ابو البندري
12-06-2009, 09:55 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده 00
سبحان من صرّف الدهور والأعوام فما إن يمضي عام إلا ويحل عام وسبحان من يدير الأيام في مابين خلقه على الدوام وقال وهو الخالق سبحانه: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) وما أسرع مرور الأيام وما أعجل انقضائها ففي هذا الوقت بدأنا نودع فيه عام كامل هو العام الهجري ألف وأربعمائة وثلاثون. . مضى بما فيه من الأفراح والأحزان وبما فيه من السعادة والأكدار! مضى ذلك العام وهنالك العديد من الوقفات الهامة التي ينبغي أن نقف عندها ونتأملها ومن أبرزها ما يلي00
الوقفة الأولى: وقفة تأمل واعتبار00
فكم فقدنا في العام المنصرم من الأحباب والأخوان ومن الصالحين والأخيار وكم دارت فيه من حروب وكم أزهقت من أنفس معظمها بريئة لا ذنب لها، وكم من ديار خربت وأموال سلبت وأعراض انتهكت كم وكم من الأحوال تبدلت وتغيرت، وكم أعزَّ الله من أقوام وأذل آخرين وهذا كله يدلنا على تغير الأحوال وقدرة الخالق سبحانه على ذلك فهو العزيز الحكيم يعز من يشاء ويذل من يشاء ويخلق ما يشاء ويتوفى من يشاء ويغني من يشاء ويفقر من يشاء. قال عز وجل: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ومع تغير هذه الأحوال وتبدلها فإن الله تعالى لم يوجد العباد إلا لعبادته وحده فلم يخلقهم عبثاً ولن يتركهم هملاً قال جل وعلا: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) فما حل بمن مات في هذا العام سيحل حتماً بكل واحد منا وإن لم نعتبر بغيرنا فسنكون عبرة لغيرنا
أسأل الله تعالى أن يكشف عن إخواننا المسلمين في كل مكان ما هم فيه من بلاء وأن يجعل ما أصابهم رفعة لدرجاتهم وتكفيراً لسيئاتهم وأن لا يبتلينا فإننا ضعفاء وأن يحفظ لنا ديننا وأن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين وأن يوقظنا ويحيي قلوبنا ويرزقنا الاعتبار بما حولنا ويوفقنا للعمل الذي يرضيه عنّا.
الوقفة الثانية000 النتيجة على قدر الاجتهاد00
فإن من جدَّ واجتهد تحصل على نتيجة اجتهاده سواء كان اجتهاده في أمر من أمور الدين أو أمر من أمور الدنيا
والناجحون هم الذين يجتهدون وعن ساعد الجدِّ يشمرون قد يتعبون أنفسهم فيصبرون وفي النهاية يسعدون ويفرحون وعند الصباح يحمد القوم السُرى ولكن يا ترى ما هو الاجتهاد المطلوب وما هي ثمرته حتى نسارع إليه ونتنافس في الوصول إليه وفي بلوغ غايته وامتطاء مجده إنه بلا شك ولا ريب ولا تردد ولا خوف هو الاجتهاد في عبادة الخالق المحمود والملك المعبود ذو الجلال والإكرام والنتيجة لهذا الاجتهاد هي سعادة الدارين وسلوك طريق المتقين والنجاة يوم الدين قال سبحانه جل شأنه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (خيركم من طال عمره وحسنه00) ثم كان الجزاء والنتيجة أن قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون في الدنيا والآخرة وجزاؤهم في الآخرة جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
الوقفة الثاالثه00 وقفة محاسبة:
فبعد مضي عام كامل من عمرك أيها المسلم، وهو عمر محسوب على كل مسلم ومسلمة فماذا قدمنا يا ترى في ذلك العام الماضي من عمل صالح يكون لنا ذخراً عند الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم00
قال الإمام أحمد رحمه الله00قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهونُ عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية000 وقال الحسن رحمه الله:00"المؤمن قوّامٌ على نفسه لله وإنما يخف الحساب يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة". وقال ميمون بن مهران00 "لا يكون العبد تقيّاً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك".
