ابو البندري
12-21-2009, 02:03 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد0000
إنّ جرأة بعض المسلمين على تركهم نسائهم يركبن مع رجال أجانب غير محارم لهن يعتبر منكرًا عظيمًا تقشعر منه جلود أهل الغيرة والدين، وهو مخالفة صريحة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم0000(لا يخلون رجل بامرأة؛ فإنّ الشيطان ثالثهما) وقال عليه الصلاة والسلام000(إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار00 يارسول الله00 أفرأيت الحمو؟ قال00الحمو00 الموت)متفق عليه
فإذا كانت هذه الأحاديث موجهة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير النّاس بعد الأنبياء والذين أعظ الله بهم الإسلام، وإذا كان أخو الزوج له نصيب من النهي من الدخول إلى بيت أخيه أثناء غيابه إلا بوجود محرم، فلماذا يمكن بعض النّاس رجالا استقدموهم لا يعرفون دينهم ومعتقداتهم فقد يكون بعضهم كفارا والعياذ بالله000لماذا يمكنونهم من الدخول على نسائهم والخلوة بهن في المنزل أول السيارة، ألم يعلموا أن ذلك حرام، حرام ونقص في الرجولة.
وإن من العجيب في هؤلاء الرجال أنّه لو طلبت زوجة أحدهم منه أن يقوم ابن الجيران في ايصالها في سيارات إلى مكان ما 000لغضب أشد الغضب ولرفض ذلك وبقوة لكن السائق المستقدم يسمح له بالخلوة بها وإيصالها إلى أي مكان تريد،000 فيا للعجب هل رفع القلم عن هذا السائق؟000 هل شهوته معدومة؟ هل هو حيوان ليس من جنس البشر وليست له غريزة البشر؟ 00أم ماذا؟ 000إنّ بعض النّاس تجده يجوب بلدان العالم من الشرق إلى الغرب دون كلل أوملل ولكنه مع كل أسف يعجز أن يوصل زوجته أو ابنته إلى الأسواق أو المدارس أو غير ذلك000 بل يقول بكل برود اذهبوا مع السائق.000 وبعضهم يذهب بأمواله بنفسه ليودعها في البنوك ولو قيل له أعطها السائق ليودعها لرفض ولقال00 هل أنا مجنون أعطي السائق أموالي000 بل أنا أذهب بها بنفسي00لكن زوجته وبناته لا يقول أنا مجنون أتركهن يذهبن مع السائق بل يقول اذهبوا مع السائق في أي وقت وإلى أي مكان000الأموال هو الذي يذهب بها بنفسه حرصا عليها وخوفا على ضياعها أمّا محارمه فهي أصبحت أهون عليه من أمواله00
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال ولم يكتف بعضهم بالسماح للمرأة أن تركب معه لوحدها بل وصل التساهل بهذا الأمر عند البعض إلى السماح للسائق بالدخول إلى قعر المنزل،000 وكأنّه أحد أفراد الأسرة وكأنّ النساء محارم له000ولا أحد يدري هل هذا غباء من الرجال أو عدم مبالاة أو أن نيران الغيرة قد ماتت تلك القلوب؟ وبعض النساء أيضا لم يقف الحد بهن والعياذ بالله عند الركوب مع السائق لوحدها بل تمادى ببعضهم الأمر إلى أن يركبن أحيانا في المقعد الأمامي مع السائق بلا حياء0000 ولاخجل وقد يكون كتفها قريبا من كتف السائق، منظر مرزي ودياثة ظاهرة، وحياء مفقود، 00وغيرة معدومة0 ومن جراء هذا التساهل في أمر السائق ذهب الحياء من كثير من النساء حتى أصبحن ينظرن إلى السائق نظرة تخالف الواقع000 فالكثير من النساء لا يلتزمن الحشمة والتستر أمامه ولا يستحين من نظراته وكأنه ليس برجل.
ومن المناظر المؤذية التي انتشرت نتيجة ذهاب الحياء وضعف الإيمان نزول السائق مع المرأة والمشي بجانبها في الأسواق وكأنّه أخ أو زوج أو أب وقد يقرب جسده من جسدها000 ويقف بجانبها ويفتح لها الباب وقد يرى شيئا من جسمها عند ركوبها00 منظر محزن ومبكي في نفس الوقت0000 وإن المرء والله ليعجب أشد العجب كيف نزع الحياء من هؤلاء النساء بهذه السهولة حتى وصل بهن الحال إلى هذا المستوى من الانحدار والسقوط 0000والأشد عجبا هو حال أولئك الرجال القوامين على هؤلاء النساء..
