ماجد سليمان البلوي
12-23-2009, 11:42 AM
الإفاقة.. لذوي الإعاقة
د. رشيد بن حويل البيضاني (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=29)
ما أكثر احتفالات العالم، وما أقل أفعاله!
احتفل العالم في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) بيوم ذوي الاحتياجات الخاصة، أي يوم المعوقين، والمعوق هو ذلك الإنسان الذي ابتلاه ربه بعطب أو عيب، قد يكون ذهنيا، وقد يكون جسمانيا، كالعمى والصمم وفقدان أحد الأعضاء، والجنون، ونحوها من الأمراض والظواهر التي قد يولد بها المرء وقد يصاب بها خلال رحلة حياته.
وقد أثار دهشتي وحزني في الوقت نفسه أن ستمائة وخمسين مليون معوق في العالم بأسره، وهي نسبة تعادل عشرة في المائة من مجموع سكان العالم، الأمر الذي يشعر كل من يحمل في داخله مشاعر إنسانية بخطورة الظاهرة وضرورة العمل الجاد من أجل مواجهتها، لا على المستوى المحلي وحسب، بل على المستوى الإنساني العالمي.
ويجب أن يضع كل واحد منا نفسه موضع ذلك الانسان المعوق؛ لأن الإعاقة قد تلحق أي واحد منا في أي وقت وحين، فما أكثر الحوادث المرورية التي نتعرض لها، وما أكثر ما يصادف المرء منا يوميا، يخرج من بيته سليما معافى، ويعود إليه في اليوم نفسه وقد أصبح محسوبا ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو المصطلح المهذب الذي يطلق على المعوقين.
من منا يضمن أن ينتهي عمره دون أن يصبح معاقا؟
لا أحد على الإطلاق.
وللمعوقين حقوق خاصة بحالاتهم، أهمها: توفير الأجهزة العويضية كالكراسي المتحركة، والأعضاء البديلة ونحوها، وتوفير فرص عمل مناسبة لكل حالة على حدة، ناهيك عن حقهم في الرعاية الصحية، والتعليم والعمل الذي يسد حاجتهم من جانب، ويجعلهم مندمجين في مجتمعاتهم بشكل طبيعي.
وما أظن بلادنا التي خصصت المليارات لتشييد المباني والمؤسسات لتبخل على هؤلاء بمخصصات توفر لهم احتياجاتهم الخاصة، كما لا أظن أنها ستبخل عليهم يوما بما يريدون.
لكن المطلوب زيادة الدعم المقدم لهذا القطاع من أبناء المجتمع، وتوزيع هذا الدعم بشكل عادل، بحيث يصل إلى مستحقيه بالفعل.
والمطلوب أيضا متابعة الجهات المعنية لهذه الحالات، وبخاصة للأطفال وكبار السن، بحيث لا يصبح المعوق ضحية الحياة من جانب، وضحية إهمال المؤسسة المعنية من جانب آخر.
والمطلوب ــ علاوة على ذلك كله ــ أن يعي المجتمع بأسره، أن عليه دوراً تجاه هؤلاء، ولكي يعي أفراد هذا المجتمع ما عليهم من واجبات تجاه المعوقين، عليهم أن يضعوا أنفسهم مكان هؤلاء المعوقين، فلا أحد منا يضمن دوام صحته وعافيته، وهنا سندرك ضرورة تثقيف المجتمع، من خلال البرامج الدراسية، ومن خلال وسائل الإعلام، بضرورة أن نفيق، وأن ندرك مدى تقصيرنا في رعاية هؤلاء، ومن هنا يتعين على هيئات المجتمع المدني أن تقوم بدورها في إفاقة المتجمع كله، لرعاية أصحاب الإعاقة.
د. رشيد بن حويل البيضاني (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=29)
ما أكثر احتفالات العالم، وما أقل أفعاله!
احتفل العالم في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) بيوم ذوي الاحتياجات الخاصة، أي يوم المعوقين، والمعوق هو ذلك الإنسان الذي ابتلاه ربه بعطب أو عيب، قد يكون ذهنيا، وقد يكون جسمانيا، كالعمى والصمم وفقدان أحد الأعضاء، والجنون، ونحوها من الأمراض والظواهر التي قد يولد بها المرء وقد يصاب بها خلال رحلة حياته.
وقد أثار دهشتي وحزني في الوقت نفسه أن ستمائة وخمسين مليون معوق في العالم بأسره، وهي نسبة تعادل عشرة في المائة من مجموع سكان العالم، الأمر الذي يشعر كل من يحمل في داخله مشاعر إنسانية بخطورة الظاهرة وضرورة العمل الجاد من أجل مواجهتها، لا على المستوى المحلي وحسب، بل على المستوى الإنساني العالمي.
ويجب أن يضع كل واحد منا نفسه موضع ذلك الانسان المعوق؛ لأن الإعاقة قد تلحق أي واحد منا في أي وقت وحين، فما أكثر الحوادث المرورية التي نتعرض لها، وما أكثر ما يصادف المرء منا يوميا، يخرج من بيته سليما معافى، ويعود إليه في اليوم نفسه وقد أصبح محسوبا ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو المصطلح المهذب الذي يطلق على المعوقين.
من منا يضمن أن ينتهي عمره دون أن يصبح معاقا؟
لا أحد على الإطلاق.
وللمعوقين حقوق خاصة بحالاتهم، أهمها: توفير الأجهزة العويضية كالكراسي المتحركة، والأعضاء البديلة ونحوها، وتوفير فرص عمل مناسبة لكل حالة على حدة، ناهيك عن حقهم في الرعاية الصحية، والتعليم والعمل الذي يسد حاجتهم من جانب، ويجعلهم مندمجين في مجتمعاتهم بشكل طبيعي.
وما أظن بلادنا التي خصصت المليارات لتشييد المباني والمؤسسات لتبخل على هؤلاء بمخصصات توفر لهم احتياجاتهم الخاصة، كما لا أظن أنها ستبخل عليهم يوما بما يريدون.
لكن المطلوب زيادة الدعم المقدم لهذا القطاع من أبناء المجتمع، وتوزيع هذا الدعم بشكل عادل، بحيث يصل إلى مستحقيه بالفعل.
والمطلوب أيضا متابعة الجهات المعنية لهذه الحالات، وبخاصة للأطفال وكبار السن، بحيث لا يصبح المعوق ضحية الحياة من جانب، وضحية إهمال المؤسسة المعنية من جانب آخر.
والمطلوب ــ علاوة على ذلك كله ــ أن يعي المجتمع بأسره، أن عليه دوراً تجاه هؤلاء، ولكي يعي أفراد هذا المجتمع ما عليهم من واجبات تجاه المعوقين، عليهم أن يضعوا أنفسهم مكان هؤلاء المعوقين، فلا أحد منا يضمن دوام صحته وعافيته، وهنا سندرك ضرورة تثقيف المجتمع، من خلال البرامج الدراسية، ومن خلال وسائل الإعلام، بضرورة أن نفيق، وأن ندرك مدى تقصيرنا في رعاية هؤلاء، ومن هنا يتعين على هيئات المجتمع المدني أن تقوم بدورها في إفاقة المتجمع كله، لرعاية أصحاب الإعاقة.