ابو عبد الملك الفاضلي
10-23-2009, 04:58 AM
خواطري(3)
الكــــــــــــــــــــــــذب
من تأمل الكذب وطرائقه يراه أبشع الأخلاق على الإطلاق , فهو خلق مقيت , وعادة رديئة , وذنب عظيم لا تكفره إلا التوبة النصوح , فهو من كبائر الذنوب كما ذكر ذلك الذهبي في كتاب ( الكبائر ) وهو كتاب قيم يحسن الرجوع إليه , فالكذب أم البلايا والرزايا , ورأس كل خطيئة وأثم , فما من ذنب صغير ولا كبير حقير ولا جليل إلا رأسه الكذب , فما دخل في شيء إلا أفسده , خلق تأباه الطباع الشريفة ولا تطيقه , كم فيه من مضار ومساوئ , وكم فيه من بلاء وشقاء على صاحبه , وكم فرق الكذب بين الإخوان , وملى البغضاء والشحناء بين الأخلان , وتحاسد بسببه الشريكان , فسار الكذب خلق مشوم لا يحبه أحدا أين كان , ولا يتجرأ على الكذب والعمل به إلا من هانت عليه نفسه وصغرت فيه عينه مروءته , فالنفوس العظيمة التي جبلت على الأفعال الكريمة والخصال الحميدة لا ترضى به مهما بلغ الأمر مبلغة , فربما تهون بعض الدنايا من الأمور عند الكذب وطرائقه , حتى الذي يكذب وتستمري الكذب لا يرضى أن ينادى بالكاذب , لأنه يراه منقصة ومذلة وفضيحة عليه وتشبيه بما هو فيه , فما بالك بالذي لا يطيقه أبداً ,وبالكذب تفرقت جماعات فسارت من بعد الجمع شتات , وبالكذب حصل الطلاق والفراق بين الزوجين , وبالكذب ضاعت الأسر وتفرقت , وبالكذب نجا من التهمة لص ووقع فيها بريء , وبالكذب ضاعت الحقوق وسلبت الأموال فتبدلت الأحوال من حال إلى حال , فياله من ذنب وخصلة ذميمة أخذت بكرامة الإنسان فرمتها تحت الحفر نزول بلا صعود , فمن كذب مرة سيكذب ألف مرة فالكذب عدو للصدق , ولا يجتمع الكذب من الصدق كاجتماع النار مع الماء , ضدان لا يتوافقان , وما أكثر الكذب اليوم, فقد تربى عليه الصغير ونشاء عليه الكبير , فالأب يكذب والأم تكذب , فسار الأمر حشفا وسوء كيله , فالناس اليوم في مجالسهم قد طبع عليها طابع الكذب حتى استصاغه اللسان فعتاده وتعود عليه , فربما يكن الحديث بلا كذب حديث ناقص ممل وهذا ما يجري في مجالسنا ونوادينا والواقع يشهد بذلك , ولا أدري على أي حد تقف هذه العادة القبيحة والخلق الرديء , فعلى كثرة الكذب وانتشاره لم يعد الكثير يلتفت إلى الصدق الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام ( الصدق منجاة ) وفي حديث أبي هريرة في الصحيح ( أن الصدق بر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا , إن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند كذابا ) رواه البخاري 0
فيكفي في هذا الحديث ردع وزجر لمن يكذب ويجعل الكذب طريقا لكسب وبني العلاقات مع الآخرين , وفي الحديث الضعيف , المؤن يزني ويسرق لكنه لا يكذب , والعرب يا إخوان ؟ كانت لا تنظر ولا تلتفت لرجل يكذب , وفي قصة أبي سفيان مع هرقل عظيم الروم خير شاهد على أن العرب لديهم من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وحث عليها كالبعد عن الكذب والتحذير منه , فعلى العاقل المريش أن يحذر أشد الحذر من هذا الخلق البشع الذي لا يكسب المرء من ورائه سوء المهانة واحتقار الغير له , على أن كل واحد منا غني الكذب لو كان ذا خلق حسن , وكفى والله عيب أن يصف المرء بالكذب ويعرف به وقد قيل ( من أكثر من شيء عرف به )
فعود نفسك ولسانك على الصدق والعمل به فياله من خلق عظيم نال شرفه أبي الصديق , فسار لا يعرف إلا بالصديق لكثرة صدقة رضي الله عنه ورضاه , تأمل هذا اللقب والوسام العظيم . فهل ترضى أن يجعل لك وسام يعرف بأن فلان بن فلان كاذب ؟ أظنك لا ترضاه ولا نحن رضاه بارك الله فيك ؟ ودمتم في رعاية الله 0