أين عقولهم؟000
أين إيمانهم؟000
أين غيرتهم؟ 000
كيف يسمح للإنسان إيمانه وغيرته ورجولته أن يترك إحدى محارمه تذهب مع السائق إلى كل مكان ولا يدري ماذا يحصل لها في هذه الخلوة000 حتى ولو فرض أنّه لن يحصل لها شيء فكيف يطاوعه قلبه أن يرى رجلا مع امرأته أو بنته لوحدهما في السيارة في خلوة مريبة يجوب بها الطرقات0000 وكأنها قطعة أثاث لا قيمة لها.
فيا أيّها المستقدمون أين الغيرة على محارمكم؟
أين الشيمة العربية؟
أين الخوف من العار والفضيحة؟
لقد كان المشركون قبل الإسلام يئدون البنات خشية العار والفضيحة، فلماذا أنتم تجلبونها إلى بيوتكم بأيديكم.000 كان العرب في الجاهلية يعدون المرأة دلالة شرفهم00 وعنوان عرضهم، ولذلك فقد تفننوا في حمايتها والمحافظة عليها ثم الدفاع عنها زوجة وابنة، أمًا وأختًا، قريبة وجارة0000 حتى يظل شرفهم سليمًا من الدنس وعرضهم بعيدًًا من أن يمس.
والغيرة على الأعراض من الأخلاق الإنسانية التي فطر الله النّاس عليها000 ولقد كانت في السابق، تتولد مع القوم000 فكأنهم أرضعوها فلاً مع لبان الأمهات، ولا يمتدح بالغيرة إلاّ كرام الرجال وكرائم النساء000 وبصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية، وبتدنسه وهوانه ينزل الإنساني إلى أرذل المقامات.
يقول ابن القيم رحمه الله000(إذا رحلت الغيرة من القلب ترحل الدين كله00 ومن حرم الغيرة حرم طهر الحياة00 ومن حرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام)
لابد وأن يحصل معه بعض الأضرار والمحظورات الشرعية شاء الإنسان ذلك أم أبى فمن ذلك000
1- أنّها مجاهرة بالمعصية بين الملأ وقد قال صلى الله عليه وسلم 0000(كل أمتي معافى إلا المجاهرون)رواه البخاري ومسلم
2- خلوة المرأة به وهذا حرام ولا يجوز ويكون من استقدام السائق هو السبب في وقوعها في هذه المعصية.
3- أن يركب النساء معه للذهاب لأي مناسبة وهن متعطرات وهذا أيضا محرم لقوله صلى الله عليه وسلم000 0(أيما إمرأة استعطرت فمرت بالرجال فهي زانية) وهؤلاء النسوة لم يمررن بالرجال بل ركبن بجوار الرجال000 وذلك أشد إثما وأعظم فتنة.
