نايف السرحاني
10-24-2009, 10:44 AM
كيف تصبح ثريا على الطريقه الافريقيه؟
الآن يمكنك أن تفتح بريدك الإلكتروني وستجد حتما عدةَ رسائل من بوركينا فاسو وبنين وتوجو ونيجيريا
وكل واحدة تبدو كأن كاتبها تلميذ خائب نقل في الامتحانات ورقةَ زميلِه ووضع عليها اسمَه،
وقام بتغيير بعض الأرقام.
الأولى ستكون من شاب يُبلغك بأنه الابنُ الوحيد للرئيس الغاندي السابق الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة.
كان صغيرا في السن،
ولكن عندما كبر اكتشف أن والده وضع في حسابه في بنك أفريقيا 25 مليونا من الدولارات
ويريد مساعدتك لسح&Ee;حبها وأن تحصل على 30% من القيمة الاجمالية.
فتاة تكتب لك بأن الأطباء أبلغوها أنها ستموت بعد شهرين، وأن والدها الذي كان مساعدا لوزير الدفاع تم اغتياله،
وأنها تبحث عن جمعية خيرية في أوروبا ( وليس لفقراء بلدها )،
وتريد منك المساعدة لتحويل مبلغ 32 مليونا و600 ألف من الدولارات.
عشرات الآلاف من رسائل البريد اليومية التي تتقاطع على النت،
وكلها قادمة من محتالين ونصّابين أفارقة يبحثون عن أسماء عربية واسلامية
باعتبار أننا معروفون بالسذاجة أو البلاهة أو الطيبة المخلوطة بالطمع.
وعندما يقع بين يديّ المحتال رقمُ حسابك فعليك أن تُعد الساعات حتى يبدأ في تفريغه من مدخراتك
ولو كان جالسا في كوخ من الطين بجوار التماسيح وأشجار الموز يستمع إلى طبول غزاة القرية المجاورة.
سيتصل بأحد أفخر الفنادق في العالم، ويحجز جناحا ويطلب من البنك سحب ما يريد من حسابه ( أي حسابك )،
ثم يختتم طلبه بتحويل مبلغ نقدي من حسابه لصعوبة التحويل في الوقت الحالي!
بعد عامين سيكون المحتالون الأفارقة أكثرَ عددا من مرضىَ الإيدز،
بل أكثر من الذين يطمعون في أموال العقيد بعدما تتحول القارة السمراء إلى الولايات الأفريقية المتحدة.
في برشلونة وأمستردام هناك المركزان الرئيسان للمحتالين الأفارقة الذين يركزون على ما يطلقون عليه
( لقد ربحت مبلغ 845. 358 يورو )!
ثم يطلبون منك بعض المعلومات، وصورة لجواز السفر.
وبعد فترة يطلبون منك عشرة آلف دولار قيمة مصروفات نثرية حتى يتم تحويل المبلغ كاملا إليك،
فإذا دغدك طمعُك فقد أحكمتَ لنفسك العقدة التي لا حل لها.
بعد دقائق تستطيع أن تفتح بريدك الإلكتروني وربما تجد فيه رسالة مطولة من شخص
يقول لك بأنه موظف يعمل في بنك دبي الأفريقي وقد عثر على حساب غير مسجل بقيمة أربعين مليونا من الدولارات
وهو يثق بك ويريدك أن تقوم بتحويل المبلغ إلى حسابك الخاص ،
وسيقوم بزيارتك في بلدك ( ليس المهم من أنت، وما هي بلدك ؟ )
ليتقاسم معك المبلغ. ثم يعتذر لك بأنك لن تحصل على أكثر من 12 مليونا من الدولارات!
في يوم واحد تلقيت أكثر من ستين رسالة من هذا النوع،
ولكن هل يعرف كل من يتلقى هذه الرسائل بأنهم محترفو نصب واحتيال؟
أغلب الظن أن عالمنا مليء أيضا بالساذجين، وربما تدلف ما بين ثنايا السذاجة شبهة طمع في مبلغ وهمي حرام ،
ويتلقى اللص منك كل المعلومات اللازمة لتفريغ حسابك في البنك.
ألم يظن أهلنا في مصر أنهم يصبغون الهواء دوكو،
وأن كلا منهم يستطيع أن يبيع الترام والأهرام بل قصر العروبة لأي نبيه وداهية يقابله؟
ثم جاء محتالون أفارقة يفترشون الأرض في ميدان العتبة،
وأقنع أحدهم عشرات المصريين أنه يستطيع تحويل الجنيهات المصرية القديمة إلى دولارات،
وسقط في الفخ عدد هائل من الذين صبغوا الهواء دوكو عندما تجمد العقل عند نقطتي الصفر والطمع،
فتفوق ذكاء النيجيري المحتال على فهلوة أبناء أم الدنيا؟
لا أعرف من الذي أقنع الأفارقة السمر بأن طريق الثراء يمر عبر عرب الانترنيت، وأن تلك الحكايات المملة والمتشابهة
والحمقاء ستنطلي على كثير من أبناء وبنات قومنا الباحثين هم أيضا على فرصة ثراء سريع.
