ابو باسل العرادي
06-13-2005, 10:54 AM
صفة للمنافقين يقع بها بعض الصالحين
داعيه
البهتان مع الخصم: صفة للمنافقين يقع بها بعض الصالحين:
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
فإن من صفات المنافقين ، والتي يقع بها أهل الصلاح أحيانا ، هي هذه الصفة ، الفجور في الخصومة ، فمع اختلاف الرأي ، أو وقوع أحد الناس في الخطأ ، خصوصا إن كان من أهل المنافسة ، حيث تكون الصولة لحسد الأقران ، والبغض في غير الله ، فتكون عندئذٍ تلك الصفة المشينة : الفجور في الخصومة .
علامات الفجور في الخصومة :
1. الغلظة في الإنكار ،التي يجب أن توجه للكفار والمنافقين المحاربين .
قال تعالى : " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " لاحظ تبروهم وتقسطوا إليهم ، أين بعضنا عن هذا ، مع العلم أنه في حق الكفار والمنافقين ، فكيف بحق المؤمنين، وإن كانوا مخطئين!!!!
وقد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة بعنوان " رحمة أهل البدع والمعاصي " والقصدُ حب الخير للناس وطلب هدايتهم لا التشفي بهم ، ولا تفريج الغيض من المشاكل الإجتماعية أو المادية أو غيرها و" فش الغل والغيض " على عباد الله . والله سبحانه يصف المؤمنين بأنهم " رحماء بينهم " .
2. إساءة الظن . " اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "
3. لي أعناق نصوص الآخرين ، وتحويرها لتوافق المفهوم الخاطيء .
4. شق الصدر والدخول في النيات .
5. اقتطاع الكلام عن سياقه ، عن عمد وتقصّد .
6. نقل الكلام دون تبيان متى وأين وتحت أي ظرف قيل ! ليُعطي انطباعا للقاريء أو السامع خطأ وجرم ما قيل ، بينما قد يكون هذا الكلام صحيحا في حينه ، أو أن قائله قاله في مكان معيّن ينطبق عليه ما قيل ، أو أن قائله معذور للظرف الذي هو فيه " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " .
7. السخرية والاستهزاء والتطاول على الأشخاص والهيئات والتنابز بالألقاب واستحلال العرض .
8. الغيبة والنميمة .
9. الإلزام بلازم المذهب ، أو ما أسمّيه مذهب إذا ً ، على طريقة : هم يقولون كذا إذن هم يقرون كذا ، وقد أفتى شيخ الإسلام في الفتاوى بأن لازم المذهب ليس بمذهب . ولو كان كذلك لكان التضليل بمثقال حبة قمح بالية .
10. الفرح بأخطاء الآخرين .
11. تصوير النصر إذا حققه الآخرون بأنه هزيمة .
12. عدم الدعاء للمسلمين الخصوم أو المخالفين بالهداية والمغفرة .
13. التشهير بخطأ الآخرين من المسلمين ونشر غسيلهم والتفكه بأعراضهم .
هذه بعض العلامات ، وهناك غيرها .
وإليك أيها الأخ الكريم هذا النموذج الراقي :
وهو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام الدمشقي الشهير بابن تيمية الذي قال عن خصومه الذين وشوا به عند السلطان حتى تسببوا بسجنه أنهم إما مجتهدون مصيبون فلهم أجران وإما مجتهدون مخطئون فلهم أجر واحد وإما مذنبون فالله يغفر لنا ولهم .
ويقول (35/100-104) : إن علماء المسلمين المتكلمين في الدنيا باجتهادهم لا يجوز تكفير أحدهم بمجرد خطأ أخطأه في كلامه .. فإن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات .... وقد اتفق أهل ا لسنة والجماعة على أن علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض بل كل أحد يؤخذ قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال رحمه الله (3/245) : هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية ، فأنا لا أتعدى حدود الله فيه ، بل أضبط ما أقوله وأفعله ، وأزنه بميزان العدل ، وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه .
رحم الله شيخ الإسلام . ونسأل الله أن أن يعيننا على تفحص قلوبنا وأحوالنا في خصوماتنا واختلافنا وليكن شعارنا عند الحديث عن كل منقصة " وما أبريء نفسي " ولنتهم أنفسنا بالتقصير لنحملها على الإرتفاع في علياء الخلق القويم المقتدي بسيرة سيد المرسلين وخاتم النبيين . والله المستعان.
