ماجد سليمان البلوي
09-17-2009, 11:32 AM
الحكاية كما وصلتني أن زائرين لمدينة الماء الساحرة فينيسيا الإيطالية «البندقية»، دخلا أحد المقاهي لاحتساء القهوة، وإلى جانبهما جلس شخص وطلب من النادل فنجاني قهوة، وأردف قائلا: ومن فضلك واحد منهما على الحائط.
أحضر النادل فنجان القهوة لطالبها فاحتساها ودفع ثمن فنجانين وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها «فنجان قهوة واحد»، وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة وطلبا أن يكون الثالث على الحائط فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاثة وخرجا فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها «فنجان قهوة واحد».
وفي زيارة أخرى للمقهى من نفس الزائرين صادف أثناء تواجدهما دخول إنسان تبدو عليه ملامح الفقر طلب من النادل: فنجان قهوة من على الحائط. أحضر له النادل فنجان القهوة فاحتساه وخرج بدون أن يدفع ثمنه، ولاحظ الزائران أن النادل ذهب إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة والتي سبق أن كتب عليها عبارة : «قهوة على الحائط» ورماها في سلة المهملات.
وبسؤال الزائرين للنادل عن الحكمة من ذلك..! أوضح أن سكان المدينة التي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني، يفكرون ببعضهم البعض بحيث يتيحون لمن لا يجد ثمن القهوة أن يحصل عليها ويستمتع بمذاقها، والنادل يقوم بدور الوسيط بينهم بسعادة بالغة وبوجه باسم، والمحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل عن فنجان قهوة مجاني ويكفيه نظرة منه للحائط ليعرف أن بإمكانه التمتع بالقهوة بدون معرفة المتبرع.. لذلك المقهى له مكانة خاصة في قلوب سكان المدينة، ومن وجهة نظري تمنح غريزة حب العطاء المزروعة في رواد المقهى المانحين لفناجين القهوة المجانية شعورا بالإشباع والرضا الروحي عن الذات. لم يحتاج المشروع للكثير فالفكرة خلاقة وبسيطة من شعب يعطي حسب ما تجود به قدراته المادية ويضع ثقته في الآخر (النادل) حتى يثبت العكس وهنا توفرت خصلة النبل، واحتاج التنفيذ إلى توفر عنصر حب الخير وأداء الأمانة من النادل، ودعم الفكرة وجود محتاج لا يكابر ويتعامل مع الكون من واقع قبول وقناعة بواقع الحال، وكلها قيم كرستها أفكار نبيلة خلاقة «على حائط».. وسبق لي ان شاهدت ان احد المطاعم في عام 1986م اثناء سفري الي المانيا الغربيه وقبل ان تتوحد وفي مدينه برلين وفي شارع (مايزلد شتراسي) قرب حديقه (بانهوف تسو) وهي من اكبر حدائق الحيوان في اوروبا.. وفي ايام البرد القارس وكان يأتي المحتاج الى رجل جالس في المطعم ويطلب منه كوبون ويذهب به الى الكاشير وياخذ وجبته وعندما سألت عن الرجل قلوا لي انه من رجال الكنيسه وموجود هنا للفقراء والمحتاجين هذا شاهدته في الغرب فما بالك في بلاد المسلمين وفي شهر الرحمه ..ولنكون جميعآ مع حكمة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «أحب لأخيك ما تحب لنفسك»، وسؤالي: ماذا عن نزعة حب العطاء لدينا، وهل نفكر بأسلوب خلاق يحفظ للمحتاجين كبرياءهم..؟!. وسؤآلي.. هل وضع احدنا لشهر رمضان حسنه ولو على حائط منزل احد الفقراء ..
أحضر النادل فنجان القهوة لطالبها فاحتساها ودفع ثمن فنجانين وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها «فنجان قهوة واحد»، وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة وطلبا أن يكون الثالث على الحائط فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاثة وخرجا فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها «فنجان قهوة واحد».
وفي زيارة أخرى للمقهى من نفس الزائرين صادف أثناء تواجدهما دخول إنسان تبدو عليه ملامح الفقر طلب من النادل: فنجان قهوة من على الحائط. أحضر له النادل فنجان القهوة فاحتساه وخرج بدون أن يدفع ثمنه، ولاحظ الزائران أن النادل ذهب إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة والتي سبق أن كتب عليها عبارة : «قهوة على الحائط» ورماها في سلة المهملات.
وبسؤال الزائرين للنادل عن الحكمة من ذلك..! أوضح أن سكان المدينة التي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني، يفكرون ببعضهم البعض بحيث يتيحون لمن لا يجد ثمن القهوة أن يحصل عليها ويستمتع بمذاقها، والنادل يقوم بدور الوسيط بينهم بسعادة بالغة وبوجه باسم، والمحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل عن فنجان قهوة مجاني ويكفيه نظرة منه للحائط ليعرف أن بإمكانه التمتع بالقهوة بدون معرفة المتبرع.. لذلك المقهى له مكانة خاصة في قلوب سكان المدينة، ومن وجهة نظري تمنح غريزة حب العطاء المزروعة في رواد المقهى المانحين لفناجين القهوة المجانية شعورا بالإشباع والرضا الروحي عن الذات. لم يحتاج المشروع للكثير فالفكرة خلاقة وبسيطة من شعب يعطي حسب ما تجود به قدراته المادية ويضع ثقته في الآخر (النادل) حتى يثبت العكس وهنا توفرت خصلة النبل، واحتاج التنفيذ إلى توفر عنصر حب الخير وأداء الأمانة من النادل، ودعم الفكرة وجود محتاج لا يكابر ويتعامل مع الكون من واقع قبول وقناعة بواقع الحال، وكلها قيم كرستها أفكار نبيلة خلاقة «على حائط».. وسبق لي ان شاهدت ان احد المطاعم في عام 1986م اثناء سفري الي المانيا الغربيه وقبل ان تتوحد وفي مدينه برلين وفي شارع (مايزلد شتراسي) قرب حديقه (بانهوف تسو) وهي من اكبر حدائق الحيوان في اوروبا.. وفي ايام البرد القارس وكان يأتي المحتاج الى رجل جالس في المطعم ويطلب منه كوبون ويذهب به الى الكاشير وياخذ وجبته وعندما سألت عن الرجل قلوا لي انه من رجال الكنيسه وموجود هنا للفقراء والمحتاجين هذا شاهدته في الغرب فما بالك في بلاد المسلمين وفي شهر الرحمه ..ولنكون جميعآ مع حكمة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «أحب لأخيك ما تحب لنفسك»، وسؤالي: ماذا عن نزعة حب العطاء لدينا، وهل نفكر بأسلوب خلاق يحفظ للمحتاجين كبرياءهم..؟!. وسؤآلي.. هل وضع احدنا لشهر رمضان حسنه ولو على حائط منزل احد الفقراء ..