ماجد سليمان البلوي
12-21-2009, 06:28 PM
لغز الشيخ عطيوي.. عرّاب النكبة..؟؟
حرصت الحركة الصهيونية والعصابات التي عملت إلى جانبها منذ أوائل الأربعينيات من القرن الماضي على اتباع العديد من السبل من أجل دفع الفلسطينيين لهجر أراضيهم لكي تخلو فلسطين لليهود.
ومن أهم الطرق التي اتبعها الصهاينة في سبيل تحقيق هذا الهدف، هو دبّ الرعب في أوساط الفلسطينيين من أجل إجبارهم على ترك قراهم ومدنهم وبلداتهم.
وذلك عبر تجنيد عدد من يهود فلسطين أو من أولئك الذين هاجروا مبكرًا من الدول العربية؛ لتقمص دور بدو رحّل يتنقلون بين القبائل البدوية، فضلاً عن القرى الفلسطينية في طول فلسطين وعرضها؛ وذلك لنسج القصص حول الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية، وذلك من أجل بث الرعب في أوساط الفلسطينيين ودفعهم للفرار.. كما قام هؤلاء اليهود بتيئيس السكان الفلسطينيين من إمكانية تدخل الدول العربية لصالحهم.
ويشير شيوخ الفلسطينيين الذين هاجروا من داخل الخط الأخضر إلى قطاع غزة إلى أحد أهم الشخصيات اليهودية التي كان لها دور بارز في تقمص دور البدو الرحل وهو "إلياهو ناوي" الذي كان يُعرْف في أوساط البدو والفلسطينيين عامة بـ "الشيخ عطيوي"، وكان من يهود فلسطين، وكان يعمل قبل انضمامه للحركة الصهيونية في التجارة، وكان يتعامل بشكل خاص مع البدو، فعرف طباعهم وأتقن لهجتهم.
ويؤكد الكثير من كبار السن الفلسطينيين الذين هاجروا في العام 48 أن "ناوي" نجح في خداعهم تمامًا، حيث كان يمثل دور التاجر الذي يتاجر في الأغنام، وكان يستغل ذلك في بثّ روح الفزع والتثبيط في أوساط الفلسطينيين، وكان ينصحهم بترك فلسطين والتوجه نحو قطاع غزة أو الضفة الغربية أو الدول المجاورة.. كما كان يدّعي أنه قام بالفعل بإرسال عائلته إلى صحراء سيناء عند أهل زوجته!.
ومن المفارقات التي يرويها كبار السن من الفلسطينيين الذين تحدثت إليهم أن "ناوي" قد نجح حتى في إتقان الفَرْق بين اللهجات المختلفة للقبائل البدوية في النقب، وفي نفس الوقت أجاد لهجة أهل الساحل من الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في الزراعة، ولكي يبثّ الدعاية الصهيونية فقد أتقن العديد من الفنون التراثية التي كان يعكف البدو على الاهتمام بها في أفراحهم، مثل رقصة "الدحة" الشهيرة، حتى إنه كان شهيرًا في هذا المجال.
وقد شدّد كبار السن على الدور الكبير الذي قام به ناوي في مجال بثّ الرعب في أوساط الفلسطينيين.
صدمة 67
وقد هاجر فلسطينيون من أرضهم وهم يعتقدون أن "ناوي" أو كما كان يطلق على نفسه "الشيخ عطيوي" قد لحق بزوجته في صحراء سيناء كما كان يقول، وظل هذا الاعتقاد حتى عام 67 عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة، وكان جنود الاحتلال في بداية الأمر يجمعون الفلسطينيين في الساحات العامة والمدارس ويهددونهم محذرين من عدم القيام بكل ما من شأنه المس بأمن الجنود.
وفي إحدى المرات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة فرض الجيش الإسرائيلي نظام منع التجول على المخيم وطلب من سكان المخيم التجمع في ساحة إحدى المدارس، ففوجئ عدد من كبار السن من الذين جلسوا وسط الجموع عندما حملق فيهم ضابط كبير طويلاً، ثم تقدم منهم وأخذ يناديهم بأسمائهم فردًا فردًا، وأخذ يسألهم عن عائلاتهم وكأنه يعرفهم منذ زمن بعيد، ووسط ذهولهم قال لهم: إنه "الشيخ عطيوي" إياه.. وكان ناوي في ذلك الوقت ضابطًا برتبة عقيد، وكان نائب حاكم قطاع غزة.. وقد أمر الجنود بإخلاء سبيل كل الذين عرفهم من بين الحضور.
وتقاعد ناوي من الجيش عام 1970، وانضم إلى حزب العمل الإسرائيلي، وتدّرج في المناصب القيادية، وتم ترشيحه في العام 72 عن الحزب لمنصب رئيس بلدية بئر السبع، وقد ظل في المنصب حتى عام 1991 عندما تغلب عليه مرشح حزب الليكود إسحاق رابين.
وقد ذكر "ناوي" في لقاء مع إذاعة إسرائيل باللغة العبرية بتاريخ 7/11/89، وذلك ضمن برنامج "قصة شخصية" أنه تقمّص شخصية البدو بتكليف من عصابات الهاجاناه الصهيونية من أجل دفع الفلسطينيين للهجرة، إلى جانب أنه قام بنقل تقارير فورية عن انطباعاته لشعبة الأمن التابعة للهاجاناه التي انبثقت عنها الأجهزة الاستخبارية للدولة العبرية...