هل هناك فارق كبير هنا بين المحتال والمحتال عليه؟
عندما تظن أن 30% من ثروة منسيّة في صندوق خزنة البنك ستؤول إليك من شخص مجهول لم يعرف حتى اسمك
أو عنوانك أو بلدك، فأنت في الواقع لا تختلف كثيرا عنه.
ومع ذلك فنحن نحذر من الطرق الجديدة في عمليات النصب والاحتيال. أما الشراء عبر الانترنيت فهو قدرنا جميعا،
وكل عمليات البيع والشراء وحجز بطاقات السفر والرحلات وتذاكر دور السينما والمسارح والتبرعات والجمعيات الخيرية
والمستشفيات وشراء الكتب والأفلام والاشتراك في الصحف وغيرها تتم من خلال هذه الشاشة الصغيرة.
كلنا معرضون للاحتيال بطريقة أو بأخرى. ونحن نعيش في عالم تبهرك ابتسامة اللص، وتضع كل ثقتك في أمهر النصابين والمحتالين.
بدأتْ منذ فترة قصيرة طريقةٌ جديدة وهي وصول رسالة ملونة وأنيقة وعليها عدد كبير من الشعارات والأختام
التي تُزيد في جديتها و( رسميتها )، وهذه تصلك على عنوان منزلك وباسمك الحقيقي،
وطبعا البركة في دليل التليفونات على النت.
يبلغك المحتال بأن بطاقة السفر الأخيرة لك قد ربحت مبلغا كبيرا جدا والمطلوب ارسال صورة من بطاقتة الشخصية
وجواز سفرك ورقم هاتفك وتوقيعك بالفاكس بأسرع ما يمكن حتى يتم تحويل الجائزة المالية الكبيرة إليك.
الخطوة الثانية سيبلغونك عن صعوبة التحويل دون معرفة رقم حسابك واسم المصرف.
الخطوة الثالثة هي أن تجلس في بيتك تصرخ وتولّول وتتحسر على اختبار ذكاء لك قام به محتال أسمر في برشلونة أو أمستردام!
الآن يمكنك أن تفتح بريدك الإلكتروني وستجد حتما عدةَ رسائل من بوركينا فاسو وبنين وتوجو ونيجيريا
وكل واحدة تبدو كأن كاتبها تلميذ خائب نقل في الامتحانات ورقةَ زميلِه ووضع عليها اسمَه،
وقام بتغيير بعض الأرقام.
الأولى ستكون من شاب يُبلغك بأنه الابنُ الوحيد للرئيس الغاندي السابق الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة.
كان صغيرا في السن،
ولكن عندما كبر اكتشف أن والده وضع في حسابه في بنك أفريقيا 25 مليونا من الدولارات
ويريد مساعدتك لسح&Ee;حبها وأن تحصل على 30% من القيمة الاجمالية.
فتاة تكتب لك بأن الأطباء أبلغوها أنها ستموت بعد شهرين، وأن والدها الذي كان مساعدا لوزير الدفاع تم اغتياله،
وأنها تبحث عن جمعية خيرية في أوروبا ( وليس لفقراء بلدها )،
وتريد منك المساعدة لتحويل مبلغ 32 مليونا و600 ألف من الدولارات.
عشرات الآلاف من رسائل البريد اليومية التي تتقاطع على النت،
وكلها قادمة من محتالين ونصّابين أفارقة يبحثون عن أسماء عربية واسلامية
باعتبار أننا معروفون بالسذاجة أو البلاهة أو الطيبة المخلوطة بالطمع.
وعندما يقع بين يديّ المحتال رقمُ حسابك فعليك أن تُعد الساعات حتى يبدأ في تفريغه من مدخراتك
ولو كان جالسا في كوخ من الطين بجوار التماسيح وأشجار الموز يستمع إلى طبول غزاة القرية المجاورة.
سيتصل بأحد أفخر الفنادق في العالم، ويحجز جناحا ويطلب من البنك سحب ما يريد من حسابه ( أي حسابك )،
ثم يختتم طلبه بتحويل مبلغ نقدي من حسابه لصعوبة التحويل في الوقت الحالي!
بعد عامين سيكون المحتالون الأفارقة أكثرَ عددا من مرضىَ الإيدز،
بل أكثر من الذين يطمعون في أموال العقيد بعدما تتحول القارة السمراء إلى الولايات الأفريقية المتحدة.
