ماجد سليمان البلوي
10-09-2009, 10:25 PM
:||angr|: :||angr|: دموع السيدة براون
أمير تاج السر (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=458)
الرسالة التي حملها بريدي الإلكتروني في هذه المرة لا تحمل التوقيع التقليدي لأولئك الأفارقة الذين خبرت أسماءهم، ووظفتها في عدد من رواياتي، يوسفو، أحمدو كرومي، عبده جاكندو، سومية فادول، وفطومة تابيتو وإن كانت تحمل الأنفاس نفسها، ورائحة الشراك التي ما تزال تنصب للملايين، وتضخ أحلام الثراء المباغت لعدد غير قليل من المهووسين بالثراء، بالرغم من جميع التحذيرات التي تنشرها الصحف في بلادنا، منوهة لتلك الشراك.
الرسالة رائعة جدا، ومكتوبة بلغة إنجليزية لها طعم الشعر، كأن الذي كتبها شاعر أو ناثر متمكنا من صنعته.. تفوق مخاطبة سذاجة مفترضة في الذي تخاطبه..
سيدي الذي اصطفيته لمهمة ما قبل الموت والوقوف بين يدي الخالق، أنا مارجريت براون، حسناء من الزمان القديم، وامرأة منهكة ومهدمة بفعل سرطان الرئة الذي قضى على جمالي، لكنه لم يقض بعد على يدي التي تضرب الآن على لوحة الحاسوب، لتخط رسالة ربما تكون الأخيرة لواحد من نبلاء عصر انقرض فيه النبل وماتت الشهامة.
نشأت يتيمة بلا أب ولا أم ولا موارد ولا أهل يعطفون، وفي ليلة دافئة غاصة بالمفاجآت التقيت ديفيد براون، كان أوسم رجل التقيه، وأكبر قلب دخلت في خلجاته ولم أخرج إلى الآن، تزوجنا في نفس تلك الليلة الدافئة، وعشنا أحد عشر عاما يتجدد فيها الحب كل يوم، لم نرزق بأطفال؛ لأن ذلك كان قدرنا، وسافرنا من بلدنا تونس الخضراء ليعمل زوجي سفيرا لبلاده في بوركينا فاسو قبل أن يموت بحمى الملاريا التي كانت سكينا حادا طعنت قلبي وما زال ينزف حتى الآن.
سيدي.. لقد ترك زوجي قبل أن يرحل ويتركني أرملة، لا ترغب في الزواج من أحد غيره، مبلغا ضخما من المال، إنه ثمانية ملايين دولار خضراء، لا تنقص فلسا، أنا لا أريدها، لا أحب رائحتها، ولا أظنها ستفيدني أبدا ولم تبق لي سوى عدة شهور، ورئتاي تتآكلان بفعل الداء الخبيث. لقد وكلتك للتصرف في تلك الملايين، خذ منها ما يكفيك وانفق الباقي على أيتام أي بلد فيه أيتام بحاجة إلى تلك النقود المخزنة بلا فائدة، لا تسألني كيف اهتديت إليك، لكن للمحتضرين دائما حواس تهتدي إلى النبلاء حتى لو كانوا بعيدين بمسافات ومسافات.. رد على رسالة مارجريت الباكية من فضلك، وستأتيك تفاصيل الوصية.. أنا أموت فلا تخذل امرأة تموت.
تعليقي على الرسالة.. أنني استمتعت بلغتها، واعتبرتها واحدة من أجمل رسائل الاحتيال التي صادفتني.
شكرا أيتها الأرملة، زوجة السفير الوهمي، فلم نسمع عن سفير لبلد عربي اسمه ديفيد براون.
أمير تاج السر (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=458)
الرسالة التي حملها بريدي الإلكتروني في هذه المرة لا تحمل التوقيع التقليدي لأولئك الأفارقة الذين خبرت أسماءهم، ووظفتها في عدد من رواياتي، يوسفو، أحمدو كرومي، عبده جاكندو، سومية فادول، وفطومة تابيتو وإن كانت تحمل الأنفاس نفسها، ورائحة الشراك التي ما تزال تنصب للملايين، وتضخ أحلام الثراء المباغت لعدد غير قليل من المهووسين بالثراء، بالرغم من جميع التحذيرات التي تنشرها الصحف في بلادنا، منوهة لتلك الشراك.
الرسالة رائعة جدا، ومكتوبة بلغة إنجليزية لها طعم الشعر، كأن الذي كتبها شاعر أو ناثر متمكنا من صنعته.. تفوق مخاطبة سذاجة مفترضة في الذي تخاطبه..
سيدي الذي اصطفيته لمهمة ما قبل الموت والوقوف بين يدي الخالق، أنا مارجريت براون، حسناء من الزمان القديم، وامرأة منهكة ومهدمة بفعل سرطان الرئة الذي قضى على جمالي، لكنه لم يقض بعد على يدي التي تضرب الآن على لوحة الحاسوب، لتخط رسالة ربما تكون الأخيرة لواحد من نبلاء عصر انقرض فيه النبل وماتت الشهامة.
نشأت يتيمة بلا أب ولا أم ولا موارد ولا أهل يعطفون، وفي ليلة دافئة غاصة بالمفاجآت التقيت ديفيد براون، كان أوسم رجل التقيه، وأكبر قلب دخلت في خلجاته ولم أخرج إلى الآن، تزوجنا في نفس تلك الليلة الدافئة، وعشنا أحد عشر عاما يتجدد فيها الحب كل يوم، لم نرزق بأطفال؛ لأن ذلك كان قدرنا، وسافرنا من بلدنا تونس الخضراء ليعمل زوجي سفيرا لبلاده في بوركينا فاسو قبل أن يموت بحمى الملاريا التي كانت سكينا حادا طعنت قلبي وما زال ينزف حتى الآن.
سيدي.. لقد ترك زوجي قبل أن يرحل ويتركني أرملة، لا ترغب في الزواج من أحد غيره، مبلغا ضخما من المال، إنه ثمانية ملايين دولار خضراء، لا تنقص فلسا، أنا لا أريدها، لا أحب رائحتها، ولا أظنها ستفيدني أبدا ولم تبق لي سوى عدة شهور، ورئتاي تتآكلان بفعل الداء الخبيث. لقد وكلتك للتصرف في تلك الملايين، خذ منها ما يكفيك وانفق الباقي على أيتام أي بلد فيه أيتام بحاجة إلى تلك النقود المخزنة بلا فائدة، لا تسألني كيف اهتديت إليك، لكن للمحتضرين دائما حواس تهتدي إلى النبلاء حتى لو كانوا بعيدين بمسافات ومسافات.. رد على رسالة مارجريت الباكية من فضلك، وستأتيك تفاصيل الوصية.. أنا أموت فلا تخذل امرأة تموت.
تعليقي على الرسالة.. أنني استمتعت بلغتها، واعتبرتها واحدة من أجمل رسائل الاحتيال التي صادفتني.
شكرا أيتها الأرملة، زوجة السفير الوهمي، فلم نسمع عن سفير لبلد عربي اسمه ديفيد براون.