ابو البندري
01-30-2010, 08:23 AM
لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ
قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَذَا الَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ في الأموال والأولاد وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * إِنَّ عبادي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
أخي الكريم كم مرة قرأت هذه الآية ؟
وسؤالي هو ما معنى لاحتنكن ذريته؟
إن كنت تعلم الجواب فالحمدلله فأنت من الذين تدبروا القرآن ، وإن لم تعلم معنى هذه الآية فأنت من الذين كان كلُ همه متى يختم القرآن لا فرق عنده فهمه أم لم يفهم ، وهذا خطأ كبير .
هذه الآية ذكرها ربنا جل وعلا حكاية على لسان إبليس اللعين في تهديده لإغواء ذرية بني آدم حقداً وحسداً وكبراً حين أمر الله الجميع الملائكة وإبليس بالسجود فالملائكة امتثلوا أمر الله وإبليس كابر ورفض أمر الله فباء بالخسارة واللعنة والطرد من رحمة الله إلى يوم القيامة.
ولاحتنكن ذكر فيها العلماء قولين :
الأول : لاحتنكن من الحنك بفتح الحاء وهو حنك الدابة أي سوف أسوقه إلى المعاصي والمنكرات ومخالفة أمر رب الأرض والسماء كما يسوق الراكبُ دابته بوضع اللجام في حنكها فيوجهها كيف شاء لا كيف شاءت ، أي أن الشيطان يقود العاصي كالبهيمة التي لا تكلك من أمرها شيئاً.
الثاني : لاحتنكن أي لاستولين عليهم ,أطحنهم طحناً كما يطحن الجراد المزارع إذا حل فيها.
قلت : والمعنيان لا تضاد بينهما بل الجمع هنا أولى فالشيطان سوف يقود العصاة إلى مخالفة أمر ربهم ويقودهم الى مهاوي الردى كما تقاد الدابة إلى حتفها وإلى مذبحها لا تملك من أمر نفسها شيئاً وهو أيضاً سوف يطحهنم طحناً فيدمرممتلكاتهم بوضعها في الحرام ويدمر صحتهم بالهموم والغموم ويدمر أبنائهم بالعقوق ويدمر نسائهم بالعصيان والنشوز ويدمر دينهم الذي هو عصمة أمرهم بالكفران والجحود.
قال ابو القاسم في المفردات في غريب القرآن ج1/ص134 :وقوله تعالى( لأحتنكن ذريته إلا قليلا) يجوز أن يكون من قولهم حنكت الدابة أصبت حنكها باللجام والرسن فيكون نحو قولك لألجمن فلانا ولأرسننه ويجوز أن يكون من قولهم احتنك الجراد الأرض أي استولى بحنكه عليها فأكلها واستأصلها فيكون معناه لاستولين عليهم استيلاءه على ذلك .
وقال أيضاً في ج1/ص498 : لأحتنكن ذريته أي لأستأصلنهم يقال احتنك الجراد الزرع إذا أكله كله ويقال هو من حنك دابته إذا شد حبلا في حنكها الأسفل يقودها به لأقتادنهم كيف شئت
وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان ج3/ص166 :المراد بقوله (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ) أي لأقودنهم إلى ما أشاء من قول العرب احتنكت الفرس إذا جعلت الرسن
فهل فهمت الآية أخي الحبيب ؟
وهل وعيت خطط عدوك وعدو أبيك الشيطان اللعين؟
ثم السؤال الأخير أيها الأخ المبارك هل عرفت انك من اللذين لايتدبرون القرآن؟
والحل هو شراء تفسير ميسر كتفسير الشيخ آبي بكر الجزائري أو تفسير الشيخ ابن سعدي أو سؤال أهل العلم.وفقك اله لتدبر كتابه والعمل بتوجيهاته.
كتبه
الدكتور محمد بن مطر السهلي
منقول من احدى المواقع الاسلاميه وبتصرف
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع بعلمك لدي تعليق حفظك الله
قال بعض السلف (نزل القرآن ليعمل به 00 فاتخذوا تلاوته عملاً )00 و لهذا كان أهل القرآن هم العاملون به 00 و العاملون بما فيه 00 و إن لم يحفظوه عن ظهر قلب 00 و أما من حفظه و لم يفهمه و لم يعمل بما فيه فليس من أهله و إن أقام حروفه إقامة السهم .
