ابو البندري
01-17-2010, 11:30 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين00
وبعد
فإن من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل لها الإسلام الحنيف منهجاً متكاملاً للحياة000 يقودها إلى الصواب0 ويشيع فيها الأمن والسلامة وكريم الأخلاق0 وجميل السجايا0 وطيب الفضائل00وأقوم سبل السلوك البشري في الحواضر والبوادي000 في المزارع والمصانع00 في المساكن والمدارس00 في الحافلات والقطارات00 في الأزقة والطرقات00
وقد سارت بلادنا بفضل الله تعالى وفق منهج الإسلام وآدابه منذ انبثقت فيها ضياء النور والهدى00 فأضحى الأمن دوحة تظلل كل مواطن ومقيم000 وتفرغ الناس للعمل المستمر00 فأطلت على الدنيا بثوب حضاري متميز0 ومكانة إسلامية عالمية فريدة0
ومن آداب الإسلام التي حرصت بلادنا على التزام بها وغرسها في الناشئة والشباب00 آداب الطريق0 باعتبارها أهم الفضائل في تكوين الأنفس السويه وتقويتها بالوازع الداخلي الرادع حتى في غياب الرقابة من السلطة أو المجتمع0 وتعويدها على شكر النعمة وعدم إهدارها0 واحترام مشاعر الآخرين00 ومحارمهم0
فالإسلام 00والحالة هذه 00 قد صاغ آداب الطريق بحيث يأخذ بها المؤمنون أنفسهم0 يزاملونها ويتفيأون في ظلالها0 ويتعايشون فيما بينهم على هداها00 بالفعل القويم0 والسلوك السوي0 والتوجه الصادق0 والسمت السليم0
من ذلك أن الإسلام يحث على التزام بآداب السير في الطريق00باعتبارها مسئولية جماعية0 وتعاون على البر والتقوى مع المسئولين عن تنظيمه0 حتى يبلغ الجميع 00بمشيئة الله تعالى 00السلامه والنجاة من حوادث السير المرعبة000 والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة000 وذلك يقول الحق تبارك وتعالى0000(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سوء استخدام الطريق00 ومجالس الطرقات00 ففي حديث رواه مسلم عن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه00قال كنا قعوداً بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم00 فقام علينا فقال (مالكم ولمجالس الصعدات 0(يعني الطرقات) اجتنبوا مجالس الصعدات0 فقلنا إنما قعدنا نتذاكر ونتحدث00 قال أما لا0 فأدوا حقها0غض البصر0 ورد السلام0 وحسن الكلام)0
وهكذا علمنا معلم البشرية ورسول الهدى عليه الصلاة والسلام كيف نصون محارم الآخرين في الشوارع وعند إشارات المرور000 ففي حديث رواه الحاكم وصححه0 يقول الرسول عليه الصلاة والسلام0
(النظرة سهم مسموم من سهام إبليس0 من تركها من مخافة الله أعطاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)0
كما حدد الإسلام آداب السير في الطرقات بنهي النساء عن جذب انتباه الرجال إلى ما خفي من زينتهن بالعطور أو الرنين والدق بالأقدام00 قال تعالى0 0(وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وليس معنى ذلك أن تظل المرأة حبيسة البيت لا تخرج منه إلا إلى القبر0 فالإسلام أباح لها الخروج من بيتها واستخدام (الطريق) فيما شرعه الله00 للصلاة00 وطلب العلم0000وقضاء الحاجات0 وكل غرض ديني ودنيوي مشروع000 كما كانت تفعل نساء الصحابة ومن بعدهم من خير القرون00 فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري00 (قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن).