4- إن ذهاب النساء مع السائق يجرئ الفساق على مخاطبتهن ومعاكستهن داخل السيارة لأنّهم يرون بدون راعي وقائد، فيطمعون بهن ويطمئنون في معاكستهن وقد لوحظ هذا كثيرا جدا00
5- إن وجود السائق يسهل على النساء الخروج فيكثر بذلك خروجهن000 وكثرة خروج المرأة سبب لفسادها وذهاب حياءها الذي هو غالبا ما يمنع المرأة من الوقوع في شئ من الفواحش، إضافة أيضا إلى أن تكرار ركوب المرأة مع السائق لوحدها وانفرادها به أوقاتا طويلة في السيارة قد يذهب الكلفة بينهما ويجعل للشيطان طريقا سهلاً إليها خاصة000 وأن المرأة ضعيفة عقل ودين، وقد تكون أيضا غالب وقتها أمام المغريات من أفلام ومسلسلات تثير الغرائز وتحرك الشهوات000 وهذه الأمور إذا اجتمعت للمرأة فقد تهيأت أسباب الوقوع في المحظور00 إلا من عصمها الله0
فتنبه أخي المسلم لذلك ولا يغرنك من السائق قبح شكله أو طيبة قلبه وسذاجته وأنه رجل مسكين وضعيف ولن يحصل منه ما يكون سببا في إبعاده وقطع رزقه000 أو أن المرأة لا يمكن أن تفكر فيه، فإن الشيطان يزين القبيح ويهون الأمر مع كثرة المخالطة ورفع الكلفة وقد قيل000(كثرة المساس تميت الإحساس)
قيل لابنة الخس0 لماذا زنيت بمولاك ولم تزني برجل حر غيره وما أغراك به؟ 000قالت0000 طول السواد وقرب الوساد، يعني كثرة رؤيته وقرب مكانه ومبيته. فهل نتنبه لذلك جيدا ونصحوا من غفلتنا، وكم حصل من المصائب التي تدمي القلوب من هؤلاء السائقين000 ولكن المصيبة أن كثيرا من الناس لا يتعظن بمصائب غيرهم حتى يتورطون هم بشيء من هذه المصائب000وإذا سمع الإنسان شيئا من هذه المصائب فقد يهز رأسه استنكارا وتعجبا فقط ولا يغير من واقعه شيئا، ولا يتصور أن يحصل له مثلما حصل لغيره000 وكأنه معصوم0
فيا عجبا والله من هؤلاء الرجال كيف وصلت بهم الغفلة إلى هذا الحد وكيف لا يتوقعون أن يحدث لهم مثلما حدث لغيرهم وهم قد هيأوا بأنفسهم كل الأسباب المعينة لحصول مثل هذه المصائب عندما أهملوا نساءهم وتركوهن يفعلن ما يردن0000 ويذهبن مع السائقين لوحدهن في أي ساعة من ليل أو نهار دون حسيب أو رقيب0
وإذا كان كل إنسان لا يتوقع أن يحدث له شيئا من الفضائح التي نسمع عنها بين حين وآخر فمن أين جاءت إذا هؤلاء النسوة اللاتي حصلت ويحصل منهن مثل هذه الفضائح؟ هل نزلن من كوكب آخر أو خرجن من الأرض؟00 إنهن خرجن من بيوت المسلمين000وهل ينتظر الرجل أن تخبره زوجته أو إبنته بأنها فعلت كذلك كذا مع السائق أو مع غيره حتى ينتبه ويفيق من غفلته.
فيا أيها الرجال00 يامن أهملتم نساءكم أفيقوا من سباتكم واتقوا الله00 في نساءكم فإن أعراضكم كأرواحكم وقد فرطتم فيها كثيرا فأهملتم الرعاية وضيعتم الأمانة وركبتم الخطر وإن تهلكوا إلا أنفسكم وما تشعرون.
أختي المسلمة00 إنّ الرجل لا يتحمل المسؤولية والإثم لوحده في ركوبك لوحدك مع السائق0000 فأنت كذلك تتحملين المسؤولية والإثم بتساهلك بدينك وحيائك وركوبك لوحدك مع رجل غير محرم لك000 وهذا لا يليق بك كامرأة مسلمة تعرف حكم ربها في هذا الأمر000 فتبهي لذلك وتوبي إلى ربك من هذا العمل00 واقتدي بأسلافك من نساء السلف الصالح في شدة حيائهن وقوة تمسكهن بدينهن، واسمعي لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ماذا تقول00 تقول رضي الله عنه0000انطلقت يوما إلى أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعمل بها000 وفي يوم من الأيام حملت النوى على رأسي وقفلت راجعة إلى الدار وفي الطريق قابلت رسول الله ومعه نفر من الأنصار000 ورأى النبي صلى الله عليه وسلم حملي فناداني وأناخ بعيره ليحملني فاستحييت أن أركب معه وأن أسير مع الرجال فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى وتركني00 ومضيت أنا حتى بلغت الدار ؟00