الكــــــــــــــــــــــــذب
من تأمل الكذب وطرائقه يراه أبشع الأخلاق على الإطلاق , فهو خلق مقيت , وعادة رديئة , وذنب عظيم لا تكفره إلا التوبة النصوح , فهو من كبائر الذنوب كما ذكر ذلك الذهبي في كتاب ( الكبائر ) وهو كتاب قيم يحسن الرجوع إليه , فالكذب أم البلايا والرزايا , ورأس كل خطيئة وأثم , فما من ذنب صغير ولا كبير حقير ولا جليل إلا رأسه الكذب , فما دخل في شيء إلا أفسده , خلق تأباه الطباع الشريفة ولا تطيقه , كم فيه من مضار ومساوئ , وكم فيه من بلاء وشقاء على صاحبه , وكم فرق الكذب بين الإخوان , وملى البغضاء والشحناء بين الأخلان , وتحاسد بسببه الشريكان , فسار الكذب خلق مشوم لا يحبه أحدا أين كان , ولا يتجرأ على الكذب والعمل به إلا من هانت عليه نفسه وصغرت فيه عينه مروءته , فالنفوس العظيمة التي جبلت على الأفعال الكريمة والخصال الحميدة لا ترضى به مهما بلغ الأمر مبلغة , فربما تهون بعض الدنايا من الأمور عند الكذب وطرائقه , حتى الذي يكذب وتستمري الكذب لا يرضى أن ينادى بالكاذب , لأنه يراه منقصة ومذلة وفضيحة عليه وتشبيه بما هو فيه , فما بالك بالذي لا يطيقه أبداً ,وبالكذب تفرقت جماعات فسارت من بعد الجمع شتات , وبالكذب حصل الطلاق والفراق بين الزوجين , وبالكذب ضاعت الأسر وتفرقت , وبالكذب نجا من التهمة لص ووقع فيها بريء , وبالكذب ضاعت الحقوق وسلبت الأموال فتبدلت الأحوال من حال إلى حال , فياله من ذنب وخصلة ذميمة أخذت بكرامة الإنسان فرمتها تحت الحفر نزول بلا صعود , فمن كذب مرة سيكذب ألف مرة فالكذب عدو للصدق , ولا يجتمع الكذب من الصدق كاجتماع النار مع الماء , ضدان لا يتوافقان , وما أكثر الكذب اليوم, فقد تربى عليه الصغير ونشاء عليه الكبير , فالأب يكذب والأم تكذب , فسار الأمر حشفا وسوء كيله , فالناس اليوم في مجالسهم قد طبع عليها طابع الكذب حتى استصاغه اللسان فعتاده وتعود عليه , فربما يكن الحديث بلا كذب حديث ناقص ممل وهذا ما يجري في مجالسنا ونوادينا والواقع يشهد بذلك , ولا أدري على أي حد تقف هذه العادة القبيحة والخلق الرديء , فعلى كثرة الكذب وانتشاره لم يعد الكثير يلتفت إلى الصدق الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام ( الصدق منجاة ) وفي حديث أبي هريرة في الصحيح ( أن الصدق بر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا , إن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند كذابا ) رواه البخاري 0
فيكفي في هذا الحديث ردع وزجر لمن يكذب ويجعل الكذب طريقا لكسب وبني العلاقات مع الآخرين , وفي الحديث الضعيف , المؤن يزني ويسرق لكنه لا يكذب , والعرب يا إخوان ؟ كانت لا تنظر ولا تلتفت لرجل يكذب , وفي قصة أبي سفيان مع هرقل عظيم الروم خير شاهد على أن العرب لديهم من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وحث عليها كالبعد عن الكذب والتحذير منه , فعلى العاقل المريش أن يحذر أشد الحذر من هذا الخلق البشع الذي لا يكسب المرء من ورائه سوء المهانة واحتقار الغير له , على أن كل واحد منا غني الكذب لو كان ذا خلق حسن , وكفى والله عيب أن يصف المرء بالكذب ويعرف به وقد قيل ( من أكثر من شيء عرف به )
فعود نفسك ولسانك على الصدق والعمل به فياله من خلق عظيم نال شرفه أبي الصديق , فسار لا يعرف إلا بالصديق لكثرة صدقة رضي الله عنه ورضاه , تأمل هذا اللقب والوسام العظيم . فهل ترضى أن يجعل لك وسام يعرف بأن فلان بن فلان كاذب ؟ أظنك لا ترضاه ولا نحن رضاه بارك الله فيك ؟ ودمتم في رعاية الله 0