حرصت الحركة الصهيونية والعصابات التي عملت إلى جانبها منذ أوائل الأربعينيات من القرن الماضي على اتباع العديد من السبل من أجل دفع الفلسطينيين لهجر أراضيهم لكي تخلو فلسطين لليهود.
ومن أهم الطرق التي اتبعها الصهاينة في سبيل تحقيق هذا الهدف، هو دبّ الرعب في أوساط الفلسطينيين من أجل إجبارهم على ترك قراهم ومدنهم وبلداتهم.
وذلك عبر تجنيد عدد من يهود فلسطين أو من أولئك الذين هاجروا مبكرًا من الدول العربية؛ لتقمص دور بدو رحّل يتنقلون بين القبائل البدوية، فضلاً عن القرى الفلسطينية في طول فلسطين وعرضها؛ وذلك لنسج القصص حول الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية، وذلك من أجل بث الرعب في أوساط الفلسطينيين ودفعهم للفرار.. كما قام هؤلاء اليهود بتيئيس السكان الفلسطينيين من إمكانية تدخل الدول العربية لصالحهم.
ويشير شيوخ الفلسطينيين الذين هاجروا من داخل الخط الأخضر إلى قطاع غزة إلى أحد أهم الشخصيات اليهودية التي كان لها دور بارز في تقمص دور البدو الرحل وهو "إلياهو ناوي" الذي كان يُعرْف في أوساط البدو والفلسطينيين عامة بـ "الشيخ عطيوي"، وكان من يهود فلسطين، وكان يعمل قبل انضمامه للحركة الصهيونية في التجارة، وكان يتعامل بشكل خاص مع البدو، فعرف طباعهم وأتقن لهجتهم.
ويؤكد الكثير من كبار السن الفلسطينيين الذين هاجروا في العام 48 أن "ناوي" نجح في خداعهم تمامًا، حيث كان يمثل دور التاجر الذي يتاجر في الأغنام، وكان يستغل ذلك في بثّ روح الفزع والتثبيط في أوساط الفلسطينيين، وكان ينصحهم بترك فلسطين والتوجه نحو قطاع غزة أو الضفة الغربية أو الدول المجاورة.. كما كان يدّعي أنه قام بالفعل بإرسال عائلته إلى صحراء سيناء عند أهل زوجته!.
ومن المفارقات التي يرويها كبار السن من الفلسطينيين الذين تحدثت إليهم أن "ناوي" قد نجح حتى في إتقان الفَرْق بين اللهجات المختلفة للقبائل البدوية في النقب، وفي نفس الوقت أجاد لهجة أهل الساحل من الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في الزراعة، ولكي يبثّ الدعاية الصهيونية فقد أتقن العديد من الفنون التراثية التي كان يعكف البدو على الاهتمام بها في أفراحهم، مثل رقصة "الدحة" الشهيرة، حتى إنه كان شهيرًا في هذا المجال.
وقد شدّد كبار السن على الدور الكبير الذي قام به ناوي في مجال بثّ الرعب في أوساط الفلسطينيين.
صدمة 67
وقد هاجر فلسطينيون من أرضهم وهم يعتقدون أن "ناوي" أو كما كان يطلق على نفسه "الشيخ عطيوي" قد لحق بزوجته في صحراء سيناء كما كان يقول، وظل هذا الاعتقاد حتى عام 67 عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة، وكان جنود الاحتلال في بداية الأمر يجمعون الفلسطينيين في الساحات العامة والمدارس ويهددونهم محذرين من عدم القيام بكل ما من شأنه المس بأمن الجنود.
وفي إحدى المرات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة فرض الجيش الإسرائيلي نظام منع التجول على المخيم وطلب من سكان المخيم التجمع في ساحة إحدى المدارس، ففوجئ عدد من كبار السن من الذين جلسوا وسط الجموع عندما حملق فيهم ضابط كبير طويلاً، ثم تقدم منهم وأخذ يناديهم بأسمائهم فردًا فردًا، وأخذ يسألهم عن عائلاتهم وكأنه يعرفهم منذ زمن بعيد، ووسط ذهولهم قال لهم: إنه "الشيخ عطيوي" إياه.. وكان ناوي في ذلك الوقت ضابطًا برتبة عقيد، وكان نائب حاكم قطاع غزة.. وقد أمر الجنود بإخلاء سبيل كل الذين عرفهم من بين الحضور.
وتقاعد ناوي من الجيش عام 1970، وانضم إلى حزب العمل الإسرائيلي، وتدّرج في المناصب القيادية، وتم ترشيحه في العام 72 عن الحزب لمنصب رئيس بلدية بئر السبع، وقد ظل في المنصب حتى عام 1991 عندما تغلب عليه مرشح حزب الليكود إسحاق رابين.
وقد ذكر "ناوي" في لقاء مع إذاعة إسرائيل باللغة العبرية بتاريخ 7/11/89، وذلك ضمن برنامج "قصة شخصية" أنه تقمّص شخصية البدو بتكليف من عصابات الهاجاناه الصهيونية من أجل دفع الفلسطينيين للهجرة، إلى جانب أنه قام بنقل تقارير فورية عن انطباعاته لشعبة الأمن التابعة للهاجاناه التي انبثقت عنها الأجهزة الاستخبارية للدولة العبرية...