فانظري أختي المسلمة إلى عظم حياءها000انظري أين أنت منها؟ 000إنّها رضي الله عنها لم ترضى أن تركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفض الخلق وأطهرهم وأشرفهم وأنزههم على الإطلاق، ومعه أيضا الصحابة الذين هم أفضل الأمة بعده صلى الله عليه وسلم وكل ذلك حياءً وعفافًا000 فكيف أنت لا تبالي بنفسك وتركبي لوحدك مع كل من هب ودب إما مع سائق العائلة أو مع سائق الأجرة000 تركبين مع رجل لا تعرفين دينه ولا أمانته ولا أخلاقه فهل هانت عليك نفسك إلى هذا الحد000
أين حيائك؟
أين عقلك؟
ألا يوجد فيه بقية فأفيقي أخية واحفظي نفسك ولا تتساهلي بدينك وحيائك من أجل دنيا فانية وإن كان هناك ضرورة للركوب مع السائق فليكن معك محرمًا لك أو امرأة أخرى0000حتى لا تكون هناك خلوة مع السائق00
وأخيرًا000 إنّنا لسنا بكلامنا هذا نطالب كل الناس بالاستغناء عن السائقين000 كلا فنحن نعلم أن هناك أناس مضطرين وكثرة أبنائهم ونحو ذلك0000ولكن هناك أناس ليسوا بحاجة ماسة إليهم وهؤلاء يمكنهم الاستغناء عنهم في أي لحظة لو أرادوا ذلك دون أن يترتب عليه خلل في أعمالهم وأوقاتهم000وما دعاهم أصلاً إلى استقدامهم إلاّ حب التقليد والمباهات أو التكاسل فقط عن القيام بشئون أبنائهم وتلبية رغبات أسرهم00وهؤلاء هم المطالبين بالاستغناء عن السائقين. وأما من كان مضطرًا لهم فالأولى له والأفضل أن يستقدم سائقا كبيرا في السن أو سائقا معه زوجته000 وأن لا يسمح للمرأة أن تركب معه لوحدها بل لابد أن يكون معها محرم أو امرأة أخرى على الأقل000 ولا يسمح له أيضا بالدخول على النساء000 وأن يكون هنا انضباط0 في ذهاب النساء معه ويكون ذلك في أوقات مناسبة وبقدر الحاجة فقط، فإنّ ذلك أدعى للسلامة وأبعد عن الشبهة وعن الوقوع في المحذور المنهي عنه000 وفق الله الجميع لما يحبه ويرضي 000 هذا والله أعلمواقد0
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0
إنّ جرأة بعض المسلمين على تركهم نسائهم يركبن مع رجال أجانب غير محارم لهن يعتبر منكرًا عظيمًا تقشعر منه جلود أهل الغيرة والدين، وهو مخالفة صريحة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم0000(لا يخلون رجل بامرأة؛ فإنّ الشيطان ثالثهما) وقال عليه الصلاة والسلام000(إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار00 يارسول الله00 أفرأيت الحمو؟ قال00الحمو00 الموت)متفق عليه
فإذا كانت هذه الأحاديث موجهة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير النّاس بعد الأنبياء والذين أعظ الله بهم الإسلام، وإذا كان أخو الزوج له نصيب من النهي من الدخول إلى بيت أخيه أثناء غيابه إلا بوجود محرم، فلماذا يمكن بعض النّاس رجالا استقدموهم لا يعرفون دينهم ومعتقداتهم فقد يكون بعضهم كفارا والعياذ بالله000لماذا يمكنونهم من الدخول على نسائهم والخلوة بهن في المنزل أول السيارة، ألم يعلموا أن ذلك حرام، حرام ونقص في الرجولة.
