ماجد سليمان البلوي
11-01-2009, 09:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
قال لي صاحبي: ((هل مات والدك..... ؟ هل جربت هذا الإحساس من قبل... ؟ إذا لم تكن جربته فتعال معي أصفه لك.... بين عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سبباً في حياتك،
يختفي ويترك خلفه مئات الذكريات التي تملأ عقلك وقلبك، يختفي فجأة دون سابق إنذار،
وهذا دأب الموت دائماً يأتي على حين غفلــة ولا يفرق بين كبير أو صغير. تصحوا على الخبر المزعج أن أباك قد مات وأنت لا تصدق؛ لقد كان معي منذ أيام وكنا نتكلم في الزواج والبيت والأسرة وكان يملأ البيت ضحكاً بتعليقاته الساخرة. الذي لا تعرفه أيها الحبيب - أو ربما تعرفه ولكن تتجاهله- هو أن البشر كل البشر لا يدركون قيمة ما يملكون إلا حين يفقدونه، وأنت لن تدرك قيمة أبيك الا حين تفقده - لا قدّر الله - عندها تسترجع ذكرياتك معه وتسأل نفسك سؤالاً واحداً ولكنه يحمل دوي آلاف المدافع في عقلك وكيانك كله ....... هل مات وهو عني راض... ؟ هل لا زال يذكر أخطائي وإساءاتي معه أم أنه عفا عني بقلبه الرحيم، قلب الأب الذي لا يحمل ضغينة لأبنائه مهما فعلوا معه؟ إن كان عفا عني فكيف لي أن أعرف وهل كان من الممكن أن أبلغ منزلة أعلى من هذه المنزلة معه وإن كان يذكر أخطائي وفي قلبه شيء من ناحيتي فكيف لي أن أعرف أيضا؟ وهل من الممكن أن أكفر عن هذا الذنب؟)). انتهى كلام صاحبي عند هذه النقطة ولم يستطع أن يكمل كلامه بعد أن أجهش بالبكاء وأنا أنظر إليه في شفقة وأعذره لأن وقع المصيبة كان شديداً عليه، وتذكرت لحظتها "إياس بن معاوية" لما ماتت أمه بكى، فقيل له ما يبكيك، قال: (كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق واحد وإني لأرجو ألا يغلق الآخر حتى أدخل أنا و أبي سوية إلى الجنة) وتذكرت ساعتها قصص سلفنا الصالح في برهم بآبائهم فقد روى "المأمون" أنه لم يرى أحد أبر من "الفضل بن يحيى" بأبيه، ((فقد كان أبوه لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فلما دخلا السجن منعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة فلما نام أبوه قام الفضل وأخذ إناء الماء وأدناه من المصباح فلم يزل قائماً به حتى طلع الفجر، فقام أبوه فصب عليه الماء الدافئ، فلما كانت الليلة الأخرى أخفى السجان المصباح فقام الفضل فأخذ الإناء فأدخله تحت ثيابه ووضعه على بطنه حتى يدفأ بحرارة بطنه متحملاً بذلك برودة الماء والجو... )). هيا أخي الحبيب,, بادر ببر أبويك وكون كهؤلاء الأفذاذ قبل أن تفيق يوما على مفاجأة مفزعة والناس حولكِ يقولون لك عظم الله أجرك فقد مات والدك.....!!!
اللهم ارزقنا بر والدينا وأطل فى أعمارهما ولا تمتهما إلا وهما راضيين عنا
اللهم أحسن خاتمتهما واجعل أكثر رزقهما عند كبر سنهما
اللهم بارك لهما فى عمرهما وأدخلهم الفردوس الاعلى من الجنه
ربنا آتهم فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقهم عذاب النار وتوفهم مع الابرار
آمين يارب العالمين
قال لي صاحبي: ((هل مات والدك..... ؟ هل جربت هذا الإحساس من قبل... ؟ إذا لم تكن جربته فتعال معي أصفه لك.... بين عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سبباً في حياتك،
يختفي ويترك خلفه مئات الذكريات التي تملأ عقلك وقلبك، يختفي فجأة دون سابق إنذار،
وهذا دأب الموت دائماً يأتي على حين غفلــة ولا يفرق بين كبير أو صغير. تصحوا على الخبر المزعج أن أباك قد مات وأنت لا تصدق؛ لقد كان معي منذ أيام وكنا نتكلم في الزواج والبيت والأسرة وكان يملأ البيت ضحكاً بتعليقاته الساخرة. الذي لا تعرفه أيها الحبيب - أو ربما تعرفه ولكن تتجاهله- هو أن البشر كل البشر لا يدركون قيمة ما يملكون إلا حين يفقدونه، وأنت لن تدرك قيمة أبيك الا حين تفقده - لا قدّر الله - عندها تسترجع ذكرياتك معه وتسأل نفسك سؤالاً واحداً ولكنه يحمل دوي آلاف المدافع في عقلك وكيانك كله ....... هل مات وهو عني راض... ؟ هل لا زال يذكر أخطائي وإساءاتي معه أم أنه عفا عني بقلبه الرحيم، قلب الأب الذي لا يحمل ضغينة لأبنائه مهما فعلوا معه؟ إن كان عفا عني فكيف لي أن أعرف وهل كان من الممكن أن أبلغ منزلة أعلى من هذه المنزلة معه وإن كان يذكر أخطائي وفي قلبه شيء من ناحيتي فكيف لي أن أعرف أيضا؟ وهل من الممكن أن أكفر عن هذا الذنب؟)). انتهى كلام صاحبي عند هذه النقطة ولم يستطع أن يكمل كلامه بعد أن أجهش بالبكاء وأنا أنظر إليه في شفقة وأعذره لأن وقع المصيبة كان شديداً عليه، وتذكرت لحظتها "إياس بن معاوية" لما ماتت أمه بكى، فقيل له ما يبكيك، قال: (كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق واحد وإني لأرجو ألا يغلق الآخر حتى أدخل أنا و أبي سوية إلى الجنة) وتذكرت ساعتها قصص سلفنا الصالح في برهم بآبائهم فقد روى "المأمون" أنه لم يرى أحد أبر من "الفضل بن يحيى" بأبيه، ((فقد كان أبوه لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فلما دخلا السجن منعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة فلما نام أبوه قام الفضل وأخذ إناء الماء وأدناه من المصباح فلم يزل قائماً به حتى طلع الفجر، فقام أبوه فصب عليه الماء الدافئ، فلما كانت الليلة الأخرى أخفى السجان المصباح فقام الفضل فأخذ الإناء فأدخله تحت ثيابه ووضعه على بطنه حتى يدفأ بحرارة بطنه متحملاً بذلك برودة الماء والجو... )). هيا أخي الحبيب,, بادر ببر أبويك وكون كهؤلاء الأفذاذ قبل أن تفيق يوما على مفاجأة مفزعة والناس حولكِ يقولون لك عظم الله أجرك فقد مات والدك.....!!!
اللهم ارزقنا بر والدينا وأطل فى أعمارهما ولا تمتهما إلا وهما راضيين عنا
اللهم أحسن خاتمتهما واجعل أكثر رزقهما عند كبر سنهما
اللهم بارك لهما فى عمرهما وأدخلهم الفردوس الاعلى من الجنه
ربنا آتهم فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقهم عذاب النار وتوفهم مع الابرار
آمين يارب العالمين