منصور علي العرادي
06-08-2005, 12:53 AM
المشهد الثاني
قال تعالى: ﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون﴾ البقرة/25. إذا تأمل المؤمن هذه الآية الكريمة وهو في حياته الأولى وجد فيها عزاءً لنفسه الصابرة وكبحا لجماح ما قد يكون من شهواتها ونزواتها، خاصة حين يكون صاحبها مبتلى بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فلا تكاد نفسه تحاول الزيغ به هنا أو هناك حتى يقرأ هذه الآية الكريمة. فإذا هي برد وسلام على نفسه فتورثها السكينة وتغرس فيها الطمأنينة لوعد الله ﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأن لهم جنات﴾ وإذا بها تصبر على أضعاف ما تعاني من حرمان أو تنكيل في سبيل: ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾، تتنوع وتتعدد فيها صنوف النعيم وألوانه حتى تشتبه على أصحابها فـ﴿كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً﴾ فالشكل مؤتلف، ولكن المذاق مختلف، بل إن شكلها يشابه أختها التي كان في الدنيا يراها ولا يقدر عليها فيصبر إيماناً واحتساباً، فليهدأ قلب المؤمن الذي قد لا يجد في الدنيا غير الكفاف، وليداوم على الصبر والقناعة والعفاف احتساباً وتحسباً ليوم يرزق فيه كل هذا النعيم ما صدق إيمانه وقويت عزيمته. أما أنتم. يا من ملأتم النواصي والمنتزهات بحثاً عن لحم حرام خسيس رخيص، وجرياً وراء متعة زائلة تخلف حسرة دائمة في الدنيا والآخرة! لم ذاك وقد أحل الله لكم زواجاً طيباً طاهراً مباركاً، فيه السكن والمودة والرحمة، وبه تقر عيونكم وتسعدون وتستقر حياتكم؟!.كأني أسمع صوتاً يتذرع لصاحبه بأن الزواج قد صار مكلفاً وأن الناس قد صاروا يغالون في بناتهم ولا يبالون بنا!. ولكن هل يصلح هذا مبرراً فضلاً عن أن يكون عذراً لاستباحة أعراض الناس؟ ثم إذا افترضنا عدم قدرة البعض على الزواج لهذه الأسباب أو لغيرها، فأين هم من خشيتهم لله عز وجل التي تحول بينهم وبين معاصيه سبحانه؟ بل أين هم من جنة عرضها السماوات والأرض، لهم فيها نعيم أبدي مقيم ﴿ولهم فيها أزواج مطهرة﴾ أزواج من الحور العين، اللاتي لو أطلت إحداهن على الدنيا لأنارتها، وكلما أتاها زوجها وجدها بكراً! إنهن حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، حور مقصورات في الخيام، ليس لغير أزواجهن فيهن حق في شيء ولا في نظرة، ولا هن يتطلعن لغير أزواجهن فهن قاصرات الطرف عين! وكل هذا النعيم مع هؤلاء الحور العين، هو نعيم خالد أبدي، لا يهدده شبح الفراق بموت أو البعد بعمل، إنها الجنة لا كد فيها ولا نصب: ﴿وهم فيها خالدون﴾. ما سبق بيانه. هو للمؤمن الذي يتدبر هذه الآية الكريمة في حياته، أما إذا جالت بخاطره يوم البعث والنشور، وهو يموج مع الناس في موقف الحشر العظيم، فالأمر عندئذٍ يختلف! إنها البشرى التي لو كان بعد هذا اليوم موت لمات صاحبها فرحاً: ﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار﴾.
قال تعالى: ﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون﴾ البقرة/25. إذا تأمل المؤمن هذه الآية الكريمة وهو في حياته الأولى وجد فيها عزاءً لنفسه الصابرة وكبحا لجماح ما قد يكون من شهواتها ونزواتها، خاصة حين يكون صاحبها مبتلى بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فلا تكاد نفسه تحاول الزيغ به هنا أو هناك حتى يقرأ هذه الآية الكريمة. فإذا هي برد وسلام على نفسه فتورثها السكينة وتغرس فيها الطمأنينة لوعد الله ﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأن لهم جنات﴾ وإذا بها تصبر على أضعاف ما تعاني من حرمان أو تنكيل في سبيل: ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾، تتنوع وتتعدد فيها صنوف النعيم وألوانه حتى تشتبه على أصحابها فـ﴿كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً﴾ فالشكل مؤتلف، ولكن المذاق مختلف، بل إن شكلها يشابه أختها التي كان في الدنيا يراها ولا يقدر عليها فيصبر إيماناً واحتساباً، فليهدأ قلب المؤمن الذي قد لا يجد في الدنيا غير الكفاف، وليداوم على الصبر والقناعة والعفاف احتساباً وتحسباً ليوم يرزق فيه كل هذا النعيم ما صدق إيمانه وقويت عزيمته. أما أنتم. يا من ملأتم النواصي والمنتزهات بحثاً عن لحم حرام خسيس رخيص، وجرياً وراء متعة زائلة تخلف حسرة دائمة في الدنيا والآخرة! لم ذاك وقد أحل الله لكم زواجاً طيباً طاهراً مباركاً، فيه السكن والمودة والرحمة، وبه تقر عيونكم وتسعدون وتستقر حياتكم؟!.كأني أسمع صوتاً يتذرع لصاحبه بأن الزواج قد صار مكلفاً وأن الناس قد صاروا يغالون في بناتهم ولا يبالون بنا!. ولكن هل يصلح هذا مبرراً فضلاً عن أن يكون عذراً لاستباحة أعراض الناس؟ ثم إذا افترضنا عدم قدرة البعض على الزواج لهذه الأسباب أو لغيرها، فأين هم من خشيتهم لله عز وجل التي تحول بينهم وبين معاصيه سبحانه؟ بل أين هم من جنة عرضها السماوات والأرض، لهم فيها نعيم أبدي مقيم ﴿ولهم فيها أزواج مطهرة﴾ أزواج من الحور العين، اللاتي لو أطلت إحداهن على الدنيا لأنارتها، وكلما أتاها زوجها وجدها بكراً! إنهن حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، حور مقصورات في الخيام، ليس لغير أزواجهن فيهن حق في شيء ولا في نظرة، ولا هن يتطلعن لغير أزواجهن فهن قاصرات الطرف عين! وكل هذا النعيم مع هؤلاء الحور العين، هو نعيم خالد أبدي، لا يهدده شبح الفراق بموت أو البعد بعمل، إنها الجنة لا كد فيها ولا نصب: ﴿وهم فيها خالدون﴾. ما سبق بيانه. هو للمؤمن الذي يتدبر هذه الآية الكريمة في حياته، أما إذا جالت بخاطره يوم البعث والنشور، وهو يموج مع الناس في موقف الحشر العظيم، فالأمر عندئذٍ يختلف! إنها البشرى التي لو كان بعد هذا اليوم موت لمات صاحبها فرحاً: ﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار﴾.