وإن من العجيب في هؤلاء الرجال أنّه لو طلبت زوجة أحدهم منه أن يقوم ابن الجيران في ايصالها في سيارات إلى مكان ما 000لغضب أشد الغضب ولرفض ذلك وبقوة لكن السائق المستقدم يسمح له بالخلوة بها وإيصالها إلى أي مكان تريد،000 فيا للعجب هل رفع القلم عن هذا السائق؟000 هل شهوته معدومة؟ هل هو حيوان ليس من جنس البشر وليست له غريزة البشر؟ 00أم ماذا؟ 000إنّ بعض النّاس تجده يجوب بلدان العالم من الشرق إلى الغرب دون كلل أوملل ولكنه مع كل أسف يعجز أن يوصل زوجته أو ابنته إلى الأسواق أو المدارس أو غير ذلك000 بل يقول بكل برود اذهبوا مع السائق.000 وبعضهم يذهب بأمواله بنفسه ليودعها في البنوك ولو قيل له أعطها السائق ليودعها لرفض ولقال00 هل أنا مجنون أعطي السائق أموالي000 بل أنا أذهب بها بنفسي00لكن زوجته وبناته لا يقول أنا مجنون أتركهن يذهبن مع السائق بل يقول اذهبوا مع السائق في أي وقت وإلى أي مكان000الأموال هو الذي يذهب بها بنفسه حرصا عليها وخوفا على ضياعها أمّا محارمه فهي أصبحت أهون عليه من أمواله00
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال ولم يكتف بعضهم بالسماح للمرأة أن تركب معه لوحدها بل وصل التساهل بهذا الأمر عند البعض إلى السماح للسائق بالدخول إلى قعر المنزل،000 وكأنّه أحد أفراد الأسرة وكأنّ النساء محارم له000ولا أحد يدري هل هذا غباء من الرجال أو عدم مبالاة أو أن نيران الغيرة قد ماتت تلك القلوب؟ وبعض النساء أيضا لم يقف الحد بهن والعياذ بالله عند الركوب مع السائق لوحدها بل تمادى ببعضهم الأمر إلى أن يركبن أحيانا في المقعد الأمامي مع السائق بلا حياء0000 ولاخجل وقد يكون كتفها قريبا من كتف السائق، منظر مرزي ودياثة ظاهرة، وحياء مفقود، 00وغيرة معدومة0 ومن جراء هذا التساهل في أمر السائق ذهب الحياء من كثير من النساء حتى أصبحن ينظرن إلى السائق نظرة تخالف الواقع000 فالكثير من النساء لا يلتزمن الحشمة والتستر أمامه ولا يستحين من نظراته وكأنه ليس برجل.
ومن المناظر المؤذية التي انتشرت نتيجة ذهاب الحياء وضعف الإيمان نزول السائق مع المرأة والمشي بجانبها في الأسواق وكأنّه أخ أو زوج أو أب وقد يقرب جسده من جسدها000 ويقف بجانبها ويفتح لها الباب وقد يرى شيئا من جسمها عند ركوبها00 منظر محزن ومبكي في نفس الوقت0000 وإن المرء والله ليعجب أشد العجب كيف نزع الحياء من هؤلاء النساء بهذه السهولة حتى وصل بهن الحال إلى هذا المستوى من الانحدار والسقوط 0000والأشد عجبا هو حال أولئك الرجال القوامين على هؤلاء النساء..
أين عقولهم؟000
أين إيمانهم؟000
أين غيرتهم؟ 000
كيف يسمح للإنسان إيمانه وغيرته ورجولته أن يترك إحدى محارمه تذهب مع السائق إلى كل مكان ولا يدري ماذا يحصل لها في هذه الخلوة000 حتى ولو فرض أنّه لن يحصل لها شيء فكيف يطاوعه قلبه أن يرى رجلا مع امرأته أو بنته لوحدهما في السيارة في خلوة مريبة يجوب بها الطرقات0000 وكأنها قطعة أثاث لا قيمة لها.
فيا أيّها المستقدمون أين الغيرة على محارمكم؟
أين الشيمة العربية؟
أين الخوف من العار والفضيحة؟
لقد كان المشركون قبل الإسلام يئدون البنات خشية العار والفضيحة، فلماذا أنتم تجلبونها إلى بيوتكم بأيديكم.000 كان العرب في الجاهلية يعدون المرأة دلالة شرفهم00 وعنوان عرضهم، ولذلك فقد تفننوا في حمايتها والمحافظة عليها ثم الدفاع عنها زوجة وابنة، أمًا وأختًا، قريبة وجارة0000 حتى يظل شرفهم سليمًا من الدنس وعرضهم بعيدًًا من أن يمس.
والغيرة على الأعراض من الأخلاق الإنسانية التي فطر الله النّاس عليها000 ولقد كانت في السابق، تتولد مع القوم000 فكأنهم أرضعوها فلاً مع لبان الأمهات، ولا يمتدح بالغيرة إلاّ كرام الرجال وكرائم النساء000 وبصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية، وبتدنسه وهوانه ينزل الإنساني إلى أرذل المقامات.