في برشلونة وأمستردام هناك المركزان الرئيسان للمحتالين الأفارقة الذين يركزون على ما يطلقون عليه
( لقد ربحت مبلغ 845. 358 يورو )!
ثم يطلبون منك بعض المعلومات، وصورة لجواز السفر.
وبعد فترة يطلبون منك عشرة آلف دولار قيمة مصروفات نثرية حتى يتم تحويل المبلغ كاملا إليك،
فإذا دغدك طمعُك فقد أحكمتَ لنفسك العقدة التي لا حل لها.
بعد دقائق تستطيع أن تفتح بريدك الإلكتروني وربما تجد فيه رسالة مطولة من شخص
يقول لك بأنه موظف يعمل في بنك دبي الأفريقي وقد عثر على حساب غير مسجل بقيمة أربعين مليونا من الدولارات
وهو يثق بك ويريدك أن تقوم بتحويل المبلغ إلى حسابك الخاص ،
وسيقوم بزيارتك في بلدك ( ليس المهم من أنت، وما هي بلدك ؟ )
ليتقاسم معك المبلغ. ثم يعتذر لك بأنك لن تحصل على أكثر من 12 مليونا من الدولارات!
في يوم واحد تلقيت أكثر من ستين رسالة من هذا النوع،
ولكن هل يعرف كل من يتلقى هذه الرسائل بأنهم محترفو نصب واحتيال؟
أغلب الظن أن عالمنا مليء أيضا بالساذجين، وربما تدلف ما بين ثنايا السذاجة شبهة طمع في مبلغ وهمي حرام ،
ويتلقى اللص منك كل المعلومات اللازمة لتفريغ حسابك في البنك.
ألم يظن أهلنا في مصر أنهم يصبغون الهواء دوكو،
وأن كلا منهم يستطيع أن يبيع الترام والأهرام بل قصر العروبة لأي نبيه وداهية يقابله؟
ثم جاء محتالون أفارقة يفترشون الأرض في ميدان العتبة،
وأقنع أحدهم عشرات المصريين أنه يستطيع تحويل الجنيهات المصرية القديمة إلى دولارات،
وسقط في الفخ عدد هائل من الذين صبغوا الهواء دوكو عندما تجمد العقل عند نقطتي الصفر والطمع،
فتفوق ذكاء النيجيري المحتال على فهلوة أبناء أم الدنيا؟
لا أعرف من الذي أقنع الأفارقة السمر بأن طريق الثراء يمر عبر عرب الانترنيت، وأن تلك الحكايات المملة والمتشابهة
والحمقاء ستنطلي على كثير من أبناء وبنات قومنا الباحثين هم أيضا على فرصة ثراء سريع.
هل هناك فارق كبير هنا بين المحتال والمحتال عليه؟
عندما تظن أن 30% من ثروة منسيّة في صندوق خزنة البنك ستؤول إليك من شخص مجهول لم يعرف حتى اسمك
أو عنوانك أو بلدك، فأنت في الواقع لا تختلف كثيرا عنه.
ومع ذلك فنحن نحذر من الطرق الجديدة في عمليات النصب والاحتيال. أما الشراء عبر الانترنيت فهو قدرنا جميعا،
وكل عمليات البيع والشراء وحجز بطاقات السفر والرحلات وتذاكر دور السينما والمسارح والتبرعات والجمعيات الخيرية
والمستشفيات وشراء الكتب والأفلام والاشتراك في الصحف وغيرها تتم من خلال هذه الشاشة الصغيرة.
كلنا معرضون للاحتيال بطريقة أو بأخرى. ونحن نعيش في عالم تبهرك ابتسامة اللص، وتضع كل ثقتك في أمهر النصابين والمحتالين.
بدأتْ منذ فترة قصيرة طريقةٌ جديدة وهي وصول رسالة ملونة وأنيقة وعليها عدد كبير من الشعارات والأختام
التي تُزيد في جديتها و( رسميتها )، وهذه تصلك على عنوان منزلك وباسمك الحقيقي،
وطبعا البركة في دليل التليفونات على النت.
يبلغك المحتال بأن بطاقة السفر الأخيرة لك قد ربحت مبلغا كبيرا جدا والمطلوب ارسال صورة من بطاقتة الشخصية
وجواز سفرك ورقم هاتفك وتوقيعك بالفاكس بأسرع ما يمكن حتى يتم تحويل الجائزة المالية الكبيرة إليك.
الخطوة الثانية سيبلغونك عن صعوبة التحويل دون معرفة رقم حسابك واسم المصرف.
الخطوة الثالثة هي أن تجلس في بيتك تصرخ وتولّول وتتحسر على اختبار ذكاء لك قام به محتال أسمر في برشلونة أو أمستردام!