و قالوا 000و لأن الإيمان أفضل الأعمال 00 و فهم القرآن و تدبره هو الذي يُثمر الإيمان 00 و أما مجرد التلاوة من غير فهم و لا تدبر ، فيفعلها البرُّ و الفاجر 00 و المؤمن و المنافق 0
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم 00
( و مثل المنافق يقرأ القرآن كمثل الريحانة 00 ريحها طيب و طعمها مر) رواه البخاري
اكرر بارك الله فيك شيخي ونفعنا بعلملك
قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَذَا الَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ في الأموال والأولاد وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * إِنَّ عبادي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
أخي الكريم كم مرة قرأت هذه الآية ؟
وسؤالي هو ما معنى لاحتنكن ذريته؟
إن كنت تعلم الجواب فالحمدلله فأنت من الذين تدبروا القرآن ، وإن لم تعلم معنى هذه الآية فأنت من الذين كان كلُ همه متى يختم القرآن لا فرق عنده فهمه أم لم يفهم ، وهذا خطأ كبير .
هذه الآية ذكرها ربنا جل وعلا حكاية على لسان إبليس اللعين في تهديده لإغواء ذرية بني آدم حقداً وحسداً وكبراً حين أمر الله الجميع الملائكة وإبليس بالسجود فالملائكة امتثلوا أمر الله وإبليس كابر ورفض أمر الله فباء بالخسارة واللعنة والطرد من رحمة الله إلى يوم القيامة.
ولاحتنكن ذكر فيها العلماء قولين :
الأول : لاحتنكن من الحنك بفتح الحاء وهو حنك الدابة أي سوف أسوقه إلى المعاصي والمنكرات ومخالفة أمر رب الأرض والسماء كما يسوق الراكبُ دابته بوضع اللجام في حنكها فيوجهها كيف شاء لا كيف شاءت ، أي أن الشيطان يقود العاصي كالبهيمة التي لا تكلك من أمرها شيئاً.
الثاني : لاحتنكن أي لاستولين عليهم ,أطحنهم طحناً كما يطحن الجراد المزارع إذا حل فيها.
قلت : والمعنيان لا تضاد بينهما بل الجمع هنا أولى فالشيطان سوف يقود العصاة إلى مخالفة أمر ربهم ويقودهم الى مهاوي الردى كما تقاد الدابة إلى حتفها وإلى مذبحها لا تملك من أمر نفسها شيئاً وهو أيضاً سوف يطحهنم طحناً فيدمرممتلكاتهم بوضعها في الحرام ويدمر صحتهم بالهموم والغموم ويدمر أبنائهم بالعقوق ويدمر نسائهم بالعصيان والنشوز ويدمر دينهم الذي هو عصمة أمرهم بالكفران والجحود.
قال ابو القاسم في المفردات في غريب القرآن ج1/ص134 :وقوله تعالى( لأحتنكن ذريته إلا قليلا) يجوز أن يكون من قولهم حنكت الدابة أصبت حنكها باللجام والرسن فيكون نحو قولك لألجمن فلانا ولأرسننه ويجوز أن يكون من قولهم احتنك الجراد الأرض أي استولى بحنكه عليها فأكلها واستأصلها فيكون معناه لاستولين عليهم استيلاءه على ذلك .
وقال أيضاً في ج1/ص498 : لأحتنكن ذريته أي لأستأصلنهم يقال احتنك الجراد الزرع إذا أكله كله ويقال هو من حنك دابته إذا شد حبلا في حنكها الأسفل يقودها به لأقتادنهم كيف شئت
وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان ج3/ص166 :المراد بقوله (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ) أي لأقودنهم إلى ما أشاء من قول العرب احتنكت الفرس إذا جعلت الرسن
فهل فهمت الآية أخي الحبيب ؟
وهل وعيت خطط عدوك وعدو أبيك الشيطان اللعين؟
ثم السؤال الأخير أيها الأخ المبارك هل عرفت انك من اللذين لايتدبرون القرآن؟
والحل هو شراء تفسير ميسر كتفسير الشيخ آبي بكر الجزائري أو تفسير الشيخ ابن سعدي أو سؤال أهل العلم.وفقك اله لتدبر كتابه والعمل بتوجيهاته.
كتبه
الدكتور محمد بن مطر السهلي
منقول من احدى المواقع الاسلاميه وبتصرف
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع بعلمك لدي تعليق حفظك الله
قال بعض السلف (نزل القرآن ليعمل به 00 فاتخذوا تلاوته عملاً )00 و لهذا كان أهل القرآن هم العاملون به 00 و العاملون بما فيه 00 و إن لم يحفظوه عن ظهر قلب 00 و أما من حفظه و لم يفهمه و لم يعمل بما فيه فليس من أهله و إن أقام حروفه إقامة السهم .
و قالوا 000و لأن الإيمان أفضل الأعمال 00 و فهم القرآن و تدبره هو الذي يُثمر الإيمان 00 و أما مجرد التلاوة من غير فهم و لا تدبر ، فيفعلها البرُّ و الفاجر 00 و المؤمن و المنافق 0
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم 00
( و مثل المنافق يقرأ القرآن كمثل الريحانة 00 ريحها طيب و طعمها مر) رواه البخاري
اكرر بارك الله فيك شيخي ونفعنا بعلملك