يقول ابن القيم رحمه الله000(إذا رحلت الغيرة من القلب ترحل الدين كله00 ومن حرم الغيرة حرم طهر الحياة00 ومن حرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام)
لابد وأن يحصل معه بعض الأضرار والمحظورات الشرعية شاء الإنسان ذلك أم أبى فمن ذلك000
1- أنّها مجاهرة بالمعصية بين الملأ وقد قال صلى الله عليه وسلم 0000(كل أمتي معافى إلا المجاهرون)رواه البخاري ومسلم
2- خلوة المرأة به وهذا حرام ولا يجوز ويكون من استقدام السائق هو السبب في وقوعها في هذه المعصية.
3- أن يركب النساء معه للذهاب لأي مناسبة وهن متعطرات وهذا أيضا محرم لقوله صلى الله عليه وسلم000 0(أيما إمرأة استعطرت فمرت بالرجال فهي زانية) وهؤلاء النسوة لم يمررن بالرجال بل ركبن بجوار الرجال000 وذلك أشد إثما وأعظم فتنة.
4- إن ذهاب النساء مع السائق يجرئ الفساق على مخاطبتهن ومعاكستهن داخل السيارة لأنّهم يرون بدون راعي وقائد، فيطمعون بهن ويطمئنون في معاكستهن وقد لوحظ هذا كثيرا جدا00
5- إن وجود السائق يسهل على النساء الخروج فيكثر بذلك خروجهن000 وكثرة خروج المرأة سبب لفسادها وذهاب حياءها الذي هو غالبا ما يمنع المرأة من الوقوع في شئ من الفواحش، إضافة أيضا إلى أن تكرار ركوب المرأة مع السائق لوحدها وانفرادها به أوقاتا طويلة في السيارة قد يذهب الكلفة بينهما ويجعل للشيطان طريقا سهلاً إليها خاصة000 وأن المرأة ضعيفة عقل ودين، وقد تكون أيضا غالب وقتها أمام المغريات من أفلام ومسلسلات تثير الغرائز وتحرك الشهوات000 وهذه الأمور إذا اجتمعت للمرأة فقد تهيأت أسباب الوقوع في المحظور00 إلا من عصمها الله0
فتنبه أخي المسلم لذلك ولا يغرنك من السائق قبح شكله أو طيبة قلبه وسذاجته وأنه رجل مسكين وضعيف ولن يحصل منه ما يكون سببا في إبعاده وقطع رزقه000 أو أن المرأة لا يمكن أن تفكر فيه، فإن الشيطان يزين القبيح ويهون الأمر مع كثرة المخالطة ورفع الكلفة وقد قيل000(كثرة المساس تميت الإحساس)
قيل لابنة الخس0 لماذا زنيت بمولاك ولم تزني برجل حر غيره وما أغراك به؟ 000قالت0000 طول السواد وقرب الوساد، يعني كثرة رؤيته وقرب مكانه ومبيته. فهل نتنبه لذلك جيدا ونصحوا من غفلتنا، وكم حصل من المصائب التي تدمي القلوب من هؤلاء السائقين000 ولكن المصيبة أن كثيرا من الناس لا يتعظن بمصائب غيرهم حتى يتورطون هم بشيء من هذه المصائب000وإذا سمع الإنسان شيئا من هذه المصائب فقد يهز رأسه استنكارا وتعجبا فقط ولا يغير من واقعه شيئا، ولا يتصور أن يحصل له مثلما حصل لغيره000 وكأنه معصوم0
فيا عجبا والله من هؤلاء الرجال كيف وصلت بهم الغفلة إلى هذا الحد وكيف لا يتوقعون أن يحدث لهم مثلما حدث لغيرهم وهم قد هيأوا بأنفسهم كل الأسباب المعينة لحصول مثل هذه المصائب عندما أهملوا نساءهم وتركوهن يفعلن ما يردن0000 ويذهبن مع السائقين لوحدهن في أي ساعة من ليل أو نهار دون حسيب أو رقيب0
وإذا كان كل إنسان لا يتوقع أن يحدث له شيئا من الفضائح التي نسمع عنها بين حين وآخر فمن أين جاءت إذا هؤلاء النسوة اللاتي حصلت ويحصل منهن مثل هذه الفضائح؟ هل نزلن من كوكب آخر أو خرجن من الأرض؟00 إنهن خرجن من بيوت المسلمين000وهل ينتظر الرجل أن تخبره زوجته أو إبنته بأنها فعلت كذلك كذا مع السائق أو مع غيره حتى ينتبه ويفيق من غفلته.