الوقفة الرابعه00: الوقت أغلى من أن يقدر بثمن:
فقد مضى من عمرك أيها المسلم عام كامل يضاف إلى ما مضى من الأعوام وهذا العام هو عام ثمين ولو أحسنت استغلاله لحصلت على حسنات كثيرة لا تقدر بثمن ولا يقارنها شيء من أمور الدنيا وإن عَظُم ذلك الأمر، ولربما ارتفعت في الجنة منزلتك إن كنت من أهل الجنة بسبب حسن استغلالك لوقتك، فما فاز من فاز بالدرجات العلى في الجنة إلا بسبب حسن استغلالهم لأوقاتهم وشغلها بالعمل الصالح مع صلاح القلب بالإخلاص لله عز وجل فاجتمع لهم بذلك صلاح الباطن مع صلاح الظاهر ولا أدل على ذلك من قول الخالق سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) فكانت نتيجة استغلالهم لأوقاتهم بإيمانهم وعملهم للصالحات أن حصلوا على تلك الجنة التي هي أغلى نتيجة يحصل عليها عامل ويدل على ذلك أنهم لا يبغون عنها حولاً ولا يرضون بها بدلاً لاسيما وهم يتنعمون بأنعم نعيم فيها وهو النظر إلى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى. ويدل على أهمية الوقت وثمرة استغلاله أيضاً قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي يبين فيه علو مكانة بعض أهل الجنة وأن لهم المنازل العالية في تلك الجنة الغالية(فيقول عليه الصلاة والسلام00إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف كما تتراءون الكوكبَ الدريَّ الغابرَ في السماء0
والوقت بمضيه دون أن يستفيد منه المسلم يمثل خسارة كبيرة لا تقدر بثمن، فإن المسلم يستطيع أن يذكر الله تعاالى في الدقيقة الواحدة ويمجده ويثني عليه ويكون له بهذا الذكر حسنات كثيرة فإن الحسنة بعشر أمثالها وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال000كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن. سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم00.
الوقفة الخاامسه00: دعونا نبدأ العمل:
وبداية العمل بالتوبة والاستغفاار، فالتوبة لما يستقبل من الذنوب والاستغفار لما مضى والرب جل وعلا كريم يغفر ذنوب التااائبين حتى ولو كانت شركاً وهو أعظم ذنب عصي به الله جل جلاله وتقدست أسمائه ويدل على ذلك قوله جل وعلا في أرجئي آية في كتابه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) 00. ثم بعد التوبة إلى الله والاستغفار فلنعاهد الله جل وعلا على سلوك طريق الأخيار والإقتداء بسيد الأبرار وإمام المتقين فقد أوصى بذلك فقاااال:000فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ000 ولا يخفى على كل مسلم يحب الله تعااالى أن الخير كل الخير هو في إتباع محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الباااري جل وعلا في كتااابه الكريم حيث يقول سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وفي الختام فإن لابد لنا أن نعتبر بمضي هذا العااام الذي قد عشنا بفضل الله هذا العام وأحيانا ربنا تبارك وتعااالى فيه. وعلينا أن لا ننسى تقصيرنا في ذلك العام فإن حال كثير من المسلمين بمجرد نهاية العام فإنه سرعان ما ينساه ويفرح بالغد ويستعجل الأيام وهي تسير بنا جميعا إلى آجااالنا والله المستعااان.