داعيه
البهتان مع الخصم: صفة للمنافقين يقع بها بعض الصالحين:
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
فإن من صفات المنافقين ، والتي يقع بها أهل الصلاح أحيانا ، هي هذه الصفة ، الفجور في الخصومة ، فمع اختلاف الرأي ، أو وقوع أحد الناس في الخطأ ، خصوصا إن كان من أهل المنافسة ، حيث تكون الصولة لحسد الأقران ، والبغض في غير الله ، فتكون عندئذٍ تلك الصفة المشينة : الفجور في الخصومة .
علامات الفجور في الخصومة :
1. الغلظة في الإنكار ،التي يجب أن توجه للكفار والمنافقين المحاربين .
قال تعالى : " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " لاحظ تبروهم وتقسطوا إليهم ، أين بعضنا عن هذا ، مع العلم أنه في حق الكفار والمنافقين ، فكيف بحق المؤمنين، وإن كانوا مخطئين!!!!
وقد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة بعنوان " رحمة أهل البدع والمعاصي " والقصدُ حب الخير للناس وطلب هدايتهم لا التشفي بهم ، ولا تفريج الغيض من المشاكل الإجتماعية أو المادية أو غيرها و" فش الغل والغيض " على عباد الله . والله سبحانه يصف المؤمنين بأنهم " رحماء بينهم " .
2. إساءة الظن . " اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "
3. لي أعناق نصوص الآخرين ، وتحويرها لتوافق المفهوم الخاطيء .
4. شق الصدر والدخول في النيات .
5. اقتطاع الكلام عن سياقه ، عن عمد وتقصّد .
6. نقل الكلام دون تبيان متى وأين وتحت أي ظرف قيل ! ليُعطي انطباعا للقاريء أو السامع خطأ وجرم ما قيل ، بينما قد يكون هذا الكلام صحيحا في حينه ، أو أن قائله قاله في مكان معيّن ينطبق عليه ما قيل ، أو أن قائله معذور للظرف الذي هو فيه " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " .
7. السخرية والاستهزاء والتطاول على الأشخاص والهيئات والتنابز بالألقاب واستحلال العرض .
8. الغيبة والنميمة .
9. الإلزام بلازم المذهب ، أو ما أسمّيه مذهب إذا ً ، على طريقة : هم يقولون كذا إذن هم يقرون كذا ، وقد أفتى شيخ الإسلام في الفتاوى بأن لازم المذهب ليس بمذهب . ولو كان كذلك لكان التضليل بمثقال حبة قمح بالية .
10. الفرح بأخطاء الآخرين .
11. تصوير النصر إذا حققه الآخرون بأنه هزيمة .
12. عدم الدعاء للمسلمين الخصوم أو المخالفين بالهداية والمغفرة .
13. التشهير بخطأ الآخرين من المسلمين ونشر غسيلهم والتفكه بأعراضهم .
هذه بعض العلامات ، وهناك غيرها .
وإليك أيها الأخ الكريم هذا النموذج الراقي :
وهو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام الدمشقي الشهير بابن تيمية الذي قال عن خصومه الذين وشوا به عند السلطان حتى تسببوا بسجنه أنهم إما مجتهدون مصيبون فلهم أجران وإما مجتهدون مخطئون فلهم أجر واحد وإما مذنبون فالله يغفر لنا ولهم .
ويقول (35/100-104) : إن علماء المسلمين المتكلمين في الدنيا باجتهادهم لا يجوز تكفير أحدهم بمجرد خطأ أخطأه في كلامه .. فإن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات .... وقد اتفق أهل ا لسنة والجماعة على أن علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض بل كل أحد يؤخذ قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال رحمه الله (3/245) : هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية ، فأنا لا أتعدى حدود الله فيه ، بل أضبط ما أقوله وأفعله ، وأزنه بميزان العدل ، وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه .
رحم الله شيخ الإسلام . ونسأل الله أن أن يعيننا على تفحص قلوبنا وأحوالنا في خصوماتنا واختلافنا وليكن شعارنا عند الحديث عن كل منقصة " وما أبريء نفسي " ولنتهم أنفسنا بالتقصير لنحملها على الإرتفاع في علياء الخلق القويم المقتدي بسيرة سيد المرسلين وخاتم النبيين . والله المستعان.