فيا أيها الرجال00 يامن أهملتم نساءكم أفيقوا من سباتكم واتقوا الله00 في نساءكم فإن أعراضكم كأرواحكم وقد فرطتم فيها كثيرا فأهملتم الرعاية وضيعتم الأمانة وركبتم الخطر وإن تهلكوا إلا أنفسكم وما تشعرون.
أختي المسلمة00 إنّ الرجل لا يتحمل المسؤولية والإثم لوحده في ركوبك لوحدك مع السائق0000 فأنت كذلك تتحملين المسؤولية والإثم بتساهلك بدينك وحيائك وركوبك لوحدك مع رجل غير محرم لك000 وهذا لا يليق بك كامرأة مسلمة تعرف حكم ربها في هذا الأمر000 فتبهي لذلك وتوبي إلى ربك من هذا العمل00 واقتدي بأسلافك من نساء السلف الصالح في شدة حيائهن وقوة تمسكهن بدينهن، واسمعي لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ماذا تقول00 تقول رضي الله عنه0000انطلقت يوما إلى أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعمل بها000 وفي يوم من الأيام حملت النوى على رأسي وقفلت راجعة إلى الدار وفي الطريق قابلت رسول الله ومعه نفر من الأنصار000 ورأى النبي صلى الله عليه وسلم حملي فناداني وأناخ بعيره ليحملني فاستحييت أن أركب معه وأن أسير مع الرجال فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى وتركني00 ومضيت أنا حتى بلغت الدار ؟00
فانظري أختي المسلمة إلى عظم حياءها000انظري أين أنت منها؟ 000إنّها رضي الله عنها لم ترضى أن تركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفض الخلق وأطهرهم وأشرفهم وأنزههم على الإطلاق، ومعه أيضا الصحابة الذين هم أفضل الأمة بعده صلى الله عليه وسلم وكل ذلك حياءً وعفافًا000 فكيف أنت لا تبالي بنفسك وتركبي لوحدك مع كل من هب ودب إما مع سائق العائلة أو مع سائق الأجرة000 تركبين مع رجل لا تعرفين دينه ولا أمانته ولا أخلاقه فهل هانت عليك نفسك إلى هذا الحد000
أين حيائك؟
أين عقلك؟
ألا يوجد فيه بقية فأفيقي أخية واحفظي نفسك ولا تتساهلي بدينك وحيائك من أجل دنيا فانية وإن كان هناك ضرورة للركوب مع السائق فليكن معك محرمًا لك أو امرأة أخرى0000حتى لا تكون هناك خلوة مع السائق00
وأخيرًا000 إنّنا لسنا بكلامنا هذا نطالب كل الناس بالاستغناء عن السائقين000 كلا فنحن نعلم أن هناك أناس مضطرين وكثرة أبنائهم ونحو ذلك0000ولكن هناك أناس ليسوا بحاجة ماسة إليهم وهؤلاء يمكنهم الاستغناء عنهم في أي لحظة لو أرادوا ذلك دون أن يترتب عليه خلل في أعمالهم وأوقاتهم000وما دعاهم أصلاً إلى استقدامهم إلاّ حب التقليد والمباهات أو التكاسل فقط عن القيام بشئون أبنائهم وتلبية رغبات أسرهم00وهؤلاء هم المطالبين بالاستغناء عن السائقين. وأما من كان مضطرًا لهم فالأولى له والأفضل أن يستقدم سائقا كبيرا في السن أو سائقا معه زوجته000 وأن لا يسمح للمرأة أن تركب معه لوحدها بل لابد أن يكون معها محرم أو امرأة أخرى على الأقل000 ولا يسمح له أيضا بالدخول على النساء000 وأن يكون هنا انضباط0 في ذهاب النساء معه ويكون ذلك في أوقات مناسبة وبقدر الحاجة فقط، فإنّ ذلك أدعى للسلامة وأبعد عن الشبهة وعن الوقوع في المحذور المنهي عنه000 وفق الله الجميع لما يحبه ويرضي 000 هذا والله أعلمواقد0
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0