أسأااال الله تعالى أن يحيينا على طاعته وأن يجعل ما قدمنا في العااام المنصرم من أعمااال صالحة مقبولة عنده سبحاانه وأسأااله وهو الكريم سبحااانه أن يتجاوز عن ما حصل في عامنا المنصرم من تقصير وخلل ولا يكاد يسلم من ذلك أحد. هذا والله اعلم واقدر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
سبحان من صرّف الدهور والأعوام فما إن يمضي عام إلا ويحل عام وسبحان من يدير الأيام في مابين خلقه على الدوام وقال وهو الخالق سبحانه: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) وما أسرع مرور الأيام وما أعجل انقضائها ففي هذا الوقت بدأنا نودع فيه عام كامل هو العام الهجري ألف وأربعمائة وثلاثون. . مضى بما فيه من الأفراح والأحزان وبما فيه من السعادة والأكدار! مضى ذلك العام وهنالك العديد من الوقفات الهامة التي ينبغي أن نقف عندها ونتأملها ومن أبرزها ما يلي00
الوقفة الأولى: وقفة تأمل واعتبار00
فكم فقدنا في العام المنصرم من الأحباب والأخوان ومن الصالحين والأخيار وكم دارت فيه من حروب وكم أزهقت من أنفس معظمها بريئة لا ذنب لها، وكم من ديار خربت وأموال سلبت وأعراض انتهكت كم وكم من الأحوال تبدلت وتغيرت، وكم أعزَّ الله من أقوام وأذل آخرين وهذا كله يدلنا على تغير الأحوال وقدرة الخالق سبحانه على ذلك فهو العزيز الحكيم يعز من يشاء ويذل من يشاء ويخلق ما يشاء ويتوفى من يشاء ويغني من يشاء ويفقر من يشاء. قال عز وجل: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ومع تغير هذه الأحوال وتبدلها فإن الله تعالى لم يوجد العباد إلا لعبادته وحده فلم يخلقهم عبثاً ولن يتركهم هملاً قال جل وعلا: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) فما حل بمن مات في هذا العام سيحل حتماً بكل واحد منا وإن لم نعتبر بغيرنا فسنكون عبرة لغيرنا
أسأل الله تعالى أن يكشف عن إخواننا المسلمين في كل مكان ما هم فيه من بلاء وأن يجعل ما أصابهم رفعة لدرجاتهم وتكفيراً لسيئاتهم وأن لا يبتلينا فإننا ضعفاء وأن يحفظ لنا ديننا وأن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين وأن يوقظنا ويحيي قلوبنا ويرزقنا الاعتبار بما حولنا ويوفقنا للعمل الذي يرضيه عنّا.
الوقفة الثانية000 النتيجة على قدر الاجتهاد00
فإن من جدَّ واجتهد تحصل على نتيجة اجتهاده سواء كان اجتهاده في أمر من أمور الدين أو أمر من أمور الدنيا
والناجحون هم الذين يجتهدون وعن ساعد الجدِّ يشمرون قد يتعبون أنفسهم فيصبرون وفي النهاية يسعدون ويفرحون وعند الصباح يحمد القوم السُرى ولكن يا ترى ما هو الاجتهاد المطلوب وما هي ثمرته حتى نسارع إليه ونتنافس في الوصول إليه وفي بلوغ غايته وامتطاء مجده إنه بلا شك ولا ريب ولا تردد ولا خوف هو الاجتهاد في عبادة الخالق المحمود والملك المعبود ذو الجلال والإكرام والنتيجة لهذا الاجتهاد هي سعادة الدارين وسلوك طريق المتقين والنجاة يوم الدين قال سبحانه جل شأنه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (خيركم من طال عمره وحسنه00) ثم كان الجزاء والنتيجة أن قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون في الدنيا والآخرة وجزاؤهم في الآخرة جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
الوقفة الثاالثه00 وقفة محاسبة:
فبعد مضي عام كامل من عمرك أيها المسلم، وهو عمر محسوب على كل مسلم ومسلمة فماذا قدمنا يا ترى في ذلك العام الماضي من عمل صالح يكون لنا ذخراً عند الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم00
قال الإمام أحمد رحمه الله00قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهونُ عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية000 وقال الحسن رحمه الله:00"المؤمن قوّامٌ على نفسه لله وإنما يخف الحساب يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة". وقال ميمون بن مهران00 "لا يكون العبد تقيّاً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك".