ولم يفعل الإسلام نظافة الطريق00 بل حث على الحفاظ عليها000فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال00 (اتقوا اللاعنين قالوا00 وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال00 الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم) أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود00 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه00 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم0 قال00 (إن الله تعالى طيب يحب الطيب0 نظيف يحب النظافة0 كريم يحب الكرم0 جواد يحب الجود0 فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود)0 رواه الترمذي وقال حديث حسن0
وعن أبي برزة رضي الله عنه0 قال00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم00 (أعزل الأذى عن طريق المسلمين) أخرجه مسلم وابن ماجه0
من هنا نجد في الإسلام المنهج السليم الذي يكفل سلامة الناس في الطريق0 ويحدد لهم البعد الإنساني الرحب للقيادة والسير والمعاملات000 فليكن هذا المضمون الجامع دائماً وأبداً نصب أعيننا حتى نكون ممن قال الله فيهم(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً)
وأملنا في الله تعالى أن تتواصل مسيرة الخير والأمن في طريق غدنا المشرق بإذن الله000هذا والله اعلم واقدر
وصلى الله وسلم
وبعد
فإن من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل لها الإسلام الحنيف منهجاً متكاملاً للحياة000 يقودها إلى الصواب0 ويشيع فيها الأمن والسلامة وكريم الأخلاق0 وجميل السجايا0 وطيب الفضائل00وأقوم سبل السلوك البشري في الحواضر والبوادي000 في المزارع والمصانع00 في المساكن والمدارس00 في الحافلات والقطارات00 في الأزقة والطرقات00
وقد سارت بلادنا بفضل الله تعالى وفق منهج الإسلام وآدابه منذ انبثقت فيها ضياء النور والهدى00 فأضحى الأمن دوحة تظلل كل مواطن ومقيم000 وتفرغ الناس للعمل المستمر00 فأطلت على الدنيا بثوب حضاري متميز0 ومكانة إسلامية عالمية فريدة0
ومن آداب الإسلام التي حرصت بلادنا على التزام بها وغرسها في الناشئة والشباب00 آداب الطريق0 باعتبارها أهم الفضائل في تكوين الأنفس السويه وتقويتها بالوازع الداخلي الرادع حتى في غياب الرقابة من السلطة أو المجتمع0 وتعويدها على شكر النعمة وعدم إهدارها0 واحترام مشاعر الآخرين00 ومحارمهم0
فالإسلام 00والحالة هذه 00 قد صاغ آداب الطريق بحيث يأخذ بها المؤمنون أنفسهم0 يزاملونها ويتفيأون في ظلالها0 ويتعايشون فيما بينهم على هداها00 بالفعل القويم0 والسلوك السوي0 والتوجه الصادق0 والسمت السليم0
من ذلك أن الإسلام يحث على التزام بآداب السير في الطريق00باعتبارها مسئولية جماعية0 وتعاون على البر والتقوى مع المسئولين عن تنظيمه0 حتى يبلغ الجميع 00بمشيئة الله تعالى 00السلامه والنجاة من حوادث السير المرعبة000 والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة000 وذلك يقول الحق تبارك وتعالى0000(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سوء استخدام الطريق00 ومجالس الطرقات00 ففي حديث رواه مسلم عن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه00قال كنا قعوداً بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم00 فقام علينا فقال (مالكم ولمجالس الصعدات 0(يعني الطرقات) اجتنبوا مجالس الصعدات0 فقلنا إنما قعدنا نتذاكر ونتحدث00 قال أما لا0 فأدوا حقها0غض البصر0 ورد السلام0 وحسن الكلام)0
وهكذا علمنا معلم البشرية ورسول الهدى عليه الصلاة والسلام كيف نصون محارم الآخرين في الشوارع وعند إشارات المرور000 ففي حديث رواه الحاكم وصححه0 يقول الرسول عليه الصلاة والسلام0
(النظرة سهم مسموم من سهام إبليس0 من تركها من مخافة الله أعطاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)0
كما حدد الإسلام آداب السير في الطرقات بنهي النساء عن جذب انتباه الرجال إلى ما خفي من زينتهن بالعطور أو الرنين والدق بالأقدام00 قال تعالى0 0(وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وليس معنى ذلك أن تظل المرأة حبيسة البيت لا تخرج منه إلا إلى القبر0 فالإسلام أباح لها الخروج من بيتها واستخدام (الطريق) فيما شرعه الله00 للصلاة00 وطلب العلم0000وقضاء الحاجات0 وكل غرض ديني ودنيوي مشروع000 كما كانت تفعل نساء الصحابة ومن بعدهم من خير القرون00 فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري00 (قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن).
ولم يفعل الإسلام نظافة الطريق00 بل حث على الحفاظ عليها000فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال00 (اتقوا اللاعنين قالوا00 وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال00 الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم) أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود00 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه00 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم0 قال00 (إن الله تعالى طيب يحب الطيب0 نظيف يحب النظافة0 كريم يحب الكرم0 جواد يحب الجود0 فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود)0 رواه الترمذي وقال حديث حسن0
وعن أبي برزة رضي الله عنه0 قال00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم00 (أعزل الأذى عن طريق المسلمين) أخرجه مسلم وابن ماجه0
من هنا نجد في الإسلام المنهج السليم الذي يكفل سلامة الناس في الطريق0 ويحدد لهم البعد الإنساني الرحب للقيادة والسير والمعاملات000 فليكن هذا المضمون الجامع دائماً وأبداً نصب أعيننا حتى نكون ممن قال الله فيهم(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً)
وأملنا في الله تعالى أن تتواصل مسيرة الخير والأمن في طريق غدنا المشرق بإذن الله000هذا والله اعلم واقدر
وصلى الله وسلم