاستفادة من تجارب الآخرين، وتطوير قدراته وإمكاناته، وكل ما آمله أن يكون هناك تطوير لمخرجات التعليم، والتقليل من مخرجات الكليات النظرية، والاستمرار في دعم التعليم الفني والتقني، وأن تتغير قناعات الخريجين نحو العمل المهني بأنه إحدى الوسائل المهمة للحد من البطالة.
الحوار المادي
* ما هي الوسائل المعينة على نشر ثقافة الحوار في المجتمع والانفتاح على الآخر؟
- الحوار وسيلة لتحقيق غاية نحو الانفتاح وتقبل الآخر، وهو أمر مطلوب في المجتمع، ونرغب نشره وتفعيله، ولكن الذي أراه أن هناك حواراً آخر قد طغى على الحوار الثقافي بين الناس، وهو الحوار الاقتصادي المادي، فكل مجلس لا يخلو اليوم من الحديث عن الجانب الاقتصادي سواء لرب الأسرة، أو صاحب الشركة، أو المستثمر، وهذا الجانب المادي الذي طغى في حياة الناس أفرز جملة من الظواهر السلبية، ولذا من المهم أن يكون هذا النوع من الحوار الطاغي بين الناس وسيلة لنشر ثقافة الحوار على أساس الاحترام والمودة وليس النزاع والاختلاف.
* سمو الأمير في نهاية هذا الحوار ماذا تريدون إضافته؟
- التذكير بنعم الله عزوجل على هذه البلاد، وأولها نعمة الإسلام وتطبيق الشريعة، وخدمة الحرمين الشريفين، إلى جانب الأمن والاستقرار الذي نعيشه في ظل قيادة مخلصة من خادم الحرمين الشريفين، داعياً المواطنين إلى الالتفاف حول قائدهم، والعمل المخلص لدينهم، ووطنهم.