الوقفة الرابعه00: الوقت أغلى من أن يقدر بثمن:
فقد مضى من عمرك أيها المسلم عام كامل يضاف إلى ما مضى من الأعوام وهذا العام هو عام ثمين ولو أحسنت استغلاله لحصلت على حسنات كثيرة لا تقدر بثمن ولا يقارنها شيء من أمور الدنيا وإن عَظُم ذلك الأمر، ولربما ارتفعت في الجنة منزلتك إن كنت من أهل الجنة بسبب حسن استغلالك لوقتك، فما فاز من فاز بالدرجات العلى في الجنة إلا بسبب حسن استغلالهم لأوقاتهم وشغلها بالعمل الصالح مع صلاح القلب بالإخلاص لله عز وجل فاجتمع لهم بذلك صلاح الباطن مع صلاح الظاهر ولا أدل على ذلك من قول الخالق سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) فكانت نتيجة استغلالهم لأوقاتهم بإيمانهم وعملهم للصالحات أن حصلوا على تلك الجنة التي هي أغلى نتيجة يحصل عليها عامل ويدل على ذلك أنهم لا يبغون عنها حولاً ولا يرضون بها بدلاً لاسيما وهم يتنعمون بأنعم نعيم فيها وهو النظر إلى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى. ويدل على أهمية الوقت وثمرة استغلاله أيضاً قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي يبين فيه علو مكانة بعض أهل الجنة وأن لهم المنازل العالية في تلك الجنة الغالية(فيقول عليه الصلاة والسلام00إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف كما تتراءون الكوكبَ الدريَّ الغابرَ في السماء0
والوقت بمضيه دون أن يستفيد منه المسلم يمثل خسارة كبيرة لا تقدر بثمن، فإن المسلم يستطيع أن يذكر الله تعاالى في الدقيقة الواحدة ويمجده ويثني عليه ويكون له بهذا الذكر حسنات كثيرة فإن الحسنة بعشر أمثالها وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال000كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن. سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم00.
الوقفة الخاامسه00: دعونا نبدأ العمل:
وبداية العمل بالتوبة والاستغفاار، فالتوبة لما يستقبل من الذنوب والاستغفار لما مضى والرب جل وعلا كريم يغفر ذنوب التااائبين حتى ولو كانت شركاً وهو أعظم ذنب عصي به الله جل جلاله وتقدست أسمائه ويدل على ذلك قوله جل وعلا في أرجئي آية في كتابه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) 00. ثم بعد التوبة إلى الله والاستغفار فلنعاهد الله جل وعلا على سلوك طريق الأخيار والإقتداء بسيد الأبرار وإمام المتقين فقد أوصى بذلك فقاااال:000فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ000 ولا يخفى على كل مسلم يحب الله تعااالى أن الخير كل الخير هو في إتباع محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الباااري جل وعلا في كتااابه الكريم حيث يقول سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وفي الختام فإن لابد لنا أن نعتبر بمضي هذا العااام الذي قد عشنا بفضل الله هذا العام وأحيانا ربنا تبارك وتعااالى فيه. وعلينا أن لا ننسى تقصيرنا في ذلك العام فإن حال كثير من المسلمين بمجرد نهاية العام فإنه سرعان ما ينساه ويفرح بالغد ويستعجل الأيام وهي تسير بنا جميعا إلى آجااالنا والله المستعااان.
أسأااال الله تعالى أن يحيينا على طاعته وأن يجعل ما قدمنا في العااام المنصرم من أعمااال صالحة مقبولة عنده سبحاانه وأسأااله وهو الكريم سبحااانه أن يتجاوز عن ما حصل في عامنا المنصرم من تقصير وخلل ولا يكاد يسلم من ذلك أحد. هذا والله اعلم واقدر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين