ماجد سليمان البلوي
10-10-2009, 08:44 PM
:||angr|:
ظافر الحداد شاعر سكندري ظريف توفي عام 528 هـ كان يعمل حدادًا، وكان مغرمًا بأدوات صناعته، فترك شعرًا كثيرًا يتغنى فيه بصنعته وأدواتها.
فها هو ينقش على ما يصنعه ويتقنه هذه الأبيات:
انظر بعينك في بديع صنائعي وعجيب تركيبي وحكمة صانعي
فكأنني كفَّا محب شبَّكت يوم الفراق أصابعًا بأصابعِ
ووصف الكانون وقد توهجت النار بداخله بقوله:
تأمل في الكانون أعجب منظر إذا سرحتْ في فحمه جمرة النارِ
كما ميل الزق المروق ساكب فدبّ احمرار الخدِّ في قللٍ من القارِ
وكان شغفه بالكانون مثيرًا لقريحته الشعرية؛ فوصفه في أبيات أخرى قائلاً:
كأن سواد الفحم من فوق جمره وقد جُمعا فاستحسن الضد بالضدِّ
غدائر خود فرقتها وقد غدت على خفر من تحتها حمرة الخدِّ
فلما تنتهى صبغه خِلت أنه فصوص عقيق أو جنى زهر الوردِ
إلى أن حكى بعد الخمود رماده غبارًا من الكافور في قطع الندِّ
ومن مواقفه الشعرية الطريفة، يوم استدعاه حاكم الإسكندرية الأمير"السعيد بن ظافر" ليبْرُد له خاتمه الذي ضاق على خنصره، ويسمع كذلك من شعره الذي يتحدث به الأدباء، فبرد الخاتم ثم أنشد الأمير:
قصر عن أوصافك العالمُ واعترف الناثرُ والناظمُ
من يكن البحر له راحةً يضيق عن خنصره الخاتمُ
فاستحسن الأمير شعره ووهب له الخاتم، فأضاف "ظافر الحداد" وقد لحظ غزالاً يربض بين يدي الأمير:
عجبتُ لجرأة هذا الغزال وأمْر تخطَّى له واعتمد
وأعجب به إذ بدَا جاثمًا وكيف اطمأن وأنت الأسدْ؟
فاقترح عليه بعض الحاضرين- إمعانًا في اختبار شاعريته- أن يصف شبكة مسدلة على باب الأمير تمنع الذباب، فقال من فوره:
رأيت بابك هذا المنيف شباكًا، فأدركني بعضُ شك
وفكَّر فيما رأى خاطري فقال: البحارُ مكان الشبك
ظافر الحداد شاعر سكندري ظريف توفي عام 528 هـ كان يعمل حدادًا، وكان مغرمًا بأدوات صناعته، فترك شعرًا كثيرًا يتغنى فيه بصنعته وأدواتها.
فها هو ينقش على ما يصنعه ويتقنه هذه الأبيات:
انظر بعينك في بديع صنائعي وعجيب تركيبي وحكمة صانعي
فكأنني كفَّا محب شبَّكت يوم الفراق أصابعًا بأصابعِ
ووصف الكانون وقد توهجت النار بداخله بقوله:
تأمل في الكانون أعجب منظر إذا سرحتْ في فحمه جمرة النارِ
كما ميل الزق المروق ساكب فدبّ احمرار الخدِّ في قللٍ من القارِ
وكان شغفه بالكانون مثيرًا لقريحته الشعرية؛ فوصفه في أبيات أخرى قائلاً:
كأن سواد الفحم من فوق جمره وقد جُمعا فاستحسن الضد بالضدِّ
غدائر خود فرقتها وقد غدت على خفر من تحتها حمرة الخدِّ
فلما تنتهى صبغه خِلت أنه فصوص عقيق أو جنى زهر الوردِ
إلى أن حكى بعد الخمود رماده غبارًا من الكافور في قطع الندِّ
ومن مواقفه الشعرية الطريفة، يوم استدعاه حاكم الإسكندرية الأمير"السعيد بن ظافر" ليبْرُد له خاتمه الذي ضاق على خنصره، ويسمع كذلك من شعره الذي يتحدث به الأدباء، فبرد الخاتم ثم أنشد الأمير:
قصر عن أوصافك العالمُ واعترف الناثرُ والناظمُ
من يكن البحر له راحةً يضيق عن خنصره الخاتمُ
فاستحسن الأمير شعره ووهب له الخاتم، فأضاف "ظافر الحداد" وقد لحظ غزالاً يربض بين يدي الأمير:
عجبتُ لجرأة هذا الغزال وأمْر تخطَّى له واعتمد
وأعجب به إذ بدَا جاثمًا وكيف اطمأن وأنت الأسدْ؟
فاقترح عليه بعض الحاضرين- إمعانًا في اختبار شاعريته- أن يصف شبكة مسدلة على باب الأمير تمنع الذباب، فقال من فوره:
رأيت بابك هذا المنيف شباكًا، فأدركني بعضُ شك
وفكَّر فيما رأى خاطري فقال: البحارُ مكان الشبك