ابو البندري
11-23-2009, 10:26 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين00وبعد
ورد في الحج الكثير من الأحاديث الدالة على عظيم فضله ، وجزيل أجره وثوابه
عند الله عز وجل ، وجاء في بعض الأحاديث وصف الحج التام بالحج المبرور ،
فقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري:
( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
ومن أجل ذلك فإنك بحاجة - أخي الحاج – إلى أن تتعرف على علامات الحج
المبرور ، وما هي الأمور التي يتحقق بها بر الحج حتى تقوم بها ؟ وما هي
الأمور التي تنافي ذلك حتى تتجنبها ؟ فالناس يتفاوتون في حجهم تفاوتاً
عظيماً على حسب قربهم وبعدهم من هذه الصفات والعلامات .
وقد ذكر أهل العلم أقوالاً في معنى الحج المبرور وكلها متقاربة المعنى وترجع
إلى معنى واحد وهو : أنه الحج الذي وفيت أحكامه ، ووقع موقعاً لما طلب من
المكلف على الوجه الأكمل 0 .
أول هذه الأمور التي يكون بها الحج مبروراً ، ميزان الأعمال وأساس قبولها عند
الله وهو إخلاص العمل لله والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله
لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغِيَ به وجْهُه ، فعليك أخي الحاج أن تفتش
في نفسك ، وأن تتفقد نيتك ، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص ،
وتحبط العمل ، وتذهب الأجر والثواب ، كالرياء والسمعه وحب المدح والثناء والمكانة
عند الخلق ، فقد حج نبينا عليه الصلاة والسلام على رحل رث وقطيفة تساوي
أربعة دراهم ثم قال: ( اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ) كما عند ابن ماجة .
ثم احرص على أن تكون أعمال حجك موافقة لسنة نبيك - صلى الله عليه
وسلم - ، ولن يتحقق لك ذلك إلا بأن تتعلم مناسك الحج وواجباته وسننه ،
وصفة حجه عليه الصلاة والسلام ، فهو القائل كما في حديث جابر رضي الله
عنه: ( لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ) رواه مسلم .
ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً الإعداد وتهيئة النفس
قبل الحج ، وذلك بالتوبة النصوح ، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة ،
وأن يتحلل العبد من حقوق العباد ، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج.
ومن علامات الحج المبرور طيب المعشر ، وحسن الخلق ، وبذل المعروف ،
والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان ، من كلمة طيبة ، أو إنفاق للمال
، أوتعليم لجاهل ، أوإرشاد لضال ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، وكان ابن عمر
رضي الله عنه يقول 000 إن البر شيء هين ، وجه طليق وكلام لين 00 و
من أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج -كما يقول ابن رجب - ما وصَّى
به النبي - صلى الله عليه وسلم- أبا جُرَيٍّ الهجيمي حين قال له :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تعطي صلة الحبل ، ولو أن تعطي
شسع النعل ، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تنحي
الشيء من طريق الناس يؤذيهم ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق
، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض ) رواه أحمد .
واعلم أن مما يتحقق به بر الحج الاستكثار من أنواع الطاعات ، والبعد عن
المعاصي والمخالفات ، فقد حث الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء
النسك فقال سبحانه في آيات الحج : { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } 00 ، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج
فقال عز وجل : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ
وَلا جِدَالَ فِي الْحَج } 00 ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من حج هذا
البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) متفق عليه ، والرفث هو الجماع
وما دونه من فاحش القول وبذيئه ، وأما الفسوق فقد روي عن ابن عباس-رضي الله
عنهما- وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها، والجدال هو المِراء بغير
حق ، فينبغي عليك - أخي الحاج - إذا أردت أن يكون حجك مبروراً أن تلزم طاعة
ربك ، وذلك بالمحافظة على الفرائض ، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله جل
وعلا من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وغير ذلك من أبواب الخير ، وأن تحفظ حدود الله
ومحارمه ، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك .
ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً ، أن يستشعر حِكم الحج
وأسراره ، ففرق كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله ،
وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون ، فيذكر بحجه يوم
يجتمع العباد للعرض على الله ، فرق بين هذا وبين من يحج على سبيل العادة ،
أو للسياحة والنزهة ، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه ، أو ليقال " الحاج فلان " .
وأخيرا فإن من علامات الحج المبرور أن يستقيم المسلم بعد حجه فليزم طاعة
ربه ، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبل الحج ، فإن ذلك من علامات قبول
الطاعة ، قال بعض السلف : " علامة بر الحج أن يزداد بعده خيراً ، ولا يعاود المعاصي
بعد رجوعه " ، وقال الحسن البصري رحمه الله : " الحج المبرور أن يرجع زاهداً في
الدنيا ، راغباً في الآخرة" .
أخي الحاج هذه هي أهم صفات الحج المبرور وعلاماته ، فاجتهد في طلبها
وتحصيلها عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه ، أسأل الله أن يجعل حجك مبروراً ،
وذنبك مغفوراً ، وسعيك مشكوراً .
هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم
ورد في الحج الكثير من الأحاديث الدالة على عظيم فضله ، وجزيل أجره وثوابه
عند الله عز وجل ، وجاء في بعض الأحاديث وصف الحج التام بالحج المبرور ،
فقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري:
( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
ومن أجل ذلك فإنك بحاجة - أخي الحاج – إلى أن تتعرف على علامات الحج
المبرور ، وما هي الأمور التي يتحقق بها بر الحج حتى تقوم بها ؟ وما هي
الأمور التي تنافي ذلك حتى تتجنبها ؟ فالناس يتفاوتون في حجهم تفاوتاً
عظيماً على حسب قربهم وبعدهم من هذه الصفات والعلامات .
وقد ذكر أهل العلم أقوالاً في معنى الحج المبرور وكلها متقاربة المعنى وترجع
إلى معنى واحد وهو : أنه الحج الذي وفيت أحكامه ، ووقع موقعاً لما طلب من
المكلف على الوجه الأكمل 0 .
أول هذه الأمور التي يكون بها الحج مبروراً ، ميزان الأعمال وأساس قبولها عند
الله وهو إخلاص العمل لله والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله
لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغِيَ به وجْهُه ، فعليك أخي الحاج أن تفتش
في نفسك ، وأن تتفقد نيتك ، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص ،
وتحبط العمل ، وتذهب الأجر والثواب ، كالرياء والسمعه وحب المدح والثناء والمكانة
عند الخلق ، فقد حج نبينا عليه الصلاة والسلام على رحل رث وقطيفة تساوي
أربعة دراهم ثم قال: ( اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ) كما عند ابن ماجة .
ثم احرص على أن تكون أعمال حجك موافقة لسنة نبيك - صلى الله عليه
وسلم - ، ولن يتحقق لك ذلك إلا بأن تتعلم مناسك الحج وواجباته وسننه ،
وصفة حجه عليه الصلاة والسلام ، فهو القائل كما في حديث جابر رضي الله
عنه: ( لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ) رواه مسلم .
ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً الإعداد وتهيئة النفس
قبل الحج ، وذلك بالتوبة النصوح ، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة ،
وأن يتحلل العبد من حقوق العباد ، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج.
ومن علامات الحج المبرور طيب المعشر ، وحسن الخلق ، وبذل المعروف ،
والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان ، من كلمة طيبة ، أو إنفاق للمال
، أوتعليم لجاهل ، أوإرشاد لضال ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، وكان ابن عمر
رضي الله عنه يقول 000 إن البر شيء هين ، وجه طليق وكلام لين 00 و
من أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج -كما يقول ابن رجب - ما وصَّى
به النبي - صلى الله عليه وسلم- أبا جُرَيٍّ الهجيمي حين قال له :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تعطي صلة الحبل ، ولو أن تعطي
شسع النعل ، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تنحي
الشيء من طريق الناس يؤذيهم ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق
، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض ) رواه أحمد .
واعلم أن مما يتحقق به بر الحج الاستكثار من أنواع الطاعات ، والبعد عن
المعاصي والمخالفات ، فقد حث الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء
النسك فقال سبحانه في آيات الحج : { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } 00 ، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج
فقال عز وجل : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ
وَلا جِدَالَ فِي الْحَج } 00 ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من حج هذا
البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) متفق عليه ، والرفث هو الجماع
وما دونه من فاحش القول وبذيئه ، وأما الفسوق فقد روي عن ابن عباس-رضي الله
عنهما- وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها، والجدال هو المِراء بغير
حق ، فينبغي عليك - أخي الحاج - إذا أردت أن يكون حجك مبروراً أن تلزم طاعة
ربك ، وذلك بالمحافظة على الفرائض ، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله جل
وعلا من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وغير ذلك من أبواب الخير ، وأن تحفظ حدود الله
ومحارمه ، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك .
ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً ، أن يستشعر حِكم الحج
وأسراره ، ففرق كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله ،
وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون ، فيذكر بحجه يوم
يجتمع العباد للعرض على الله ، فرق بين هذا وبين من يحج على سبيل العادة ،
أو للسياحة والنزهة ، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه ، أو ليقال " الحاج فلان " .
وأخيرا فإن من علامات الحج المبرور أن يستقيم المسلم بعد حجه فليزم طاعة
ربه ، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبل الحج ، فإن ذلك من علامات قبول
الطاعة ، قال بعض السلف : " علامة بر الحج أن يزداد بعده خيراً ، ولا يعاود المعاصي
بعد رجوعه " ، وقال الحسن البصري رحمه الله : " الحج المبرور أن يرجع زاهداً في
الدنيا ، راغباً في الآخرة" .
أخي الحاج هذه هي أهم صفات الحج المبرور وعلاماته ، فاجتهد في طلبها
وتحصيلها عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه ، أسأل الله أن يجعل حجك مبروراً ،
وذنبك مغفوراً ، وسعيك مشكوراً .
هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم