ابو عبد الملك الفاضلي
12-26-2009, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الثناء ومدح الحاكم والحكام الناس فيه بين الغالي والجافي , فيحدث من خلاله أمورا لا تحمد
عقباها , وقد كثر الغلط الواضح في هذا الباب الذي سبب فوضى عارمة وصلت حد الإسراف والغلو والتعظيم , والمدح على كافة أشكاله وألوانه لا خير فيه فهو مذموم إلا فيما ندر منه , فلا يمدح الشخص إلا حالات نادرة ومع التحفظ الشديد حتى لا يغتر المادح بحاله فيعمل العمل من أجل المدح فحينها يحبط الله عمله , وتعلمون أن الرياء من أقسام الشرك كما دلت النصوص الشرعية على ذلك , فكثرة المدح والإطراء تصل حد الرياء وطلب الشهرة والسمعة , ولا خير في عمل تسعى به من أجل رضى الناس عنك وتركت رضى ربك الذي هو الحق الواجب عليك , وفي زماننا هذا يمدح الشخص ويذكر أسمه في كل مكان وتنشر له الصحف والمجلات ويذيع صيته على الملا هو من أحقر عباد الله إذا فتشت عن حاله وقرأت أخباره , فعلى هذا تجد العوام من الناس يمدحون الأمراء والحكام والرؤساء مدحا تكاد أنه يدخلهم الجنة , وجاء في الحديث ( إذا رأيتم المداحين فأحثوا في وجوهم التراب ) فيمدح الحاكم على خيره وشره طمعا في قربه وعطائه وربما يمدح من له حاجة عنده فإن ظفر في حاجته ولى على عقبه لا تجد له أثر , فأين التوازن في المدح ووضع الشيء في موضعه الصحيح بلا إفراط وتفريط , ومع كل أسف تجد من أهل العلم والدعاة يمدح الحاكم والرئيس مدح مفرط لا حد ولا حصر له , والحجة في هذا أنزلوا الناس منازلهم , وأن ولي الأمر له حق كبير في السمع والطاعة , ولا شك أن هذا أمرا معلوم وفي غاية الوضوح , لكن أن نسرف في المدح ونجعل الأمر بلا قيود شرعية نوازن فيها الأعمال والأقوال والقاعدة عندنا لا ضرر ولا ضرار , فالحاكم له حق السمع والطاعة فيما لا معصية فيه , وله حق النصح والتوجيه والتذكير كما جاء في حديث أبي رقيه تميم الداري في الصحيح , وكذلك له حق حفظ العرض فلا يجوز سب الحاكم وذكر عيوبه ولو كان ظالم طاغية بل الواجب نصحه وتذكيره والدعاء له بظهر الغيب , فصلاحه صلاح لرعيته وفسادهم من فساده , وغيرها الكثير المقرر عند أهل العلم الربانين , إما المبالغة الزائدة في المدح لا أظن أحد يقره من أهل العلم , بل إن العلماء يحذرون من كثرة الجلوس مع الأمراء حتى لا يفتن في دينه وعلمه , ومن أراد أن يعلم بهذا فعليه الرجوع إلى ما ذكره العلماء وأهل التحقيق في مسألة مجالسة الأمراء , وقد ذكر الشيخ سيد عفاني في كتاب الأمة وعلو الهمة كلام نفيس لأمير الحديث سفيان الثوري رحمه الله فيما يتعلق في مجالسة الأمراء يحسن الرجوع إليه , فعلينا أن ننتبه لهذا الموضوع المهم الذي سارت فيه المبالغة واضحة ولا حول ولا قوة إلا بالله , وأنا أتكلم ولله الحمد بمنهج معتدل لا غلو فيه ولا جفاء , منهج بن باز وبن عثيمين وبن جبرين فمن الناس لا يقبل منك شيء حتى تذكر له أقوال هؤلاء الأئمة الكرام الذين كتب الله لهم القبول عند الجميع , ولم أذكر أن شيخنا العالم الرباني عبد الله الجبرين كان كثير المدح للحكام والأمراء إن راء خير ذكره وإن راء شر صوبه , وأتحدى أحد يحضر لي كلام عن هؤلاء العلماء أنهم يمدحون مثل ما نحن نمدح, على أنهم معظمين عند الحاكم فلا يتعدى الحاكم كلام أحدا منهم أبد وهذا معروف وواضح لا أحتاج أشرح فيه , فرحمهم الله رحمة واسعة , فالله الله وكثرة المدح , لا تمدح ولكن أنصح ووضح , لا تمدح لكن وجه وأطرح , لا تمدح لكن أرفع يدك للسماء وأكثر الدعاء للحاكم , قال الحسن البصري رحمه الله " لو كانت لي دعوة مستجابة لصرفتها للحاكم " أظن مقالي مفهوم لا يخفى عليك أخي الكريم , شكر الله لك على حسن القراءة والمرور , بارك الله فيك وجعلك الله مبارك أين ما كنت ؟
اللهم أحفظ ولي أمرنا خادم الحرمين وولي عهدة ونائبه وأخوانه , اللهم أنصر به دينك وكتابك وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام ؟ دمتم برعاية الله
الثناء ومدح الحاكم والحكام الناس فيه بين الغالي والجافي , فيحدث من خلاله أمورا لا تحمد
عقباها , وقد كثر الغلط الواضح في هذا الباب الذي سبب فوضى عارمة وصلت حد الإسراف والغلو والتعظيم , والمدح على كافة أشكاله وألوانه لا خير فيه فهو مذموم إلا فيما ندر منه , فلا يمدح الشخص إلا حالات نادرة ومع التحفظ الشديد حتى لا يغتر المادح بحاله فيعمل العمل من أجل المدح فحينها يحبط الله عمله , وتعلمون أن الرياء من أقسام الشرك كما دلت النصوص الشرعية على ذلك , فكثرة المدح والإطراء تصل حد الرياء وطلب الشهرة والسمعة , ولا خير في عمل تسعى به من أجل رضى الناس عنك وتركت رضى ربك الذي هو الحق الواجب عليك , وفي زماننا هذا يمدح الشخص ويذكر أسمه في كل مكان وتنشر له الصحف والمجلات ويذيع صيته على الملا هو من أحقر عباد الله إذا فتشت عن حاله وقرأت أخباره , فعلى هذا تجد العوام من الناس يمدحون الأمراء والحكام والرؤساء مدحا تكاد أنه يدخلهم الجنة , وجاء في الحديث ( إذا رأيتم المداحين فأحثوا في وجوهم التراب ) فيمدح الحاكم على خيره وشره طمعا في قربه وعطائه وربما يمدح من له حاجة عنده فإن ظفر في حاجته ولى على عقبه لا تجد له أثر , فأين التوازن في المدح ووضع الشيء في موضعه الصحيح بلا إفراط وتفريط , ومع كل أسف تجد من أهل العلم والدعاة يمدح الحاكم والرئيس مدح مفرط لا حد ولا حصر له , والحجة في هذا أنزلوا الناس منازلهم , وأن ولي الأمر له حق كبير في السمع والطاعة , ولا شك أن هذا أمرا معلوم وفي غاية الوضوح , لكن أن نسرف في المدح ونجعل الأمر بلا قيود شرعية نوازن فيها الأعمال والأقوال والقاعدة عندنا لا ضرر ولا ضرار , فالحاكم له حق السمع والطاعة فيما لا معصية فيه , وله حق النصح والتوجيه والتذكير كما جاء في حديث أبي رقيه تميم الداري في الصحيح , وكذلك له حق حفظ العرض فلا يجوز سب الحاكم وذكر عيوبه ولو كان ظالم طاغية بل الواجب نصحه وتذكيره والدعاء له بظهر الغيب , فصلاحه صلاح لرعيته وفسادهم من فساده , وغيرها الكثير المقرر عند أهل العلم الربانين , إما المبالغة الزائدة في المدح لا أظن أحد يقره من أهل العلم , بل إن العلماء يحذرون من كثرة الجلوس مع الأمراء حتى لا يفتن في دينه وعلمه , ومن أراد أن يعلم بهذا فعليه الرجوع إلى ما ذكره العلماء وأهل التحقيق في مسألة مجالسة الأمراء , وقد ذكر الشيخ سيد عفاني في كتاب الأمة وعلو الهمة كلام نفيس لأمير الحديث سفيان الثوري رحمه الله فيما يتعلق في مجالسة الأمراء يحسن الرجوع إليه , فعلينا أن ننتبه لهذا الموضوع المهم الذي سارت فيه المبالغة واضحة ولا حول ولا قوة إلا بالله , وأنا أتكلم ولله الحمد بمنهج معتدل لا غلو فيه ولا جفاء , منهج بن باز وبن عثيمين وبن جبرين فمن الناس لا يقبل منك شيء حتى تذكر له أقوال هؤلاء الأئمة الكرام الذين كتب الله لهم القبول عند الجميع , ولم أذكر أن شيخنا العالم الرباني عبد الله الجبرين كان كثير المدح للحكام والأمراء إن راء خير ذكره وإن راء شر صوبه , وأتحدى أحد يحضر لي كلام عن هؤلاء العلماء أنهم يمدحون مثل ما نحن نمدح, على أنهم معظمين عند الحاكم فلا يتعدى الحاكم كلام أحدا منهم أبد وهذا معروف وواضح لا أحتاج أشرح فيه , فرحمهم الله رحمة واسعة , فالله الله وكثرة المدح , لا تمدح ولكن أنصح ووضح , لا تمدح لكن وجه وأطرح , لا تمدح لكن أرفع يدك للسماء وأكثر الدعاء للحاكم , قال الحسن البصري رحمه الله " لو كانت لي دعوة مستجابة لصرفتها للحاكم " أظن مقالي مفهوم لا يخفى عليك أخي الكريم , شكر الله لك على حسن القراءة والمرور , بارك الله فيك وجعلك الله مبارك أين ما كنت ؟
اللهم أحفظ ولي أمرنا خادم الحرمين وولي عهدة ونائبه وأخوانه , اللهم أنصر به دينك وكتابك وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام ؟ دمتم برعاية الله